الإعجاز العلمي في فريضة الصلاة
٠٨:٣٧ ، ٢٨ مارس ٢٠١٩
‘);
}
أركان الإسلام
أركان الإسلام واحدٌ من أهمّ المصطلحات في الدين الإسلامي، وتعني الأُسس التي يقوم عليها هذا الدِّين، وبالتالي عقيدة أتباعه من المسلمين المولودين على دين الإسلام أو مُعتنقيه من الأديان الأخرى، ويُطلق على هذه الأركان أو الأسس أركان الإسلام الخمسة وأولها وأعظمها على الإطلاق النُّطق بالشهادتيْن -شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله-، ثم يتوالى ترتيب الأركان بعد الشهادتيْن، إذ تأتي الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم حج البيت الحرام لمن استطاع، وهذا المقال يسلط الضوء على واحدٍ من أهم أركان الإسلام بل هو عماد الدين ألا وهو فريضة الصلاة والإعجاز العلمي فيها.
فريضة الصلاة
الصلاة ثاني أسس الإسلام وركنه المَتين وعماده، وعلامة صلاح حال العبد وعمله؛ إذ هي مقياس الأمر كلّه، قال -صلى الله عليه وسلم-: “أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ” [١]، وقد أجمع أهل علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة بعدة طرقٍ تقطع الشك باليقين أنّ فرض الصلاة بمواقيتها الخمس في السماء السابعة في رحلة الإسراء والمعراج مع اختلاف جمهور الفقهاء في تحديد سنة الإسراء والمعراج قبل الهجرة بسنةٍ ونصف أم ثلاث خمس سنوات، وفي صبيحة ليلة الإسراء نزل جبريل -عليه السلام- عند الزوال على النبي -صلى الله عليه وسلم- لتعليمه مواقيت الصلاة وكيفيتها الشرعية كما قال بذلك القرطبي -رحمه الله-. [٢]
‘);
}
فضائل فريضة الصلاة
تحتلّ الصلاة مكانةً عظيمةً في الإسلام الذي أعلى من شأنها وذِكرها إذ جعلها في الأهمية والمكانة بعد الشهادتيْن، وكانت آخر ما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يعاني من سكرات الموت، ومن فضائل الصلاة: [٣]
- تكفير الخطايا والذنوب.
- سببٌ في النور الذي يرافق العبد في الدنيا والآخرة وفي ظلمات القبر.
- بلوغ المقام العالي في الآخرة الذي يصل إلى مقام الشهداء والصِّديقين لحفاظ العبد على آداء الصلاة.
- تحقيق الفوائد النفسية والطبية.
حكم ترك فريضة الصلاة
حكم تارك الصلاة يتراوح ما بين حكميْن أولهما كافرٌ كفرًا مخرجًا من الملة بإجماع أهل العلم لكل مُكلَّفٍ تركها مع حجوده لوجوبها، أيْ اعتقاده الجازم بأنّها غير واجبةٍ، أمّا الحالة الثانية حكم تارك الصلاة تهاونًا وتكاسُلًا مع اعتقاده الجازم بأنها واجبةٌ فحكمها موضع خلافٍ بين جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة إذ يترواح ما بين الكفر الأكبر المخرج من الملة أو الكفر الأصغر غير المخرج من الملة، والأرجح هو القول الأول بحسب أهل العلم لعظيم شأن الصلاة في الإسلام. [٤]
الإعجاز العلمي في فريضة الصلاة
ذُكِرت فريضة الصلاة في القرآن الكريم في أكثر من ستّين موضعًا بمعنى الصلاة المفروضة أو بمعنى صلواتٍ على وجه التحديد كصلاة الجمعة والجماعة والدعاء وقراءة القرآن الكريم والاستغفار وغيرها من معاني الصلاة، ونظرًا لأهميتها البالغة شبهها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرأس من جسد الإنسان، وتخفي فريضة الصلاة في تعاليمها وأحكامها سُننها أسرارًا عظيمةً تصل إلى حد الإعجاز العلمي الذي أبهر وأدهش العلماء في العصر الحديث.
