الاكتئاب او الحزن المصطنع : كيف نتخلص من الاكتئاب ؟

كيف نتخلص بها من الاكتئاب والاعراض الاكتئابية وكيف نحمي نفوسنا من الاصابة بالاكتئاب : نصائح مهمة بتطبيقها يحمي الانسان نفسه من الوصول الي مرحلة الاكتئاب

كل انسان كما هو يتعرض في اي وقت وفي اي مكان للاصابة بمرض عضوي ويسعي في البحث عن علاج له, بالمثل قد يتعرض الانسان ايضا لمرض نفسي وليس من العيب ابدا ان يسعي بنفس الجدية للبحث عن سبل العلاج منه. والنفس داءها المشهور وهو الاكثر حدوثا ان تعاني من الضيق والاكتئاب. فالانسان يتعرض يوميا لكم كبير من المواقف الحياتية مع غيره من الناس ومع عدد من المواقف ويتصرف تلقائها بنظام الفعل ورد الفعل, وينتج عن هذه المواقف والتعاملات كلها اثرا نفسيا في الانسان. والناس منهم العاطفي الذي يتأثر ويفكر ويحب ويكره ويغضب ويثور ويتحكم قلبه ومشاعره في كثير من قرارته وانفعالاته وحتى قراراته, ومنهم الانسان العقلاني او الواقعي وهو يغلب العقل اكثر في كثير من المواقف التي يواجهها ويكون اقل تأثرا من المواقف الجارحة والمؤذية للمشاعر من الشخص العاطفي الذي قد يتأثر بشدة ولمدة طويلة.

والحزن والشجن نوع من المشاعر الانسانية الطبيعية جدا , وطبيعي ان يشعر بها كل انسان في حالة تأثره من موقف معين دافع لذلك, فمن الطبيعي مثلا ان يعاني الانسان من حزن واكتئاب عند فقد او فراق شخص عزيز عليه, او عندما يفشل في قضاء عمل ما, او عندما يبتعد احباءه ويهاجر خارج البلاد. هذا الاكتئاب في مثل هذه الظروف يكون عادة مؤقتا ومرحلي وينتهي بتغير الحال او عندما يعتاد الانسان على وضع جديد, او حتى بتجاوز الانسان للحظة نفسها وانشغاله بعمله او بشئ اخر. أما اذا تجاوز الشعور بالاكتئاب هذه الحدود وطال في الزمن اكثر واكثر للدرجة التي تسأل فيها الشخص ماذا يحزنك لهذه الدرجة وتجد الجواب بأنه لا يدري ما يؤلمه كل هذا الالم ولكن هو مكتئب ولا يطيق الحياة, لا يدري سبب حزنه ولا يريد ان يخرج من هذه الحالة بجد. هذه الحالة يسموها في الطب النفسي “الحزن المصطنع” وهذا لا يعني ان صاحبه يدعي الشعور بالحزن والاكتئاب زيفا لا سمح الله, لكن هي عبارة عن حالة يكون فيها مقدار الحزن الذي يصيب الانسان مبالغ فيها من قبله نفسه فنفسه تصور له الحالة بشكل اصعب واكثر تعقيدا مما هي تبدو في حقيقتها, وفي اغلب الاحوال يقوم الشخص باستحضار أفكار سلبية ومواقف مؤسفة تعرض لها، ويتذكر إخفاقاته السابقة وفشله في مواقف معينة او في امتحان معين ويكثر من تذكر تفاصيل المواقف التعيسه التي مر بها فيما سبق. وكل ما سبق يؤدي الى تعزيز حالة الحزن والاكتئاب التي يعيشها وبالتالي يخلق لنفسه سبباً للحالة نفسها. والعقل البشري خلقه الله بطبيعة البناء على اخر تجربة, أي عندما تتذكر تجربة سلبية عشتها يبدأ المخ في تجميع كل الذكريات السلبية التي تغذي هذه الذكرى التي تفكر فيها فتزداد في اشغالك ويكبر عليك الهم ويجثم على صدرك, لذلك تأتي النصائح دائما بعدم الانشغال بالتفكير في الماضي الذي يحمل اليك ضيقا او مواقف سلبية.

[wpcc-script src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” defer]

 اهم العوامل التي تؤدي الى الاكتئاب او الحزن المصطنع

وعندما تسأل طبيب النفس عن اهم العوامل التي تؤدي او تساعد الانسان على الوقوع في مشكلة الاكتئاب او الحزن المصطنع, سيجيبك ان هناك عدد كبير من العوامل تؤدي لظهور هذه الحالة, ولكن سيلخص لك كل هذه العوامل في عاملين اساسيين يمكننا تجميع كل الاسباب تحتهما وهما “العزلة” و “الفراغ”:

  • 1) الفراغ :

وقت الفراغ قد يكون وقتا مميزا ومسليا ومفيدا عندما يستطيع الانسان في تحجيم هذا الوقت الى اقصي حد بحيث يصبح دقائق او ساعات محدودة كل يوم وليس وقتا طويلا, وان يغمره بالتفكير في المستقبل المشرق والتخطيط له وعدم التفكير فيما مضي وخاصة اذا كان الماضي يحمل معه الاما تؤرق النفس وتتعبها. أما الحال اذا اعتاد الانسان على امضاء وقت طويل في فراغ ويعتاد على السهر ليلا وعدم الانشغال بعمل منتظم يقوم به او يعاني من بطالة مثلا فتكون الفرصة اكبر في انشغال هذا الشخص بالتفكير في الماضي وفي ازماته النفسية الماضية, ويتذكر كل التجارب السلبية التي عاني منها وبالتالي يفتح لنفسه بابا للضيق والتعرض للاكتئاب.

  • 2) الوحده و العزلة عن الناس والأصدقاء

الوحدة ألم, وارهاق للنفس, وملاذ امن للنفس كلما كانت محدودة ومؤقتة لكنها تتغير وتصبح قاتلة اذا اصبحت عادة للانسان واسلوب حياة يعيشه يوميا. فالوحدة والانعزال عن الناس ضد طبيعة الانسان, فالانسان مخلوق اجتماعي بفطرته وطبيعته التي خلقه عليها الله سبحانه وتعالي. والوحدة باب للاصابة بأمراض نفسية كثيرة منها الضيق والاكتئاب والحزن المصطنع والقلق والتوتر وغيرها. فالانسان في وحدته يفكر كثيرا في الماضي ويتخوف من المستقبل ولا يشعر بالامان والطمأنينة التي يحتاجها الانسان بطبيعته. لذلك يسعي الانسان بفكرته للارتباط بمن حوله حتى لو يرتبط شعوريا بحيوان صغير يربيه ويرعاه لان الانسان طبيعته ترفض وتنأي عن الوحدة والعزلة.

تابع الى الصفحة التالية

Source: ts3a.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *