يعرف ارتفاع الضغط الشرياني (بالإنجليزية: Hypertension) بارتفاع قراءة الضغط حيث يكون الضغط الانبساطي (المعروف بالضغط المنخفض) أكثر من80 ملم زئبقياً أو الضغط الانقباضي 130 ملم زئبقياً بعد عدة قياسات.

إن الادوية التي تستعمل لخفض ضغط الدم الشرياني لدى مرضى ارتفاع الضغط، قد تعمل بطرائق مختلفة ولها اعراض جانبية مختلفة. في هذا المقال سنتناول الحديث عن خافضات الضغط وما هو افضل علاج لضغط الدم.

يوجد العديد من الأدوية التي تستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع، والتي عادة ما يتم تسميتها بادوية الضغط أو خافضات ضغط الدم (بالإنجليزية: Antihypertensive Drugs). والجدير بالذكر أنه وبالرغم من أن لكل دواء من ادوية الضغط له مميزاته الخاصة به إلا أنه قد يرتبط استخدام كل دواء بعدد من الأعراض الجانبية والمحاذير التي يجب الأخذ بها، لذلك لا يمكننا القول أن دواء معين يعد افضل ادوية الضغط المرتفع.

نتناول في هذا المقال الحديث عن ادوية الضغط المرتفع وكيفية آلية عمل كل منها.

مفهوم الضغط الشرياني

يعمل القلب والأوعية على تأمين جريان دموي كاف لتلبية حاجة الأنسجة والأعضاء من الأكسجين والغذاء، وتخليصها من المواد الضارة والفضلات، ويتمثل الضغط الدموي بالقوة الدافعة للجريان الدموي، وهو حصيلة تقلص عضلة القلب، ودفعها للدم إلى الشجرة الوعائية، ويتعاكس جريان الدم بقوة معاكسة تتمثل بالمقاومة التي تبديها جدران أوعية الدم.

نتيجة لما سبق فإن جريان الدم، يتناسب طرداً مع ضغط الدم وعكساً مع المقاومة الوعائية حيث:

الضغط الدموي الشرياني = نتاج القلب المقاومة الوعائية الإجمالية

حيث يتعلق نتاج القلب بمعدل ضربات القلب وقوة انقباضه وحجم الدم، أما المقاومة الوعائية فتتناسب مع حجم الشريينات، حيث تعتبر مسؤولة عن 50% من المقاومة الإجمالية أما الشعيرات الدموية فتكون مسؤولة عن 25% من المقاومات الكلية، ونتيجة لكون الضخ القلبي نابضاً لذلك يتموج الضغط الشرياني بين مستوى انقباضي قدره 120 ملم زئبقياً (يسجل في أثناء انقباض العضلة القلبية)،وآخر انبساطي وقدره 80 ملم زئبقياً (يسجل في أثناء انبساط العضلة القلبية).

آليات تنظيم ضغط الدم

  • آلية التحكم السريعة وهي تنظم بآليات عصبية تتحكم بدرجة انقباض الأوعية وبفعالية القلب، ويتم عن طريق المركز المحرك الوعائي الكائن في القسم السفلي من جذع الدماغ والذي يحوي:
    • المنطقة المقبضة للأوعية.
    • المنطقة الموسعة للأوعية.
    • المنطقة المنظمة لفعاليات القلب والتي تحوي مراكز منبهة مسرّعة للقلب ومقبضة للأوعية ترسل إشارها عبر الجهاز الودي ومراكز مثبطة للقلب ترسل إشاراتها عبر العصبين المبهمين (نظير الودي).

يضاف إلى ما سبق توافر مجموعة من مستقبلات الضغط، تتوضع فوق تفرع السباتي الأصلي تدعى مستقبلات الضغط السباتية، ومستقبلات الضغط الأبهرية التي تتوزع في جدران قوس الأبهر.