فمن الإعجاز العلمي في مواقيت الصلاة ارتباطها بمظاهر كونيّة ثابتة أثبت البحوث العلمية والطبية الحديثة تتوافق مع ذروة النشاط العضوي للجسم، ممّا يؤدي إلى ضبط إيقاعه خلال اليوم من خلال توليد الطاقة المتجددة وقد حددها رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بقوله: “وقْتُ الظُّهرِ إذا زالَتِ الشَّمسُ، وكان ظِلُّ الرَّجلِ كطولِه، ما لَم يَحضُرِ العصرُ، ووقتُ العَصرِ ما لَم تصفَرَّ الشَّمسُ، ووقتُ صلاةِ المغرِبِ ما لَم يَغِبِ الشَّفَقُ، ووقتُ صلاةِ العِشاءِ إلى نِصفِ اللَّيلِ الأوسَطِ، ووقتُ صلاةِ الصُّبحِ مِن طُلوعِ الفَجرِ، ما لَم تَطلُعِ الشَّمسُ، فإذا طلَعتِ الشَّمسُفأمسِكْ عن الصَّلاةِ؛ فإنَّها تَطلُعُ بين قرنَيْ شَيطانٍ” [٥].
ومن الإعجاز العلمي في فريضة الصلاة ارتباط حركاتها بالمنفعة الطبيّة، فميل الرأس إلى أسفل أثناء السجود يزيد من ضخّ الدم باتجاه الدماغ والقلب ممّا يزيد من نشاط الدورة الدموية، كما أنّ ملامسة جبين المصلي للأرض يعمل على تفريغ الشحنات الكهربائية الموجبة الزائدة في الجسم إلى الأرض سالبة الشحنة التي تضرّ بالإنسان كلّما ازداد تراكمها، وأيضًا تتحدّث الأبحاث الطبية عن فوائد حركات الصلاة من القيام والقعود والركوع والسجود ولفتراتٍ مختلفةٍ في الحفاظ على ليونة العمود الفقري وحماية غضاريفه من الانزلاق والمفاصل وحمايتها من التصلب والوقاية من أمراض الروماتيزم، كما لتلك الحركات دورٌ في تقوية العضلات في منطقة البطن والفخذيْن مما يساعد على النحافة والتخلص من التراكمات الدهنية في تلك المناطق، وأيضًا التسليم في آخر الصلاة بمثابة تمرين لعضلات الرقبة، فحركات الصلاة عبارة عن مجموعةٍ من التمارين الرياضية.
كما يتجلّى في الصلاة الإعجاز العلمي من الناحية النفسية، إذ يساعد الوقوف بين يدي الله تعالى ومناجاته والانشغال بقراءة القرآن الكريم وأدعية الصلاة في بثّ روح الطمأنينة والسلام في النفس والتقليل من نوبات الغضب والانفعالات الحادة، كما تساعد على ضبط النفس والصبر والمثابرة، كما أنّها سببٌ في جلاء الهم والحزن وذلك ناجمٌ عن ارتباط العبد ومناجاته لعظيمٍ قادرٍ على كل شيءٍ وزيادة المقدرة لدى الإنسان على التأمل والانقطاع عن المحيط ولذلك دورٌ كبيرٌ في علاج كافة الأمراض النفسية والعضوية بسبب زيادة قوة الجهاز المناعي نظير الراحة النفسية، وقال الطبيب الفرنسي ألكسيس كاريل الحائز على جائزة نوبل في الطب سنة 1912م عن الصلاة في كتابه “الإنسان ذلك المجهول”: “لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلى يومنا هذا وقد رأيت بوصفي طبيباً كثيرًا من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم فلما رفع الطب يديه عجزًا وتسليمًا دخلت الصلاة فبرأتهم من عللهم”. [٦][٧][٨]
المراجع[+]
- ↑الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 2573، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑متى فرضت الصلاة ؟ وكيف كان المسلمون يصلون قبل فرض الخمس ؟،, “www.islamqa.info”، اطُّلع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرف
- ↑الصلاة ومكانتها في الإسلام،, “www.alukah.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرف
- ↑حكم تارك الصلاة،, “www.binbaz.org.sa”، اطُّلع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرف
- ↑الراوي: عبدالله بن عمرو، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 612، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑الإعجاز النفسي في الصلاة،, “www.alukah.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرف
- ↑الإعجاز العلمي في الصلاة،, “www.alukah.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرف
- ↑الإعجاز العلمي في الصلاة،, “www.alukah.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرف