التعلم باللعب: ما هو؟ فوائده، شروطه، وخطواته

يعدُّ التعلم باللعب من الطرائق التربوية والتعليمية الحديثة، وفي هذا المقال أعزاءنا القُراء سنحدثكم عن مفهوم التعلم باللعب، وشروطه وخطواته وفوائده، ودور المعلم في طريقة التعلم باللعب؛ فتابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.

Share your love

ما هو التعلم باللعب؟

هو استخدام وسائل تعليمية مُسلية ومُمتعة، تساهم في استثمار طاقات الطفل الحركية والمُتمثلة بنشاطهم الجسدي والفكري، لمساعدة الطفل في الحصول على العديد من المعلومات؛ بتعبير آخر، هو نشاط تعليمي تلقائي يُساهم بشكل كبير في مساعدة الطلاب على إدراك محتوى المنهج الدراسي بسهولة ووضوح، من خلال الربط بين الدراسة المنهجية والأنشطة، وذلك بالاستعانة بالألعاب التعليمية المُتاحة، ويمكن التعبير عنه أيضاً بأنَّه توسيع الآفاق المعرفية للأطفال، وتقريب مبادىء المعرفة والعلم إليهم من خلال استغلال اللعب.

وسائل التعلم باللعب:

هناك أنواع عديدة من الألعاب التي تستخدم بغرض تعليم الأطفال، نذكر منها:

1. الألعاب الحركية:

تُعد من الوسائل القديمة المستخدمة للتعلم باللعب، وهي تعمل على تنشيط الذهن وتعزيز اللياقة البدنية، من خلال تنشيط الطاقة الحركية للأطفال؛ كالألعاب الرياضية المُختلفة التي يمكن أن تُمارس في حصص الرياضة، ويجب اختيار هذه الألعاب بما يتناسب مع عمر الأطفال وميولهم وهواياتهم؛ ومن الأمثلة على هذه الألعاب: (التركيب، أو القفز، أو التوازن والتأرجح، أو الرمي والقذف، أو السباق، أو ألعاب الكرة، أو المصارعة، أو الجري). 

2. ألعاب الغناء والرقص والتمثيل:

تُستخدم هذه الأنواع من الألعاب لجميع المراحل العمرية، حيث تُطبقها جميع المؤسسات التعليمية وتعتمد عليها لتعليم طلابها، بهدف دعم شخصية الطفل وتعزيزها، وجعله أكثر ثقة بنفسه، من خلال -على سبيل المثال- منحه دوراً يمثله في عمل مسرحي مدرسي أو صفي؛ ومن أهداف هذه الطريقة، تعليم الأطفال الكثير من المهارات المفيدة والمُمتعة في آن معاً؛ كالحوار مع الزملاء من خلال الأدوار المسرحية، والقدرة على الإلقاء والخطابة والغناء التمثيلي والرقص الشعبي وتقليد الأغاني.

3. ألعاب الذكاء:

يعتمد هذا النوع من التعلم باللعب على الألعاب التي تحفز وتنشط القدرات الذهنية عند الطفل، وتجعله يحافظ على التفكير بشكل دائم، ويعدُّ هذا النوع من أكثر وسائل التعليم الحديثة انتشاراً في الوقت الحالي؛ من الأمثلة عن هذه الألعاب: (حل المعادلات الرياضية، والألغاز، والكلمات المُتقاطعة، وغيرها من الألعاب التي تعتمد على القدرة العقلية).

4. ألعاب الحظ:

مثال على هذه الألعاب: (ألعاب الثعابين والسلالم، أو الدومينو، أو ألعاب التخمين).

5. الألعاب الورقية:

يعتمد هذا النوع من التعلم على الورق في ابتكار ألعاب ونماذج، وعمل أشكال فنية مختلفة من الورق؛ ونذكر كمثال على ذلك: ( عمل سلة مهملات من الورق، سمكة، عصفور متحرك، طائرة ورقية، وغيرها من الأشكال والأشياء المُحببة لدى الأطفال).  

6. ألعاب الدُّمى:

وهي من وسائل التعلم باللعب التي يمكن استخدامها خارج المدارس والمؤسسات التعليمية، وتُعد من أقدم وسائل التعليم باللعب المعروفة لحد الآن، والهدف منها تطوير قدرة الطفل على التخيل وتنمية الذكاء، من خلال توجيه الطفل وتعليمه كيفية التعامل مع الشخصيات غير الحقيقية، وفي الوقت الحالي تطورت هذه الوسيلة كثيراً، وأصبحت تُستخدم في كثير من مواد العلوم التدريسية؛ مثل استخدام الدمى لتعريف الطلاب على أجزاء الجسم المختلفة.

