تتكون العملية الجنسية من عدة مراحل مختلفة ينبغي المرور بها للوصول إلى المتعة الجنسية المنشودة من قِبل الزوجين وتحقيق الرضا عن الأداء الجنسي.

وتتضمن هذه المراحل مرحلة الإثارة، ومرحلة الهضبة، ومرحلة هزة الجماع، ومرحلة الاستقرار.

لكن حدوث خلل في إحدى هذه المراحل قد يسبب ما يُعرف بالعجز الجنسي، والذي يمتاز بغياب اللذة والمتعة المصاحبة للعملية الجنسية لدى كلا الطرفين.

ويُعزى أسبابها إما لأسباب جسدية أو أسباب عاطفية أو كلاهما، بالإضافة إلى مساهمة تناول بعض أنواع الأدوية إلى حدوث العجز الجنسي.

أنواع الضعف الجنسي

كما تُقسّم مشكلة الضعف الجنسي إلى أربع أقسام أساسية والتي تتضمن ما يأتي:

  • اضطراب الرغبة الجنسية: والتي تتمثل بهبوط أو انعدام في الرغبة الجنسية مع انعدام الشعور باللذة والمتعة المرافقة لها.
  • اضطراب النشوة: والتي تتمثل بالتأخر في الوصول إلى هزة الجماع والتي تُعرف بالنشوة، أو عدم القدرة على بلوغها.
  • اضطراب الإثارة: والتي تتضمن عدم القدرة على تحقيق الإثارة الجنسية خلال العملية الجنسية، كانعدام القدرة على انتصاب القضيب لدى الرجل أو الحفاظ على انتصاب لفترة كافية وهو ما يُعرف بضعف الانتصاب.
  • اضطراب الألم: وهي إحدى أسباب الضعف الجنسي الناجمة عن الشعور بالألم أثناء العملية الجنسية أو الجماع، وتعد النساء الأكثر عرضة للإصابة به.

توجد العديد من الأدوية التي يؤدي تناولها إلى الإصابة بالضعف الجنسي لدى بعض الرجال كإحدى التأثيرات الجانبية المرافقة له. فقد تسبب للرجل انخفاض الرغبة الجنسية وضعف بالأداء الجنسي؛ كالإصابة بضعف الانتصاب. ومن هذه الأدوية ما يُصرف بوصفة طبية؛ كالأدوية الخافضة للضغط أو الأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية النفسية، ومنها ما يُصرف بدون وصفة طبية؛ كالمسكنات والأدوية المثبطة لمستقبلات الهيستامين وغيرها. والإصابة بالضعف الجنسي قد يدفع المصاب إلى التوقف عن تناول الدواء، متغافلًا عما قد يسببه ذلك من تهديدًا لحياته. لذلك يستلزم تنبيه المصاب على ضرورة مراجعة الطبيب المختص في حال ظهور هذه المشكلة الصحية، والذي يقوم بدوره إما بتغيير الدواء إلى نوع آخر أو التقليل من جرعته. ونناقش في هذا النص أهم الأدوية التي قد تؤدي إلى الإصابة بالضعف الجنسي.

الأدوية الخافضة لضغط الدم

تتعدد الأدوية المستخدمة في علاج مرض ارتفاع ضغط الدم، والتي قد يرتبط تناولها مع بعض التأثيرات السلبية على العملية الجنسية لدى الرجال، وذلك بانخفاض الرغبة الجنسية وصعوبة في الانتصاب. ويمكن مراجعة الطبيب لاستبدال الدواء بدواء آخر أقل تأثيراً على القدرة الجنسية، أو وصف الأدوية التي تساعد على علاج ضعف الانتصاب. وتقسم الأدوية الخافضة لضغط الدم إلى عدة أقسام ويمكن توضيح ذلك فيما يأتي:

حاصرات مستقبلات بيتا

تُغلق هذه الأدوية مستقبلات بيتا المتواجدة في الجهاز العصبي، والتي تلعب دوراً أساسياً في انتصاب القضيب أثناء العملية الجنسية، وذلك بارتباط النورإبينفرين بمستقبلات بيتا. لذلك يعاني الرجال الذين يتناولون حاصرات مستقبلات بيتا بهدف علاج ارتفاع ضغط الدم من الضعف الجنسي، نتيجة لفشل انتصاب القضيب أو عدم القدرة على انتصابه لفترة كافية خلال العملية الجنسية. ومن أهم الأدوية المثبطة لمستقبلات بيتا نذكر ما يأتي:

  • أتينولول.
  • لابيتالول.
  • ميتوبرولول.
  • بروبرانولول.

