يقدر عدد المسلمين في البرتغال حاليا بنحو ثلاثين ألف نسمة وهم من أعراق مختلفة ، قدموا من عدة بلدان وخاصة من المستعمرات البرتغالية السابقة ، ويمكن تقسيم المسلمين في البرتغال إلى فئات متعددة منها مسلمون من موزامبيق من أفريقيا ، ومسلمون من ماكاو ، وجزيرة غوا في الهند ، وتيمور في إندونيسيا ، أو أحفاد المسلمين الهنود الذين كان يعمل أجدادهم وآباؤهم في المستعمرات البرتغالية في موزامبيق وغيرها ، ومسلمون من غينيا بيساو المستعمرة البرتغالية السابقة ، ومسلمون مهاجرون من الدول العربية ، مثل مصر والمغرب والجزائر وغيرها ، ومسلمون برتغاليون أعتنقوا الإسلام حديثا وعددهم قليل .
وقد تأسست أول جمعية إسلامية رسمية في البرتغال الحديثة في لشبونة عام 1968م باسم الجماعة الإسلامية للشبونة ، حيث أستأجروا شقة وجعلوها مقرا للجماعة ومكانا لآداء الصلاة جماعة ، وبعد تزايد عدد المسلمين القادمين إلى البرتغال من مستعمراتها السابقة ، وبعد مطالبات متعددة وافقت بلدية لشبونة على منح المسلمين أرضا لبناء مسجد ومركز إسلامي في لشبونة ، وكان ذلك عام 1977م ، وتم تأسيس مجلس إشرافي من سفراء الدول الإسلامية لدى البرتغال برئاسة سفير المغرب ، وتم تأسيس أول مسجد ومركز إسلامي في البرتغال بعد زوال حكم المسلمين عنها ، وتم الإنتهاء منه عام 1985م ، وبالإضافة إلى هذا المركز الإسلامي ، وفي البرتغال حاليا مسجدان جامعان و 17 مصلى معظمها في لشبونة ماعدا أربعة منها في مدن كويمبرا في وسط البرتغال ، وفيلادوكونده في الشمال ، وأيفورا في الجنوب ، وبورتو ، التي تعتبر من أقدم المدن البرتغالية .
وفي لشبونة مدرسة دار العلوم الإسلامية ، كما تنتشر في المساجد والمصليات حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، إضافة إلى وجود فصول لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية .
ويدرس في مدرسة دار العلوم الإسلامية التي تأسست عام 1995م نحو 70 طالبا وطالبة ، ويقوم بتدريسهم سبعة معلمين ، وهي تعادل المرحلتين الإعدادية والثانوية .
كما أصدر المسلمون في البرتغال عددا من الدوريات باللغة البرتغالية والعربية ، مثل مجلة “إسلام” الفصلية التي تصدرها الجماعة الإسلامية للشبونة ، ومجلة “القلم” ، كما أصدرت الجماعة الإسلامية في لارانجيروا مجلة “النور” باللغة البرتغالية ، مرة كل شهرين .
الجدير بالذكر أن المسلمين فتحوا البرتغال على يد القائد المسلم موسى بن نصير ، ثم أكمل أبنه عبد العزيز الفتح من بعده ، وتوالت فتوحات المسلمين للبرتغال الحالية ، وبنهاية القرن الهجري الأول كانت البرتغال الحالية تقريبا كلها خاضعة لحكم المسلمين ، وهم الذين أطلقوا عليها اسم (برتغال) .
لكن المسلمين بعد أن أتموا فتح البرتغال هجروا المناطق الجبلية الباردة في الشمال وأنحدروا إلى الجنوب الدافئ ذي الأراضي الخصبة والطبيعة الجميلة ، فكانت مناطق الشمال المهجورة من المسلمين هي أولى المناطق التي لجأ إليها النصارى واتخذوها مركزا يغيرون منها على المسلمين .
واستمرت الحرب سجالا بين المسلمين والنصارى إلى أن سقطت لشبونة بيد “الفونسو هنريك” الذي أعلن نفسه ملكا على البرتغال ، وذلك في عام 541هـ/1147م .
لكن جنوب البرتغال ومركزه “شلب” لم تسقط نهائيا إلا في عام 647هـ/1429م .
وقد ذكر بعض المؤرخين أن كافة سكان مدن وقرى البرتغال من غير المسلمين كانوا يتحدثون اللغة العربية ، حيث ذكر الإدريسي عن “شلب” أن سكان قراها وسكان المدينة يتكلمون باللغة العربية .
وقد نبغ من العرب والمسلمين سكان البرتغال عدد كبير في مختلف العلوم والآداب ، ذكرتهم كتب التراجم والسير ، ومن أشهرهم إبن بسام الشنتويني ، المتوفي عام 1147م ، وأبو الوليد الباجي وإبن عمار الشاعر ، وأبو القاسم أحمد بن قسي ، الذي ولي شلب لعبد المؤمن التوحدي .
والمؤرخ المعروف أبوبكر بن محمد بن إدريس الفارابي العالوسي ، صاحب كتاب “الدرة المكنونة في أخبار لشبونة” .
وكان من أبرز المدن التي إزدهرت في عهد المسلمين مدينة لشبونة ومدينة شلب في الجزء الجنوبي من البرتغال
Source: islamweb.net