
تحذر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA ) من أن إجراءات “التجديد المهبلي” يمكن أن تسبب ضرراً خطيراً
إذ يتم تسويق هذه التقنية كعلاج لسلس البول والخلل الوظيفي الجنسي وانقطاع الطمث – بدون أن يتم الإثبات أنها آمنة أو فعالة.
يوجه مسئولو الصحة التابعين للحكومة رسالة لأي شخص يفكر باللجوء إلى إجراءات “التجديد المهبلي” أو أي أنواع أخرى من جراحة التجميل المهبلية تتلخص بعبارة كن حذراً عند الخضوع لهذا الإجراء.
لقد صرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في بيان لها بأنه لم يتم تقديم إثباتات بأن هذه الإجراءات آمنة أو فعالة؛ وفي الحقيقة يمكن أن تُعرض صحة المرأة إلى مخاطر كبيرة.
يتم التركيز في بيان إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالإضافة إلى إشارات التنبيه المصاحبة والمتعلقة بالسلامة على أجهزة الترددات الإشعاعية أو أجهزة الليزر المستخدمة لتدمير وإعادة تشكيل الأنسجة المهبلية؛ حيث تمت الموافقة على هذه الأجهزة من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA ) من أجل علاج بعض الحالات المحددة مثل إزالة الأورام ما قبل السرطانية وكييسات المبيض والثآليل التناسلية.
لكن يتم تسويق هذه التكنولوجيا الآن من أجل استخدامات أخرى وفقاً لما تقوله الإدارة- بالرغم من عدم وجود أدلة علمية لدعم هذه الادعاءات.
يشجع المصنعون – على وجه التحديد- هذه الإجراءات لعلاج الأعراض المتعلقة ببلوغ مرحلة انقطاع الطمث – سن اليأس- وسلس البول ومشكلات الأداء الجنسي؛ كما يتم الترويج لهذه الإجراءات أيضاً لدى النساء اللواتي خضعن لعلاج سرطان الثدي ويعانين من انقطاع الطمث المبكر بسبب العلاج الكيميائي أو بسبب العلاج بالإشعاع أو كنتيجة لإزالة المبيضين.
تقول كريستين غريفز Christine Greves طبيبة الأمراض النسائية في مستشفى أورلاندو الصحي في فلوريدا والتي لم تشارك في تحذير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية: “فكر في كيفية جفاف يديك وإصابتها بالتشققات في الشتاء؛ إن هذا ما يحدث للمهبل إذا لم يكن الجسم ينتج ما يكفي من هرمون الاستروجين ويمكن أن يسبب ذلك الألم أثناء ممارسة الجنس؛ وتقول أيضاً بأنه من الناحية النظرية فإن الأجهزة الطبية التي تقوم بإعادة تشكيل أنسجة المهبل يمكن أن تساعد في تخفيف جزء من هذا الألم والتضيق الحاصل عند بعض النساء – حتى لو لم تتم الموافقة عليه تحديداً من أجل هذا الاستخدام”.
ولكن وفقاً لتصريح إدارة الغذاء والدواء الذي أدلى به المفوض سكوت غوتليبScott Gottlieb – الحاصل على الدكتوراه في الطب- بخصوص هذه المنتجات ” إن لهذه الأجهزة مخاطر كبيرة ولا يوجد أي أدلة كافية لدعم استخدامها من أجل هذه الأغراض”. وأضاف الدكتور غوتليب قائلاً: “نحن قلقون للغاية من فكرة تعرض النساء للأذى.”
تقول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنها راجعت العديد من التقارير المتعلقة بحالات إصابة بالحروق المهبلية والندبات والشعور بالألم أثناء ممارسة الجنس والألم المتكرر أو المزمن كنتيجة لتطبيق هذه الإجراءات لأغراض علاجية غير الأغراض التي تم توصيفها.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الأجهزة لم تُدرس بشكل شامل وموسع لكي يتم استخدامها ضمن هذه المجالات وتصرح الإدارة بأنه لا توجد طريقة لكي نعرف فعلياً المدى الكامل لهذه المخاطر.
وفوق كل ما سبق ذكره تطرح إدارة الغذاء والدواء أيضاً مسألة انخراط الشركات المصنعة للأجهزة في الإعلانات المضللة حول منتجاتها؛ حيث قال الدكتور غوتليب: “يتم التسويق المضلل لهذا الإجراء العلاجي الخطير بدون وجود إثباتات على فائدته – ويتضمن ذلك النساء اللواتي تم علاجهن من السرطان؛ ويتم ذلك الأمر بشكل رديء وفظ”.
وأضاف الدكتور غوتليت أيضاً بأن هذه الممارسات يمكن أن يؤدي الخضوع لهذا الإجراء إلى التسبب بحدوث أضرار جسدية بالإضافة إلى أنه يمكن أن يعيق بعض المرضى من الوصول إلى طرق العلاج المعترف بها والمناسبة لعلاج بعض الحالات الطبية الشديدة”؛ ونذكر على سبيل المثال حالة النساء اللواتي يعانين من الجفاف المهبلي المرتبط بانقطاع الطمث.
