القدس المحتلة – كامل إبراهيم وبترا

رفض مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين تصريحات مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، حول«احقية الصلاة في المسجد الاقصى لغير المسلمين وتقسيمه زمانيا ومكانيا بين اتباع الديانات»، مؤكدا ان المسجد الاقصى للمسلمين وحدهم دون غيرهم، وان زيارته مشروطة من خلال البوابة الشرعية الفلسطينية، أو من خلال الأردن صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف.

واكد المجلس في بيان امس، ردا على تصريحات كوشنير قبل ايام، أن المسجد الأقصى المبارك للمسلمين وحدهم ولن يشاركهم فيه أحد، معيدا التأكيد على ما جاء في الفتوى الصادرة عن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية/ خطيب المسجد الأقصى المبارك سماحة الشيخ محمد حسين، والخاصة بحكم زيارة الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك وهما يرزحان تحت الاحتلال الإسرائيلي، والتي «اشترطت خلو أي زيارة فردية أو جماعية لفلسطين وقدسها من أي إجراء يصب في مصلحة تطبيع علاقات المسلمين مع الاحتلال، الذي يأسر الأرض والشعب الفلسطيني والقدس و?لاقصى».

وقال المجلس إن سلطات الاحتلال تقوم باعتداءات يومية على الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه من هدم منازل المواطنين الفلسطينيين، وتشريدهم، في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، لصالح زيادة أعداد المستوطنين وتوسيع نطاق المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن صمود الشعب الفلسطيني وإرادته القوية لن تفشلها ممارسات الاحتلال الجائرة والعدوانية الهادفة لنزع حقه في الحياة، والنيل من عزيمته.

واشار الى أن سلطات الاحتلال تطبق إجراءات تدريجية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بصورة استفزازية تعبر عن أطماع ونوايا خبيثة، وتهدف إلى عرقلة إقامة دولة فلسطينية في المستقبل. وفي سياق ذي صلة؛ أدان مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين قيام مستوطنين متطرفين باعتلاء سطح المسجد الإبراهيمي، ورفع أعلام إسرائيلية ولافتات تحمل عبارات استفزازية على أسواره، مؤكداً أن المسجد الإبراهيمي إسلامي، وخاص بصلاة المسلمين وعباداتهم وحدهم.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس ثلاثة عشر مواطنا فلسطينيا من مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة.

وقال نادي الاسير الفلسطيني في امس الخميس ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت مناطق متفرقة في مدن الخليل وبيت لحم ورام الله والبيرة وطولكرم بزعم أنهم مطلوبون.

كما هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خيم أهالي قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف والمهددة بالتهجير والتي تقع في منطقة النقب داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 وذلك للمرة 177 على التوالي، كان آخرها يوم 5 آذار الماضي.

وقالت لجنة المتابعة العربية في النقب ببيان ان هذه هي المرة السادسة التي تهدم فيها سلطات الاحتلال خيام أهالي العراقيب منذ مطلع العام الحالي 2020، بيد أن الأهالي يعيدون نصبها من جديد.

وتواصل السلطات الإسرائيلية هدم قرية العراقيب منذ عام 2000 في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي لهجر أراضيهم، وتلاحق أهالي القرية بعدة أساليب وطرق كان آخرها إدانة الشيخ صياح الطوري ونجليه سيف وعزيز، إضافة إلى الناشط سليم الطوري وآخرين بعدة تهم بذريعة البناء دون ترخيص وادعاء «الاستيلاء على أراضي الدولة».

يذكر أن بلدات عربية شهدت تصعيدا في هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية بذريعة عدم الترخيص كما حصل في عين ماهل ويافا وشفا عمرو وكفر قاسم وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة وأم الفحم واللد وسخنين وحرفيش وغيرها.

وعلى صعيد متصل، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مبنى قيد الإنشاء وأخطرت بهدم منجرة، في بلدة عرابة جنوب غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقال مجلس بلدي عرابة في بيان إن جرافات الاحتلال هدمت مبنى «مخبز» قيد الانشاء على مفترق عرابة بحجة عدم الترخيص وتعود ملكيته للمواطن رامي احمد أبو مشايخ، وسلمت المواطن مصطفى علين حماد، اخطارا بهدم منجرته بالذريعة ذاتها. في غضون ذلك، شرع مستوطنون متطرفون بإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة عبوين شمال رام الله.

وقال رئيس بلدية عبوين ناجي حمد في بيان إن مستوطنين نصبوا أربعة بيوت متنقلة «كرفانات» على أراضي المواطنين في المنطقة التي تتوسط بلدات عبوين، جلجيليا، سنجل شمال رام الله , مضيفا ان الأرض التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية والأراضي المحيطة بها التابعة للبلدات الثلاث هي ضمن نظام «الطابو» وأصحابها يملكون أوراقا رسمية تؤكد ملكيتها.

على صعيد اخر ضمن مواصلة الاستفزازات والانتهاكات اليومية سمحت الشرطة الإسرائيلية صباح أمس لعشرات المستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك وهم يرتدون ملابس موحدة «قميص» يحمل العلم الإسرائيلي وشعارات منها «جبل الهيكل يعود للشعب اليهودي»

ونددت الأوقاف الإسلامية بهذه الانتهاكات وطالبت الشرطة بوقف اقتحام المستوطنين وجماعات الهيكل بهذه الملابس والشعارات أكثر من مرة إلا ان الشرطة تجاهلت الطلب وواصلت انتهاكاتها وممارساتها.

بدوره، أكد مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين أن المسجد الأقصى المبارك للمسلمين وحدهم، لا يشاركهم فيه أحد، مشيرًا إلى أنه «يمكن زيارته لمن يأتي من البوابة الشرعية الفلسطينية، أو من خلال الحكومة الأردنية، التي هي صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس، وليس من خلال التطبيع مع سلطات الاحتلال».

جاء ذلك في بيان أصدره المجلس عقب اجتماع له، برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد حسين، ردًا على تصريحات لمستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، التي قال فيها إن «المسجد الأقصى للأديان السماوية، ويحق لأتباع الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية، ممارسة كامل طقوسهم الدينية فيه، وفق تقسيم زماني ومكاني بينها»، على حد زعمه.

وأكد المجلس على ما جاء في الفتوى الصادرة عن المفتي العام، والخاصة بحكم زيارة الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى، وهما يرزحان تحت الاحتلال، «والتي اشترطت خلو أي زيارة فردية أو جماعية لفلسطين وقدسها من أي إجراء يصب في مصلحة تطبيع علاقات المسلمين مع الاحتلال، الذي يأسر أرضنا وشعبنا وقدسنا وأقصانا».