الإعجاز البياني في القران الكريم للسامرائي

الإعجاز البياني في القران الكريم للسامرائي للدلالة علي عبقرية القران، هذا الكتاب الذي جاء للمسلمين نوراً، وموقع الموسوعة يقدم لكم المنهج العلمي للإعجاز

mosoah

الإعجاز البياني في القران الكريم للسامرائي

الإعجاز البياني في القران الكريم للسامرائي للدلالة علي عبقرية القران، هذا الكتاب الذي جاء للمسلمين نوراً، وموقع الموسوعة يقدم لكم المنهج العلمي للإعجاز البياني للسامرائي، والمقصود بالبيان والإعجاز البياني بالإضافة إلى أمثلة علي الإعجاز البياني في القران الكريم.

منهج الإعجاز البياني في القران الكريم للسامرائي

  • الدكتور فاضل صالح السامرائي هو احد الأساتذة الكبار في علوم النحو واللغة والتعبير القراني .
  • يعتبر الدكتور السامرائي من اهم المفسرين البيانيين في العصر الحالي نظرا لمحاولته التعرف بصورة افضل علي النصوص القرانية في ضوء معايير لغوية وعلمية واضحة.
  • اعتمد السامرائي في منهجه لإظهار الإعجاز اللغوي والبياني في القران الكريم علي بنية الكلمة ومعناها في النص القراني.
  • اهتم السامرائي في مؤلفاته بإيضاح السياق الخاص باللفظ القراني فهو له الصدارة في كتابات الخاصب بتفسير الإعجاز البياني، ومن أمثلة ذلك قوله تعالي:
  • ” ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ” في سورة الأنعام.
  • ثم قوله تعالي في سورة هود: ” وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ”
  • فتلاحظ انه في الأية الأولي قد جاءت الكلمة بصيغة الاسم “مهلك” بينما في الأية الثانية جاءت الكلمة بصيغة الفعل “ليهلك” وذلك بسبب أن السياق الخاص بالأية الأولي هو سياق مشهد عام من المشاهد التي سوف تحدث في يوم القيامة.
  • ينما الأية الثانية فجاءت بصيغة الفعل لان السياق الذي تدور فيه الأية هو سياق يحدث في الدنيا ويختص بشئونها.

تعريف الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم

يهتم علماء وأساتذة التفسير والبيان بكشف أسرار القران وتوضيح معجزاته المختلفة أتي لا تزال تتكشف أمامنا إلي اليوم، وقد جاء الدكتور السامرائي للتأكيد علي مواطن الجمال والإعجاز اللغوي والبياني في القران الكريم.

وبداية يجب أن نوضح:

تعريف البيان

ويقصد بالبيان إظهار المعني الحقيقي للألفاظ والعبارات ويجب أن يكون إظهار هذا المعني في عبارات محددة ومبنية.

والإطناب والمبالغة والإسهاب في الوصف يعتبر بلاغة وليس بيان، ويعتبر القران الكريم إعجاز بياني ليس له مثيل.

تعريف الإعجاز البياني في القران الكريم

يقصد به البحث والدراسة للقران الكريم في ضوء العلوم والدراسات اللغوية الحديثة بطريقة علمية ودقيقة، وقد جاءت هذه الدراسات الحديثة لتؤكد علي إعجاز القران الكريم في الناحية البيانية واللغوية.

ويتمثل الإعجاز البياني في القران الدقة الشديدة في اختيار الألفاظ التي تؤدى إلي المعني دون غيرها، وفي الترتيب للصور القرانية للوصول إلي المعنى.

وقد كان الدكتور السامرائي في بداية حياته يستمع كثيرا إلي أقوال من حوله ممن يقولون أن القران معجزة ولا يمكن لأي شخص أن يماثله أو يجيء بما يشابهه.

ففي البداية رأي الدكتور السامرائي أن هذا الكلام ما هو إلا مبالغة نابعة من الحماس الديني لهؤلاء الأشخاص والتعصب الذي يحملونه لدينهم وكتابهم الكريم.

وكان يرى أن الكثير من الأسباب التي يبدوها غير علمية بل هي متكلفة مثل ارتباط بعض الأيات ببعضها البعض، أو كون بداية السورة وخاتمتها مرتبطين وغيرها من التعليلات التي وجدها ضعيفة.

قام الدكتور السامرائي بدراسة النص القراني بنفسه متبعا بذلك القواعد العلمية والدراسات الحديثة في اللغة، للوصول إلي مقاصد الحروف والكلمات والحركات الخاصة بكل كلمة وكل لفظ.

وقد انتهي بحثه الطويل إلي أن القران الكريم بلا شك إعجاز لغوي، لا يستطيع بشر ان يجادل في هذا، فهذا الكتاب من صنع لخالق ولا يستطيع مخلوق أن يأتي بمثله أبداً.

أمثلة الإعجاز البياني في القرآن الكريم للسامرائي

لقد اجتمع العلماء علي كون لقران الكريم معجزة لغوية وبيانية من الدرجة الأولي، وقد قام الدكتور فاضل السامرائي بكتابة العديد من المؤلفات التي تثبت إعجاز القران اللغوي.

