“الإفتاء المصرية” تثير سخرية مغردين لإشادتها بمسلسل “الاختيار”

حظيت إشادة دار الإفتاء المصرية بأحد المسلسلات الرمضانية بتفاعل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي غلبت عليه السخرية والاستنكار.

Share your love

مسلسل "الاختيار" يعكس رواية السلطة للاشتباكات بين الجيش والمسلحين في سيناء (مواقع التواصل الاجتماعي)

عبد الرحمن محمد-الجزيرة نت

حظيت إشادة دار الإفتاء المصرية بمسلسل رمضاني يمجد قوات الصاعقة بالجيش المصري بتفاعل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي غلبت عليه السخرية والاستنكار.

وكانت دار الإفتاء علقت على مسلسل “الاختيار” عبر صفحتها الموثقة بموقع فيسبوك قائلة “لا مانع من الفن الذي يرقق المشاعر ويهذب السلوك، لأن الدين يهدف لبناء الإنسان، وكل فكرة تصب في هذا الاتجاه تحمد”.

وشهدت سنوات حكم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي دخول المؤسسة الدينية المصرية على خط تأييد سياسات السلطة، لدرجة أن دار الإفتاء انشغلت قبل نحو شهرين بمهاجمة أعمال درامية تركية، واعتبرت أنها أسلحة يستخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، ويريد عودة الإمبراطورية العثمانية من جديد.



وعلى خلفية هذه الإشادة، تصدر وسم “دار_الإفتاء” قائمة الأكثر تداولا بموقع تويتر في مصر، والذي شهد التفاعل من خلاله سخرية واسعة واستنكارا شديدا لما اعتبره المشاركون خروجا من الدار عن مساحة اختصاصها، واقتحامها دائرة بعيدة كل البعد عن دورها المطلوب.

ولم تكتف الدار بهذه الإشادة العامة، حيث نشر مرصد “الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة” التابع لها منشورا مطولا على صفحته بموقع فيسبوك عدد فيه ما اعتبرها مزايا المسلسل وأهدافه النبيلة التي تحققت.

وفي هذا السياق، قال المرصد إن “النجاح الباهر والانتشار الواسع لمسلسل الاختيار قد أحبطا سنوات من الدعاية الخبيثة للجماعات التكفيرية وهدما كافة الدعايات الكاذبة والخبيثة التي روجت لها تنظيمات التكفير والعنف على مدار سنوات عديدة”.

 
وأثارت هذه الإشادة من قبل دار الإفتاء للمسلسل جدلا واسعا، خاصة أنها خرجت في صيغة فتوى اعتبرها كثيرون ضمن مسلسل ترويج الدار (باعتبارها إحدى مؤسسات الدولة) لما يريده النظام ويرغب في إيصاله إلى الشارع المصري.

بينما رأى آخرون أن الدار ومرصد الفتاوى التكفيرية التابع لها تقمصا من خلال هذه المنشورات دور الناقد الفني ومؤسسات الدعاية الترويجية للأعمال الفنية، مشددين على أن ذلك خارج نطاق الدور المنوط بدار الإفتاء.

وغلبت السخرية والاستنكار على تفاعلات المغردين والمدونين، حيث تساءل البعض عن كفارة عدم الالتزام بمشاهدة المسلسل، فيما أظهر آخرون ارتياحهم لمواظبتهم على متابعة المسلسل، لكن تساءلوا عن مدى ضرورة متابعة الفواصل الإعلانية فيه.

وبينما أبدى البعض استغرابه واستهجانه لما قامت به دار الإفتاء أكد آخرون عدم تفاجئهم بذلك، حيث رأوا أنه يأتي في سياق طبيعي لما تمارسه الدار من ترويج يلبي أوامر سلطات النظام القائم في مصر.

وتفاعل آخرون بشكل أكثر جدية، وذلك حينما أكدوا أن المنتظر من الدار دعم البرامج الدينية التي تعلم الناس القرآن والحديث، وتدعوهم للأعمال الصالحة في رمضان، لافتين إلى أن الأموال التي أنفقت على هذه الأعمال الدرامية لو أنفقت على ما هو نافع لتغير الكثير من الواقع.

ويمثل مسلسل “الاختيار” ملامح من سيرة قائد الكتيبة 103 صاعقة في القوات المسلحة المصرية العقيد أحمد صابر المنسي الذي يقدمه الإعلام المصري باعتباره “أيقونة قوات الصاعقة” إثر مصرعه في عملية مسلحة استهدفت كتيبته في شهر رمضان عام 2017.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!