مدرات البول

تعد الأدوية المدرة للبول من العلاجات المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم ذلك لفعاليتها على زيادة طرح السوائل من الجسم من خلال كثرة التبول. لكن قد يسبب تناولها ضعف الانتصاب لدى الرجال. وذلك لتأثيرها على كمية السوائل داخل الجهاز الدوراني، وتأثيرها في العضلات والتسبب بارتخائها، وبالتالي انخفاض تدفق الدم إلى القضيب وعجزه عن الانتصاب خلال العملية الجنسية. ومن أهم الأدوية المدرة للبول:

  • سبيرونولاكتون.
  • هيدروكلورثيازيد.
  • كلوروثيازيد.
  • فيوروسيميد.
  • بوميتانيد.
  • كلورتاليدون.
  • تريامتيرين.
  • كلورتاليدون.

حاصرات مستقبلات ألفا

يختلف تأثير حاصرات مستقبلات ألفا على القدرة الجنسية حسب المستقبل التي تؤثر فيه. وقد تعد من أقل الأدوية التي تؤثر سلباً في القدرة الجنسية، بل وجد أنَّها قد تحسن من القدرة على الانتصاب بين المصابين بتضخم البروستات الحميد. ويستثنى مما سبق الأدوية الخافضة للضغط بشدة لأنها تُقلل من ضغط الدم إلى القضيب، وبالتالي تسبب ضعف الانتصاب. ومن الأدوية التي تعد من حاصرات مستقبلات ألفا البرازوسين والريسيربين. وتؤثر هذه الأدوية في المستقبلات التالية:

  • مستقبلات الألفا-1 الموجودة في شرايين الأجسام الكهفية في القضيب.
  • مستقبلات ألفا-1 الموجودة في الأعصاب ليساعد على ارتخاء القضيب.
  • مستقبلات ألفا-2 الموجودة في نهايات الأعصاب ليُقلل من إفراز الإبينفرين وبالتالي يًقلل من ارتخاء القضيب. تستخدم هذه الأدوية في المساعدة على علاج أعراض المسالك البولية السفلية.

الأدوية الأخرى

تعد الأدوية الأخرى المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم أقل تأثيراً على القدرة الجنسية، ولكن قد تؤثر سلباً على بعض الرجال. وتتضمن الأدوية التالية:

  • الأدوية مركزية المفعول مثل مثيلدوبا، ريزيربين.
  • مثبط اتالانزيم المحول للانجيوتنسين كالإنالابريل، والكابتوبريل.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم كالفيرباميل، والنيفيديبين. 

مضادات الهستامين

يوجد نوعان من مضادات الهيستامين. يختلف استخدام كل منهم عن الآخر. وتستخدم حاصرات الهيستامين بشكل عام لمنع تأثير مادة الهيستامين في الجسم، وهي المادة المسؤولة عن الاستجابة التحسسية، وتعد عاملاً مهماً في عملية انتصاب القضيب. لذلك تؤثر هذه الأدوية سلباً على القدرة الجنسبة وتسبب العجز الجنسي. ومن الأمثلة عليها بروميثازين، وميكلوزين، وديمينهيدرينات، وديفينهيدرامين. بينما تستخدم مضادات الهستامين 2 في المساعدة على علاج أمراض الجهاز الهضمي كحرقة المعدة. ومن أهم حاصرات مستقبل هستامين-2 دواء فاموتيدين، رانيتيدين، نيزاتيدين بالإضافة إلى سيميتدين والذي يعد الأكثر تأثيراً في المشاكل الجنسية لدى الرجال. 

العلاج الكيميائي والأدوية الهرمونية

معظم العلاج الكيميائي والأدوية الهرمونية المستخدمة في معالجة أنواع مختلفة من السرطان قد تسبب اضطراب وخلل في العملية الجنسية لدى كل من الرجل والمرأة. فعلى سبيل المثال يُستخدم علاج ناهضات هرمون إفراز الغدد التناسلية طويلة المفعول في علاج سرطان البروستات لدى الرجل وسرطان الثدي لدى المرأة، لكن قد يرتبط معها حدوث بعض الأعراض الجانبية كقصور الغدد التناسلية، الأمر الذي يترتب عليه انخفاض الرغبة الجنسية وحدوث ضعف الانتصاب لدى الرجال. كما تتضمن الأدوية المستخدمة في علاج السرطان التي تسبب العجز الجنسي ما يأتي:

  • كيتوكونازول.
  • سيكلوفوسفاميد.
  • بوسلفان.
  • مضادات الأندروجين.
  • ليوبرورلين.


مضادات الاختلاج

تتعدد استخدام مضادات الاختلاج في السيطرة على نوبات الصرع، ومعالجة الألم المزمن كألم الشقيقة، واعتلال الأعصاب. لكن تبين أنه يسبب انخفاض في مستوى هرمون التستوستيرون، الأمر الذي يترتب عليه انخفاض بالرغبة الجنسية وفشل في تحقيق هزة الجماع لدى كلا الجنسين، بالإضافة إلى حدوث ضعف الانتصاب لدى الرجل. ومن الأدوية المضادة للاختلاج:

  • فنيتويين.
  • كاربامازيبين.

