الاعتبارات الطبية للصِّيام في رمضان

Share your love

يحمل شهر رمضان المبارك معانٍ روحية عميقة لملايين المسلمين حول العالم.

لا يتذكَّر ذو الفقار أحمد، طبيب التخدير في مستشفى بومنت، أنَّه قد فوَّت صيام رمضان مرَّةً في حياته، فالصِّيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة.

ويقول الدكتور أحمد:” خلال رمضان، تتباطأ وتيرة حياة الكثيرين منا، لأنَّه وقتٌ مخصصٌ للذَّات، فحتى لو كنَّا في وسط حشدٍ من الناس، إلا أنَّ كلاً منا يُحاول تقوية صلته المباشرة مع الله”.

على مدى ثلاثين يوماً، يصوم المسلمون ويصلُّون ويجتمعون مع العائلة والأصدقاء. والصِّيام يعني الامتناع عن الطَّعام والشَّراب والأدوية، ولكن ماذا عن الأشخاص الذين يعانون من حالاتٍ مرضية؟ هل يجب عليهم الصِّيام؟

تكمن الإجابة عن هذا السُّؤال ضمن التعاليم الأساسية للإسلام، والتي تتمحور حول تقدير الإنسان للنعم التي وهبها الله له، ومن ضمنها الجسد.

يُوضِّح الدكتور أحمد ذلك قائلاً:” إذا كنت غير قادرٍ على الصِّيام، فليس عليك فعل ذلك، فإذا كان الصِّيام سيتسبب في تدهور حالتك الصحية، فامتنع عنه. وإذا كان الامتناع عن تناول الدَّواء سيؤذي صحتك، فواجبٌ عليك أن تلتزم بتناوله. فليس المقصود أو المتوقَّع من الصِّيام أن يُعرضك لأيِّ أذيةٍ ذاتيةٍ أو جرحٍ أو ألمٍ أو إصابةٍ.

إذا كنت من الذين يسيطرون على مرض السكري من خلال نظامهم الغذائي، فيمكن للصِّيام أن يكون نافعاً لك. ولكن في حال كانت حالتك المرضية تتطلَّب الأنسولين وتناول الطَّعام لإبقاء مستويات السُّكَّر في معدلاتها الطبيعية، فالتزم بذلك وحافظ على صحتك.

والأمر ذاته ينطبق على مرضى السَّرطان، إذ يمكن لعلاج السَّرطان أن يُجهد جسدك كثيراً، لذا عليك أن تتغذَّى وتحافظ على لياقتك بأفضل حالاتها، بدلاً من الامتناع عن الطعام والسَّماح بتفاقم حالتك المرضية”.

كما أوضح الدكتور أحمد أنَّ المرضى في المستشفيات هم على الأرجح غير قادرين على الصِّيام، لأنهم يحتاجون لتناول الدواء وإجراء الفحوصات ومراقبة مسار وضعهم الصحي.

في حال اقتصر سبب بقائك في المستشفى على أخذ المضادَّات الحيويَّة فقط، فلعلك ستكون قادراً على الصِّيام، ولكن لربما من الأفضل ألا تصوم في المستشفى”.

إذا كان عملك يتطلَّب بذل جهدٍ شّاقٍ تحت أشعة الشَّمس، فعليك الاهتمام بصحتك، والحرص على تلبية احتياجاتك الصحية والبدنية، فإذا كان لديك سببٌ مقنعٌ لكسر الصِّيام قبل غروب الشَّمس، يمكنك تعويض الصِّيام في يومٍ أخر من السَّنة، فهذا لن يُخسِرك البركة الإلهية.

إذا كنت قد أصبت بحالةٍ مرضيةٍ جديدةٍ، ولم تكن متأكداً من تأثير الصِّيام عليها، استشر طبيبك، واسأله أو اسأل الصيدلاني عما إذا كان بإمكانك تغيير مواعيد الدَّواء.

بشكلٍ عام، يعود الصِّيام بالعديد من المنافع العظيمة على الجسد والرُّوح، فالذين اعتادوا على الصِّيام طوال حياتهم، ومن ثمَّ أصبحوا غير قادرين على ذلك، تراهم قد افتقدوا له، وشعروا بالأسى حيال عدم قدرتهم على الالتزام به “. ” ولكن يجب أن نُدرك جميعاً أنَّ الجسد هو نعمةٌ من الله تعالى، ومن واجبنا الاهتمام به ورعايته”.

Source: tababah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!