وأكد الجابر في الكلمة أن دولة الإمارات وتماشياً مع توجيهات القيادة، ستستمر في تقديم الدعم الكامل للوكالة لمواصلة أداء رسالتها، قائلاً: “إن الإمارات ستظل أقرب شركاء “آيرينا” وأقوى داعميها”، مشيراً إلى أن قطاع الطاقة المتجددة يتيح إمكانات كبيرة للنمو والتطور، وأن دور “آيرينا” ستزداد أهميته في السنوات الحاسمة القادمة أكثر من أي وقت مضى.
وقال: “منذ تأسيسها، مهدت آيرينا الطريق للنمو الاستثنائي الذي شهده العالم في مجال الطاقة المتجددة، وكانت في طليعة هذا النمو عبر توجيه السياسات الداعمة، وتشجيع اعتماد التقنيات الجديدة التي أسهمت في خفض التكاليف”.
نمو مستمر
وأضاف: “في العام الماضي، كانت حصة الطاقة المتجددة 81 في المئة من إجمالي الإنتاج الجديد الذي تمت إضافته في العالم.. وسيواصل القطاع نموه خلال السنوات الخمس القادمة بمعدلات تتجاوز إجمالي نسبة نموه خلال العشرين عاماً الماضية .. وأصبحت طاقة الرياح والطاقة الشمسية الأقل تكلفة من بين مصادر الطاقة الجديدة، وهذا يثبت جدواها الاقتصادية”.
وأوضح أن العالم سيحتاج على مدى السنوات السبع القادمة إلى أكثر من ثلاثة أضعاف القدرة الحالية لإنتاج الطاقة المتجددة، وأن على العالم أن يتحرك بخطى أسرع بكثير من أي وقت مضى، وأن الوكالة سيكون لها “دور محوري في قيادة هذا التحرك العالمي المتسارع على مستوى جميع القطاعات والمناطق والمجتمعات”.
وأشار الدكتور الجابر إلى أن “آيرينا” ستحتاج إلى التركيز على كلٍ من “التكيف” و”الابتكار” لمواكبة حجم وسرعة التغيير المطلوب، وأعطى مثالاً على ذلك “منصة تسريع تمويل تحول نظام الطاقة” التي أتم إطلاقها على هامش مؤتمر الأطراف “COP26″، ولفت إلى أن دولة الإمارات تعهدت بـ 400 مليون دولار كتمويلٍ أولي لدعم هذه المنصة التي تساهم بالفعل في توجيه التمويل إلى الاقتصادات الناشئة.
وأوضح أن دولة الإمارات اختبرت فوائد اعتماد الطاقة المتجددة من واقع تجربتها الرائدة في هذا المجال.
ريادة إماراتية
وقال: “قبل سبعة عشر عاماً، وبتوجيه القيادة، أطلقت دولة الإمارات خطة لاستكشاف إمكانات الطاقة المتجددة، وسرعان ما اتضحت فوائدها حيث أنشأنا أكبر محطات الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم، لتشكل ركيزة أساسية في دعم مسارنا التنموي وصولاً إلى الحياد المناخي.. واستثمرنا 50 مليار دولار في الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم”، لافتاً إلى أن هذه الاستثمارات، أثبتت أنه يمكن دعم مُستهدفات العمل المناخي بشكل متزامن مع النمو الاقتصادي، وأن “آيرينا” كانت طوال هذه المسيرة وما تزال، داعماً أساسياً في توجيه الجهود على الطريق الصحيح.
وأعرب عن رغبة دولة الإمارات في تعزيز الشراكة مع “آيرينا” والاستفادة من خبرتها خلال مؤتمر الأطراف “COP28” بما يعود بالنفع على العالم، حيث ستركز الدولة بالتعاون مع “آيرينا” على تشجيع الابتكار والطموح المناخي، لتحقيق انتقال واقعي وعملي وتدريجي في منظومة الطاقة العالمية، كما ستقترح الدولة حلولاً واعدة تستند إلى العلم والواقع، وتدعمها السياسات، وتؤيدها القطاعات، من أجل تسخير كافة القدرات والإمكانات المتاحة لتحقيق تقدم شامل في العمل المناخي.
وفي ختام الكلمة، وجّه معاليه دعوة مفتوحة إلى الحضور للعمل المشترك والتعاون مع دولة الإمارات بهدف تحقيق نقلة نوعية من أجل الوصول إلى تقدمٍ ملموس، وضمان أن يحقق مؤتمر الأطراف COP28 النتائج المستهدفة.
جدير بالذكر أن جلسات الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” تنعقد بحضور مجموعة من رؤساء الدول والحكومات، والوزراء، وصناع القرار في مجال الطاقة من الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، والدول التي في طريقها للانضمام للوكالة، بالإضافة إلى المنظمات متعددة الأطراف، والشركاء الدوليين، والجهات الفاعلة في القطاع الخاص، وذلك بهدف تقييم الاحتمالات طويلة الأمد والعوائق والقرارات المفترضة ومناقشة الانتقال في قطاع الطاقة.