التعاطف مع الذات أداة أساسية لجميع أرباب العمل

استمرار حالة عدم اليقين بشأن جائحة كورونا Covid-19 ترهقنا جميعاً؛ حيث يعاني الكثير من الناس من زيادة في انعدام الثقة بأنفسهم ويبدون في حالة تشتت لا نهاية لها. استخدم هذه المقالة أداةً تتيح لك التوقف عن مُعاملة نفسك بقسوة.

Share your love

حيث إنَّه من الصعب إنشاء مشروع تجاري وتنميته عندما يكون رأسك مليئاً بما يبدو وكأنَّه سيل جارف لا نهاية له من الأخبار السيئة وما يرتبط بها من إحباط للذات.

ما الذي يجب أن يفعله رائد الأعمال السعيد والطموح عادة خلال هذه الأوقات الصعبة؟

يمكن العثور على الإجابة في استخدام تقنية بسيطة ولكنَّها فعالة: التعاطف مع الذات؛ حيث يُطلب منك ببساطة أن تشعر بالتعاطف مع نفسك، بغض النظر عن هويتك أو مدى نجاحك؛ وذلك لأنَّنا جميعاً نستحق التعاطف والتفهُّم.

لا يعني هذا أنَّه لا ينبغي عليك اتخاذ إجراءات لتحسين الأمور، فهذا هو كل ما يفعله أرباب العمل، بل ما يعنيه أنَّه ينبغي عليك الاعتراف بكل تلك الإخفاقات المتصورة، ولكن بدلاً من إحباط نفسك، عامِلْها بلطف؛ إنَّه إجراءٌ يتيح لك التوقف عن معاملة نفسك بقسوة.

على عكس احترام الذات، لا يرتبط التعاطف مع الذات بالأحداث الخارجية، وعلى الرغم من أنَّه قد يكون من المزعج عدم الاتفاق مع عميل أو عدم نشر قصتك عبر الإنترنت، ولكن مع القليل من التعاطف مع الذات، يمكنك تقليل انتقادك لنفسك وزيادة مرونتك العاطفية، وهذا يجعلك أفضل استعداداً وقدرةً على التعامل مع كل ما يحمله المستقبل.

وقد أثبتت هذه الممارسات فعاليتها في مختلف الظروف؛ حيث قارنت الأستاذة المساعدة “كريستين نيف” (Kristin Neff) الشهيرة في هذا المجال في أحد أبحاثها التعاطف مع الذات مع احترام الذات، ووجدت أنَّه مصدر للمرونة، في حين أنَّ احترام الذات والمقارنات الحتمية التي ترافقه يمكن أن تشعرك بأنَّك أقل شأناً من الآخرين، إلا أنَّ التعاطف مع الذات يؤدي إلى زيادة قوَّتك الداخلية.

شاهد بالفيديو: 12 حقيقة عن حب الذات يجب على الجميع أن يتذكرها

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/RBuzNRitdWw?rel=0&hd=0″]

وهذا مفيد على وجه الخصوص، بالنظر إلى ميل الإنسان نحو السلبية، وفي دراسة حديثة، وجد العلماء أنَّ الشخص العادي يفكر بحوالي 6200 فكرة في اليوم الواحد ونحن جميعاً نعلم أنَّ معظم أرباب العمل طموحون دائماً، وحوالي 80% من هذه الأفكار سلبية، وربما كانت أكثر الإحصاءات إثارة للقلق هي تلك التي أظهرت حقيقة أنَّ 95% منها هي نفسها أفكار اليوم السابق، وهذه بحد ذاتها فكرة مرعبة.

في هذه الأيام، كل ما عليك فعله هو قضاء بضع دقائق على الإنترنت قبل أن يتولى دماغك زمام الأمور وتتولى الأفكار السلبية السيطرة عليك، فينتقل هذا في النهاية إلى داخلك لتضخيم أي أخطاء تعتقد بأنَّك ارتكبتها خلال اليوم، ثمَّ تستمر هذه الأفكار في الدوران في ذهنك ما لم توقفها.