الأدوية النفسية

 تعد الوظيفة الجنسية لدى الرجال والنساء عملية معقدة، تتشارك فيها العديد من النواقل الكيميائية والهرمونات داخل الجسم. ومن أهم هذه النواقل الكيميائية الدوبامين، والسيروتونين، والكولين. أما الهرمونات فأهمها الأستروجين، والبروجستيرون، والأوكسيتوسين، والتستوستيرون. وفي حال حدوث خلل أو اضطراب في مستوياتها فإنها ستنعكس سلبًا على العملية الجنسية لدى كل من الرجال والنساء. ويعد تناول الأدوية النفسية والمضادة للقلق من أسباب الإصابة بالضعف الجنسي إذ تساهم بما نسبته 43% من الإصابة بالضعف الجنسي. وذلك لتأثيرها سلبًا على الهرمونات والنواقل الكيميائية، مسببةً خلل في مستوياتها بالجسم. فقد تسبب ارتفاع في مستوى هرمون البرولاكتين بالجسم، وقد يرتبط ارتفاع هرمون البرولاكتين بالجسم بالإصابة بضعف الانتصاب لدى الرجال بالإضافة إلى انخفاض الرغبة الجنسية لديهم. ومن أهم هذه الأدوية النفسية التي تسبب العجز الجنسي:

  • بوسبيرون.
  • كلورديازبوكسيد.
  • كلوروبرومازين.
  • كلورازيبات.
  • ديازيبام.
  • لورازيبام.
  • أُوكسازيبام.
  • ثيوتيكسين.
  • تريفلوبيرازين.
  • فنيتويين.

{question}

الأدوية المضادة للاكتئاب

يعد مرض الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالضعف الجنسي، وذلك لانخفاض الرغبة للقيام بالعلاقة الجنسية وانعدام المتعة المرجوة من العلاقة الحميمية. كما تساهم الأدوية المضادة للاكتئاب أيضاً في زيادة فرصة الإصابة بالضعف الجنسي، وذلك بانخفاض الرغبة الجنسية أو الإثارة الجنسية. ويُعزى ذلك لتأثيرها على النواقل الكيميائية في الجسم. إذ تساهم في زيادة مستوى السيروتونين بالجسم والذي يتناسب عكسًا بالنشاط الجنسي لدى الرجل مسبباً الضعف الجنسي. وغالباً ما يبدأ ظهور الضعف الجنسي لدى المصاب خلال 1-3 أسابيع منذ بدء علاج الأدوية المضادة للاكتئاب. وتوجد مضادات الاكتئاب ضمن عدة مجموعات مختلفة، وتساهم بدرجات متفاوتة في الإصابة بالضعف الجنسي، فعلى سبيل المثال تعد فنلافاكسين، وسيتالوبرام، وسيرترالين من أكثر الأدوية المسببة الضعف الجنسي، بينما يعد دواء بوبروبيون، وميرتازابين الأقل مساهمة وتأثيرًا على العملية الجنسي. كما تقسم الأدوية المضادة للاكتئاب إلى عدة مجموعات مختلفة يمكن توضيحها فيما يأتي:

  • مثبطات أكسيداز أحادي الأمين: والتي تتضمن على فينيلزين، ترانيلسيبرومين.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: والتي تتضمن على أَميتريبتيلين، دوكسيبين، إيميبرامين، نورتريبتيلين.
  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية: والتي تتضمن على فلوكسيتين، سيرترالين، باروكسيتين.

{article}

المسكنات الأفيونية

قد يتسبب الاستخدام الطويل للمسكنات الأفيونية (بالإنجليزية: Opioids) بتقليل مستوى التستوستيرون، وضعف الانتصاب، وقلة الرغبة الجنسية. ولكن يُعتقد أنَّ هذا التأثير قد ينتج عن الألم أو الاكتئاب الذي يعاني منه من يتناول المسكنات الأفيونية. وعادةً ما يتم علاج هذه المشكلة بوصف أدوية التستوستيرون. ومن الأمثلة على هذه المجموعة: 

  • هيدروكودون.
  • أوكسيكودون.
  • مورفين.
  • هيدرومورفين.
  • فينتانيل.
  • أوكسيكودون.
  • ميثادون.
  • كودين.
  • البيثيدين ويسمى أيضا الميبيريدين.

أدوية أخرى

إضافة إلى ما سبق، يُعتقد بوجود رابط بين تناول الأدوية التالية والضعف الجنسي لدى الرجال:

  • أدوية مرض الباركنسون: وتتضمن ليفودوبا، بروموكريبتين، بايبيريدين، ثلاثي الهيكسيفينيديل، بروسيكليدين، بنزاتروبين.
  • الأدوية المخدرة: وتتضمن الكحول، النيكوتين، الهيروين، الكوكايين، أمفيتامين، باربتيورات، مرجوانا.
  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: وتتضمن إندوميتاسين، نابروكسين.
  • مرخيات العضلات: وتتضمن أورفينادرين، سيكلوبينزابرين.