التشتت وضعف التركيز: علاماته، وأسبابه، وطرق علاجه

إن كنت مشتتاً بفعل ما تخضع له من ضغوطات حياتية؛ فعليك أن تعلم أنَّ العلاج ليس بتقليل الضغوطات، وإنَّما في إدارتها، فالأصل في الحياة الضغوطات المتزايدة. علاج التشتت وضعف التركيز؛ هذا ما سنَتناوله من خلال هذا المقال.

Share your love

“هل تشعر أنَّ عليك الكثير من المهام لإنجازها إلَّا أنَّك لا تدري من أين تبدأ، فتهدر وقتك في حالة من التشتت والضياع وعدم الوضوح؟”، “هل تتمنى عودة تلك الأيام الخوالي عندما كان ذهنك صافياً متَّقداً، وأفكارك واضحة، وإنتاجيتك عظيمة؟”، “هل تشعر بالخوار والملل النفسي وعدم القدرة على القيام بما كنت تستمتع به من قبل؟”، “هل تشعر أنَّك لم تعد تملك السيطرة ذاتها على تفاصيل حياتك؟”.

إن كنت مشتتاً بفعل ما تخضع له من ضغوطات حياتية؛ فعليك أن تعلم أنَّ العلاج ليس بتقليل الضغوطات، وإنَّما في إدارتها، فالأصل في الحياة الضغوطات المتزايدة.

علاج التشتت وضعف التركيز؛ هذا ما سنَتناوله من خلال هذا المقال.

علامات التشتت وضعف التركيز:

1. النسيان:

عندما تنسى التفاصيل الهامة في قضية ما، ويتكرر هذا الأمر في قضايا مختلفة وعلى مدار فترة زمنية طويلة؛ فهذا يعني أنَّك تعاني من حالة من التشتت وضعف التركيز، على سبيل المثال: كأن تنسى موعد دورة اللغة الإنكليزية على الدوام، على الرغم من ثبات أيام الدورة وساعاتها.

2. العصبية:

عندما تعاني من العصبية الزائدة، ومن ردات فعل غير متناسبة مع الموقف الحاصل، وتستمر الحالة لديك على مدار فترة طويلة؛ فهذا يعني أنَّك تعاني من التشتت وضعف التركيز، على سبيل المثال: إن كنتَ تغضب من أقل كلمة تُوجَّه إليك، وإن كنت لا تملك الصبر من أجل الاستماع إلى حديث الطرف الآخر، وتشعر بالتوتر والقلق الدائمَين؛ فهذا يعني أنَّك في حالة خطر ويجب إعادة النظر في وضعك النفسي.

3. الملل وضعف الإنتاجية:

إن كنت تشعر بالملل من القيام بالعمل الذي كنت تستمتع به سابقاً، وإن كنتَ تشعر بالإجهاد والتعب الكبير لتنفيذه وإتمامه؛ فهذا يعني أنَّك في حالة من التشتت وضعف التركيز.

4. فقدان السيطرة:

عندما تشعر بالضياع وفقدان السيطرة على تفاصيل حياتك، وباختلال أهدافك ومساراتك؛ كأن يكون لديك الكثير من الأهداف لتحقيقها، ولكنَّك لا تدري من أين تبدأ بها؛ فهذا يعني أنَّك في حالة من التشتت وضعف التركيز.

أسباب التشتت وضعف التركيز:

1. الخوف والقلق:

عندما تعيش مشاعر الخوف والقلق من المستقبل، أو مشاعر الحنين إلى الماضي؛ فهذا يعني غياب تركيزك في الوقت الحاضر؛ إذ تولي كل اهتمامك إلى الماضي أو المستقبل، وتنسى تماماً حاضرك ولحظتك، ممَّا يؤدي إلى ضعف تركيزك واهتمامك في تفاصيل حياتك الآنية.

2. التفاصيل التافهة:

عندما تعطي تفاصيل الحياة الصغيرة كامل تركيزك واهتمامك؛ فهذا يعني إضاعة طاقتك في الأمور غير الهامة، ممَّا يؤثر في تركيزك في الأمور الهامة.

3. الضغوطات:

قد تتعرَّض لضغوطات متزايدة في الحياة، الأمر الذي يجعلك متوتراً وعصبياً بحيث لا تتمكن من تنظيم أولوياتك وإعادة رسم أهدافك بشكلها الجديد المتوافق مع الضغوطات الجديدة.

4. الإنترنت:

نعيش اليوم في عصر التكنولوجيا بامتياز، فنحن نعمل اليوم وأجهزة الهاتف المحمول بجوارنا، ونأكل ونغمات الفيسبوك والتويتر تصدح بقربنا، ونقرأ كتاباً ونحن نرد على رسالة صديقنا الافتراضي؛ الأمر الذي يجعلنا عرضة أكثر من أي وقت سابق للتشتت وضعف التركيز.

5. التوقعات العالية:

قد ترفع سقف توقعاتك بذاتك إلى حد كبير، وتسعى إلى الكمال في كل شيء، الأمر الذي يجعلك تتخلى عن كل القضايا في حال عدم تحقيق النتائج المرجوة من قضية واحدة، أي تتبنى المعتقَد القائل: “كل شيء أو لا شيء”، ومن ثم تتشتت رؤيتك للأمور وتضيع بوصلتك.

