البوزكاشي .. رياضة لا تقل عنفا عن الحروب!

البوزكاشي رياضة لا تقل عنفا عن الحروب! لا يعرف عزيز أحمد الكثير عن الرياضات العنيفة في بلدان أخرى لكنه على يقين من أن أقوى الرياضيين في العالم لا يمكن أن يباروه في رياضة البوزكاشي وهي الرياضة الشعبية في أفغانستان كما أن الكثير من مشجعي الرياضة قد يحجمون عن مشاهدة اللعبة فور علمهم بالمكونات التي تصنع منها..

البوزكاشي .. رياضة لا تقل عنفا عن الحروب!

لا يعرف عزيز أحمد الكثير عن الرياضات العنيفة في بلدان أخرى، لكنه على يقين من أن أقوى الرياضيين في العالم لا يمكن أن يباروه في رياضة البوزكاشي، وهي الرياضة الشعبية في أفغانستان.

كما أن الكثير من مشجعي الرياضة قد يحجمون عن مشاهدة اللعبة فور علمهم بالمكونات التي تصنع منها الكرة.

وتعني كلمة بوزكاشي في لغة الداري الافغانية “شد المعزة” بيد أن اللعبة أكثر تعقيدا من ذلك إلى حد بعيد.

ويشارك في اللعبة، التي تعود إلى قرون خلت، فريقان متنافسان يضم كل منهما 10 رجال يمتطون ظهور الخيل ويتقاتل الفريقان من أجل الاستحواذ على جثة عجل صغير بدون رأس.

ويسجل اللاعبون النقاط بإسقاط الجثة البنية اللون وسط أي من الدائرتين المرسومتين عند طرفي ملعب كبير، فيما يتلقون ضربات سياط مؤلمة من اللاعبين المنافسين وربما يتعرضون لسقطات قاتلة من فوق ظهور الخيل أو قد تنسحق أيديهم في حالة سقوطهم تحت حوافر الجياد.

ويقول أحمد، وقد غطت الجروح والدماء يديه: “يمكن أن يفقد المرء حياته وهو يمارس هذه اللعبة”.

ولحسن الحظ، أنه لم يسقط قتلى على الاستاد الأولمبي في العاصمة كابول في المباراة التي أقيمت مؤخرا بين فريق محلي وفريق منافس من إقليم باروان المجاور أمام عدة آلاف من المشجعين المهووسين باللعبة.

ولكن رغم الشرح المفصل من الأفغان المحليين، تظل البوزكاشي تستعصي على فهم الأجانب.

ويمكن للحكم الذي يمتطي أيضا صهوة جواد أن يمنح نقطة أو اثنتين في كل مرة ينجح فيها أي من الفريقين في إسقاط الجثة في دائرة. غير أنه يتعين على اللاعبين أولا حمل الجثة إلى الطرف الاخر للملعب والدوران بها حول راية حمراء، وذلك قبل أن يعودوا أدراجهم إلى منطقة التسجيل.

ويبدو أنه مسموح للاعبين بعمل أي شيء لايقاف خصومهم، وعادة ما يتم ذلك بإعاقة جيادهم وجلد أيديهم لحملهم على إسقاط الجثة.

وعادة ما يضع لاعبان من الفريقين المتنافسين يدا على الجثة ثم ينخرطان في عملية شد وجذب مرعبة للجثة من ساقيها أثناء انطلاق جواديهما بأقصى سرعة في الملعب.

وكثيرا ما يصعب معرفة من الذي دانت له السيطرة على الجثة عندما يشتد أوار المعركة ويرتفع صهيل الخيل وتسمع ضربات السياط ويختلط الحابل بالنابل.

ويقدم نيد محمد، الذي يمتلك أحد خيول السباق في فريق كابول نصيحة بسيطة: “لا تحول عينيك عن الجثة”.

ونشأت لعبة البوزكاشي في آسيا الوسطى وتمارسها أساسا قبائل الاوزبك والتركمان والطاجيك التي تعيش شمالي أفغانستان، وذلك حسبما ورد في كتاب “القاموس التاريخي لأفغانستان”.

وفي أوقات سابقة كانت تستخدم معزة، بيد أن اللاعبين تحولوا عنها منذ زمن بعيد.

ويقوم منظمو المباريات بذبح العجل قبل المباراة بيوم واحد ويفصلون رأسه وينزعون حشاياه وحوافره الخلفية ثم ينقعونه في ماء مالح طوال الليل.

وتجعل هذه العملية الجثة أثقل – تزن عادة نحو 35 كيلوجراما – وأكثر مقاومة للتمزق.

وتتطلب اللعبة أعصابا قوية ومهارات ركوب الخيل فضلا عن قوة بدنية خاصة. ومعظم المشاركين هم من المصارعين السابقين. والخيل تكون متوسطة الحجم ومدربة خصيصا على هذه اللعبة.

وقال أحمد، الذي خسر فريقه كابول 5-15 أمام فريق باروان: “إنه سباق قوي جدا ويتطلب قوة عظيمة”.

وبرغم الهزيمة فإن جماهير فريق العاصمة لم تشعر بخيبة أمل كبيرة لأن نظام طالبان السابق كان قد حظر معظم المسابقات الرياضية طوال فترة حكمه الذي استمر خمس سنوات، لكنه لم يحظر البوزكاشي والمصارعة.

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *