الانتظام الرياضي يعد من ضمن المستحيلات لدى البعض ولدى البعض الأخر يعد حلم وأمنية يتمناها حتى يمتلك جسد رياضي يحلم به أو يراه في أحد أصدقائه. وسواء شاب أو فتاة، كبير أو صغير، الكل يتمنى هذا ولكن كما نعلم ليست الأعمال بالتمني بل بالاجتهاد. وهذه هي المشكلة القوية التي يواجها كل الناس غالباً في موضوع الانتظام الرياضي، حيث أن الجسم البشري يحتاج إلى عمل مكثف لمده طويلة حتى يصل إلى هذا الجسم الذي يحلم به، وللأسف كل جسم يختلف عن الأخر فهناك مثلاً الجسم النحيف والذي له أسبابه التي سنتكلم عنها وتجد أن ذلك الشخص يريد أن يكون أكبر حجماً في عضلاته وجسده، وهناك السمين الذي لا يحب كونه مترهل وغير مشدود ويعاني غالباً في كل شيء سواء المشي أو الجري أو صعود السلم أو بذل أي مجهود، وكل هذا مع وجود ترسيبات على الكبد والعضلات وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم التي تؤدي إلى تصلب الشريان وزيادة احتمال الإصابة بالجلطات. الموضوع مؤذي فعلاً حتى لو لم تدرك ذلك خلال سنين شبابك ولكنك غالباً بعد الثلاثين ستبدأ في المعناة سواء كنت نحيف أو سمين فكلاهما ليس صحي لك. ولذلك الانتظام الرياضي واجب في مثل هذه الحالات حتى تقدر على السيطرة على جسدك. ودعني أقول لك خبر جيد وهو أنك في بداية الانتظام الرياضي فقط ستحتاج أن تكون مكثف أما بعد أن تصل إلى الشكل الذي تريده فلن تحتاج إلى أن تكون مكثف بل سيكفي لك الانتظام مرة أو مرتين أسبوعياً حتى يعتاد جسمك على المجهود ويثبت على حاله الجيد.
تعلم أساسيات الانتظام الرياضي
تحديد وقت معين
وهذه هي المشكلة أن الوقت لا يناسب الجميع وإن افترضنا أن الشخص لديه العزيمة اللازمة فهو ليس لديه الوقت الذي سيفعل فيه الرياضة. ولكننا هنا سنوفر لك معرفة وتنظيم لأمورك قد يفيدك لو لديك الحافز، وغالباً في البدايات الجسم يحتاج في الصالة الرياضية إلى وقت أكبر، بمعنى أنك في البداية التمارين ستأخذ معك وقت كبير لأنك غير معتاد وهذا الوقت سيكون تقريباً في حدود الساعتين وهو وقت ليس بقليل أبداً ولذلك لا تكن في البداية متحمس جداً وتذهب كل يوم لمدة ساعتين لأن غالباً الحماس الزائد في البدايات ينقلب بيأس بعد مدة. وللأسف الكثير من الناس يعتقدون أنهم لو واظبوا أسبوعين يومياً سيصيرون أرنولد تشوزنجر، ولكن الحقيقة ليست هكذا فكي تصل إلى أي مستوى رياضي جسدي على الأقل تحتاج ستة أشهر من الانتظام الرياضي. وبعد ذلك سيكون العمل الحفاظ فقط على شكل الجسم وهو لا يحتاج انتظام بنفس الكثافة. ولذلك إن كنت متحفز جداً في البداية فذلك ليس جيد لأنك ستخور ولذلك أرشح لك ثلاث أيام في الأسبوع لمدة ساعتين لمدة ستة أشهر، هذا جيد جداً بمجموع ستة ساعات من الرياضة أسبوعياً و50 دقيقة لكل يوم هذا فعلاً ليس كثير. واجعل وقت التمارين ليكون يوم به تمرين ويوم بلا تمرين حتى تأخذ العضلات راحتها وتنمو في اليوم الإجازة. وستجد البشائر في النصف الثاني من الشهر الثاني، بمعنى أن بعد شهر ونصف لو كنت نحيف ستجد أن مستوى عضلاتك صار أكبر وقوتك العصبية صارت أشد، أما السمين فسيجد أنه خسر وزن كثير وصارت أعصابه متوافقة أكثر مع عضلاته التي تتراكم عليها الدهون. أما في خلال نهاية الشهر الثالث ستكون اختلفت تماماً عن أول يوم قررت فيه الانتظام الرياضي. ولكنك لن تكون وصلت للجسد المثالي تماماً ولكن الاختلاف سيظهر وهذا كفيل أن يجعلك تكمل مشوارك.
