
قال جهاز الأمن الروسي، اليوم الاثنين، إن قذيفة أوكرانية استهدفت نقطة تفتيش روسية في مدينة روستوف على الحدود بين البلدين، في حين نفى الجيش الأوكراني المسؤولية عن إطلاقها.
وأفاد الجهاز الأمني بأن قصفا من الجانب الأوكراني أصاب ودمّر نقطة لحرس الحدود داخل الأراضي الروسية على بعد 150 مترا عن الحدود مع أوكرانيا، ولم يشر إلى سقوط أي ضحايا جراء القصف.
وتخشى دول غربية على رأسها الولايات المتحدة من أن يشكل تصاعد حدة المعارك منذ أيام على خط الجبهة ذريعة لروسيا لغزو جارتها الموالية للغرب؛ بعد أن حشدت موسكو نحو 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية.
قصف واتهامات
يأتي هذا وقد تبادل طرفا الصراع في المنطقة المتنازع عليها في شرق أوكرانيا اليوم الاتهامات بانتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار، في وقت كشفت فيه صور فضائية عن تحركات عسكرية روسية على الحدود مع الجارة الغربية، في ظل نفي موسكو المستمر عزمها شنّ هجوم عليها.
وقال الجيش الأوكراني -اليوم الاثنين- إن الانفصاليين الموالين لروسيا في إقليم دونباس بشرق البلاد خرقوا وقف إطلاق النار 74 مرة منذ صباح أمس الأحد.
وأضاف بيان للجيش أن أغلب الخروق استخدمت فيها أسلحة محظورة بموجب اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار، وأسفرت عن إصابة جندي ومدنيين في قصف شمل إحدى البلدات القريبة من خط وقف إطلاق النار.
وكان الجيش الأوكراني أعلن أنه رصد 134 قطعة من المعدات العسكرية الروسية في الجزء الخاضع للانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك، وأكد التزامه الصارم باتفاق مينسك والقانون الإنساني، ونفى قصف المدنيين في الطرف الآخر لدونباس.
في الأثناء، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقال “نحن مع تفعيل السلام ونؤيد اجتماعا فوريا لمجموعة الاتصال الثلاثية بشأن دونباس”.
الطرف المقابل
في الجانب الآخر من منطقة النزاع، أعلنت قوات الانفصاليين في شرق أوكرانيا مقتل جندي من عناصرها في قصف من الجيش الأوكراني على دونيتسك بإقليم دونباس، متهمة القوات الأوكرانية بخرق وقف إطلاق النار 63 مرة في الـ24 ساعة الماضية.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الانفصاليين في لوغانسك إن الجيش الأوكراني واصل الليلة الماضية قصف مناطق في محيط مدينة لوغانسك وبلدات مجاورة باستخدام أسلحة ومعدات عسكرية محظورة بموجب اتفاقيات مينسك.
وكان الانفصاليون الموالون لروسيا في لوغانسك اتهموا الجيش الأوكراني بقتل مدنيين اثنين وإصابة 3 آخرين في قصف للقوات الأوكرانية، كما اتهموها بقصف مناطق سكنية في دونيتسك 8 مرات أمس الأحد.
وذكر الانفصاليون في شرق أوكرانيا أن الجيش الأوكراني يصعّد على خط التماس في دونباس، ويجري استعدادات لهجوم محتمل.
وعلى خلفية الأوضاع المتوترة في دونباس، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن شركة “إير فرانس” (Air France) للطيران أعلنت إلغاء رحلاتها المقررة غدا الثلاثاء بين باريس وكييف.
كما أعلنت الخطوط الجوية الهولندية (KLM) اليوم الاثنين تعليق رحلاتها إلى أوكرانيا، لتنضم إلى شركة الطيران الإسكندنافية التي كانت قالت للجزيرة “أوقفنا رحلاتنا من وإلى أوكرانيا، وسنتجنب أجواءها في الأيام المقبلة”.
تواصل الإجلاء
ومع تواصل القصف والتوتر في دونباس ودونيتسك، يتدفق مزيد من المدنيين عبر المعابر المتوفرة إلى روسيا، حيث أقيمت مخيمات مؤقتة لإيوائهم.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنها تمكنت من إجلاء أكثر من 61 ألف مدني حتى الآن من إقليم دونباس (جنوب شرقي أوكرانيا) إلى الأراضي الروسية.

وأضاف متحدث باسم الوزارة أن النازحين وُزّعوا على أكثر من 100 مركز إيواء مؤقت في مقاطعة روستوف الحدودية مع أوكرانيا، وأن 6 قطارات أقلّت لاجئين من دونباس، على أن يُرفع عدد القطارات إلى 15 ابتداء من اليوم الاثنين.
صور فضائية
في سياق متصل، أظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية انتشارا جديدا لقوات روسية ومعدات عسكرية على الحدود الأوكرانية، حسب ما أكدت شركة “ماكسار” (Maxar) لصور الأقمار الاصطناعية الأميركية.
ووفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن “ماكسار”، فإن الصور تظهر “عمليات انتشار ميدانية متعددة جديدة لمعدات مدرعة وقوات” تخرج من مواقع عسكرية موجودة في غابات وحقول على بعد نحو 14 إلى 30 كيلومترا من الحدود الروسية الأوكرانية.
وتبيّن هذه الصور الجديدة التي التقطت أمس الأحد -على ما يبدو- مسار مركبات تعبر حقولا مغطاة بالثلوج وتحيط بها غابات وطرق، ويمكن أيضا رؤية مبان عدة.

ويشير تحليل صور أمس الأحد، وصور أخرى التقطت يوم 13 فبراير/شباط الجاري إلى تحركات لقوات ومعدات قرب 3 مواقع في جنوب غربي روسيا، وفقا للشركة التي تتخذ كولورادو مقرا لها.
وقالت ماكسار “اليوم معظم وحدات القتال ومعدات الدعم في سولوتي غادرت المكان، ويمكن رؤية كثير من مسارات المركبات وعدد من قوافل المعدات المدرعة في كل أنحاء المنطقة”.
وأضافت “نُشرت أيضا بعض المعدات شرق مدينة فالويكي في روسيا في حقل يبعد نحو 15 كيلومترا شمال الحدود الأوكرانية”.
وتابعت الشركة الأميركية “من جهة أخرى، شوهد عدد من عمليات الانتشار الجديدة على الأرض شمال غرب بيلغورود (نحو 30 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا)، مع وجود كثير من المعدات والقوات المتمركزة في مناطق الغابات أو بالقرب منها”، مشيرة إلى أن وحدات أخرى “منتشرة في مناطق زراعية و/أو صناعية”.
وأعلن مسؤول في البنتاغون يوم الجمعة الماضي أن أكثر من 40% من القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا اتخذت وضعية هجومية، مشيرا إلى أن مرحلة زعزعة الاستقرار التي تقودها روسيا في هذا البلد “بدأت”.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة رصدت منذ الأربعاء الماضي تحركات لقوات روسية باتجاه الحدود الأوكرانية.
وتحذر واشنطن منذ أسابيع من أن روسيا ستختلق حادثا ما على الحدود الأوكرانية لتبرير غزو جارتها، وهو ما تنفيه موسكو.
وكرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الأحد التأكيد أن “كل شيء” يشير إلى أن روسيا “توشك على” غزو أوكرانيا.
