يعد مرض التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative Colitis) من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تستمر مدى الحياة، ولكن من خلال بعض اتخاذ بعض الإجراءات وتعديل نمط الحياة بصورة أفضل، يمكن التعايش مع هذا المرض وتفادي مضاعفاته المحتملة.

ينتمي التهاب القولون التقرحي إلى مجموعة من الحالات المعروفة باسم مرض التهاب الأمعاء (بالإنجليزية: Inflammatory Bowel Diseases)، وهو التهاب مزمن يصيب الأمعاء الغليظة، ويمكن أن يحدث في أي عمر، وتشمل أعراضه آلام البطن وضغط على الأمعاء، وقد يؤدي إلى إسهال ودم في البراز. 

أسباب التهاب القولون التقرحي

ليس هناك سبب دقيق للإصابة بالتهاب القولون التقرحي، فقد يتعلق بالنظام الغذائي المتبع أو الضغوط النفسية، ولكن لا يعتبر الأمر مؤكداً، ويمكن أن يكون خلل وظائف الجهاز المناعي أحد الأسباب المحتملة لحدوث الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، وذلك حينما يقوم الجهاز المناعي بمحاربة عدوى فيروسية أو بكتيرية تحاول مهاجمة الجسم، فيمكن أن تتسبب استجابات الجهاز المناعي غير الطبيعية في مهاجمة خلايا الجهاز الهضمي. 

ويمكن أن تكون الوراثة أحد الأسباب الأخرى المحتملة لالتهاب القولون التقرحي، حيث تزداد فرص الإصابة به في حالة وجود تاريخ عائلي لهذا المرض في المنزل، ومع هذا، يمكن أن يصيب أحدث الأشخاص دون وجود تاريخ عائلي للمرض.

أعراض التهاب القولون التقرحي

تتباين أعراض التهاب القولون التقرحي وفقاً لبعض العوامل مثل شدة الإلتهاب ومنطقة حدوثه، وتشمل الأعراض ما يلي:

  • الإصابة بإسهال وعادة ما يصاحبه صديد أو دم.
  • آلام وتقلصات البطن.
  • ألم المستقيم، ويمكن أن يحدث نزيف من المستقيم ويتم ملاحظته مع البراز.
  • كثرة الحاجة إلى التبرز مع صعوبة القدرة على التبرز.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • تأخر نمو الأطفال.

للمزيد: تعرف على التهاب القولون التقرحي


كيفية التعايش مع أعراض القولون التقرحي

تعد أفضل طريقة للسيطرة على أعراض التهاب القولون التقرحي هي تناول بالأدوية والالتزام بالتعليمات التي يوصي بها الطبيب المعالج، حيث تساعد هذه الإجراءات في تخفيف حدة الأعراض.

عادةً ما يصف الطبيب أدوية لتقليل حدة الأعراض، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يصف أدوية للسيطرة على الإسهال والاضطرابات الهضمية وألم المعدة، بالإضافة إلى أدوية تخفيف الحمى أو تخفيف الإلتهابات التي تصيب الجسم، ولكن يجب الإلتزام بالجرعات المحددة لأن هذه الأدوية يمكن أن تسبب آثار جانبية في حالة الإفراط في تناولها دون أخذ رأي الطبيب، وبالتالي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض بدلاً من تخفيفها.

يستجيب العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي بشكل جيد للعلاج بالأدوية، وغالباً لا يحتاجون إلى الخضوع للجراحة، ومع ذلك، فيمكن أن يحتاج بعض الأشخاص لإزالة القولون بعد مرور 30 عام من الإصابة بالمرض، وذلك في حالة ظهور مضاعفات خطيرة يمكن أن تشكل خطورة على الجسم، وتساعد المتابعة المستمرة على الطبيب على تفادي حدوث المضاعفات الخطيرة.

اقرأ أيضاً: علاج القولون بالأعشاب

التغذية المناسبة لمريض التهاب القولون التقرحي

قد يساعد الإنتباه إلى النظام الغذائي على تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة أثناء الإصابة بالتهاب القولون التقرحي. لا يوجد نظام غذائي واحد يجب أن يخضع له جميع المرضى، ولكن يجب الإلتزام بالتوصيات الغذائية المناسبة لكل حالة، والتي يوصي بها الطبيب، حيث يختلف التهاب القولون التقرحي من شخص لآخر.

وبشكل عام، ينصح باتباع العادات الغذائية التي تضمن الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، وتشمل:

