اتفق الأطباء وعلماء الدين على وجود فارق بين الحيض والاستحاضة في الكثير من الأمور. وقد جاء تعريف الاطباء للاستحاضة على انها تحدث بسبب عرق او وعاء دموي يوجد في منطقة اسفل الرحم والذي يتسبب في ان ينزل الدم منه في غير الأوقات المتعرف عليها للحيض ويسمى هذا العرق العاذل. وقد أشار العلماء أن الاستحاضة تحدث بسبب انفجار في هذا العرق الدموي فينزل الدم منه ولا ينزل من الرحم.
• وقد اضاف العلماء ان أي كمية من الدم تراها الفتاة قبل عمر تسعة اعوام أو في حالة الحمل أو في حالة ان تتجاوز مدة نزول الدم عن عدد الأيام الطبيعية في باقي ايام الشهر فهو يعتبر استحاضة. وقد اشار العلماء انه دم يسيل من العرق العاذل وانه ليس من دم الحيض او من دم النفاس ولا ينزل في الأصل من الرحم.
احكام الاستحاضة للمرأة :
• قد اشار الفقهاء ان الاستحاضة هي عبارة عن جرح دائم ينزف الدم من عرق العذل فيسبب أعراض كأعراض الحيض من نزيف دموي. ولكن اختلفت احكام الاستحاضة عن احكام الحيض فأحكام الحيض هو ان الحيض يبطل الصلاة والصوم والنوافل وقراءة القران ولمس المصحف الشريف ودخول المسجد والاعتكاف كما ثبت ذلك في حالة النفاس. أما في حالة الاستحاضة فلا تبطل استحاضة المراة هذه العبادات كما يفعل الحيض او كما يفعل النفاس.
• وهناك عدة حالات لاستحاضة المراة ففي الحالة التى تستطيع المراة فيها ان تفرق مدة حيضها وموعده عن وقت الأستحاضة يتم حساب عدد ايام الحيض الخاصة بها أما عن باقى ايام نزول الدم بعد فترة الحيض يتم اعتبارها فترة استحاضة. وفي هذه الحالة تجوز الصلاة والصوم بعد انتهاء فترة الحيض وان كانت المراة ما زالت في فترة الاستحاضة. وقد روت عائشة رضي الله عنها قالت: قالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (إني امرأة أُسْتَحاض، فلا أطهرُ، أفأدع الصّلاة؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إنما ذلك عِرْق (أي ينزف)، وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرها (قدر عادتها) فاغسلي عنك الدم، وصلِّي). اما في الحالة عندما تكون الاستحاضة ليست عادة عند المراة ولكنها تستطيع التمييز بين الحيض وبين الاستحاضة وفان عليها ان تتوقف عن العبادات في فترة الحيض ثم تغتسل وتستكمل العبادات في فترة الاستحاضة.
• وهناك أيضا المراة التي لا تستطيع ان تفرق بين دماء الحيض ودماء الاستحاضة وفي هذه الحالة سالت حمنة بنت جحش رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديثها معه قالت: (كنت أستحاض حيضة شديدة كثيرة، فجئت رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بن جحش، قالت: فقلت: يا رسول الله إني أستحاض حيضةً كثيرةً شديدةً، فما ترى فيها وقد منعتني الصّلاة والصّيام؟ فقال: أنعت لك الكرسف فإنّه يُذهِب الدّم. قالت: هو أكثر من ذلك، قال: فتلجَّمي. قالت: إنّما أثج ثجاً، فقال: سآمرك بأمرين أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الآخر، فإن قويت عليها فأنت أعلم، فقال لها: إنّما هذه ركضة من ركضات الشّيطان، فتحيضي ستة أيام إلى سبعة في علم الله ثم اغتسلي، حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقيت فصلّي أربعاً وعشرين ليلةً، أو ثلاثاً وعشرين ليلة وأيّامها، وصومي، فإن ذلك يجزئك، وكذلك فافعلي في كلّ شهر كما تحيض النّساء وكما يطهرن بميقات حيضهنّ وطهرهنّ، وإن قويت على أن تؤخّري الظّهر وتُعجّلي العصر فتغسلين ثم تُصلّين الظّهر والعصر جميعاً، ثم تُؤخّرين المغرب وتُعجّلين العشاء وتجمعين الصّلاتين فافعلي، وتغتسلين مع الفجر وتُصلّين، فكذلك فافعلي وصلّي وصومي إن قدرت على ذلك. وقال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: وهذا أحب الأمرين إليّ).
• وقد امر الله النساء في فترة الاستحاضة بان تتوضا قبل كد صلاة ان كانت استحاضتها قليلة. اما ان كانت الاستحاضة متوسطة فعليها أن تغتسل في اول الصباح قبل صلاة الصبح وتكمل صلاة اليوم ولكن بوضوء خاص لكل صلاة ثم تغتسل في صباح اليوم الذي يليه قبل الصلاة. اما في حالة ان تكون الاستحاضة شديدة فعلى المراة ان تغتسل صباحا قبل صلاة الصبح ثم مرة اخري لصلاة الظهر والعصر سويا ثم تغتسل مرة اخري لصلاة المغرب والعشاء سويا. وان فصلت المراة بين صلاتي الظهر والعصر او فصلت بين صلاتي المغرب والعشاء فعليها ان تغتسل قبل كل صلاة.
• في حالة ان لا تستطيع المراة ان تميز ان كانت الاستحاضة قليلة او متوسطة او شديدة فانها تعمل بما يلى. فان كانت المراة لا تستطيع ان تحدد الاستحاضة قليلة ام متوسطة فعليها ان تعمل باحكام الاستحاضة القليلة. وان كانت المراة لا تستطيع التمييز ان كانت الاستحاضة متوسطة ام شديدة فعليها ان تعمل باحكام الاستحاضة المتوسطة. اما في حالة معرفتها بحالها فتتبع الاحكام الخاصة بحالها. وفي حالة ان تختبر المراة حالها بين الصلوات ولا تجد نزول دم قد حدث فيمكن لها ان تصلى صلاتين دون وضوء للصلاة الثانية في حالة عدم نزول الدم.