يحدث أن تستقبل كل أسرة في يوم من الأيام حدث جميل جداً وسعيد للغاية وهو استقبال المولود ، ويوصي بالاحتفال بالمولود عند قدومه على أكمل وجه من الفرح والسعادة لأنه يعتبر فرد يضاف إلى أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والذي يقوم بالفخر بنا يوم القيامة، ويولد كل طفل على الفطرة لذلك نسأل المولى عز وجل أن يجعلنا محافظين على فطرتنا التي نولد بها وأن نستخدمها في طاعته، كما يقوم هذا الزائر المولود بإحداث تغيرات عديدة في حياة كل أسرة، ويجب على كل أسرة الاستعداد التام حتى تستقبله بطريقة جيدة ومناسبة له، وتوفير له كافة الاحتياجات اللازمة له حتى تحميه من أي شيء يمكن أن يتسبب له في أي مكروه، كما أنه توجد بعض العادات والالتزامات يجب على الأهل أن يلتزمون بها عند تشريف المولود الجديد لمنزلهم.
أهم ما يجب على الأم معرفته عن استقبال المولود
سنة استقبال المولود في الإسلام
نسأل الله عز وجل أن يبارك في كل مولود قادم في كل بيت وأن يجعله من الذرية الصالحة بإذن الله تعالى فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”.
الخطوات المتبعة عند استقبال المولود
- التأذين في الأذن اليمنى للمولود وذلك ليكون كلام وعظمة الله عز وجل أول ما يسمعه الطفل عند مولده، ولحفظ الطفل من الشيطان الرجيم، وأيضاً يجعل ذلك المولود متلقي جيداً للشعائر الإسلامية.
- وضع جزء بسيط من التمر في فم المولود وتحريكه في فمه يميناً ويساراً وذلك لتحريك وتقوية عضلات فم الطفل المولود بما يعرف بتحنيك فم المولود، ولكن يجب الانتباه والحرص على سلامته.
- إطعام المولود عن طريق إرضاعه فهي الطريقة الوحيدة التي يحصل بها على طعامه، كما أنه حقه الشرعي كما نص عليه في القرآن الكريم في قول الله تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)، وتقوم الرضاعة بتحسين حالة الرضيع الصحية والنفسية وحصوله على الفوائد من خلالها، حيث تعمل الرضاعة على تقريب المولود من أمه وشعوره بحبها له وحنانها عليه.
- حلق شعر المولود بنوعيه الذكر والأنثى لما في حلق الرأس من فوائد عديدة له مثل: توسيع مسام رأسه، وتقوية الحواس عنده، كما يجب توزيع صدقة على الفقراء تقدر بوزن الشعر المحلوق للمولود فضة أو ذهب حسب الشريعة الإسلامية وإذا كان ذلك الأمر صعباً تقدر نقداً فيما يعادل الذهب أو الفضة التي تعادل وزن شعر المولود المحلوق ويتصدق به للفقراء والمساكين ونسأل الله العظيم أن يحفظ أولادنا جميعاً من أي شر، بالإضافة إلى أنه يمكن القيام بدهان رأس المولود بالزعفران لما فيه من فوائد طبية متعددة للطفل.
- كما يجب عمل عقيقة للمولود بقيمة شاتين للذكر وشاة للأنثى لمن استطاع ذلك، ولكن لا بد من العلم أن العقيقة سنة مؤكدة لما أشار إليه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( الغلام مرتهن بعقيقته، يذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه).
- عند استقبال المولود ينصح والدي المولود باختيار اسم له يكون جميل ومعناه واضح والذي يرتقي بالمولود وبكرامته ويحفظه له (وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) فمثال: مريم من الأسماء الجميلة الحسنة، بالإضافة إلى أنه ذكر في الآية الكريمة ضرورة تحصين المولود من الشيطان الرجيم، ومن الأفضل البعد عن الأسماء السيئة التي ليس لها أي معنى أو الأسماء الصعبة التي قد تسبب للطفل الحرج وتعرضه للسخرية ممن حوله.
- عند استقبال المولود يجب تحصينه وتعويذه من الشيطان من خلال الأذكار مثل قول: أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان هامة ومن كل عين لامة، فهي من أفضل الطرق لتحصينه وحمايته.
- يجب أن يقوم كلاً من الأب والأم بتجهيز غرفة وملابس مناسبة للمولود حتى يستطيعان عند استقبالهم للمولود الاهتمام به على أكمل وجه وعدم الانشغال في تجهيز هذه الأشياء له،و يجب أن يقوم أهل المولود بالبحث عن طبيب أطفال ذو ثقة حتى يقوموا باستشارته في أي شئ يخص مولودهم.
