الأطفال هم أكثر الكائنات براءة و يتصرفون دائما بالفطرة , و لكن في بعض الأحيان يكون هذا التصرف العفوي محرج و لا يليق فعله و خير مثال على ذلك إن الأطفال يحكوا ما حدث في المنزل مع أفراد الأسرة و ربما وصل الأمر لإفشاء أسرار البيوت , فكيف يتصرف الوالدين مع هذا؟
كاميرات المراقبة:
لا شك أن الكثير من الأسر عاشت مواقف محرجة جدا مع بعض الأقارب و الأصدقاء بسبب الأطفال ففي منتهى العفوية نجد الطفل يحكي عن شئ يحدث قي المنزل أو شئ قاله الأب أو فعلته الأم في المنزل و لكن الأب و الأم يجدوا بعض هذه الأشياء محرجة و يعتبروها من أسرار البيوت التي لا يفضلوا أن يطلع عليها أحد , و لكن هناك شئ مهم جدا لابد ان يعرفه الأبوان جيدا وهو أن الطفل بالمنزل يعتبر ككاميرة المراقبة التي تعمل 24 ساعة يوميا , وإذا تعامل الوالدين مع الأمر على إن الطفل أخطاء بهذا الكلام الذي أخرجه للآخرين عن الأسرة و عليهم أن يعاقبوه و يحذروه , فلن يجدي الأمر و سيستمروا في نقل أخبار الأسرة , و لكن ربما من خوفهم من العقاب يقولوا للآخرين ألا يخبروا الأب و الأم أنهم عرفوا من الطفل ما حدث داخل الأسرة , إذا فماذا يفعل الوالدين في هذه المشكلة؟
سر يعني منقولش لحد:
على الوالدين تعليم أطفالهم بهدوء و خطوة خطوة فبداية يعلموهم أنه ليس كل شئ يمكن الآخرين معرفته فيوجد في بعض أحاديثنا أسرار و لا يمكن لأحد أن يطلع عليها فسر يعني أننا لا نخبره لأحد , و عليهم تجربة الأمر معه و قول سر له حتى لو كان شئ عادي مثل يقول الأب للطفل: “سأذهب للنادي غدا” و يؤكد عليه انه لا يريد أن يعرف أحد هذا سر بين الأب و الطفل فقط , فإن أراد الطفل إخبار أحد عليه أن يستأذن الأب أولا لأنه صاحب السر و لابد أن يكون العكس أيضا صحيح فلو قال الطفل سر للأب مثل : “وضعت اللعبة تحت المخدة” يجب على الأب ألا يخبر أحد و يعتبره سر حقيقي بينهم و إن أرادت الأم مثلا أو أحد الأخوة معرفة السر على الأب أن يستأذن الطفل قبل البوح به , فإن وصل الوالدين مع الطفل إلى أن السر لا يجب أن نقوله لأحد ينتقلوا معه للخطوة التالية وهي:
البيوت أسرار:
فبعد أن عرف الطفل أنه ليس كل ما نقوله يمكن نشره و أنه يوجد أسرار لا يمكن أن نبوح بها نعلمهم تدريجيا إن البيوت أسرار و أن ما يحدث أو يقال داخل الأسرة يعتبر سر على من هم بالخارج من أقارب أو أصدقاء , و نحن بالفعل كأسرة لا نعرف تفصيليا ما يدور داخل كل الأسر الأخرى , و ربما يغضب أحد الأفراد إن حكينا عنه للغير لأنه يعنبر ما يحدث له سر فنحن أيضا لا نفضل أن يحكي عنا الغير أو أن يعرفوا كل شي نقوله و نقوم به ,فبالتالي لا نحكي لأحد و لا نطلب من أحد أن يحكي لنا عما يدور داخل أسرته.
احذروا:
- من أن تكونوا أنتم كوالدين و قدوة تحكوا أي شئ عنكم لصديق أو قريب و بالتالي سيقلدكم الطفل و يحكي هو أيضا , ولكن عقله لن يستطيع فلترة الأشياء التي سيحكيها فأنتم ربما تحكوا عن شئ عادي جدا حدث معكم بالمنزل و بالتأكيد لن تحكوا أسرار أسرتكم لكن الطفل يسمعكم تحكوا فسيقلدكم بكل سهولة.
- من أن تأخذوا كامل حريتكم بالمنزل في الأقوال و الأفعال بعد أن أصبحتم أباء و أمهات و توقعوا دائما أنهم يمكن أن يحكوا كل ما بالمنزل للخارج.
- من أن تغلظوا عليهم في العقاب على هذا لأنهم كما ذكرنا يتصرفوا بعفوية و لا بقصدوا الخطأ والإحراج بل علموهم و فهموهم و درجوا لهم الأمر خطوة خطوة كما وضحنا.
- من أن تحكوا أمام طفلكم عن شئ حدث مع أحد أخر كالأقارب و الأصحاب لأنهم سيجدوكم تحكوا عن الغير إذا فلما تمنعوهم من أن يحكوا؟
- من أن تفشوا أسرارهم لأنكم تعتبروها تافهة أو تعتبروهم صغار فهذا يعلمهم أن السر يمكن أن يقال.
وعلى الوالدين توقع حدوث ذلك و تقبله و تعليم أطفالهم حفظ السر و عدم إخبار أحد و عدم التحدث عن أحد و عليهم تدريج الأمر كما ذكرنا ستيجدوا إستجابة جيدة , جربوا هذه النصائح و علموا أطفالكم أن البيوت أسرار و أشركونا تجاربكم و نسعد بأسئلتكم و تعليقاتكم.