ينمو سرطان المعدة عادة ببطء في البداية، ويمكن أن يحتاج إلى عدة أشهر أو سنوات لينمو و يكبر في الحجم الذي يؤدي إلى ظهور الأعراض المتمثلة بشكل رئيسي بالألم في البطن. ويسهم الكشف المبكر باستخدام وسائل التشخيص الحديثة في تحسين فرص العلاج والشفاء من سرطان المعدة.

نبذة عن سرطان المعدة 

توجد المعدة في أعلى منطقة البطن، وهي مكونة من جدار عضلي وغشاء يبطن هذا الجدار. تبدأ معظم أورام المعدة من الغشاء المخاطي المبطن للمعدة، و لكن في بعض الأحيان يمكن أن يظهر من جدار المعدة نفسه. ويعد سرطان المعدة من أنواع السرطانات غير الشائعة (من الأورام الشائعة الأخرى سرطان الثدي أو سرطان القولون)، ولكن للأسف يتم تشخيص سرطان المعدة في معظم الأحيان في مرحلة متأخرة وذلك لتأخر ظهور الأعراض

أسباب سرطان المعدة

لا يوجد سبب معروف لتكون سرطان المعدة في معظم الأحيان، ولكن في بعض الحالات توجد أسباب معروفة قد تؤدي لتكونه وأيضا عوامل قد تساعد على نمو الورم. ومن هذه الأسباب:

  • التهاب المعدة بسبب البكتيريا الحلزونية (بالإنجليزية: H. Pylori)، وهي نفس البكتيريا المسؤولة عن حدوث القرحة المعوية، عدم علاجها وبقاؤها لفترة طويلة في المعدة يمكن أن يحدث تغير في الخلايا الليمفاوية التيتؤدي إلى تطوره إلى سرطان معدة في وقت لاحق. وعلاج البكتيريا الحلزونية يتطلب الالتزام بأنواع معينة من المضادات الحيوية لفترة من الزمن. أما في حال تطوره إلى سرطان فذلك يحتاج إلى سلسلة طويلة من العلاجات.
  • التهابات المعدة المزمن (بالإنجليزية: Gastritis). (للمزيد: جرثومة المعدة (البكتيريا الحلزونية)).
  • وجود نوع من أنواع فقر الدم المزمن بسبب فقر الدم الخبيث (بالإنجليزية: Pernicious Anemia).

ويوجد أيضاً بعض العوامل التي تساعد على حصول وتطور سرطان المعدة، منها:

  • التدخين والأكل المالح والمخلل.
  • زيادة الوزن.
  • بعض العوامل الجينية.

أعراض سرطان المعدة

ينمو سرطان المعدة عادة ببطء في البداية، و قد يحتاج إلى عدة أشهر أو سنوات لينمو و يكبر في الحجم.

في البداية؛ لا تكون هناك أعراض واضحة لكن مع الوقت يمكن أن تظهر أعراض مثل:

  • الشعور بالحرقة.
  • الشعور بالامتلاء وعدم القدرة على تناول الطعام.
  • انتفاخ البطن وعسر الهضم.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالغثيان.

في حال عدم تشخيص الورم في هذه المرحلة الأولى وازدياد حجم الورم، يمكن أن تظهر الأعراض التالية:

  • تقيؤ.
  • صعوبة في البلع.
  • ألم في المعدة.
  • فقدان ملحوظ في الوزن.

ويمكن أن يعزى السبب في ظهور الأعراض الأولى لسرطان المعدة مثل التعب إلى فقر الدم الناجم عن الورم.

يجدر الانتباه أن هذه الأعراض يمكن أن تسببها اضطرابات أخرى غير السرطان، مثل قرحة المعدة، أو حصوات المرارة، أو التهاب البنكرياس، وليس من السهل دائما التفريق بين هذه الأمراض دون إجراء الفحوصات. لذلك من المهم الوعي بأن ليس وجود أي عرض يدل على وجود سرطان في المعدة، ولكن وجود مجموعة من الأعراض لفترة من الزمن بشكل متكرر يتطلب مراجعة الطبيب لمعرفة التشخيص واستثناء وجود ورم.

