اكتساب الثقة على طريقة بطل العالم للشطرنج غاري كاسباروف

الثقة في النفس هي الشعور بالفخر والاعتزاز الذاتي، فمن يمتلك الثقة يسهل عليه تحقيق النجاح والتفوّق في كل مجالات الحياة. من خلال المقالة التالية سنتعرف على أهمية الثقة في حياة بطل العالم للشطرنج غاري كاسباروف.

Share your love

بدأ كاسباروف اللعب بطريقةٍ رائعة لكنَّه سرعان ما أخذ يرتكب الأخطاء حتى انتهى به الأمر بخسارة الجولة السابعة من المباراة فضلاً عن خسارة عديدٍ من المباريات في النصف الأول من البطولة.

غادر المتنافسان نيويورك بنتيجةٍ متعادلة (6-6) بعد انتهاء النصف الأول من البطولة، وتصدَّر العنوان الآتي عناوين صحيفة نيويورك تايمز: “السيد كاسباروف فقد ثقته وبدا متوتراً في نيويورك”.

وكان على كاسباروف أن يقوم بكل ما يتطلبه الأمر كي يحافظ على لقبه كأفضل لاعب شطرنج في العالم.

طريقة لعب كاسباروف للشطرنج:

كان جوشوا ويتزكين (Josh Waitzkin) أعجوبة الشطرنج في طفولته، وفاز ببطولاتٍ عدَّة للناشئين في أمريكا قبل أن يبلغ العاشرة من عمره، واستطاع جوش ووالده الحصول على فرصة للتواصل مع غاري كاسباروف ومناقشة الاستراتيجية التي يعتمدها في لعب الشطرنج، كما تعرَّفا بشكلٍ خاص إلى كيفية تعامل كاسباروف مع المباريات الصعبة مثل تلك التي خاضها ضد كاربوف في بطولة العالم للشطرنج عام 1990، وشارك ويتزكين القصة في كتابه: (فن التعلم) “The Art of Learning”، وفيما يلي مقتطف من الكتاب:

“كان كاسباروف لاعب شطرنج شرساً ويتغذى على الطاقة والثقة، وكتب والدي كتاباً بعنوان (المباريات الفانية) “Mortal Gamesوالذي يتحدث عن غاري، وقد قضينا كثيراً من الوقت معه خلال السنوات القريبة من بطولة العالم للشطرنج عام 1990.

وفي الوقت الذي خسر فيه كاسباروف مباراة هامة وكان غارقاً في الحزن والعجز، سأله والدي عن الطريقة التي سيتعامل بها مع عدم ثقته في المباراة القادمة وكان ردُّ غاري أنَّه سيحرك أحجار الشطرنج متظاهراً بالثقة على أمل أن يشعر بها في النهاية.

كان كاسباروف مخيفاً ومرعباً على رقعة الشطرنج وكان اللاعبون يهابونه وقد استغل هذا الخوف لصالحه، فإذا ما شعر بأنَّ لعبه قد بدأ بالتراجع، نفخ صدره وقام بنقلات هجومية وظهر بمظهر الواثق من نفسه مما جعل منافسيه يشعرون بالتشويش وعدم الاستقرار، وهكذا يعود خطوة بخطوة إلى حركات الشطرنج الخاصة به باستغلال خوف خصمه والموقف الذي قام به، وتتحول ثقته المصطنَعة إلى ثقة حقيقية ويعود إلى سابق عهده.

لم يكن كاسباروف متصنِّعاً؛ بل كان يشعل حماسته بلعب الشطرنج على طريقته الخاصة”.

عندما بدأ النصف الثاني من بطولة العالم للشطرنج في ليون في فرنسا، أجبر كاسباروف نفسه على اللعب بقوة، وبذلك تصدَّر المباريات بعد فوزه بالمباراة السادسة عشرة.

