الزرقاء – الغد – ضمن برنامج “زيارة مثقف”، قام وفد من البيت الأدبي للثقافة والفنون برئاسة مؤسسه ومديره القاص أحمد أبو حليوة وبرفقة كلّ من رائد حميدان وسمير أبو زيد والشاعر صبحي الششتاوي وعازف العود الفنان علاء شاهر والشاعر محمود العرابي بزيارة إلى الشاعر خليل إطرير تكريماً لسيرته الإنسانية ومسيرته الشعرية ودوره الثقافي في الأردن عامة والبيت الأدبي خاصة.
وقد استهلت الفعالية بكلمة تمهيدية قدّمها أبو حليوة عن الشاعر خليل إطرير الذي أشاد به إنساناً رائعاً ومربياً فاضلاً ولغوياً قديراً وشاعراً امتاز بشعر الحكمة التي تأتت له من تجارب الحياة وكثرة صولاته وجولاته معها، وقد تحدّث بدوره عن سيرته ومسيرته، والتي عرفنا من خلالها أنّ خليل حسين إطرير ولد العام 1948 في منطقة الظاهرية قرب مدينة الخليل، وهو ابن ذاك الجبل المطل على أطراف الصحراء، الطفل العصامي النشأة وقد أدخل نفسه المدرسة في السنة العاشرة من عمره، حيث تميّز بالاجتهاد الكبير والخلق النبيل والنشاط الرياضي الواضح.
وتحدث أبو حليوة عن رحلة درسه اطرير مرحلة الابتدائية والإعدادية في الظاهرية، وأما المرحلة الثانوية فدرسها بالخليل ليكمل بعدها الدراسة في دار المعلمين، حيث درس اللغة العربية وتخرج العام 1973 وقد كان اهتمامه بالقراءة وحفظ المعلقات وكذلك الاهتمام الكبير بالنحو والإملاء.
وقد خرج اطرير من فلسطين في العام 1973 حيث درّس في جنوب الأردن حتى العام 1976 وقد سافر بعدها إلى سورية حيث أقام في درعا وعمل منذ عام 1978 حتى العام 2008 في مدارس الوكالة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين معلماً للغة العربية، وقد بقي في سورية حتى العام 2011 ليضطر بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت هناك إلى أن يعود إلى الأردن.
وأشار أبو حليوة الى أنّ خليل بدأ الكتابة وهو في الخامسة عشرة من عمره، إلا أنّه دخل في مرحلة سبات شعري لفترة تقدر بخمسة وثلاثين عاماً هي مدة وجوده في سورية، التي أكمل فيها دراسته الجامعية، حيث حصل من جامعة دمشق على شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها عام 1990، كما حصل منها أيضاً على شهادة الدبلوم العالي (بيان وبلاغة) عام 1991، ليكمل بعد ذلك دراساته العليا ويحصل على شهادة الماجستير (نحو وإملاء) من جامعة دمشق عام 1993.
وشكّلت عودته للأردن عام 2011 منعطفاً مهماً في حياته الأدبية، إذ عاد التدفق لقريحته الشعرية بعد طول غياب وجفاف، بعد أن شعر باستقرار نفسي واجتماعي بين أهله الذي غدا خلال فترة وجيزة من كبارهم في الأردن، خاصة في منطقته.
وأوضح ابو حليوة أن الانطلاقة الثقافية كانت في العام 2013 من خلال ملتقيات الرصيفة الثقافية والمنتديات المختلفة في محافظة الزرقاء، لينطلق بعد ذلك إلى العاصمة عمّان من خلال بوابة بيت الثقافة والفنون العام 2016 ثم البيت العربي العام 2017 ، وقد تسلّم منصب نائب رئيس ملتقى سماء الثقافة العام 2018 كما أصبح رئيس اللجنة الشبابية في جمعية أبناء الرصيفة الثقافية العام 2019 ، وهو عضو في العديد من المنتديات الأدبية والثقافية الإلكترونية، وقد شارك في عدة أمسيات شعرية وفعاليات أدبية ومهرجانات ثقافية وفي عدة محافظات في المملكة، ونال العديد من الدروع وكذلك شهادات التقدير.
وتحدث أبو حليوة عن علاقة اطرير بالبيت الأدبي للثقافة والفنون التي ابتدأت في مطلع العام 2017 وزادت وتيرة حضوره نهاية العام 2018 ليبرز اسمه بقوة فيه العام 2019 وهذا ما جعل البيت الأدبي للثقافة والفنون يكافئه بفعاليته الاجتماعية الشهرية الخاصة (زيارة مثقف) هذا العام 2020، وهو الذي ينظر إلى هذه الفعالية بعظيم تقدير لتميّز البيت الأدبي بها عن دون المؤسسات الثقافية الأخرى من حكومية وأهلية، وهو الذي يرى أيضاً أنّ البيت الأدبي منطلق للأدباء الشباب ومنبع ومشجع لهم، له عدة آفاق وجوانب إبداعية منها فقرة الحكواتي المميزة، وكذلك حضوره الإنساني الرائع من الطفل الرضيع إلى الشيخ المتوكئ، إضافة إلى ميزة البيت الأدبي بانضباطه الواضح ونظامه الراسخ، وكذلك احترام أفراد أسرته من خلال ذكرهم أحياء وتأبينهم وهم أموات.
وقدم المشاركون شهادات انسانية حول تجربة الشاعر خليل إطرير، حيث أشادوا بتجربته وإبداعه وطيب صفاته وحسن عطائه وكرمه وأخلاقه العالية وفضله الكبير على بعضهم، ليكون مسك ذلك كلّه تكريمه بشهادة.
يذكر أنّ خليل إطرير صدر له عدة مخطوطات شعرية وكتب في مجال القصة والخواطر والتراث والدراسات النقدية والشهادات الإبداعية ويعمل في مجال التدقيق اللغوي، مؤمناً أنّ اللغة العربية هي لغة مقدّسة لأنّها لغة القرآن ولغة أهل الجنة.
اشتملت الزيارة إلى منزل المضيف الكريم الشاعر خليل إطرير على فقرة عن سيرة حياته، وفقرة أخرى استمع فيها الحضور لبعض قصائده، حيث قرأ قصيدة عن بلدته الظاهرية تحت عنوان (وتستنهض الذكرى)، وأخرى عن القدس وهي قصيدة (رباط)، لتليها قصيدة تحدّث فيها عن ذاته المفعمة بالتجربة والحكمة حملت عنوان (درب تعمّد بالقيم)، كما قرأ قصيدة أخرى تحت عنوان (نعمة الصمت)، لتأتي بعدها قراءته لقصيدة بعنوان (نهر صنعه تاريخه)، وأخرى (مستظل بالجمر)، لتكون خاتمة قراءاته الشعرية قصيدة عن الحياة جاءت تحت عنوان (عراك اللعوب).