6. المقارنات:

إن كنت تميل إلى المقارنات بينك وبين الآخرين؛ فلا بدَّ أنَّك ستصاب بالتشتت وضعف التركيز، على سبيل المثال: إن كنتَ في الثلاثين من عمرك، ولديك أهدافاً معينة ترغب في الوصول إليها، ويوجد ضمن محيطك القريب شخص في العشرين من العمر؛ فإنَّك في غالب الأحيان ستبدأ بالمقارنة بين أفكارك وأفكار ذلك العشريني وستجد أنَّه يوازيك في الوعي والتطور والذكاء، ممَّا قد يصيبك بالإحباط غالباً، بحيث تشعر أنَّ العمر قد ولَّى وأنَّك لم تقم بفعل شيء طوال تلك السنوات.

7. الرياضة والنوم والتغذية:

إن كنت لا تنم نوماً كافياً بمعدل 7 ساعات يومياً، وإن كنت لا تمارس الرياضة، ولا تتناول الغذاء الصحي؛ فسَتصاب بضعف التركيز والتشتت لا محالة.

علاج التشتت وضعف التركيز:

1. التقبُّل:

تقبَّل الاختلاف ما بين ماضيك وحاضرك، فالحياة آخذة بالتغيُّر في كل لحظة، فلا تكن سجين الماضي بتفاصيله وأحداثه؛ بل عش حاضرك بتقبُّل وحب.

2. التسليم:

تحرر من التفكير في المستقبل، والخوف منه، وتعلَّم مهارة تسليم الأمور إلى رب العالمين، فبهذه المهارة تعتاد أن تقوم بما عليك القيام به ومن ثمَّ تسليم النتائج إلى رب العالمين.

3. إدارة الوقت:

عندما تركز على المهام غير الهامة وتعطيها كامل وقتك وطاقتك؛ فستصاب بضعف التركيز في أثناء قيامك بالمهام الهامة، لذلك اسأل نفسك: “كيف تستثمر وقتك خلال اليوم؟”، “وأي المهام التي تتصدر الأولوية بالنسبة إليك؟”، أمَّا إن كنت ضائعاً ما بين الكثير من المهام وترى أنَّ جميعها هام؛ فهنا عليك أن ترتِّب أولوياتك بناءً على رسالتك في الحياة، وعندها تستطيع تنفيذ الأهم أولاً ثم الهام.

4. إدارة الضغوطات:

إن كنتَ ترزح تحت وطأة الضغوط الحياتية ولا تستطيع الانفكاك عنها، وتؤثر في تركيزك وإنتاجيتك؛ فإذاً عليك تعلُّم إدارة الضغوط، وذلك من خلال تغيير فكرتك عن الحياة، فالأصل في الحياة حالة الضغوطات المتزايدة وليس حالة الهناء والمتعة الدائمة؛ لذا فكِّك الضغط الذي تشعر به في مجال معين، وضع الحلول المناسبة له، فقد تشعر على سبيل المثال بالضغط من جراء وجود هدف لديك وهو الحصول على درجة الدكتوراه في تخصص ما؛ فهنا عليك أن تفكِّك الضغط، من خلال تبسيط الأمور عليك، وتجزيئ الهدف إلى خطوات عملية بسيطة من أجل سهولة الوصول إليه.

5. إدارة الأدوار:

قد يسبب توجيه كامل طاقتك ووقتك في تفعيل دور ما من أدوارك على حساب الأخرى؛ الكثير من مشاعر الضغط والتوتر، وأعراض من التشتت وانخفاض التركيز، فعليك إذاً أن تتعلَّم لغة التوازن بين أدوارك العديدة في الحياة، وأن تقوم بالمهام المخصصة لكل دور من الأدوار.

على سبيل المثال، إن كان عليك تفعيل دورك الروحاني والاجتماعي والعائلي والمهني على أرض الواقع أي ترجمتها: كعبد لله، وزوج، وأب، ومستثمر، وأخ، وصديق على أرض الواقع؛ فعندها يجب عليك بناء خطة يومية بحيث تستوفي مهامها جميع هذه الأدوار، فيتحقق التوازن في حياتك، ويزول التشتت منها.

6. الرياضة والنوم والتغذية:

لكي تعود إلى ذهنك النشيط والمتَّقد؛ عليك بممارسة الرياضة، والنوم جيداً يومياً، وتناول وجبات صحية وغنية بالفيتامينات والمعادن.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح مضمونة للحصول على نوم أفضل ليلاً

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/HtJ1BmO5hLo?rel=0&hd=0″]

في الختام:

اعلم أنَّ التشتت وضعف التركيز إشارة لكي تعيد النظر في عاداتك وتفاصيل يومك وطريقة تفكيرك فيما يخص الماضي والحاضر، ومنهجيتك في التعامل مع الضغوط المحيطة بك، وقدرتك على ترتيب أولوياتك.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!