7. الألعاب الثقافية والقصص:

يعتمد هذا النوع من التعليم على بطاقات التعبير، وإقامة المسابقات الشعرية والأدبية.

أنواع التعلم باللعب:

يقسم التعلم باللعب إلى قسمين هما:

1. من حيث تنظيم اللعب والإشراف عليه:

  1. التعلم باللعب غير الموجه: يتم هذا النوع من اللعب عادة في المنزل بإشراف الوالدين، حيث يُترك للطفل حرية اختيار اللعبة التي يريدها، والسماح لخياله بتحديد الطريقة المناسبة للعب، ففي هذا النوع من التعلم باللعب، لا يُعتمد مطلقاً على برنامج تعليمي مُسبق، أو   وجود خطة ثابتة.
  2. التعلم باللعب الموجه: يتم هذا النوع من التعليم غالباً ضمن المدارس، أو النوادي الصيفية التعليمية، ويعتمد على وجود برنامج تعليمي محدد مُسبقاً، وعلى وجود خطة تعليمية واضحة، ويتضمن مجموعة من النشاطات التعليمية الهادفة.

2. تبعاً للمشتركين:

  1. اللعب الجماعي: يهدف إلى تعزيز حب التعاون بين الأطفال، وتشجيع المشاركة مع الآخرين، وتعزيز وتنمية قدرات المتعلمين التفاعلية.
  2. اللعب الفردي: يهدف إلى تقييم حاجات الطفل الفردية للعب.

شروط التعلم باللعب للأطفال:

  1. يجب أن تكون هذه الألعاب مناسبة لعمر الطفل، ومستوى نموه البدني والعقلي.
  2. ألا تكون اللعبة مُعقدة وغير مفهومة للطفل، فأهم ما يجب أن يميزها السهولة والوضوح وعدم التعقيد.
  3. يجب أن تكون هذه الألعاب مُتصلة ببيئة التعليم المحيطة.
  4. ألا يوجد في هذه الألعاب أي نوع من المخاطر على سلامة الأطفال.
  5. أن تتميز اللعبة بالإثارة والمُتعة.
  6. أن تساهم هذه الألعاب في مساعدة الطفل على الملاحظة والتأمل والموازنة، والحصول على الحقائق والوصول إليها بخطوات منطقية ومرئية.
  7. أن تكون اللعبة مُلائمة لقُدرات وخبرات وميول الأطفال.
  8. أن تمنح اللعبة المُختارة بعضاً من الاستقلالية والحرية للطفل.
  9. أن تساعد هذه الألعاب المدرب في تقييم قدرة الطالب على اكتساب المزيد من الخبرات والمهارات، ومعرفة نقاط الضعف لديه، بهدف تقويتها من خلال منحه وتعليمه الخبرات المناسبة التي تعالج هذه النقاط.
  10. مدى الارتباط بين اللعبة والهدف التعليمي الخاص الذي يسعى المُدرب لإيصاله؛ وهو من أهم شروط التعلم باللعب.

فوائد التعلم باللعب:

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/RcQvOlThWYI?rel=0&hd=0″]

  1. تحسين المواهب الإبداعية لدى الأطفال وتعزيزها.
  2. تساهم في مساعدة الأطفال على النمو الجسمي المتوازن.
  3. تُساهم في تشكيل وسيلة للتواصل المتبادل بين الأطفال في الصف الواحد.
  4. تُساهم كثيراً في حل مشكلات الأطفال، وتساعدهم للتخلص من التوتر والاضطرابات النفسية المختلفة.
  5. تُساعد في تنمية مختلف الجوانب التعليمية لدى الأطفال.
  6. إنَّ من شروط طريقة التعلم باللعب تنظيم التعليم تبعاً لقدرات الأطفال، الأمر الذي يُساهم بكسر الفروق الفردية بين الأطفال.
  7. تحسين الموهبة الإبداعية لدى الأطفال، وتنشيط القدرات العقلية لهم.
  8. تعزيز وتنمية التفكير الإبداعي والابتكاري لدى الأطفال.
  9. تُنمي شعور الطفل بالانتماء للجماعة، ويُقصد بالجماعة هنا الأطفال المتواجدين معه ضمن صف واحد.
  10. تُساهم في اكتشاف مشاعر الطفل وقيمه واتجاهاته وقدرته على الإدراك.
  11. تُساعد الأطفال على اكتشاف العالم المحيط بهم والذي يعيشون فيه، كما أنَّها تُساعدهم في عملية التعلم.
  12. تنمية وتعزيز النواحي الوجدانية والاجتماعية للأطفال.
  13. مساعدة الأطفال على تعزيز وتنمية القدرات التعبيرية لديهم.
  14. تُساهم في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، من خلال النجاح الذي يحققه في الأدوار التي يمثلها في اللعب.
  15. إثبات الذات من خلال التفوُّق على الأطفال الآخرين فردياً، وعلى المستوى الجماعي أيضاً.
  16. إنَّ مشاركة الطفل في الألعاب الجماعية يعلمه احترام حقوق الآخرين والتعاون. 
  17. تعلم احترام القواعد والقوانين والالتزام بها، من خلال تنفيذ قواعد اللعبة وقوانينها والالتزام بها.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لتنمية الابتكار لدى الأطفال