  • آلية التحكم المتوسطة وتتمثل برشوح السوائل عبر الشعريات الدموية فتنظم الضغط الشرياني عن طريق تغيير حجم الدم فتؤثر على نتاج القلب.
  • آلية التحكم المديدة وتتمثل بوظائف الكلية الإطراحية والإفرازية، والتي تتدخل في تنظيم الضغط الشرياني نتيجة تغيير حجم الدم، وبالتالي نتاج القلب أو نتيجة التأثير على المقاومة الوعائية.

كيفية ارتفاع ضغط الدم

يمكن أن يكون ارتفاع الضغط الشرياني ثانوياً تالياً لأسباب مختلفة؛ يجب البحث عنها قبل بدء أية معالجة، أو أن يكون بدئياً (أساسياً) وهو الأكثر تواتراً.

ارتفاع الضغط الشرياني الثانوي

يمكن أن يكون ارتفاع الضغط الشرياني تالياً لمرض آخر، مثل:

  • تضيق الشريان الكلوي (بالانجليزية: Renal Artery Stenosis).
  • تضيق برزخ الأبهر (بالانجليزية: Coarctation of the Aorta).
  • التهاب كبيبات الكلى (بالانجليزية: Glomerulonephritis).
  • التهاب الكلية الخلالي (بالانجليزية: Interstitial Nephritis).
  • متلازمة كوشينغ (بالانجليزية: Cushing Syndrome).
  • فرط الألدوستيرون البدئي (بالانجليزية: Primary Hyperaldosteronism).
  • أورام لب الكظر (بالانجليزية: Adrenal Medulla Tumors).
  • تالياً لاستعمال بعض الأدوية.

ارتفاع الضغط الشرياني الأساسي (البدئي)

يمثل ارتفاع الضغط الشرياني الأساسي 95% من حالات ارتفاع الضغط عامة، والآليات الإمراضية لإرتفاع الضغط الشرياني غير محددة بوضوح ويتهم في حدوثه:

  • فرط نشاط الجهاز العصبي الودي.
  • فرط افراز انزيم الرنين (بالانجليزية: Renin).
  • عوز في البروستاغلاندينات الموسعة للأوعية.
  • اضطراب في حساسية المستقبلات الحساسة للضغط.
  • اضطراب في النفوذية الغشائية للصوديوم، الذي يؤدي إلى فرط في حجم الدم.
  • فرط في المواد المقبضة للأوعية:
    • أنجيوتنسين2 (بالانجليزية: Angiotensin 2).
    • نورأدرينالين (بالانجليزية: Noradrenaline).
    • فازوبرسين (بالانجليزية: Vasopressin).

من الواضح أن السبب الإمراضي لإرتفاع ضغط الدم الأساسي متعدد العوامل، ومما يساعد على حدوثه عامل مورثي، أو عائلي، أو أخطاء غذائية، أو زيادة وزنية.

معالجة ارتفاع الضغط الشرياني الأساسي

إن المعرفة الجيدة للآليات الفيزيولوجية الإمراضية لإرتفاع الضغط الشرياني، تسمح بخيار الدواء الفعّال.

يجب أن لا ننسى بعض القواعد الصحية الغذائية، والتي تسمح أحياناً بتحسين واضح لأرقام الضغط، مما يساعد على مواجهة العوامل الخطرة الأخرى القلبية الوعائية:

