اغتيال ناشطة مدنية في ذي قار… وعلاوي يتهم «عبيد الأجندات»
[wpcc-script type=”96fe44a1521f15e34e5aabcb-text/javascript”]
بغداد ـ «القدس العربي»: عاد مشهد الاغتيالات الذي يطال الناشطين في الحراك الاحتجاجي في العراق، إلى الواجهة مجدداً، بعد استهداف مجموعة مسلحة «مجهولة» إحدى ناشطات مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، وقتلها وإصابة اثنين من أبنائها بجروح بليغة، إثر دعوة وجهتها لأبناء مدينتها بـ«كسر» حظر التجوال المفروض على جميع محافظات العراق بسبب انتشار وباء «كورونا»، الأمر الذي أدى إلى صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وقالت مصادر محلية إن «الناشطة أنوار جايم مهوس، المعروفة في الناصرية (أم عباس) قُتلت (فجر أمس الأحد) برصاص مسلحين مجهولين أمام منزلها في شارع الإخلاص وسط الناصرية، وأصيب اثنان من أبنائها بجروح خطيرة». وأضافت، أن «القوات الأمنية فرضت طوقاً أمنيا حول محل الحادث، وحضر خبراء الأدلة الجنائية وفتحوا تحقيقاً لمعرفة ملابساته ومراجعة كاميرات المراقبة في المنطقة».
وكانت «أم عباس» قادت تظاهرة، الخميس الماضي، في ساحة الحبوبي داعية لكسر حظر التجوال في الناصرية وفي اليوم التالي خرجت تظاهرات في الناصرية وحدثت مصادمات مع الأجهزة الأمنية أسفرت عن مقتل منتسب في قوات سوات ومتظاهر وإصابة 14 آخرين. وشّيع عدد من أهالي مدينة الناصرية، جثمان الناشطة «أم عباس».
وتعليقاً على الحادث، أكد رئيس تحالف «الوطنية» إياد علاوي، أمس، أن الصمت الذي يرافق عمليات الاغتيال في الناصرية يعني الموافقة على تلك العمليات والتي آخرها اغتيال الناشطة أنوار جايم مهوس.
وقال في «تغريدة» له على «تويتر»، إن «أشباه الرجال وعبيد الأجندات في
في الأثناء، عدّ محافظ ذي قار بالوكالة أباذر العمر، الدعوات لكسر حظر التجوال في المحافظة أنها «محاولة لقتل الناس في ظل وضع وبائي وقفت دول عظمى عاجزة أمامه فما بالكم وامكانيات العراق الصحية المتواضعة». وقال في بيان صحافي، «لقد شهدت محافظتنا الحبيبة (ليلة الجمعة الماضية) أحداثًا مؤسفة تسببت بخسائر بشرية ومادية نتيجة قيام بعض الشباب بكسر حظر التجوال والإعتداء على القوات الأمنية حيث نتج عن هذا الاعتداء المرفوض خسائر بشرية عزيزة على قلوب الجميع من أبناء قواتنا الأمنية والمتظاهرين».
وأضاف، أن «ما حدث (الخميس) لا يعد محاولة لكسر حظر التجوال بل محاولة لقتل الناس في ظل وضع وبائي وقفت دول عظمى عاجزة أمامه فما بالكم وإمكانيات العراق الصحية المتواضعة، في ظل وضع اقتصادي صعب جدا»، مؤكدا أن «مثل هذه المحاولات ستساعد على نشر الوباء وإزهاق الأرواح البريئة وتطيل أمد حظر التجوال ولا تعجل في إنهائه، مما سيتسبب معه زيادة معاناة العوائل المتعففة والتي نقدر معاناتها في ظل هذه الظروف».