وحقق انتصاراً ساحقاً في المباراة الثامنة عشر والتاسعة عشر أيضاً بعد أن استرد ثقته، ولم يخسر سوى مباراتين اثنتين من أصل اثنتي عشر واحتفظ بلقبه كبطل العالم في الشطرنج، كما بقي حاملاً اللقب لعشر سنوات أخرى.

تظاهر بالأمر حتى تتقنه:

من السهل النظر إلى الأداء على أنَّه طريق ذو اتجاهٍ واحد، فكثيراً ما نسمع عن رياضي موهوب جسدياً لكن ينقصه الأداء في الميدان أو طالب ذكي لكنَّه يتعثر في الفصل، وما يقال عن تراجع الإنجاز هو أنَّه إذا كان بإمكانهم التفكير بشكلٍ صحيح وتطوير سلوكهم، سيتحسن أداؤهم ويتفوَّقون في مجالهم.

لا شك أنًّ تفكيرك وأداءك مترابطان بطريقة ما ولكن يعمل هذا الترابط في كلا الاتجاهين، فالعقلية الواثقة والإيجابية يمكن أن تكون السبب في تصرفاتك ونتائجها على حد سواء كما أنَّ الصلة بين الأداء البدني والعقلية هي طريق ذو اتجاهين.

غالباً ما تكون الثقة نتيجة إظهار قدرتك، ولهذا السبب فإن أسلوب غاري كاسباروف في اللعب وتظاهره بالثقة قد يؤدي إلى الثقة الفعلية لأنَّه يدَع أفعاله تُلهم معتقداته.

وهذه ليست مجرد مفاهيم تمنحك شعورأ جيداً أو أفكاراً للمساعدة الذاتية؛ بل هناك علم حقيقي يثبت الصلة بين السلوك والثقة، وقد بيَّنت أيمي كادي (Amy Cuddy)؛ الباحثة في هارفارد من خلال أبحاثها الرائدة، أنَّ الوقوف بوضعية الواثق قد يزيد من الثقة ويقلل من القلق بالفعل.

وأظهرَت موضوعات بحث كادي تغيُّرات بيولوجية فعلية في إنتاج الهرمونات، بما في ذلك زيادة مستويات التستوستيرون المرتبط بالثقة وانخفاض مستويات الكورتيزول المرتبط بالتوتر والقلق، وتتعدى هذه النتائج فلسفة المقولة الشهيرة: “تظاهر بالأمر حتى تتقنه”، لأنَّه يمكن تطبيقها فعلاً وفقاً لكادي.

شاهد بالفديو: 25 نصيحة فعالة لتعزيز الثقة بالنفس

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/038COmUFVy8?rel=0&hd=0″]

كيفية بناء الثقة:

عندما بدأَت المعلمة بيك تنش (Beck Tench) رحلة فقدان الوزن، لم تشعر أنَّها تتمتع بلياقة وصحة جيدة في البداية، لكنَّها اكتشفَت أنَّها لو تصرفَت كما يتصرف الأصحاء فستغدو مثلهم وتصل إلى الشكل الذي ترغب فيه، وفقدَت في غضون بضع سنوات أكثر من مئة باوند.

كانت تسأل نفسها على الدوام: ما الذي قد يفعله الأصحاء؟ وكلما قررَت أن تطلب من مطعم ما تسأل نفسها: ما الذي قد يطلبونه؟ حتى أنَّها كانت تبحث عن الأشياء التي قد يفعلها الأشخاص الذين يتمتعون باللياقة والصحة الجيدة أيام السبت.

إنَّ الثقة شيء مهم وعليك أن تتحلى بها، ولكن إذا شعرتَ أنَّ قلبك مغمورٌ بالخوف والشك في الذات أو عدم اليقين فدَع سلوكك يُلهم معتقداتك، وتظاهر أنَّك الأفضل وكأنَّك قائد كل شيء وتظاهر بالثقة عندما تتحدث إلى شخص ما، كما ويمكنك اصطناع أفعال جريئة لتحفِّز عقليتك. أي باختصار، اسأل نفسك ماذا قد يفعل الشخص الشجاع؟

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!