والمرضى الذين تطوعوا لإجراء تنبيه مناطق المتعة لديهم وذلك من أجل علاج الاكتئاب ، قالوا بأن الخبرة كانت ” ممتعة ” بوجه عام ، لكن “التحريض الذاتي ” الكهربائي لا يستطيع شفاء الاكتئاب أو منح ” ارتفاعاً مزاجياً ” كهربائياً .
حالياً ، يعتقد الباحثون بأن التحريض الدماغي كالذي أجري للفئران يفعٌل سبلاً عصبية مختلفة وليس مراكز محددة وأنه يتعين اشتمال التغيرات في مستوى النواقل والمعدلات العصبية . وقد ركزت بعض الاتجاهات في البحث عن الدور المحتمل الذي تلعبه الإندورفينات والتي هي عبارة عن مواد كيماوية شبيهة بالأفيونات موجودة في الجملة العصبية المركزية . ويحتوي الجهاز الحوفي بعضاً من أعلى التراكيز للإندورفينات ومستقبلاتها في الدماغ ، وقد لا تريح الإندورفينات من الألم فحسب ، بل قد تعزز المتعة .
في دراسة غير معهودة طلب أحد علماء الأعصاب من الطلاب أن يسموا له خبرات شخصية منحتهم رعشة انفعالية . تقريباً ، أشار معظمهم إلى الاستماع إلى مقطوعة موسيقية ، والعديد منهم تحدث عن شعور بالتنميل خلال هذه الخبرات ، ثم جعل هذا العالم الطلاب الذين شعروا بالتنميل يستمعون إلى مقطوعتهم المفضلة قبل وبعد إعطائهم دواءً خلبياً ( غفلاً ) أو حقنة النالوكسون ( وهو مادة كيماوية تمنع تأثيرات الإندورفينات ). والنتيجة هي أن النالوكسون أنقص تواتر وشدة التنميل ، والنتيجة أن الإندورفينات قد تتوسط الاستماع بالموسيقى .
أظهر بحث آخر ، مستخدماً الحيوانات ، رابطاً بين الإندورفينات والمتعة في الاتصال الاجتماعي . فقد أعطى العلماء جرعات صغيرة من المورفين أو الإندورفينات للصيصان أو صغار خنازير غينية . وقد أظهرت هذه الحيوانات بعد الحقن ضائقة أقل من المعتاد عند فصلها عن أمهاتها . فقد بدا أن هذه الحقنات قدمت إعاضة كيماوية حيوية عن الأم ، أو بشكل أدق جيشان أو دفق الإندورفين الذي يفترض حدوثه أثناء التماس مع الأم . وعند تلقي صغار الحيوانات هذه مواد تمنع تأثيرات الأفيونات ازداد صراخها . تقترح هذه النتائج بأن ارتفاع المزاج نتيجة تحريض الإندورفين قد يكون المحرك البدئي عند الطفل لنشدان العاطفة والراحة الاجتماعية . في الواقع إن الطفل المتعلق بأمه هو طفل مدمن على الحب .
المصدر:حياتنا النفسية
Source: Annajah.net