* تعريف المبيدات :
المبيدات هي مواد كيميائية ، سامة وخطيرة يتم صناعتها من أجل إبادة الآفات في البيت ، والآفات الزراعية ….إلخ
هناك مبيدات خصصت لإبادة الآفات كالذباب ، الباعوض، الصراصير ، الفئران ، الجراد التي تسبب بإزعاج مباشرة للإنسان التي تنقل إليه من تلوث الأغذية وقد تسبب إلى الإصابة بمرض السرطان وأمراض أخرى .
وهناك مبيدات خصصت لابادة الآفات الزراعية كالمن الذي يصيب الحياة الزراعية أو البراغيث والقراد التي تصيب الحيوانات .وأود الإشارة الى ان منظمة الصناعة الزراعية الكيميائية الدولية ( GIFAP) قد اعدت دليلا كي يلتزم بمضمونه الاشخاص الذين يستعملون المبيدات ابتداء من الشراء وانتهاء بمرحلة التخلص من العبوات .
* طرق دخول المبيدات لجسم الإنسان والكائنات الحية :
ولكن كيف تصل هذه المواد الكيميائية القاتلة لجسم الإنسان والكائنات الحية ؟ الواقع أن هذه المواد تصل للبيئة بسرعة أثناء تصنيعها أو أثناء الإستعمال الخاطئي لها، نتيجة لتسربها إلى المياه والتربة أو عن طريق حرق المنتجات التي تحتوي على هذه المواد الكيميائية. وتستطيع هذه المواد المستقرة كيميائيا السفر لمسافات طويلة في الماء والهواء، وتمتصها الكائنات الدقيقة والهائمات النباتية في المحيطات، وتقوم بتجميعها وتركيزها. وبما أن هذه الكائنات تشكل الحلقة الأولى في سلسلة الغذاء، فإنه من السهل أن يصل التلوث إلى أجسادنا مباشرة، أو عن طريق المنتجات الغذائية مثل المأكولات البحرية والدهون الحيوانية الملوثة ومن أهم طرق دخول هذه المواد السامة لأجسامنا وللكائنات الحية هي كالتالي :
-1 عن طريق الجهاز التنفسي بإستنشاق هذه المبيدات أو المواد الكيمياوية السامة .
-2 عن طريق ملامسة المبيدات لجسم الإنسان وخصوصاً عن طريق الملابس أكثر من التعرض المباشر لأن الملابس تحتفظ بجزئيات المبيد، وبطول فترة ارتداء الملابس الملوثة يؤدى إلى التعرض المستمر للمبيد حتى يتم تغييرها وكذا لجلد الكائنات الحية الأخرى .
-3التعرض عن طريق الأكل .
-4من خلال العين.
* تأثير المبيدات على الكائن الحي :
إن الإستعمال المتزايد للمبيداتِ والمواد الكيمياويةِ من أجل حمايةِ المحاصيلِ ولزيادةِ إنتاجِ الأغذية، إنما تقدّمَ مشكلة جديدة وهي تأثر الكائنات الحية وخصوصاً الإنسان تأثيرا سلبيا قاتلا مِنْ إستخدام هذه المبيداتِ والمواد الكيمياويةِ بشكل مباشر أو غير مباشر . وإن هذه التأثيرات السلبية تدخل في إطار علم السميات Toxicant وهو عِلْم جديد، عِلْم سموم، لما للسموم تأثيراتِ مضادة على الكائنات الحيَّة ، ومن هذه التأثيراتِ المضادّةِ حيث تحدث التسمم للإنسان كما أنها لها قابلية للذوبان فى الدهون والتراكم، وتتخلل جسم الإنسان أو الحيوان أو النبات بدرجة معينة ثم تدخل كمية أخرى وهكذا ثم يصبح التركيز عالياًً فى الكائن الحي.
من المعروف أن الجسم البشرى والكائنات الحية الأخرى يتعرضان على مدى حياتهما لأطنان من الملوثات الموجودة في الهواء والماء وبعض الأغذية، بالإضافة إلى إفراز الجسم طبيعيا عددا من الملوثات الناجمة عن مخلفات الهضم والتنفس في الظروف العادية الصحية، ويستطيع الجسم التخلص من هذه المواد السامة بشكل طبيعي غير أن ارتفاع نسبة التلوث في البيئة يرهق القدرة الفائقة للجسم على التخلص منها بإستمرار. وتقول أحدث الدراسات العلمية: إن هناك كثيرا من المؤشرات تشير إلى عجز الجسم عن التخلص من هذه المواد، والتي تظهر في صور متعددة من بينها الخمول والصداع وكذلك بالنسبة للكائنات الحية الأخرى عدم الأكل ، والتوحش.
ويأمل باحثون أمريكيون في وضع فهرس بالمواد الضارة المتراكمة في الجسم البشري والكائنات الحية الأخرى ، بعد أن نجحوا في رصد آثار للمبيدات الكيميائية والملوثات الأخرى لدى عدد من المتطوعين وبعض الكائنات الحية . ورغم تشبيه العلماء لجسم الإنسان بأنه موقع لردم النفايات، فإن دراسة الملوثات داخله لا تزال متخلفة عن دراسات التلوث في الجو والمياه والتربة، والنفايات الصادرة عن المعامل ومنشآت الطاقة والسيارات، وحتى النفايات الإلكترونية الحديثة.