تشخيص سرطان المعدة

في حالة وجود أعراض تدل على وجود ورم؛ فإن أهم فحص يجب إجراؤه هو تنظير المعدة؛ وهو فحص بسيط و سهل يتم من خلال إدخال أنبوب صغير فيه كاميرا صغيرة داخل المعدة، و يستطيع التنظير أن يؤكد أو ينفي وجود ورم عن طريق أخذ عينات صغيرة (خزعة) من غشاء المعدة.

تجدر الإشارة إلى أنه توجد عدة فحوصات أخرى مساعدة، مثل فحوصات الدم والصور الشعاعية. وعند تشخيص المريض بوجود سرطان في المعدة يتم طلب مجموعة إضافية من الفحوصات مثل الصور المقطعية، وتنظير القولون، وغيرها من الفحوصات لتحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، إضافة إلى طريقة العلاج الأنسب.

علاج سرطان المعدة

يعتمد علاج سرطان المعدة على مكان الورم في المعدة وعلى المرحلة التي وصل إليها؛ فعلاج ورم صغير في الجدار يختلف كليا عن علاج ورم متقدم و منتشر في الجسم.

الجراحة

  • تعتبر الجراحة العلاج الأساسي والأهم في علاج سرطان المعدة، أي أن استئصال الورم هو الحل الأنسب للتخلص منه والفرصة الوحيدة للشفاء.
  • خلال العملية؛ يتم استئصال جزء من المعدة أو كامل المعدة، ويعتمد ذلك على مكان وحجم الورم ويجب أيضاً خلال العملية استئصال الغدد اللمفاوية المجاورة للمعدة؛ لأنها يمكن أن تكون مصابة بالورم.

العلاج الكيماوي والأشعة

  • إذا كان الورم متقدما أو لا يمكن استئصاله؛ فيمكن استخدام العلاج الكيماوي مع أو بدون الأشعة و ذلك حسب الحالة.
  • في بعض الحالات يمكن إعطاء العلاج الكيماوي قبل العملية الجراحية لتصغير حجم الورم قبل استئصاله، وفي كل الحالات فإن العلاج الكيماوي يعتبر علاجا مساعداً للجراحة لا بديل عنها.
  • في بعض الأورام يمكن استخدام ما يسمى بالعلاج الموجه مع العلاج الكيماوي مثل دواء ترازتوموماب، و لكنه لا يفيد في كل الحالات.

باختصار توجد عدة علاجات لسرطان المعدة أهمها الاستئصال الجراحي ولكن توجد عدة علاجات مساعدة ومساندة، إلا أن طريقة ووقت إعطائها مهمة جداً للعلاج والشفاء من الورم.

الوقاية من سرطان المعدة

– توجد عدة أمور ممكن اتباعها للوقاية من سرطان المعدة:

  • تناول كمية كافية من الفاكهة والخضار.
  • التقليل من المأكولات المعلبة والمخللة.
  • الحفاظ على الوزن السليم.
  • الامتناع عن التدخين؛ لأنه يزيد من خطر الاصابة بسرطان المعدة.
  • في حال وجود التهاب بالبكتيريا الحلزونية في المعدة فيجب علاجه.
  • يمكن أن يفيد إجراء تنظير وقائي للأشخاص الذين لديهم احتمالية مرتفعة للإصابة بسرطان المعدة؛ وهذا يساعد في الحصول على تشخيص مبكر لسرطان المعدة، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الشفاء منه؛ ففي المراحل الأولى للورم تصل نسبة الشفاء منه إلى حوالي 60-70% إذا تم تقديم العلاج للمريض بالطريقة الصحيحة.