القواعد الصحية الغذائية

  • تخفيف الوزن: من المثبت علمياً أن الزيادة الملحوظة بوزن المريض ترفع من أرقام الضغط ارتفاعاً كبيراً، فتخفيف الوزن بمراقبة السعرات، يسمح بالحصول على انخفاض هام في أرقام الضغط، وهذا يشكل عنصراً رئيساً في معالجة ارتفاع الضغط الشرياني عند الأشخاص البدينين، والذي يجب أن يسبق المعالجة الدوائية (باستثناء الحالات الإسعافية).
  • تقليل استهلاك التدخين والكحول، والذي يلعب دوراً مفيداً سواء على عوامل الخطورة القلبية الوعائية أو على التجاوب تجاه العلاج، فالتبغ والكحول يكونان أحياناً مسؤولين عن نقص فعالية بعض الأدوية.
  • التهدئة والتمارين الفيزيائية، والتي تعتبر كمضافات هامة للعلاج الدوائي، كما يمكن أن تساعد في مراقبة الوزن، وبالتالي تلعب دوراً في إنقاص عوامل الخطورة القلبية الوعائية.
  • تقليل تناول الصوديوم، حيث يلعب الوارد الزائد من الصوديوم دوراً هاماً في ارتفاع الضغط الشرياني، فقد دلت الإحصائيات على ندرة حدوث ارتفاع في الضغط الشرياني عند الشعوب التي تستهلك الملح قليلاً، لذلك يجب اتباع حمية فقيرة بالصوديوم كتدبير هام في ارتفاع الضغط الشرياني، وذلك بتحديد مقدار ملح الطعام، والامتناع عن تناول الأغذية الغنية بالملح والمياه المعدنية الصودية، والأدوية الحاوية على الصوديوم أو الحابسة للصوديوم كالستيروئيدات القشرية، ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، ومانعات الحمل، ويجب تعديل التقليل منذ أن يتم هبوط الضغط وثباته.

إن استهلاك الأسماك الغنية بالحموض الدسمة العديدة عدم الإشباع، يمكن أن يلعب دوراً وقائياً مفيداً في المستوى القلبي والوعائي، وعلى العكس فإن تناول حبوب زيت السمك لم يبين الفائدة المرجوة.

الأدوية المستعملة في معالجة ارتفاع الضغط الشرياني

يمكن جمع الأدوية المضادة لإرتفاع الضغط الشرياني ضمن مجموعتين:

  1. المدرات.
  2. موسعات الأوعية، والتي قد تكون:
    • مباشرة التأثير: كمثبطات قنوات الكالسيوم، وفاتحات أقنية البوتاسيوم، ومزيدات النيكليوتيدات الحلقية.
    • غير مباشرة التأثير: كمعاكسات الودي، ومثبطات الرنين والأنجيوتنسين، مزيدات تحرر أكسيد النتريك والبروستاجلاندينات.

مدرات البول لعلاج ارتفاع الضغط الشرياني

يفسر الدور الهام لإضطرابات حركات الصوديوم عبر الغشاء الخلوي في إحداث ارتفاع الضغط الشرياني، المركز الهام الذي تحتله المدرات في المعالجة المضادة لإرتفاع الضغط الشرياني، حيث تزيد المدرات إدرار البول، مما يقلل حجم الدم، وبالتالي ضغط الدم.

تمثل المدرات العلاج الأكثر استخداماً والأول في ارتفاع الضغط الشرياني الأساسي المعتدل، ومن الجدير بالذكر بأن جميع المدرات متكافئة من حيث الفعالية الخافضة للضغط الشرياني المرتفع، شريطة استعمالها بمقادير متعادلة وضعيفة أو معتدلة.

هذا ويمكن إشراك المدرات مع جميع الأدوية الخافضة للضغط الشرياني المرتفع، وتستعمل المدرات عادة مع حمية خالية من الصوديوم.

موسعات الأوعية لعلاج ارتفاع الضغط الشرياني

تعمل موسعات الأوعية المباشرة وغير المباشرة على:

  • إنقاص الضغط الشرياني.
  • إنقاص الضغط الوريدي.
  • إنقاص العبء القبلي (بالانجليزية: Preload)، وهو العبء المترتب على القلب قبل ضخ الدم.
  • إنقاص العبء البعدي (بالانجليزية: Afterload)، وهو العبء المترتب على القلب عند لحظة ضخ الدم.