الموسيقى مع الانتظام الرياضي
الموسيقى ليست تضيع للوقت والميزة بها أنك تستطيع أن تستمتع بها مع لعب الرياضة فما الضرر أن تجعل طريقة حياتك هي أن وقتك في الصالة الرياضية هو إجازة يومك تسمع موسيقى وأنت تجري وتشعر بالحرية من الضغوط. إن فكرت في الانتظام الرياضي على انه فسحة لك وليس ثقل فهذا سيجعلك أنت نفسك تريد هذه الستة ساعات أسبوعياً، وخصوصاً أن الموسيقى تزيد الحماسة والمشاعر العاطفية بصورة كبيرة ولهذا قد تكون الموسيقى هي الحافز لك كي تتمرن جيداً أو كي تفعل التمرين جاداً دون تكاسل. أما عن نوع الموسيقى فرأيي الشخصي يجب أن يكون نوع حماسي بمعنى أنه ليس جيداً لك أن تجري وأنت تسمع بيانو رقيق، فالأمر ليس متناسق أنت تبذل مجهود، أما أذنك تريد شيء يحسك على فعل مجهود أكثر. ولذلك أرشح لك موسيقى الروك هي موسيقى حماسية جداً وفي نفس الوقت ليست صاخبة جداً وستفعل اللازم كي تجعلك متحمساً طوال التمرين.
التحفيز الدائم
يجب كي تنتظم رياضياً يكون لديك دافع أو حافز ولذلك مثلاً تجد الأشخاص المغرمين بالرياضة يضعون صور أشخاص رياضيون كمثل أعلى لهم في غرفهم، والسبب أن هؤلاء الأشخاص يريدوا أن يصيروا مثل هؤلاء الرياضيون. وهذا في حد ذاته نوع من التحفيز وأيضاً في صالات الرياضة تجد دائماً شاشات عرض تعرض مشاهير كمال الأجسام وهم يتمرنون في الصلات الرياضية حتى يراهم المتدرب ويرى كمية الجهد الذي يبذلونه فيفعل مثلهم. كل هذا جيد جداً ولكن لابد من أن يكون لديك نوع أعلى من كل هذا من حيث الحافز وهو الحافز الداخلي. يا عزيزي الرياضة حسب الدراسات الأمريكية تستطيع أن تعطيك عمراً أكثر بخمس سنوات من الذين لا يمارسون الرياضة، خمس سنوات ليست بالقليلة أبداً وهذه نسبة متوسطة يعني من الممكن أن تكون أكثر. وغير هذا فالرياضة تجعلك جميل ومقبول لدى المجتمع فدائماً الشخص الجميل لديه حضوره دون أن يبذل مجهود اجتماعي فالكل يحب الجمال، والإنسان خصوصاً يعشق جمال الجسد سواء امرأة أو رجل ولذلك كونك تمتلك جسد رياضي سيجعلك محبوب فعلاً وذو هيبة ولا أحد سيستخف بك سواء كنت سمين أو رفيع. غير كل هذا الثقة في النفس، والحقيقة أن معظم الذين يمتلكون جسد متناسق هم شخصيات واثقة من نفسها جداً لأنهم يشعرون بالكمال وأن لديهم الهيكل المثالي للجسد وهذه ينطبع على شخصيتهم فيكونون أشخاص أقوياء الشخصية وقيادين والناس ستقبل قيادتهم بسهولة لكون جسدهم مثالي نعم هذه حقيقة، وهناك دراسة أوروبية طبقوها على المديرين ذوي الجسد المتناسق والمديرين العادين، وبنسبة كبيرة جداً النتائج جاءت أن الموظفين لا يمانعون قرارات المدير متناسق الجسد أما المدير مترهل أو رفيع المظهر فعادة تكون قرارته غير مستحبة لدى الموظفين.
أخيراً عزيزي القارئ الانتظام الرياضي ليس مستحيلاً ولا تحتاج إلى الوقت الكبير الذي تعتقد أنك تحتاجه بل الأمر ليس إلا أنك تأخذ القرار في حياتك وتواجه نفسك أن جسدك له حق ويجب أن تمتلك جسداً رياضياً وأنت صغير في العمر. فهذا سيوفر لك الكثير خلال رحلة حياتك ولا سيما في بناء علاقات شخصية ناجحة حيث أن نسبة قبولك للناس ستكون بنسبة تتعدى 95% فلا تتوقف ولا تتكاسل عن هذا القرار. وأعتقد أن ستة ساعات في الأسبوع ليس كثيرة بل من الممكن أن توفرهم من وقت الفراغ الخاص بك أسبوعياً ببساطة جداً.