قصص اطفال تروى لتسلية الصغير ولأخذ عبرة ودرس يستفيد به، إنه منهج ممتع أن نعلم أطفالنا بالقصة التي تثير الانتباه و تنمي الخيال.
مصادر قصص اطفال متنوعة:
كثير من الباحثين عن قصص اطفال يتحيرون في إيجاد مصدر هام لتلك القصص، أحيانا يكون الخيال جاف بسبب مشكلات الحياة، وقلة القراءة و المعنوية المضطربة وغيرذلك،وأحيانًا خصب ووفير، وهذا يتوقف على:
- درجة الفهم والربط بين الحياة وعالم المخلوقات الأخرى.
- القدرة على اختيار التقمس المناسب وإضفاء طابع غير متكلم على طابع متكلم كإلباس الحيوان دور إنساني.
- القدرة العقلية على فهم الطفل وطبيعة مرحلته العمرية والعقلية واختيار النسب من القصص له.
- درجة العبرة التي يراد تعليمها للصغير وعدم تعددها أو تعقيدها في قصة واحدة.
- القرب النفسي من الطفل ودرجة حب القصص بشكل عام.
- التسلسل المنطقي والترتيب بدأ من المقدمة ثم الأحداث والتعقيد والخاتمة وهي عناصر القصة الأساسية.
افضل قصص اطفال قبل النوم
من قصص الأطفال الواقعية “قصة نديمة والأصدقاء “
في أحد أيام فصل الصيف مرت سماء الصغيرة من أحد الشوارع في قريتها، كانت طفلة مهذبة وخلوقة وكانت تحب من كافة من يتعامل معها.
مرت أيامها عادية من المدرسة وحتى البيت إلى زيارات أقربائها وأداء واجباتها ولعبها مع إخوتها انتهاءا بالنوم ليلا في أمان داخل حجرتها بعد أن تقبلها ماما وتطمئن عليها.
ذات يوم اطلعت سماء من نافذة بيتها إلى المحيط من حولها، كانت تساعد أمها لكن حانت منها التفاتة عابرة نحو النافذة، فوجئت بوجود جيران جدد يشترون المنزل المقابل لهم.
كان منزلا مهجورا وقديما، رحل عنه أصحابه لأنهم أرادوا شراء منزل جديد، كانت الأسرة الجديدة لديها أطفال، منهم من هو في عمر سماء ومنهم الكبر ومنهم الأصغر.
كانت سماء خجولة قليلا لكنها كانت تعرف ضرورة الترحيب بالجيران الجدد، أخذت سماء بعض الطعام المعد خصيصا للمناسبات وذهبت لزيارة جيرانهم، الذين رحبوا بها بسعادة ودعوها إلى الدخول.
تعرفت سماء على الجيران كان الأب يدعى ماهر، والأم سلوى، والابن الاكبر يدعى خالد، والبنت الوسطى سهير، والأصغر بسام، كانوا لطفاء جدا معها وشجعوها على القدوم مرات أخرى.
تكونت صداقة قوية بين سماء وسهير حتى صارتا كأنهما أختان خاصة بعد أن تعارفت العائلتان ووجدوا صفات مشتركة كثيرة فيما بينهم.
كانت لسماء زميلة تدعى نديمة تسكن بعيدا عنها لكنها في نفس الشارع، كانت انطوائية وكئيبة لأن الناس لم يكونوا يحبونهابسبب أنها كانت ثرثارة ومغرورة وتؤذي الآخرين بلسانها وتجرحهم وكانت تكذب.
رأت نديمة عمق المودة والصداقة بين سماء وسهير، فغارت بشدة وأرادت أن تفرق فيما بينهم، ذهبت إلى بسام و بدأت تعامله بلطف بدون أن تعلم سماء بذلك، استقبللتها العائلة ببشاشة لأنهم أرادوا ان تتعمق صلاتهم في مسكننهم الجديد مع الجيران، وتكوين صداقات معهم.