  • اتباع نظام غذائي قليل الملح لتقليل احتباس الماء في الجسم.
  • اتباع نظام غذائي قليل الألياف لتجنب تحفيز حركة الأمعاء في التهاب القولون التقرحي.
  • اتباع نظام غذائي خال من اللاكتوز للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل منتجات الألبان.
  • اتباع نظام غذائي قليل الدهون والمقليات التي تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • تناول وجبات صغيرة على فترات متكررة بدلاً من تناول وجبات كبيرة.
  • تجنب المشروبات الغازية التي يمكن أن تسبب الغازات والانتفاخات.
  • عدم الإفراط في تناول الكافيين الذي يمكن أن يسبب تفاقم الإسهال ومشاكل الجهاز الهضمي، وذلك لأنه يعمل كملين.
  • تجنب تناول الأطعمة الحارة التي تزيد من اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • تقليل بعض أنواع الألياف لتفادي تفاقم الأعراض مثل المكسرات والبذور والخضروات النيئة.
  • وفي المقابل، يجب الاهتمام بتناول السوائل والمشروبات التي تعوض نقص السوائل الناتج عن تناول علاجات التهاب القولون التقرحي.
  • كما ينبغي استشارة الطبيب بشأن الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، فقد يصاب بعض مرضى داء الأمعاء الالتهابي بنقص في بعض الفيتامينات والمعادن (بما في ذلك فيتامين ب 12 وحمض الفوليك وفيتامين ج وفيتامين د والحديد ،الكالسيوم والزنك والمغنيسيوم) أو لديهم مشكلة تناول ما يكفي من الطعام لتلبية السعرات الحرارية، وفي هذه الحالة، يمكن تعويض نقص هذه الفيتامينات بالتغذية أو المكملات الغذائية وفقاً لرؤية الطبيب المعالج.

مريض التهاب القولون التقرحي والتوتر

ينصح بتجنب مصادر التوتر والقلق لدى مريض التهاب القولون التقرحي، وذلك لأن التوتر يمكن أن يزيد من تفاقم الأعراض، وعلى الرغم من عدم وجود أدلة كافية حول هذا الأمر، ولكن قد يشعر المريض بالمزيد من التعب في حالة شعوره بالتوتر.

كما يمكن أن يترافق الاكتئاب مع التهاب القولون التقرحي المزمن، وفي هذه الحالة، قد يحتاج المريض إلى العلاج النفسي.

للمزيد: أطعمة وممارسات غذائية لتقليل هرمون التوتر في الجسم

و لتجنب التوتر الذي يزيد من أعراض التهاب القولون التقرحي، ينصح باتباع النصائح التالية:

اتباع نظام غذائي صحي

إن تناول نظام غذائي صحي يضمن الحفاظ على الوزن ويزيد من طاقة الجسم اللازمة لممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، كما يجب الاهتمام بشرب كميات كبيرة من الماء يومياً.

الاهتمام بتناول الأدوية في موعدها

يجب عدم تجاهل مواعيد الأدوية التي يصفها الطبيب لتجنب حدوث الأعراض التي تسبب الشعور بالألم وتزيد من التوتر. 

الحصول على قسط كافِ من النوم في فترة الليل

وذلك لتقليل مستويات الإجهاد، وخاصةً أن مريض التهاب القولون التقرحي يكون أكثر عرضة للإرهاق، كما أن بعض الأدوية الخاصة بعلاج المشكلة يمكن أن تسبب الشعور بالتعب، ولذلك يجب النوم لمدة لا تقل عن 7 إلى 9 ساعات يومياً للأشخاص البالغين.

يمكن أن يساعد تطوير عادات النوم في الحصول على النوم الذي يحتاجه الجسم، وذلك من خلال الالتزام بدورة ثابتة للنوم والاستيقاظ كل ليلة وتجنب الكافيين والأضواء الساطعة والأجهزة الذكية قبل النوم.

اقرأ أيضاً: عدد ساعات النوم المناسب لكل مرحلة عمرية

طلب الدعم من الأشخاص المحيطين

من الضروري الحصول على الدعم من الأشخاص المحيطين، فهذا الأمر يضمن تخفيف التوتر بصورة كبيرة، كما يمكن الانضمام إلى دوائر الدعم التي تتضمن أشخاص مصابين بنفس المشكلة الصحية، فهذا يساعد كثيراً في تبادل الخبرات والتعايش مع المشكلة بصورة أفضل.

تعلم كيفية الاسترخاء

من الضروري تعلم تقنيات الاسترخاء التي تساعد في تقليل الشعور بالتوتر لدى أي شخص، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي المزمن.

تساعد ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام على تعرق الجسم، وبالتالي إفراز الإندروفين والمواد الكيميائية التي تزيد الشعور بالرضا وتعزز المزاج وبالتالي تقلل التوترK ,في حالة الرغبة بالبدء بنظام لياقة بدنية، يمكن التفكير في ممارسة المشي السريع أو ركوب الدراجات أو السباحة أو ممارسة الرياضات مثل كرة القدم والتنس.

للمزيد: تمارين رياضية لا تتوقف عن ممارستها

كما أن ممارسة تمارين اليوغا والتأمل سوف يمنح الجسم الإسترخاء اللازم لتخفيف التوتر، وينصح بممارستها بشكل يومياً بحيث لا تقل عن 10 دقائق، ويمكن أن يساعد التنفس العميق على تقليل آلام الجهاز الهضمي والتشنجات الحادة لتهدئة القناة الهضمية لمن يعانون من التهاب القولون التقرحي.

وبالإضافة إلى ممارسة الرياضة، ينصح بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة التي تساعد في تقليل الشعور بالتوتر وزيادة الإسترخاء والراحة النفسية، كما أن العلاج بالتدليك يعد أحد تقنيات الاسترخاء التي يمكن أن تساعد المصابين بأمراض الجهاز الهضمي والكبد، حيث تساعد على تخفيف الآلام وتقليل الأعراض وتحسين الحركة.