تحمل الأم العازبة مسئولية كبيرة جدًا، فان كون المرأة أما هو بحد ذاته وظيفة متعبة وفيها الكثير من المشاق والتعب، بل وقد يعتبرها البعض ومنذ لحظات الحمل على أنها من أصعب المهن في العالم، فالقيام بالاهتمام بطفل صغير لا يملك في العالم ألا والديه ( والدته الأكثر تواجدا ) ثم إن يكون هناك الاهتمام بالبيت، ويتبعه بعد فترة القيام بالعمل والالتحاق بالوظيفة، هذه الأمور تعتبر كارثية للمرأة وفوق طاقتها، وما بالك إن أضفنا عليها أن تكون هذه المرأة عازبة، ونقصد بالعازبة هنا، أما أن تكون امرأة مطلقة، أو ارمله، أو حتى إن يكون زوجها غير متواجدا في البيت دوما لطبيعة عمله أو لتغربه خارج الوطن من اجل لقمة العيش، إن اجتماع هذه العوامل كلها وفي وقت واحد حول المرأة كفيل بجعل أوفى النساء تنهار، فالأمر ليس بالبسيط، ولو اردنا إعطاء مثال عليه، لو قمت بسؤال أي رجل عن عمله، لقال لك انه يعود من العمل منهما ويحتاج إلى الراحة، أما هذه الأم، خاصة العازبة فهي مجبرة أن تنهي العمل في وظيفتها لكي تنتقل إلى العمل في البيت، وقد يكون عملا ذو مشقة ليس فيه أي نوع من الراحة، ولهذا عليها أن تعرف كيف تقوم بالتصرف في تلك الوقت لئلا تفقد عقلها، لهذا عليها أن تستطيع أن توازن بين الكثير العوامل لتجد الصيغة المناسبة والتي منها ما يلي.
كيف تستطيع الأم العازبة الموازنة بين البيت والعمل ؟
دراسة طبيعة المهمة التي على الأم العازبة القيام بها يوميا
حتى تستطيع الأم العازبة أن تجد ذلك الميزان بين عملها وبين الوقت للبيت، عليها أولا أن تصل إلى تحليل عن طبيعة المهام التي يجب عليها القيام بها يوميا، ماذا عليها أن تفعل، والى أين أن تتجه، هذا الأمر سيفيدها في الخطوة الأولى، وبالتالي يجب على المرأة أن تقوم بتسجيل نوعية المهام التي تقوم بها وطبيعتها، وأوقاتها، والتعرف عليها اكثر، فبالطبع عند الرغبة بإجراء أي تنظيم لشان ما يخص حياتنا، علينا أن نحاول أن نذهب إلى التعرف على واقعنا ومن ثم التحقق مما هو متاح أمامنا، وإلا فإن الفشل بالطبع سيكون حليف هذه الأعمال، لن يستطيع الإنسان أن ينجح دون أن يدرك كيفية معالجة الوقت، وهذا يتطلب التعرف على طبيعة الوقت والمعاملات التي عليه القيام بها والأعمال.
التخطيط الجيد لليوم وحساب الأوقات
بعد أن تعرفتي اكثر إلى طبيعة الأوقات والنشاطات التي عليك ممارستها يوميا، عليك الانتقال إلى الخطوة التالية والمهمة جدا، وهي التخطيط لكيفية القيام بهذه الأعمال خلال اليوم الواحد، وما الذي تحتاجينه لهذه الغاية، وبناءا عليه، يمكنك أن تقومي بحساب هذا الوقت تقريبا ووضعه ضمن جدول يتناسب وهذه الأعمال، هذا الجدول يمثل خطتك لمعالجة مشكلة تعاني منها وبالتالي هي كالدواء، وهذا ما يتطلب منك الالتزام التام بهذا الجدول وعدم مخالفته لأنه يعني مشاكل إضافية لك انت في غنى عنها.