وكما تقول الدكتورة غريفز: يمكن أن لا ترغب بعض النساء في تجريب العلاجات الهرمونية (أو قد لا يكن قادرات على ذلك) ويمكن أن يقمن بالبحث عن البدائل المتاحة؛ ولكن قبل أن تقرر تلك النساء الخضوع لإجراء التجديد المهبلي غير المثبتة فعاليته ينبغي أن يتأكدن من أنهن قد أخذن بعين الاعتبار جميع الخيارات المتاحة أمامهن.
وتقول: “إذا كانت المشكلة تكمن في وجود الألم عند ممارسة الجنس فدعونا نناقش الخيارات الأخرى:
ماذا عن محاولة استخدام الموسعDilator ويتم ذلك بلطف أو اللجوء إلى تجريب استعمال هرمون الاستروجين المهبلي إذا كانت المرأة تستطيع أن تتقبل العلاج بالهرمونات”؛ وتضيف “إذا فشل كل ما سبق وفي حال كانت حياة المرأة لا تزال تتأثر سلباً وتشعر أن علاقتها مع شريكها تمر بمرحلة عصيبة بسبب عدم إمكانية ممارسة الجنس بدون الشعور بالألم فعند هذه المرحلة يمكن أن تكون مستعدةً لقبول مخاطر إجراء علاجي مثل التجديد المهبلي”.
بالنسبة للمرضى الذين تكون حالتهن كما ذكرنا فإن الدكتورة غريفز تشجعهن لكي يجدن طبيباً أخصائياً متمرساً بتنفيذ هذا الإجراء؛ كما تؤكد على ضرورة أن تتحدث المريضة مع الطبيب أولاً بخصوص المخاطر المحتملة لهذا الإجراء العلاجي (إن الدكتورة غريفز لا تقوم بإجراء عمليات التجديد المهبلي ولكنها تعرف أطباء آخرين يطبقون هذا العلاج- معظمهم متمرسون وضمن العيادات النسائية المتخصصة).
تقول الدكتورة: “يتضمن هذا العلاج شيئاً من المجازفة؛ ومن المهم أن تتناقش المريضة فيما يتعلق بمخاوفها وكذلك أن تكون على علم بأنه لا يوجد ضمانات بشأن ما يمكن أن يحدث من سلبيات؛ وتصرح أيضاً بأنه من الضروري معرفة المخاطر والفوائد والبدائل- ولا يعني بالضرورة قيام الطبيب بطرح فكرة الخضوع لهذا الإجراء العلاجي بأنه علاج آمن بشكل أكيد”.
وتقول: “بأن النصيحة نفسها تنطبق على أية امرأة تفكر في الخضوع للتجديد المهبلي سواءً لأسباب جمالية أو تجميلية؛ إذ أنك من خلال محاولتك جعل المهبل يبدو بوضع “أفضل ” فأنت تخاطرين بالتسبب لنفسك بألم مزمن يستمر معك مدى الحياة”.
وتقول أيضاً “يوجد دائماً احتمال بأنك سوف تتسببين لنفسك بالمعاناة من مشكلة جديدة من خلال محاولتك إصلاح المشكلة القديمة”.
بشكل أساسي يعتبر هذا هو وجهة النظر النهائية لدى إدارة الأغذية والأدوية والأكثر ملائمة؛ يقول الدكتور غوتليب في تصريحه: “ينبغي على النساء اللواتي يفكرن في الخضوع لعلاج الأعراض المهبلية أن يتحدثن مع الطبيب المعالج بخصوص الفوائد والمخاطر المحتملة والمعروفة بالنسبة لجميع خيارات العلاج المتاحة”.
سوف تستمر إدارة الغذاء والدواء في مراقبة التقارير الخاصة بالآثار السلبية المرتبطة بإجراءات علاج التجديد المهبلي؛ وتشجع المريضات اللواتي قد عانين من أية مشاكل لكي يتم الإبلاغ عنها من خلال موقع الانترنت MedWatch التابع للإدارة؛ كما أنها قد استدعت أيضاً سبعة من الجهات المصنعة للأجهزة المستخدمة في هذا العلاج بسبب ما يُعرب بالتسويق “غير المناسب” لأجهزتها، وطلبت من تلك الشركات معالجة هذه المسألة في غضون 30 يوماً أو سوف يتعرضون لمواجهة إجراءات ممكنة ستفرض عليهم الالتزام بذلك.
وصرح المتحدث باسم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لـ Health في رسالة بريد إلكتروني: “في حال قيام أي موقع ويب أو مقال إخباري بالادعاء بأن هذه الأجهزة معتمدة أو مصرح بها من قِبل إدارة الأغذية والأدوية الأميركية (FDA) بهدف استخدامها للعلاج المهبلي أو لتخفيف أعراض انقطاع الطمث / جفاف المهبل أو لتحسين الأداء الجنسي فإن ذلك غير صحيح؛ إذ لا توجد بيانات أمان كافية فيما يتعلق باستخدامات هذه الأجهزة المرتكزة على الطاقة؛ وعلى الأخص في الحالات التي تخضع فيها النساء لتكرار الإجراءات العلاجية”.
