الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة

‘);
}

أسرة طفل الاحتياجات الخاصّة

ينتظر الزّوجان قدوم طفلهما الأوّل كحدث محوري يؤثّر في تركيبة الأسرة ونمط حياتها وتكوينها، ويستعدّان لذلك الحدث بأجواء احتفاليّة مميّزة تسجّل فيها ذاكرتهم الأبويّة كلّ تفاصيل ومشاهد ولحظات الحمل، ويتكرّر المشهد في كلّ مرّة تبشّر الأسرة فيها بحمل جديد يبذل فيه الزّوجان سبل الرّاحة والتّهيئة لاستقبال مولودهم الجديد. إنّ قدوم أيّ طفل ذكراً كان أم أنثى يعني تغييراً في الأسرة وترتيباً جديداً في مكوّناتها وأدوارها وحتّى في مصروفاتها ونفقاتها اليوميّة والشّهريّة.[١]

وقد تتفاجئ الأسرة بأنّ وليدها الذي تنتظره بشغاف القلب وفارغ الصّبر غير سليم، فتنقلب الفرحة إلى حزن وألم وشعور بالذّنب، أو استنكار وجفاء. إنّ ميلاد الطّفل ذي الاحتياجات الخاصّة يؤدّي إلى استجابات انفعاليّة متباينة لدى الزّوجين والأبناء، وتتأثّر طبيعة استجابة الأبوين بعوامل عديدة، منها نوع الإعاقة، ودرجتها، وثقافة الأبوين، ومستوى تعليمهم، والفئة العمريّة، والحالة الماديّة، والنّظرة الاجتماعيّة وغير ذلك الكثير. وتتنوّع استجابات أسر الأطفال ذوي الإعاقة بين الصّدمة والإدراك والتقبّل والانسحاب الانفعاليّ، وتكون الأسرة حينها في تحت تأثير سلسلة من الضّغوط والتخبّط، الأمر الذي يستدعي تدخّل فرد من خارج الأسرة يرشدهم إلى الطّرق السّليمة للتّعاطي مع الحدث العائليّ الجديد، ويوضّح لهم احتياجات المرحلة وآليات استثمارها للتّعايش مع المولود ودمجه في صفّ الأسرة.[٢]