تحت الإبط الأيمن للمريض مايك تريفاثان   يوجد أربعة ندب صغيرة التي تميز عملية جراحية كبيرة في القلب أجريت له في منتصف آب. و هذا الجرح لم يؤلمه أبدا باستثناء شعوره بضيق قليل عندما رفع لأول مرة ذراعه .
بعد عدة أسابيع من تشخيص وجود رشح في الصمام التاجي في قلبه وإصلاحه جراحيا في مستشفى ميثوديست ، فقد عاد مايك تريفاثان   لحياته الطبيعية , وعاد لعمله في التدريس .
بفضل الجراح الدكتور جيرالد لوري و فريقه المدربين تدريبا جيدا ، والروبوت المسمى دافينشي ، فإن حياة هذا المريض عادت طبيعية و عاد قلبه يدق وكأنه جديد.

يقول تريفاثان “اشعر انني محظوظ لأنهم لم يكونوا مضطرين إلى فتح صدري, وانهم وجدوا مشكلتي الحقيقية بسرعة””. و عندها قال الدكتور لوري ان لي  خيارات ، فقلت لنجرب الروبوت. “

الصمام المترالي هو المدخل إلى البطين الأيسر للقلب ، حيث يمد البطين الأيسر الدم الغني بالأكسجين إلى باقي الجسم. و عند وجود مشكلة في هذا الصمام و عدم إغلاقه بإحكام ، فإن الدم يعود ليتدفق مرة أخرى إلى الأذين ، و هذا يؤدي إلى خفض تدفق الدم إلى الجسم ، وإجبار البطين إلى الضخ بشكل أكثر صعوبة.

إن مشكلة الرشح — أو القلس (القصور) في الصمام — يمكن أن تكون موجودة منذ الولادة أو يمكن أن تتطور نتيجة الأضرار الناجمة عن مرض الحمى الروماتزمية. كما انها ممكن أن تنتج بسبب انتفاخ الصمام خارجيا أو تدليه.

للمزيد:

ماذا يعني انسدال الصمام التاجي للقلب؟

لم يعاني تريفاثان  من أية أمراض خطير في حياته باستثناء استئصال اللوزتين له عندما كان طفل ، ولم يسبق له أن خضع لجراحة من أي نوع كان أو أقام في أي مستشفى. ولكن أثناء فحصه من خلال التقرير السنوي,  سمع طبيبه صوت نفخة قلبية. 
من خلال تكنولوجيا التصوير المتقدمة – مثل تخطيط صدى القلب ثلاثي الأبعاد , و تخطيط صدى القلب المريئي  (transesophageal echocardiogram  (TEE—تمكن الأطباء من تحديد بدقة مصدر النفخة ، و وجدوا أن الصمام المترالي لدى تريفاثان يرشح بنسبة 52 في المائة.

وكان تريفاثان  محظوظا  حيث تم الكشف عن مشكلته في القلب و تشخيصه وعلاجه قبل أن يعاني من عرض واحد. و قد ساعد استخدام الروبوت دافينشي في إجراء العملية الجراحية حيث أدى استخدامه إلى خفض بشكل كبير مدة إقامته في المستشفى ، و قلل الوقت  اللازم للشفاء.

و بما أن تكنولوجيا التصوير والعلاج قد تطورت، فقد تعلم الأطباء كيفية تطبيق المعرفة والأدوات المكتشفة حديثا في طرق مبتكرة وخلاقة .

للمزيد:

قسطرة القلب: ما الذي يجب أن تعرفه عنها

يقول الدكتور ميغيل كينونس – المدير الطبي لمركز ديباكي للقلب في مستشفى ميثوديست ورئيس قسم أمراض القلب- : “لقد سمحت التكنولوجيا بالكشف عن بعض أمراض القلب حتى قبل ظهور الأعراض على المريض” ، “و الأمور التي كانت تأخذ في بعض الأحيان أيام أو أسابيع ، الآن يمكن تقريبا أن تتم على  الفور. حيث أن التشخيص السريع و الخطة العلاجية المناسبة تعني تقليل الخطر على المريض، و تقليل الوقت المقام في المستشفى – مع البقاء على النتائج جيدة جدا “.

استخدام تخطيط صدى القلب ثلاثي الأبعاد يقدم الصورة الحقيقية للقلب و كأن الجراح يمسك القلب بين يديه,  وهذه التكنولوجيا تستمر في  التطور حيث يمكن استعمال التصوير رباعي الأبعاد لتكون الصورة  أكثر وضوحا و المساعدة على العلاج بشكل أسرع بكثير وتقديم معلومات فيزيولوجية عن كيفية نبض القلب وأدائه.

 مواكبة آخر التطورات لا يحدث بين عشية وضحاها، فعند حدوث ثورة في التكنولوجيا الطبية هناك 5 -10 سنوات فارق زمني للاستخدام هذه التكنولوجيا لكي يتمكن الباحثون والأطباء من معرفة الطريقة الأفضل لاستخدام هذه التكنولوجيا لتقديم المساعدة القصوى للمرضى. ويجب عليهم تسليط الأنوار على القيمة التي يمكن لكل تكنولوجيا أن تضيفها لتقديم الصورة الكلية للتشخيص، و العلاج والرعاية. 

 الدكتور لوري تابع التطور الطبي للروبوت دافينشي لمدة عشر سنوات تقريبا قبل أن يصل إلى مرحلة استخدامه والمزج المناسب بين الأجهزة المستخدمة في العمليات الجراحية للقلب. و كانت الحاجة إلى عمل جروح  صغيرة  لعملية جراحية في البروستاتا وأمراض النساء السبب وراء الاستعمال الشائع للروبوت .

 لقد تمكن الجراحون من عمل إصلاحات معقدة في الصمام المترالي دون قطع شرفات صمام القلب و تمكنوا من استخدام  اوتار صناعية لاستبدال الأوتار التالفة في القلب و ذلك بمساعدة الروبوت.

Methodist International – Houston – USA

http://www.methodisthealth.com/

 خاص بموقع الطبي