التحالف الأسترالي الأميركي البريطاني… الطموح للقوة والنفوذ وإثبات وجود

 

 

عرار الشرع

هل فاجأت أستراليا العالم بتحالفها الجديد؟ ومن المستهدف من مثل هذا التحالف؟ وكيف سيؤثر على التوازن في منطقة المحيط الهادئ خاصة على الصين؟

تساؤلات ملحة أثارها التحالف الثلاثي الأسترالي الأميركي البريطاني في منطقة المحيطين الهادئ والهندي الذي أعلن مؤخرا ودفع كانبيرا إلى التخلي عن أقرب أصدقائها، والتراجع عن صفقة غواصات فرنسية بعشرات الملايين من الدولارات.

هذا التخلي، والمفاجأة في إعلان التحالف دفع فرنسا إلى الاستهجان وتغليف موقفها بشيء من العصبية غير المعهودة للدبلوماسية الفرنسية، بالرغم من التطمينات التي حاولت واشنطن تمريرها لباريس.

أما الصين التي فقد رأت في هذا التحالف استهدافا مباشرا لها وللاستقرار في منطقة المحيط الهادئ.

بالطبع تريد الولايات المتحدة موطئ قدم في المنطقة فحربها الباردة غير المعلنة مع الصين تثير قلقها دوما، وتريد أن تحافظ دائما على موقعها قطبا أوحد يتحكم بسياسة العالم بالإغراء تارة وبالتهديد تارات.

أما أستراليا فتتغنى على لسان رئيس وزرائها بمكاسبها من التحالف بداية من الغواصات النووية التي ستصنعها على أرضها بتقنية أميركية وليس نهاية بمنظومة الدفاع الجوي التي ستقدمها لها الولايات المتحدة ولا ترى في التحالف تهديدا لأحد وإنما نتيجة طبيعية لطموحها بامتلاك القوة في منطقة جمرها تحت الرماد.

لكن ما الذي تستفيده بريطانيا من هكذا تحالف؟

هو ببساطة يبقيها قوة على خارطة القوى الدولية، فالإمبراطورية التي لم تغب عنها الشمس يوما ما لم تعد كذلك، خاصة بعد أن غادرت الفضاء الأوروبي وباتت كل حساباتها مرتبطة مع حليفتها الأهم الولايات المتحدة.

ولم تزل لندن ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تدور في فلك واشنطن، وتحاول اصطياد أدوار تلعبها على هامش الدور الأميركي وبدا ذلك بوضوح بعد غزو العراق عام 2003 التي كان الجنوب العراقي فيه حصتها.

وها هي الآن تدخل على خط التحالف، إذ أن أستراليا في أدبيات السياسة الإنجليزية بريطانية الهوى والهوية وتبقى رغم مرور السنين  تابعة لتاج عانى من  سقوط درره تباعا.

لا يستطيع أحد الجزم بأن التحالف الثلاثي سيكون طويل الأمد، وما هي البنود السرية على أجندته، لكن من المؤكد أنه يمثل علامة فارقة على خريطة السياسة الدولية لها حساباتها، وتداعياتها على المنطقة والعالم.

كاتب اردني

Source: Raialyoum.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *