مع تزايد الهوس بتطهير المنازل ضد فيروس كورونا الجديد، ارتفع عدد حالات التسمم نتيجة لاستخدام المنظفات والمطهرات حسبما أظهرت التقارير الجديدة، وقد أشار مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن التسمم الناجم عن التعرض للمطهرات والمنظفات ازداد في أوائل شهر مارس 2020 وفقاً لنظام بيانات السموم الوطني (NPDS) وقد وجدت التقارير بأن هناك ازدياد في عدد حالات التسمم بنسبة 20% بالمقارنة مع نفس هذا الوقت من السنة عام 2019.

أشار الخبراء إلى أن منتجات التطهير يمكن أن تكون سامة للبشر خاصة عند خلطها أو استخدامها بشكل غير صحيح كما هي سامة للجراثيم، وقد أشار الخبراء إلى أن تنظيف المنزل واليدين للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) أمر مهم لكن من المهم أيضاً أخذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من التعرض للسموم التي قد تكون سبباً في زيارة أقسام الطوارئ.

تعد المبيضات أكثر مواد التعقيم التي يساء استخدامها بشكل شائع، وقد وجدت فرق مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأن سوء استخدام المبيضات كان السبب في زيادة حالات التسمم المنزلي منذ تفشي جائحة كوفيد-19، وقد أشار الخبراء أيضاً إلى أن استخدام المبيضات مع الخل ينتج غاز الكلور السام الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة إذا تم استنشاقه خاصة لدى الأطفال.

قد ذكرت تقارير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بعض الحوادث كأمثلة على سوء استخدام مواد التنظيف والمطهرات ومنها، حادثة نقل امرأة إلى قسم الطوارئ وعلاجها بالأكسجين و موسع القصبات نتيجة لاستنشاقها أبخرة المبيضات المخلوطة مع الخل والماء الساخن، وفقد طفلة للوعي بعد إسعافها إلى قسم الطوارئ نتيجة لشرب مطهر اليدين الكحولي، وقد بلغت نسبة الكحول في دم الطفلة 273 ملغ/ ديسيلتر من الدم، في حين أن نسبة الكحول التي يعاقب عليها القانون تحت بند القيادة تحت تأثير الكحول في جميع الولايات تبلغ 80 ملغ / ديسيلتر من الدم، وقد احتاجت الطفلة للبقاء في وحدة العناية المركزة ليلة واحدة قبل أن تتعافى.

من الضروري أن يفهم الآباء إمكانية التعرض للتسمم الكحولي المرتبط بمطهر اليدين، لأن مطهرات اليدين عادةً تحتوي على 60-70% كحول، ويعد الأطفال أكثر عُرضة لخطر التسمم الكحولي لاعتقادهم بأن تناول مطهر اليدين غير مؤذي، لذا يجب ألا يترك الآباء زجاجات المطهر بالقرب من الأطفال، كما حذر المركز من خطر حروق اليدين التي قد تنجم عن استخدام معقم اليدين المصنوع يدوياً والذي يحتوي على مستويات مرتفعة من الكحول.

وافق الدكتور كينيث سباث بعد قراءة تقرير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها على أن هناك ما يبرر زيادة الحذر عند استخدام المنظفات والمطهرات، وقد تساءل إذا كان التظهير الصارم هو أفضل وسيلة للحماية من فيروس كورونا الجديد، وأضاف بأن غسل اليدين أو تعقيمها يعد أمر بالغ الأهمية للحد من خطر التعرض لعدوى فيروس كورونا الجديد والعديد من الأمراض المعدية الأخرى، ويعد ترك مسافة، واستخدام الكمامات عند الخروج، ونظافة اليدين أهم ثلاث استراتيجيات للحد من خطر الإصابة بالعدوى.

اقرأ أيضاً: جامعة غريفث وشركة إيميونولوجيكالز تطوران لقاح مضاد لفيروس كورونا الجديد