كان ولا يزال المسلمون بفضل الله تعالى يعتزون ويفتخرون بنصرتهم لنبيهم وحبيبهم وقدوتهم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وكانت هذه النصرة في حياته فيفتدونه بأموالهم وأبنائهم وكل ما يمتلكون وبعد مماته كذلك يفتدونه بكل ما يستطيعون. ولعله من المناسب هنا أن يقف المسلم وقفة مع آيات وردت في كتاب الله تعالى خاطب فيها ربُنا جل وعلا نبيَنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما استهزأ به المشركون فقال له تبارك وتعالى: (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [سورة يونس: 65] قال ابن كثير رحمه الله: “يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وَلا يَحْزُنْكَ) قول هؤلاء المشركين واستعن بالله عليهم وتوكل عليه فإن العزة لله جميعاً. أي: جميعها له ولرسوله وللمؤمنين. (هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) أي: السميع لأقوال عباده العليم بأحوالهم”[1].
ولهذا فالواجب على المسلمين أن يعتزوا بنصرة نبيهم وأن لا يتخاذلوا أو تنهار عزائمهم أو يتقاعسوا عن نصرته سواء استهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم الدانمركيون أو غير الدانمركيين وذلك لأن المسلمين أعزاء بدينهم وبنبيهم صلى الله عليه وسلم فإن مصدر عزتهم هو هذا الدين الذي جاء به هذا النبي الكريم من رب العالمين وقد أخبر الخالقُ سبحانه وتعالى عباده المسلمين بذلك فقال: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) [سورة المنافقين: 8].
ومن الأهمية بمكان أن ينظر المسلم والمسلمة إلى جملة من الأمور أوجزها فيما يلي:
أولاً: وعد الله لا يتخلف (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ):
لم يكن الاستهزاء بالنبي الكريم صلى الله عليه جديدا بل كان قديماً منذ أن بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والمشركون يسلكون جميع الطرق التي يحاولون من خلالها أن يصدوا دعوته عليه الصلاة والسلام سواء كان ذلك بالاستهزاء به عليه الصلاة والسلام أو بنعته بصفات قبيحة هو منها براء فقالوا ساحر وقالوا مجنون وقالوا كاهن ولكن هذا الاستهزاء لم يؤثر في دعوته عليه الصلاة والسلام فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ولم يلتفت لتلك الحماقات وكانت ولا تزال منزلته عاليه فرفع الله ذكره في الدنيا والآخرة وينادي كل مسلم يؤذن بالصلاة خمس مرات في اليوم والليلة شاهداً أن محمداً رسول الله ولا يخفى على كل مسلم قول الخالق سبحانه وتعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) [سورة الشرح: 1-4].
وإن المتأمل ليجد أن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [سورة يونس: 65] ثم قال بعدها مباشرة: (أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) [سورة يونس: 66-68] فلم يكتف هؤلاء الظالمون بالإساءة إلى النبي وحده بل أساؤوا إلى من أرسله فجعلوا له الولد وهو خالقهم ورازقهم ومحييهم والمتفضل عليهم بشتى أنواع النعم تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبير.
ولهذا نجد هؤلاء الظلمة لم يمتثلوا لأمره جل وعلا بعبادته وحده دون ماسواه فكان جزائهم أنا الله تعالى توعد كل من استهزأ بنبيه عليه الصلاة والسلام بالانتقام منه أشد الانتقام فقال جل وعلا: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ. الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ. وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) [سورة الحجر 95: 98] قال تعالى: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ) سورة الأنعام: 10] وقال تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) وهنا قوله تعالى: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) جاءت بضمير الجمع (إِنَّا) وكذلك (كَفَيْنَاكَ) لتدل على التفخيم وتعظيم الرب سبحانه وشدة ماسيوقعه بهؤلاء المستهزئين فالله جل وعلا سيكفي نبيه هؤلاء المستهزئين به في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد مماته.
وقد قال الله تعالى عن مبغضي نبيه ودينه: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) [الكوثر: 3] أي: إنَّ مبغضك يا محمد، ومبغض ما جئتَ به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين (هُوَ الأَبْتَرُ): الأقل الأذل المنقطع كل ذِكرٍ له.
فهذه الآية تعم جميع من اتصف بهذه الصفة من معاداة النبي صلى الله عليه وسلم أو سعى لإلصاق التهم الباطلة به، ممن كان في زمانه، ومن جاء بعده إلى يوم القيامة.
وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه “ولايزال المسلمون يقرؤون دفاع الله تعالى عن نبيه في كتاب الله تعالى في مثل قوله عز وجل: (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)[سورة المائدة: 67] قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا) (الأحزاب 57) وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (التوبة 61).
كما لا يزال المسلمون يقرؤون ما رواه لهم أنس بن مالك t خادم نبيهم صلى الله عليه وسلم حيث يقول: ” كان رجل نصرانياً فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانياً فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبتُ له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض (الأرض لا تريده غيرةٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فقالوا: هذا فعل محمد أصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه خارج القبر فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه “[2] وفي لفظ مسلم: ” فتركوه منبوذاً “[3].