وبشكل عام، فهناك حوالي 300 مادة كيميائية صناعية وجدت في أجسام البشر وفي الحياة البريّة. ويأمل الباحث “ديفيس بالتز” الذي يساهم في الدراسة في التعرف على تركيز قسم من 75 ألفا من المواد الكيميائية التي اختبر العلماء تأثيراتها الصحية في الولايات المتحدة.
وتأتي المشكلة الكبرى من عدم وجود نظام رقابي جيد لمراقبة إنتاج وتداول هذه المواد دون الخضوع لاختبارات السلامة الصارمة. ويقول الدّكتور “وارهورست” أحد الباحثين في هذا المجال: “ليس هناك حيوان أو شخص واحد على الكوكب لم يتعرض إلى المواد الكيميائية الصناعية التي لا تتوافر عنها معلومات السلامة الأساسية.
من أجل تقليل المخاطر بالنسبة لمستعملي المبيدات والناس الاخرين والمحيط (البيئة بشكل عام) يجب اتباع المبادىء التالية:
· عدم العمل في ظروف تكون الريح فيها قوية ؛
· العمل في شروط حيث الريح تبعد المبيدات عن مستعمليها؛
· عدم فتح الفتحات المسدودة لآلة رش المبيد بواسطة الفم؛
· وضع قناع للتنفس إذا كان هذا مذكورا على بطاقة المبيد؛
· ابعاد كل الناس والحيوانات من مكان الرش ؛
· عدم ترك عبوات المبيدات مفتوحة ؛
· وضع المبيدات في أماكن لا يطالها الأطفال وخزنها بشكل آمن تلصق عليها قطعة من الورق تدل على محتوياتها ويكون غطاؤها من النوع الذي لا يستطيع الأطفال انتزاعه وفتحها؛
· تأمين التدريب للناس حول كيفية استخدام المبيدات بحكمة وكيفية الحيلولة دون التعرض لها؛
· تنظيم حملات إعلامية وتثقيفية من خلال برامج تلفزيونية وإذاعية؛
· تقليص الأخطار المرتبطة باستخدام المبيدات من خلال نهج يتناول دورة حياتها بشكل شامل، أي معالجة جميع نواحي إدارة المبيدات من صناعتها حتى استخدامها أو التخلص منها على أساس قواعد السلوك الدولية التي وضعتها منظمة الأغذية والزراعة حول توزيع واستخدام المبيدات؛
· جمع كل الفضلات والمهملات من اجل التخلص الآمن منها .
· أما بالنسبة للصحة الشخصية التي تعتبر الاهم بالنسبة لكل العاملين والمهتمين باستعمال المبيدات فيجب التقيد بما يلي:
· غسل الايدي والوجه قبل الاكل او الشرب
· عدم الاكل والشرب والتدخين أثناء القيام بالرش
· عدم لمس الوجه او الجلد المكشوف
· غسل القفازات قبل خلعهم
· الاغتسال بشكل كامل بعد العمل, وغسل الثياب كل يوم
· التأكيد من ان كل التدابير الاحتياطية للامن والسلامة على لصاقة المنتج قد تم ملاحظتها واتباعها
· الانتظار لمدة 24 ساعة بعد رش المبيد للدخول الى الحقل او البستان
· بعد الانتهاء من عملية الرش يجب تنظيف منطقة الاستعمال من اية مخلفات من المنتج او العبوات. والمبيدات المذكورة التي تتطلب التخفيف قبل الاستعمال يجب ان تبقى وتحفظ في عبواتها الاصلية, وتقفل بشكل محكم وتخزن بشكل آمن .
وفي تقرير أصدرته الأمم المتحدة بتاريخ 27 سبتمبر 2004 بعنوان “تسمم الأحداث بالمبيدات: معلومات للمناصرة والعمل”، أن الأحداث في الدول النامية معرضون بصفة خاصة للمعاناة صحياً من الآثار السلبية التي تنجم عن التعرض لمبيدات الآفات ويحتاجون إلى اهتمام خاص.
وقد يصل عدد حالات الإصابة بالتسمم من المبيدات إلى خمسة ملايين حالة سنويا. وفي حين أن عدد الأحداث الذين يتعرضون للمبيدات غير معروف، إلا أن التقرير يصف قابلية التأثر الأكثر ارتفاعاً لدى الأحداث الذين يبدأ تأثرهم كأجنة في الرحم، والذين يتعرضون لهذه المبيدات عن طريق الأغذية التي يتناولونها أو من التربة أو الغبار أو مواد ملوثة بها يستخدمونها أثناء اللعب.
إن المشكلة تؤثر على دول العالم النامي بشكل غير متناسب. ففي حين تستخدم هذه الدول 25 بالمئة من مجمل إنتاج العالم من مبيدات الآفات، إلا أنه يقع فيها 99 بالمئة من الوفيات التي تسببها هذه السم
المصدر: موقع كتابي دوت كوم
Source: Annajah.net