طرق الاستعداد لاستقبال المولود
القيام بشراء احتياجات الطفل الأساسية من الثياب والأشياء الأخرى الضرورية والاستعداد التام قبل عملية الولادة حتى لا يتم الانشغال عن المولود أثناء حضوره في شراء هذه الأشياء، ومن الاحتياجات الهامة التي يحتاجها المولود: الملابس، الحفاضات، المناديل، الفوط المناسبة، زجاجات اللبن، مقعد خاص للأطفال، وسرير صغير للمولود، كما يمكن تحضير بعض أنواع من الأطعمة وتجهيزها مسبقاً لباقي الأسرة، فعند استقبال المولود لا يكونوا مضطرين لمغادرة المنزل للذهاب لشراء الأطعمة ورعاية المولود وعدم الانشغال عنه بأي شيء.
يجب اختيار طبيب مناسب للمولود يكون ذو ثقة ويستطيع الرد على كافة التساؤلات نحو كيفية الاهتمام بالطفل، وكيفية علاج المولود بالطرق المناسبة الصحيحة التي يشير إليها الطبيب، لذلك يجب التأني في اختيار طبيب الأطفال والاستفسار عنه وعن طريقة عمله، فمولودكم مسؤوليتكم ويستحق منكم أفضل اهتمام ورعاية.
قبل استقبال المولود يجب تحضير غرفة خاصة له وتخصيص مكان كل شيء فيها مثل: وضع الأثاث في أي موضع، ووضع سرير المولود في أي اتجاه، الكرسي الهزاز الخاص بالمولود، والطاولة اللازمة لتغيير حفاضة المولود، وأيضاً يجب الاهتمام بإبعاد أي شيء قد يضر الطفل ويتسبب له بالاختناق كالمجوهرات، الشامبو والشاور اللازم للطفل عند استحمامه، ومقص تقليم أظافره فهذه الأشياء يجب الحذر بإبعادها عن الطفل حتى لا يضعها في فمه أو يؤذي نفسه بها.
قد يضطر والدا الطفل الاستيقاظ طوال اليوم حتى يستطيعان الاهتمام ورعاية طفلهما على أكمل وجه، ولكن أيضاً يجب أن يرتاحا حتى لا يشعران بالتعب ويستطيعان مواصلة الأمر جيداً، لذلك إذا قدم لهما أي شخص يكون أهلاً للمسؤولية المساعدة فلابد أن يقبلاها منه ولا يخجلان أبداً من ذلك، بل من الممكن أن يوكلا أحد من الأشخاص المقربين منهم بأمر ما يفعله لهم مثل: مساعدة والدة أحدهم في الطبخ أو تنظيف المنزل أو نشر الغسيل.
يجب الحرص على أن تكون إضاءة غرفة الطفل جيدة وأيضاً ضبط درجة حرارة الغرفة، فمن الأفضل استعمال إضاءة خافتة في أول أيام استقبال المولود حتى لا تأثر عليه ولا تزعجه، ويجب الحرص أيضاً على أن تكون درجة حرارة الغرفة من 18 درجة إلى 19 درجة حتى تناسب جسم الطفل، وأيضاً التأكد من فتح نوافذ الغرفة لتهويتها يومياً.
وفي النهاية إذا كنت أم لأول مرة فقد تجدين بعض الحيرة في كيفية التعامل مع رضيعك ولذا فننصحك ببعض الأمور لمساعدتك في كيفية الاهتمام به:
- عند أول لحظات استقبال المولود يقوم الطفل بالصراخ ليحصل على حنانك فقومي بإرضاعه وتدفئته في حضنك لأن هذا العالم الذي خرج له جديد عليه ويحتاج أن تغمريه بحبك وتشعريه بالأمان، وقومي بمساعدته لكي يستطيع التنفس جيداً والحصول على غذائه منك.
- يجب أن تحافظي على رأس طفلك جيداً من أي شيء يلمسها لأنها تكون مرنة جداً، ولا تدعي أي أحد يحمله إلا إذا كان لديه الخبرة في حمل الأطفال بطريقة صحيحة.
- ويجب أن تكوني على أتم الاستعداد للرضاعة الطبيعية لما لها من فائدة كبيرة لطفلك، وأيضاً تمنحه مناعة جيدة خلال الشهور الستة الأولى من ولادته.
- حاولي تهيئة جو من الراحة والهدوء لطفلك لأنه في الفترة الأولى من مولده كل ما يقوم بفعله هو الأكل والنوم، ولابد له من النوم في هدوء وطمأنينة لأنه يكون في غاية الضعف والرقة والإحساس.
- وأخيرا فلا تترددي بأن تستشيري طبيبك الخاص بالأطفال في كيفية التعامل والاهتمام بمولودك، وأيضاً في كيفية العناية بتغذيته بعد الولادة.