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/HI5LlZyBUDs?rel=0&hd=0″]

أهمية التعلم باللعب:

إنَّ طريقة التعلم باللعب لها تأثير إيجابي كبير في تحسين تواصل الطفل مع الأشخاص الآخرين، وتعليم الطفل وتنمية شخصيته من النواحي السلوكية والمعرفية كافة؛ فاللعب:

  1. يُشكل وسيلة تعليمية تساهم في إدراك معاني الأشياء وتقريب المفاهيم.
  2. يعدُّ أداة تربوية تُساهم في إنماء شخصية الطفل وإثرائها، والتعلم من خلال إحداث التفاعل بين الطفل وبيئته المحيطة.
  3. المساهمة بتثبيت المعلومات في ذاكرة الطفل؛ لأنَّ المعلومة التي تُتلقَّى من خلال اللعبة لا ينساها الطفل بسهولة، والتعلم باللعب يكون أكثر ثباتاً من غيره؛ لأنَّ الطفل يستخدم فيه أكثر من حاسة معاً، فهو يرى ويسمع ويقوم بعمل حركي، كما أنَّه يُبعد الطفل عن الملل والرتابة، ويُنشط عقله لاستيعاب المزيد من المعلومات. 
  4. يُمكن من خلال التعلم باللعب حل بعض المشكلات التي يُعاني منها الطفل، حيث بالإمكان توجيه سلوك الطفل الذي يُعاني من العدائية تجاه الآخرين، أو الميل للعزلة وعدم الاختلاط بمن حوله؛ من خلال التعلم باللعب وإشراكه في الألعاب الجماعية التي تحتاج إلى التعاون والتواصل مع الأطفال الآخرين.

خطوات التعلم باللعب:

تقع على عاتق المعلم كثير من المهام لإتمام خطوات عملية التعلم باللعب، وتتجلى مهامه فيما يلي:

  1. القيام بالبحث والدراسة الكافية عن الألعاب المتواجدة في بيئة الطفل.
  2. وضع الخطط التي يمكن من خلالها استثمار النشاطات والألعاب، من أجل تحقيق الأهداف التربوية المُحددة تبعاً لاحتياجات الطفل وقدراته.
  3. يجب على المعلم أن يشرح قواعد اللعبة للأطفال بكل وضوح وبساطة.
  4. تقسيم الأطفال إلى مجموعات وتحديد المهام التي يجب أن يقوم بها كل طفل على حدة.
  5. يجب على المعلم أن يتدخل ويُساعد الأطفال في الوقت المناسب.
  6. تقييم مدى فعالية اللعب في تنفيذ وتحقيق الأهداف التي حددها مُسبقاً.
  7. يجب أن يختار المعلم المكان والزمان المناسبين لتنفيذ اللعبة التي اختارها.
  8. يجب على المعلم أن يتقن اللعبة ويُحدد نتائجها التعليمية قبل قيام الأطفال بتنفيذها، وذلك لتجنب الارتباك وحدوث الأخطاء خلال تطبيقها.
  9. يجب على المعلم ألا ينسى عنصر التشويق لدى الطلاب، فمن الضروري أن يشرح اللعبة قبل تنفيذها ويربط اللعبة بالموقف الصَّفي.
  10. خلق جو من المنافسة بين الأطفال، من خلال شرح شروط اللعبة بوضوح تام.
  11. تنفيذ اللعبة بجدية، والعدل في النتائج بين الأطفال.
  12. تعزيز النتاج التعليمي للعبة.

وبذلك أعزاءنا القراء نكون قدمنا لكم أهم النقاط المتعلقة بطريقة التعلم باللعب.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!