ثانياً: الاعتزاز بوجوب نصرته:
يعتز المسلم بنصرته لنبيه عليه الصلاة والسلام وسبب ذلك أن نصرة نبيه الكريم واجبة بنص كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ومن مظاهر وجوب نصرته صلى الله عليه وسلم مايلي:
1- تعظيمه وتوقيره:
فقد أمر الله عز وجل بتعظيم نبيه صلى الله عليه وسلم وتوقيره فقال جل وعلا: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الفتح: 9]، وقال تعالى: (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة الأعراف: 157]. قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله: إن الله فرض علينا تعزيز رسوله وتوقيره، وتعزيزه: نصره ومنعه وتوقيره: إجلاله وتعظيمه وذلك يوجب صون عرضه بكل طريق فلا يجوز أن نصالح أهل الذمة وهم يسمعونا شتم نبينا وإظهار ذلك، لأنا إذا تركناها على هذا تركنا الواجب علينا نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم[4].
2-محبته أكثر من نفوسنا:
فالمسلم يجب عليه أن يحب نبيه صلى الله عليه وسلم وأن لا يرضى بسب حبيبه وقدوته من أي شخص كان لا سيما وهو يحب هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم أكثر من والده وولده ونفسه والناس أجمعين لقوله صلى الله عليه وسلم ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين “[5].
وهاهو أبو هريرة رضي الله عنه يبكي حرقة عندما سمع سب الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة t قال: ” كنت أدعوا أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوماً فسمَّعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله وأنا أبكي فقلت يا رسول الله إني كنت أدعوا أمي إلى الإسلام فتأبى علىّ فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره…”[6].
ومن لوازم محبته صلى الله عليه وسلم تقديم محبته وأقواله وأوامره على من سواه وتعظيم ذلك بدءاً من المحبة القلبية وتمني رؤيته وصحبته وانتهاءً بالعمل بشريعته ظاهراً وباطناً عن محبة وشوق. لما أخرجه البخاري في صحيحه عن عبدالله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك) فقال عمر: فإنه الآن والله !لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم: (الآن ياعمر)[7] ويبلغ التشريف لمن قصد المحبة مبلغة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مِنْ أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله)[8][9].
3- المبادرة بنصرته:
والمبادرة بنصرة النبي يقتضيها وجوب نصرته صلى الله عليه وسلم فالمسلم إذا علم أنه يجب عليه نصرة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام كان لزاما عليه أن يبادر ولا يتأخر أويتردد فضلاً ‘ن أن يتخاذل أو يتقاعس وقد أشار إلى ذلك الخالق سبحانه في محكم كتابه وقال سبحانه: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) [التوبة: 40]، وكل أمر ورد في الشريعة الإسلامية فإنه يقتضي الفورية فمن الواجب أن يمتثله المسلمون فوراً ويعملونه مباشرة بدون تردد أو تأخير.
4- نصرته بكل ما نستطيع:
فالمسلم الحق يحرص على نصرة نبيه عليه الصلاة والسلام بكل مايستطيع سواء كان ذلك بإنفاق المال لتوفير الكتيبات والأشرطة التي تبين سنته وتوضح سيرته عليه الصلاة والسلام أو كان ذلك بمقاطعة السلع الدانمركية في تلك الدولة التي رسمت فيها سبع عشرة صحيفة رسماً كاريكاتورياً يستهزئون فيه بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذه باستطاعة كل مسلم أن يفعلها نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم فمن استهزأ بنبينا صلى الله عليه وسلم فبضائعه لا تلزمنا فمن أغلى عندنا من محمد صلى الله عليه وسلم لاسيما ونبينا صلى الله عليه وسلم الذي نعتز ونفتخر بنصرته هو خير البرية وأفضل الأنبياء بل إنه سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام وهو الرحمة المهداة والنعمة المسداة الذي قال عنه خالقه ومولاه: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة 128)وقال تعالى: : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء 107).
ثالثاً: كيفية نصرته:
تختلف كيفية نصرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم باختلاف استطاعة المسلم وموقعه فالساسة وقادة الأمة والعلماء والدعاة والمفكرين والإعلاميين يختلف دورهم في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم عن بقية المسلمين وذلك لما لهم من تأثير ومكانة ولثقل المسؤولية التي يحملونها ولأنهم يتأتى لهم ما لا يتأتى لغيرهم وهذا بلا شك لايعفي عامة المسلمين من وجوب نصرة نبيهم عليه الصلاة والسلام بحسب إمكانياتهم ومقدورهم.