ومن اهم هذه المؤلفات: بلاغة الكلمة في التعبير القراني للدكتور فاضل السامرائي، كتاب التعبير القراني، وكتاب لمسات بيانية في نصوص التنزيل.

ولا يسعنا أن نذكر كافة الأمثلة التي تعبر عن الإعجاز في القران ولكن يمكن ذكر بعضها:

الدقة في التعبير القراني

يوجد العديد من الأمثلة علي الدقة المتناهية لبعض التعبيرات القرانية التي جاءت في الكتاب ولكن منها ما ذُكر في الأية التالية: “مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”

ففي الأية لا يصف الله بيت العنكبوت بانه “أوهن الخيوط” ولكن تم استعمال تعبير “أوهن البيوت” وذلك لان الحقيقة العلمية أن خيوط العنكبوت من اقوي الخيوط فهو يوازى في قوته الفولاذ، ولهذا فقد تم استعمال تعبير أوهن البيوت وليس أوهن الخيوط.

وفي سورة مريم ظهر دقة التعبير القراني في قوله تعالي:

” يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا(12)وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا(13)وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا(14)وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا(15) ” وقد جاءت كلمة “سلام” نكرة.

بينما في الأية : “قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30)وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(31)وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا شَقِيًّا(32)وَالسَّلَامُ عَليَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(33)َ” وجاءت الكلمة “السلام” معرفة.

والسبب في ذلك أن قصة سيدنا يحيي جاء فيها “سلام” نكرة وقد جاءت مع ذكر نعم الله علي سيدنا يحيي فقد كان مباركا يوم ميلاده ويوم وفاته ويوم يبعث من جديد.

بينما في الأية الخاصة بسيدنا عيسى عليه السلام، فجاءت لفظ “السلام” ليدل علي انه دعاء من سيدنا عيسى إلي الله أن يمنحه السلام في يوم ميلاده ويوم وفاته واليوم الذي يبعث فيه.

ففي الأية التي جاءت عن سيدنا عيسى فهي دعاء منه ولهذا جاءت معرفة للدلالة علي رغبته في الحصول علي السلام الشامل والكثير.

وكذلك لان سيدنا عيسى من أولي العزم بينما سيدنا يحيي لم يكن كذلك، ولهذا فان السلام الذي حصل عليه سيدنا عيسى اكثر خصوصية.

التكرار ودلالته في التعبير القراني

في سورة الفاتحة جاءت الأيات: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ” فتكرر اللفظين الصراط جاء أول مرة معرف بالآل، بينما في الأية الثانية جاء معرف بالإضافة.

ومعني هذا أن اللفظ الأول هو الثاني، بينما إذا جاء الاسم الأول نكرة والثاني نكرة دل هذا علي التعدد فالاسم الأول غير الاسم الثاني.

ومثال علي ذلك ما حجاء في سورة سباً: ” وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ” ويقصد هنا أن الشهر الأول غير الشهر الثاني فمجموع الأشهر في الأية اثنان.

في سورة الشرح يتكرر الألفاظ في قوله تعالي ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(5)إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(6)”

كلمة العسر جاءت معرفة مما يعنى أن العسر الأول هو الثاني فالعسر أمر واحد، بينما كلمة “يسر” جاءت نكرة فهذا يدل علي أن اليسر الأول غير اليسر الثاني لان كلاهما جاء نكرة.

ولهذا تعتبر هذه الأية تبشير لكل الذين يعانون من الابتلاء في الحياة أو الضيق أو المحنة بان العسر واحد وسيزول بينما اليسر فهو ضعف العسر واكثر منه مما يبعث الأمل في النفوس التي ضاقت بالمحن.

ومن الأمثلة الأخري علي دقة القران الكريم هي ما جاء في سورة يوسف من لفظ “نبغي” فقال تعالي:

” وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ(65)”

الإعجاز في الألفاظ

أما في سورة الكهف فجاءت “نبغ” في قوله تعالي:

“قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا(63)قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى ءَاثَارِهِمَا قَصَصًا(64)فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا ءَاتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا(65)”

في سورة يوسف جاءت “ما” استفهامية لتوضيح الغاية من طلبهم وتمام الحرف في الاية الاولي ناسب تمام الهدف لديهم فكان استعماله دقيق.

بينما في الأية الثانية في سورة الكهف جاءت “ما” لأنها اسم موصول فالغاية لم تكن فقدان الحوت فالفقدان كان مجرد وسيلة لمقابلة الخضر وبالتالي فان نقصان الهدف ناسب نقصان كلمة نبغي فجاءت “نبغ”

وتتعدد الأمثلة للإعجاز البياني للقران، ففي كل أية يوجد المزيد من المعاني والأسرار التي تتكشف أمامنا، فالحمد لله الذي انزل علي عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً.

 

 

Source: mosoah.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *