استخدام الوسائل المساعدة في الإلقاء

الوسائل المساعدة للإلقاء يمكن أن تقاطع سير وقائع الإلقاء، وتقطع الألفة التي بنيتها مع الحضور، كما أنّها تعمل على جعل أداء الإلقاء أكثر تعقيداً.

Share your love

إنّ الوسائل المساعِدة المرئية بشكل خاص تشد انتباه الحضور بعيداً عن مقدم الإلقاء، وقد تكون بمثابة المشتّت القوي لانتباه الحضور عن رسالتك، ففي بعض الأحيان يعرض المقدم شريحة للنقاط الهامة في الإلقاء ثم يتحدّث للحضور من خلاله، وإنّ انتباه الحضور مسلّط على الشريحة فهم يقرؤونها ويتجاهلون ما يقوله مقدّم الإلقاء، وذلك لأنّ سرعة قراءتهم تفوق سرعة كلام مقدّم الإلقاء، وينتهون من هذه القراءة سريعاً، ولا يكون لديهم ما يدعو إلى الاستماع إليك في تلاوة ما كانوا قد قرؤوه، وبذلك تفقد الشريحة غرضها ويفقد مقدّم الإلقاء انتباه الحضور.

كما أنّ النشرات المطبوعة إن تم توزيعها قبل بدء الإلقاء يمكن أن تكون الوسيلة الأكثر تشتيتاً لانتباه الحضور، ذلك فإنّ بعض الحضور سيقومون وعلى أقل تقدير بتفحّص النشرة سريعاً في نفس الوقت الذي تريد أن تحوز فيه على كامل انتباههم أي وقت تقديم الملاحظات الافتتاحية. 

وكذلك الحال فإنّ استخدامك لتلميحات تلقائية يمكن أن يسبّب مشكلات في الإلقاء، فهذه التلميحات تمكّنك من مواصلة الاتصال عبر العيون مع الحضور في الوقت الذي تقوم فيه بقراءة حديثك عليهم، ولو فكّرت بالطريقة التي نتحدّث بها للناس في المواقف اليومية فإنّك ستدرك أنّ هذه التلميحات غير طبيعية، فنحن نتعمد النظر بعيداً عن الناس بصفة متكرّرة أثناء الحديث معهم. 

بعض الوسائل المساعدة للإلقاء بصورة مؤثرة:

سوف تساعدك الخطوط العريضة التالية على استعمال الوسائل المساعدة للإلقاء بصورة مؤثرة:

1. إذا عزمت على استخدام أجهزة للوسائل المساعدة عليك أن تتأكّد من أنّها متوفرة وتعمل في يوم الإلقاء، ومن أنّك تعرف كيف تقوم بتشغيلها.

2. عند استخدامك الوسائل المساعدة المرئية اعرض النقطة التي تريد ثم قدّم الوسيلة المساعدة، وضع الوسيلة المساعدة على الشاشة، وانظر إليها بمشاركة الحضور، واتركها على الشاشة لفترة طويلة تكفي ليستوعب الحضور المعلومات، ثم قم بإزالتها. أعد تأسيس الاتصال مع الحضور عبر العيون، ثم تابع حديثك. ولا تتابع هذا الحديث بينما تكون الوسيلة على الشاشة إلّا إذا كان ذلك ضرورياً بكل ما في الكلمة من معنى، وحتى بعد ذلك انتظر بضع ثوان إلى أن يقوم الحضور بتفحّص الوسيلة المساعدة بسرعة ثم واجه الحضور مرة أخرى واعرض ملاحظتك بشكل موجز.

3. إذا كنت تستخدم لوحة بيانية قلابة أو جهازعرض إسقاطي رأسي لبناء صورة لشيء ما كعملية مثلاً، عليك إمّا أن تغطّي أو تزيل ما كنت قد كتبته أو رسمته قبل أن تستأنف الحديث، ثم اعرض ذلك ثانية بعد أن تكون قد عرضت النقطة التالية وأردت أن تضيفها إلى شاشة العرض، وحينما تكتب أو ترسم شيئاً ما اجعله كبيراً بما فيه الكفاية ليراه جميع الحضور واجعله أيضاً بسيطاً مقروءاً، واكتبه أو ارسمه بسرعة، وعندما تستخدم أيّة وسيلة مرئية تذكّر دائماً إعادة تأسيس الاتصال عبر العيون مع الحضور قبل أن تستأنف حيدثك إليهم ثانية

4. لا توزّع المعلومات المكتوبة في النشرات قبل بدء الإلقاء إلّا إذا كانت هذه المعلومات ضرورية بكل ما في الكلمة من معنى، فإن كانت كذلك دع الحضور يمتلكها قبل أن تبدأ الإلقاء بوقت كاف ليتمكنوا من قراءتها، وإذا كنت تريد أن تتحدّث للحضور من خلال هذه المعلومات المكتوبة وكنت قد وزعت النشرة قبل اليوم الذي ستؤدّي فيه الإلقاء تأكّد بأن يكون لديك نسخة إضافية من تلك النشرة يوم الإلقاء.

5. إذا كنت تستخدم التلميحات التلقائية حول نظرك عن الحضور مراراً وتكراراً متوقفاً بشكل مؤقت كما كنت تفعل لاستحداث تفاعل بينك وبينك الحضور يبدو وكأنّه أكثر من طبيعي، وبإمكانك أن تستخدم الملاحظات تخيّل أنّك بحاجة إلى تفحّص ملاحظاتك عن النقطة التالية في الإلقاء، وهذا سيساعدك في عملية الاتصال مع الحضور عبر العيون، وفي أن تتوقّف مؤقتاً بصورة طبيعية.

6. تأكّد من وجود كافة الوسائل المساعدة لديك في يوم الإلقاء، وأن الشرائح موضوعة حسب الترتيب الصحيح.

إنّ الوسائل المساعدة للإلقاء ستساعدك على نقل رسالتك للحضور بوضوح وبطريقة مقنعة إذا ماتم اختيارها بحرص وعناية، وتم تصميمها بطريقة جيدة، وتم استخدامها على نحو ملائم، ومهما استخدمت من وسائل للمساندة فإنّ هذه الوسائل يجب أن تكون معدّة ومجهّزة للاستعمال أثناء التدرب.

الخلاصة:

  1. لا تستخدم الوسائل المساندة إلّا حينما تكون هذه الوسائل هي الطريقة المثلى لنقل نقطة ما للحضور.
  2. اختر الوسائل الملائمة للمعلومات التي تريد نقلها، والتأثير الذي تريد إحداثه في الحضور.
  3. استخدم خيالك للحصول على أفضل النتائج.
  4. اجعل وسائلك واضحة وسهلة الفهم.
  5. لا تدع وسائلك تظهر بينك وبين الحضور.

 

المرجع:

الإلقاء، ميخائيل ستيفنز، سامي تيسير سلمان، بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع، ص 111-115/ 1996.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!