ومن الأمور الهامة في كيفية نصرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ما يلي:
1- نصره صلى الله عليه وسلم بنصر سنته والاقتداء به واتباعه قولاً وعملا ونشر سنته في المسجد والمنزل والعمل والمدرسة والشارع وحث الجميع على إتباعها حتى يفلحوا ويفوزوا ويسعدوا في الدنيا والآخرة ومساهمة كل مسلم بما يستطيع سواء بالكتابة أو بالخطابة أو بالتحذير أو غير ذلك من الوسائل المشروعة للدفاع عن المصطفى صلى الله عليه وسلم.
2- الانخراط في برامج عملية تعنى بشرح الإسلام وبيان سيرة النبي وشمائله وأنه أرسل رحمة للعالمين بعد التخطيط المدروس ورسم الأهداف والوسائل التي يمكن الوصول من خلالها إلى(جميع سكان العالم بدون استثناء) وبجميع اللغات.
3- نشر وتدريس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الدول الإسلامية وجعلها مادة أساسية يترتب عليها نجاح ورسوب الطالب والحرص على تطبيق جانب عملي لهذه السيرة من قبل الطلابى حتى يتربى أبناء المسلمين على حب النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به.
4- مراسلة الذين أساؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخطاب حسن وتبليغهم عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من قبل مجموعة من الأساتذة والمشايخ (مع وجود المقاطعة) وبيان أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل رحمة لجميع العالمين ومن بينهم هؤلاء وذلك انطلاقا من قوله تعالى (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى مع أن فرعون في زمانه كان يدعي الربوبية) فقد يكون هؤلاء مستقبلاً مدافعين عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لو عرفوه حق المعرفة لما أساؤوا إليه فإنه كان يوصي بالنصارى وينهى عن هدم صوامعهم وبيعهم وينهى عن قتل نسائهم وأبنائهم في المعارك بل كان ينهى عن إلحاق الأذى بغير المحاربين من النصارى فهل يجازى من أحسن إليهم بهذه الإساءة وهل هذا الصنيع من الأخلاق السامية التي يدعو إليها النصارى ويعلنونها في كل وقت مع ضرورة إخبارهم بأن مافعلوه يغضب المسلمون أشد الغضب ولايرضوه لنبينهم صلى الله عليه وسلم.
5- جمع جهود الدعاة والمفكرين والمناصرين للنبي صلى الله عليه وسلم حتى تتلاقح الأفكار ويتم التعاون وتثمر الجهود لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
6- الدعاء الدعاء: فالدعاء له أثر عجيب والله سميع قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وبالتالي يجب على المسلمين أن يدعو على من أساء لحبيبهم وقدوتهم ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وليكثروا من الإلحاح عليه سبحانه وتعالى فإنه جل وعلا لا يعجزه شيئاً في الأرض ولا في السماء.
أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** ولا تدري بما فعل الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكن *** لها أمد وللأمد انقضاء
7- استمرار المقاطعة: وهذا السلاح هو بيد كل مسلم فيستطيع أن يقاطع بضائع كل من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو استهزأ به وهذا السلاح الاقتصادي ثبتت فعاليته والمسلم مأجور عليه إن شاء الله فليس للمسلمين حاجة في شراء بضائع من استهزأ بنبيهم عليه الصلاة والسلام وبديل بضائعهم موجود بفضل الله وديننا وحبنا لنبينا يحتم علينا أن نقدم الكثير ومن أقل مانقدم مقاطعة بضائع المستهزئين نصرة لرسول رب العالمين.
وفي الختام..
يجب على المسلمين أن يعودوا إلى علمائهم فلا يتعدوا على ممتلكات النصارى أو يلحقوا بهم الأذى أو يفعلوا أفعالاً تخالف شرعنا الحنيف فإن من نريد نصرته قد بين لنا كيف نتصرف وماذا نفعل وماذا نتجنب بعيداً عن التهور والاندفاع مع ضرورة التزام الحكمة والتعقل والإنصاف ووضع الأمور في موضعها الصحيح وصلى الله على خير البرية محمد بن عبدالله ماتعاقب ليل ونهار وماذكره الذاكرون الأبرار وسلم تسليما ً كثيراً.
وهاهي أبيات حسان بن ثابت رضي الله عنه لا تزال ترن في آذاننا لتذكرنا بكل مستهزئ بحبيبنا صلى الله عليه وسلم:
هجوت محمداً وأجبتُ عنه *** وعند الله في ذاك الجزاءُ
هجوت محمداً براً تقياً *** رسول الله شيمته الوفاءُ
فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم فداء
________________
[1] تفسير القرآن العظيم 2/558.
[2] متفق عليه.
[3] للاستزادة راجع (كيف تنصر نبيك) للشيخ ندا أبو أحمد.
[4] الصارم المسلول على شاتم الرسول ص209.
[5] متفق عليه.
[6] رواه مسلم.
[7] رواه البخاري.
[8] رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.
[9] دمعة على حب النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله الخضيري ص 40-41 من كتاب حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال تقديم فضيلة الشيخ صالح الفوزان.