موجموعات موسعة الأدوية تشمل الآتي:

موسعات الأوعية مباشرة التأثير

تعمل هذه المجموعة الدوائية بشكل مباشر على ارتخاء العضلات الملساء في الأوعية الدموية، مؤدياً إلى توسعها، وذلك وفقاً للمادة المستعملة. لا تتلف هذه الأدوية وظيفة المستقبلات الحساسة للضغط ولا تحدث هبوطاً انتصابياً في الضغط الشرياني وهي تضم الآتي:

  • مثبطات قنوات الكاليسوم: كالنيفيديبين (بالانجليزية: Nifedipine)، والأملوديبين (بالانجليزية: Amlodipine)، والنيكارديبين (بالانجليزية: Nicardipine).
  • فاتحات أقنية البوتاسيوم: كالمينوكسيديل (بالانجليزية: Minoxidil)، و النيكورانديل (بالانجليزية: Nicorandil)، و دايزوكسايد (بالانجليزية: Diazoxide).
  • مزيدات النيكليوتيدات الحلقية: كالصوديوم نيتروبروسيد (بالانجليزية: Sodium Nitroprusside)، والمثيل زانثين (بالانجليزية: Methylxanthine)، والبابافيرين (بالانجليزية: Paraverine).
  • موسعات وعائية مجهولة الآلية: كالهيدرالازين (بالانجليزية: Hydralazine).
موسعات الأوعية غير مباشرة التأثير
تضم هذه المجموعة الدوائية أدوية تعمل على توسيع الأوعية وبالتالي هبوط في الضغط الشرياني بآلية غير مباشرة:
  • تثبيط الودي: كأدوية بيسوبرولول (بالانجليزية: Bisoprolol) و ميثيل دوبا (بالانجليزية: Methyldopa)، والميتوبرولول (بالإنجليزية: Metoprolol) الذي يتم تسويقه تحت الاسم التجاري متراسين (بالإنجليزية: Metracin).
  • تثبيط جملة الرنين أنجيوتنسين: كأدوية إينالابريل (بالانجليزية: Enalapril) و كانديسارتان (بالانجليزية: Candesartan)، والليزينوبريل (بالإنجليزية: Lisinopril) الذي يتم تسويقه تحت الاسم التجاري ليزوتين (بالإنجليزية: Lisoten).
  • زيادة في تحرر الـ NO والبروستاغلاندينات الموسعة للأوعية.

إن معظم أدوية الضغط تأتي على شكل حبوب، ولكن قد يتم استخدام ابر أو حقن لعلاج الضغط المرتفع في الحالات الطارئة، ففي حال سؤالك حول اسم حقن للضغط العالى فتعد حقنة الهيدرالازين (بالإنجليزية: Hydralazine) مثالاً على ابرة الضغط المرتفع.

يوجد العديد من الأدوية التي تستخدم لخفض ضغط الدم، والتي يقوم الطبيب باختيارها بناء على العديد من العوامل منها مدى ارتفاع الضغط لدى المريض، والأمراض الأخرى التي يعاني منها المريض وغيرها من العوامل، لذلك من غير المفضل أن نقول حبوب دواء الضغط هذه تعد افضل حبوب للضغط المرتفع.

أيضاً إن كل دواء من أدوية الضغط قد يسبب آثاراً جانبية والتي قد تتراوح من الطفيفة التي يمكن للفرد تحملها إلى الخطيرة أو الشديدة التي قد يلجأ الطبيب لتغيير الدواء للتخفيف من هذه الأعراض الجانبية، لذا قد لا يستطيع الطبيب أو الصيدلاني على إجابة سؤال المريض حول افضل دواء للضغط بدون اعراض جانبية، واختيار صنف معين واعتباره احسن انواع حبوب الضغط من حيث عدم وجود له آثار جانبية، وإنما قد يختارون دواء الضغط الذي له الفعالية الأعلى لدى المريض والذي يرتبط بأعراض جانبية أقل شدة.