وزاد»لا يفوتنا أن نقف وقفة إجلال واحترام وتقدير لكل أبناء المحافظة عامة باستنكارهم هذه الأفعال غير المسؤولة التي تهدد حياة الناس وأمنهم، والشكر بشكل خاص لمتظاهري الحبوبي الذين وقفوا وقفة مسؤولة مع القوات الأمنية ضد من حاول العبث بأمن المدينة وتهديد وضعها الصحي».
وتابع: «نؤكد حرصنا الكامل على سلامة أبناء محافظة ذي قار في ظل التهديد الخطير الذي يشكله هذا الوباء، حيث أن حظر التجوال الذي يفرض غايته الحفاظ على أرواحهم، وإن أي محاولة لتجاوز هذا الحظر أو خرقه هي محاوله لنشر الوباء ومحاولة قتل للناس وهي محاولة لإطالة أمد الحظر».
وواصل «نعاهد أبناء المحافظة أن أمنهم وصحتهم والحفاظ عليهما مسؤوليتنا ولن نتخلى عنها أو نتهاون في الحفاظ عليها كما نهيب بأخوتنا وأبنائنا المتظاهرين حسني النية، من الذين انطلت عليهم دعوات المغرضين من أصحاب الأجندات الخبيثة أن لا ينساقوا وراء هذه الدعوات التي لا تريد لمحافظتنا إلا الشر».
ودعا، أهل المحافظة أن «يلزموا منازلهم ودعم جهود القوات الأمنية والصحية التي تواصل الليل بالنهار من أجل الحفاظ على الصحة والأمن».
ووجه الشكر لـ«الكوادر الصحية خط الصد الأول لمواجهة الوباء الذين لا تقل وقفتهم شانا عن وقفة أبطال السواتر، ممن يواجهون العدو بالسلاح الأبيض، وكذلك القوات الأمنية التي تصدت بمهنية عالية لمن حاول أن يعرض حياة الناس للخطر كذلك لما يبذلونه من جهود تستحق كل الاحترام والتقدير».
في المقابل، طالب المتظاهرون في ساحة الحبوبي، مركز الحراك الاحتجاجي في ذي قار، بالكشف عن ملابسات حالات القتل التي حدثت قبل أيام، لدى الطرفين في ذي قار.
وقال المتظاهرين في بيان إنه «بالنظر للظروف الراهنة والصعبة التي يمر بها بلدنا العزيز ونظرً للتحديات التي تمر بها ثورتنا نحن معتصموا ساحة الحبوبي ندين ونستنكر ما حدث (الخميس) لمحاولات كسر الحظر الوقائي واستغلال عاطفة البعض، ونؤكد أننا لا زلنا ملتزمين بتوصيات المرجعية الرشيدة وتعليمات خلية الأزمة». وطالب المتظاهرين، «بالكشف عن الملابسات لحالات القتل التي حدثت لدى الطرفين، علماً أن الشهيد الذي وقع من صفوف المتظاهرين كان يقوم بواجب إنساني ووطني أثناء قطع النزاع بين الطرفين وإخماد نار الفتنة».
وأضافوا «لا سيما وزن معتصمي ساحة الحبوبي ملتزمين بقرار حظر التجوال، ولهم دور فعال بحملات التعفير والتعقيم في المناطق والأحياء السكنية، وكذلك توزيع السلات الغذائية وبعض الاحتياجات اللازمة للعوائل الفقيرة والمتعففة».
وتابعوا «على خلية الأزمة أن تقوم بواجبها بصورة صحيحة وهو على الاقل فرضها على وزارة الصحة توفير المستلزمات الطبية اللازمة، وإعلان أماكن للحجر الصحي بديلاً عن المستشفيات العامة، وأيضاً فرضها على وزارة التجارة، لتجهيز المواد الغذائية العاجلة عبر البطاقة التموينية وبأسرع وقت ممكن لتشجيع الناس على الألتزام بحظر التجوالـ«.
وأكدوا أن «لا توجد شرعية لأي بيان يصدر بإسم الساحة ما لم يقرأ داخل الساحة بعد اتفاق الخيم المعتصمة».