كونت صداقة كبيرة مع بسام الصغير، وفي أحد الأيام طلبت منه أن يضع مالا من مصروفه في جيب سماء عندما تلعب مع سهير، دون ن تراه سهير أو سماء أو أي أحد من المنزل، بحجة أنهم يلعبون و بالفعل فعل بسام ذلك.
استغلت نديمة بسام وما عرفته عنه من سرعة النسيان في الايقاع بسماء، حيث قامت بإلهاء بسام باللعب معه حتى نسى تماما أمر المال، بعد انتهاء اللعب طلبت من أم بسام أن تأخذه لشراء الحلوى من المحل المجاور.
وافقت الأم لثقتها بنديمة، لكن بسام لم يجد مصروفه؟، سأل بسام : ماما أين مصروفي؟ أنا لا أجده في أي مكان؟، طلبت منه والدته ان يتأكد ويفتش في حجرته، منبهة إياه إلى أنه قد أخذ المال منها.
تعب بسام من التفتيش بالمنزل، وكانت سماء وسهير تلهوان بالحديقة بعد أن انتهيا من الواجبات، سألت نديمة بسام وهي تظهر البراءة لماذا لا تذهب وتسأل سهير وسماء؟
فعل بسام ذلك فأنكرتا الأمر، عاد إلى نديمة وأخبرها أنهما لا تعرفان ثم بدأت دموعه تنزل وبدأ يلهج بالبكاء، فقد أراد شراء الحلوى، قامت نديمة بخفض صوتها وهمست له: لماذا لا تفتش سماء من الممكن أن تكون أخذت المال وخبأته؟
فكر بسام قليلا وقال فعلاً، ثم بدأ يتهم سماء بأخذ المال وسرقته، فوجئت الفتاتان، ونهرته سماء و سهير، ظل يبكي وطلب أن يفتشهما، كل هذا ونديمة تشاهد في مكر من بعيد.
جاءت الأم ونهرت الصغير وعلمته أن هذا ليس من آداب السلوك، تكرر الموقف واشتد شعرت سماء بالإهانة ولتدلل على صدقها قامت ففتشت في جيوبها، فوجئت بوجود المال، لم تعرف ماذا حدث ومن أين جاء؟ لكن الصغير جرى وأمسك المال وقال لها أنت لصة.
كان موقفها حرجا للغاية، وقفت الأم غير مصدقة لما حدث ونهرتها بأن هذا مشين، وأخبرت والدة سماء التي فزعت للأمر و نهرت ابنتها وعاقبتها بشدة، كذلك قاطعتها سهير غاضبة، فهذه أمانة وما كان ينبغي أن يحدث ذلك.
مرت الأيام و العلاقة مقطوعة بين العائلتين بسب هذا الفعل، وكانت نديمة مسرورة جدا وفرحة، وكانت تحكي وتتفاخر بين زملائها بالمدرسة عما حدث مع سماء، وذات يوم تشاجرت نديمة مع أحد زملائها الين حكت لهم ما فعلت بسماء.
ذهب إلى أسرة بسام وخالد وسهير وحكى لهم كيف استغلت نديمة طيبة وصغر بسام ونسيانه في تلفيق تهمة لسماء المهذبة حتى توقع العداوة بينهم، وتسوء سمعة سماء.
ذهبت الأسرةمسرعة إلى أسرة سماء واعتذرت لها مقدمة لها ولأهلها أخلص الاعتذار والتأسف، شعرت سهير بالخجل من نفسها جدا، ولم تستطع التحدث لكن سماء كانت فرحة أن الله استجاب دعائها الصامت في إظهار براءتها.
سامحت سماء صديقتها وأسرتها وعادت الأمور من جديد بعد أن تعلم الجميع درسًا قاسيا، في ضرورة ألا نصدق قصص اطفال أشقياء كاذبون، وألا نسارع في اتهام الغير وخاصة ممن نثق بهم، وأن التسامح خلق جميل يتصف ه الصادقون وسبب لدوام المحبة واستمرار الصداقة.
وبعدها بدأت نديمة تعاني وهجرها الناس من جديد وعاشت في كآبة وندم وحزن بلا أصدقاء.