المساعدة من المحيط
هنا يجب عليك أن تحاولي أن تجدي المساعدة من الأشخاص المحيطين منك، وهذا الأمر ضروري، فيد واحدة لا تصفق، وكونك امرأة عزباء فهذا لا يعني انك وحدة، لغايات تنسيق برنامجك بشكل افضل، يمكنك أن تطلبي المساعدة من زوجك السابق أولا إن كان موجودا فهو بالنهاية والد أطفالك، وهو مسؤول عنهم،وفي الناحية الثانية يمكنك أن تطلبي المساعدة الأهل ممن يتوفر منهم كالوالدة والأخوات، ومن ثم الانتقال بطريقة أوسع إلى الأصدقاء، وتتعدد المهام بين شخص وآخر، فيمكن أن تطلبي مثلا من الزوج السابق أن ينقل الأطفال إلى المدارس مثلا، وان تطلبي من الوالدة العناية بالصغار منهم والذين لم يصلوا إلى مرحلة الدراسة، وهكذا.
التركيز في كل مهمة
لا يمكنك أن تنجحي في ما ترغبي بالقيام به إن لم تكوني على قدر من التركيز في هذه المهمة، وبتبسيط اكثر، انت أمام وقت ضيق فليس هناك مجال لمحاولة إعادة ما تقومين به مرة وراء الأخرى، الأفضل أن تقومي بالانتهاء من هذه المهمة مرة واحدة، والتخلص من هذا العبء قدر الإمكان.
حاول أن تشركي الأبناء في المهام
من الأمور المساعدة جدا في هذا الخصوص هو أن تطلبي المساعدة من الأبناء، فهذا العامل الموجود ( الأبناء ) يعتبر متوفر وقادر على التوفير في الوقت وإضافة الوقت أيضا، فالأطفال أن اصبحوا في عمر يسمح لهم بالقيام ببعض المهام وخاصة تلك المرتبطة بهم، يمكنهم أن يقدموا مساعدات كبيرة، كل ما على الأم العازبة أن تكون قادرة على توجيههم إلى تلك الواجبات وتعليمهم إن اقتضى الأمر، وفعليا هناك الكثير من الأمور التي يستطيعوا القيام بها وهي ليست خطرة، مثلا ترتيب ثيابهم، غسيل الأطباق بعد الطعام، تنظيف البيت…. الخ
اجعلي مخططاتك مرنة قدر الإمكان
المرونة مطلوبة جدا في حال كانت الظروف صعبة، هذا الأمر يعود إلى طبيعة الظروف الطارئة التي قد تحدث في أي وقت والتي قد تؤثر على نشاطك، وبالتالي يجب أن يكون هناك مرونة في اتخاذ القرار والانتقال من مهمة إلى الأخرى، بعكس ذلك قد يعني حدوث أمر طارئ تراكم المهام بعضها فوق بعض بحيث لا يتوفر لك الوقت لحل هذه المشاكل، والمرونة قد تعني إيحاد خطة بديلة وحلول سحرية انت الأقدر على إيجادها تبعا لظروفك الخاصة.
استخدام الوقت بكفاءة
دوما وعندما نتكلم عن تنظيم أمورنا أو وضع مخططات لأمور أخرى، نذهب إلى ناحية الوقت، علينا أن نتكلم عن الوقت بعض الشيء، فهو من اكثر الأمور التي تساعدنا وبذات الوقت تقهرنا، وهذا يرتبط بنا وكيفية إدارة الوقت ومعالجته، إذا عليك أن تكوني قادرة على البحث في كل دقيقة وكيفية التعامل معها.
تذكري دوما انه مع أن المهمة ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة
بغض النظر عن مقدار الصعوبة التي ستواجهك في محاولتك للسيطرة على كل الظروف المتراكمة من حولك، ورغم الكثير من المشاكل التي ستعترض طريقك إلا أن المهمة ليست مستحيلة، وقد نجح فيها العديد من قبلك، ولا بجد لك أن تنجحي انت الأخرى فيها إن قمت بها بحكمة وصبر، فقد عليك أن تكوني مرة أخرى اكثر قدرة على التخطيط، والمرونة والتحمل.
إعادة النظر في الوظيفة وقت الضرورة
في النهاية قد يكون هذا احد الخيارات المطروحة وان كان صعبا لغايات القدرة على تنظيم الوقت ومعالجة المشاكل، فأحيانا نضطر إلى التخلي عن أمور كثيرة نحبها لصالح أمور اكثر عملية في حياتنا.