إيجاد التعاطف مع الذات:

التعاطف مع الذات ليس “معجزة علاجية”؛ إذ إنَّه لن يمحو أي ألم تشعر به أو الأسباب التي تجعلك تشعر به؛ بل ما يفعله هو مساعدتك على أن تكون أكثر وعياً بما تشعر به وكيف تختار التجاوب مع مشاعرك، لقد مررنا جميعاً بأوقات عصيبة ونعلم أنَّ مواجهة الواقع يمكن أن تزيد الطين بلة في كثير من الأحيان.

من خلال التعاطف مع الذات، تتقبَّل وأنت بكامل وعيك أنَّ هذه اللحظة مؤلمة وتختار أن تستجيب وتعامل نفسك باللطف والرعاية نفسهما اللذين كنت لتستخدمهما مع صديق جيد، فالقبول والاعتراف بإنسانيتنا المشتركة وخبراتنا الإنسانية المشتركة من الأمور المركزية في هذه الممارسة، فإذا أخذنا في الحسبان هذين الجانبين، سيتاح لنا أن نكون أكثر يقظةً وتواصلاً، مما سيؤدي إلى تحقيق نمو وتغير أكبر، وهي مكونات هامة لتطوير الأعمال التجارية والحفاظ عليها.

يتكون التعاطف مع الذات من ثلاثة عناصر رئيسة:

1. اللطف مع الذات مقابل الحكم على الذات:

بدلاً من الحكم على نفسك أو تجاهل الألم عندما تشعر بأنَّك لست جيداً بما فيه الكفاية، حاول أن تعامِل نفسك بلطف، فنحن جميعاً نعلم أنَّه لا يمكننا دائماً أن نكون كما نريد أو أن نحصل على ما نريده بالضبط، لكنَّ المعاناة الناتجة عن التوتر والإحباط والنقد الذاتي أمرٌ نصنعه بأيدينا.

2. الإنسانية المشتركة ضد العزلة:

يمكن أن تكون ريادة الأعمال في حد ذاتها تجربة منعزلة، كما يمكن أن تزيد المعاناة التي تسببها أخطاؤنا المتصورة هذا الشعور بالعزلة، وفي المقابل، يربطنا التعاطف مع الذات بالواقع الحقيقي الذي يخبرنا بأنَّنا جميعاً نعاني من هذه المشاعر وبأنَّها تجربة إنسانية مشتركة.

3. اليقظة الذهنية مقابل الإفراط في تقمُّص المشاعر:

عندما تبدو الأمور صعبة، من السهل أن تقع أسير المشاعر السلبية التي تشعر بها (ذلك التحيز السلبي المزعج) وأن تفرط في التماهي معها وأن تصبح مرهقاً؛ حيث تشجعنا اليقظة على اتباع نهج لا نطلق فيه الأحكام على أنفسنا، وهو نهج نلاحظ فيه أفكارنا ومشاعرنا كما هي، ولكن لا نفرط في تقمصها ولا ننشغل بردود الفعل السلبية.

يجب أن نكون أكثر لطفاً مع أنفسنا:

يمكن أن يدعم التعاطف مع الذات صحتك في الأوقات الصعبة، كما يمكنك أن تحسن الطريقة التي تدير بها التوتر والخوف والإحباط الذي قد يصاحبها عادة، مما يجعلك أكثر فاعلية في التعامل مع القائمة المتزايدة من المهام التي نحتاج جميعاً إلى إنجازها، والأهم من ذلك، أنَّ التعاطف مع الذات مهارة يمكننا التدرب عليها، وتتمتع بالقدرة ليس فقط على مساعدتك على النجاة من صعوبات الحياة وتقلباتها التجارية؛ إنَّما هي قادرة على مساعدتك على الازدهار أيضاً.

لن يكون أي منا مثالياً على الإطلاق مهما بذل من الجهد، فمن غير الممكن دائماً تجنب ارتكاب الأخطاء أو تحقيق الأهداف أو تجنب العديد من التحديات التي يمكن أن تجعل الحياة أكثر إثارة للاهتمام وأكثر صعوبة في الوقت نفسه، ومع ذلك، من الممكن أن تكون أكثر لطفاً وليناً وتسامحاً مع نفسك، بحيث تشعر بمزيد من المرونة وبالقدرة على مواجهة كل ما يعترض طريقك.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!