يختلف شيوع الانتانات البولية تبعاً للعمر والجنس، حيث تحدث الانتانات البولية بنسبة 1.4/1000 عند الفتيان، مع رجحان خفيف لنسبة الذكور على الاناث. وتشير التقارير الى أن الانتانات البولية تصبح أكثر شيوعاً عند الذكور غير المختونين. 

 أما بعد فترة الوليد، فإن الانتانات البولية تصبح اكثر شيوعاً عند الاناث، حيث تحدث بنسبة 1.2-1.9%عند الاناث في عمر المدرسة، وهي أكثر شيوعاً في عمر 7-11 سنة (2.5%) بينما تندر الانتانات البولية عند الذكور في هذا العمر.

تتسبب الانتانات البولية بشكل رئيسي عن الجراثيم الكولونية الموجودة بشكل طبيعي في البراز، وتشكل هذه الجراثيم 75-90% من الانتانات البولية عند الاناث، ثم تتلوها جراثيم الكليبسيلا والبروتيوس.

الآلية المرضية: 

في مرحلة الوليد تصل الجراثيم الى الجهاز البولي عن طريق الدم، أو عن طريق الاحليل، أما بعد مرحلة الوليد فتصل الجراثيم الى الجهاز البولي من الاحليل فقط. وحالما تحصل الجراثيم على مدخل المثانة فإن شدة الانتان قد تعكس قوة الجرثوم، ووجود بعض النواقص التشريحية كالقلس المثاني الحالبي والانسداد والركودة البولية ووجود الحصيات بوجود هذه العوامل، تجد الجراثيم لها حظاً أوفر للتكاثر، لأن البول يكون وسط زرعي ممتاز.

الاعراض السريرية: 

في الرضع تشيع:

– الحمى

– عدم كسب وزن

– فشل النمو

– الغثيان والقيء

– الاسهال

– اليرقان.

 لا بد من اجراء زرع بول لاستبعاد الانتان البولي. وفي مرحلة الطفولة المتأخرة تكون الأعراض الشائعة هي:

-زيادة مرات التبول

-الألم اثناء التبول

-السلس البولي المترافق مع زحير التبويل في الفراش

-ألم بطني

– بول كريه الرائحة.

إن التهاب المثانة المزمن، أو المتكرر، هو المسؤول غالباً عن السلس البولي النهاري، حتى بعد أن يصبح البول عقيماً.

وسائل التشخيص: 

إن تشخيص الاخماج البولية يعتمد على زرع الجرثوم من البول، وقد يكون التشخيص الدقيق من الصعب انجازه بسبب التلوث المتكرر للعينات البولية، أو بسبب المعالجة السابقة للمريض بالصادات. وفي الاطفال الذين يستطيعون الذهاب إلى المرحاض، يمكن الحصول على عينة الزرع من منتصف التبول بعد غسل صمائغ البول بمحلول معقم، ثم بالماء. وعند الاناث يجب تبعيد الشفرين يدوياً لتجنب تلوث البول أو تماسه مع الجلد، وفي الرضع وصغار الأطفال الذكور والاناث، يمكن تطبيق كيس لاصق بعد تطهير المنطقة التناسلية. وعندما يحتاج الأمر لدقة أكثر يجب أخذ عينة بواسطة قثطرة بولية، وأحياناً نحتاج لأن نستعمل طريقة بزل المثانة عن طريق الجلد بواسطة ابرة تدخل الى المثانة الممتلئة بالبول بطريقة عقيمة، وهذه الطريقة هي الأدق في تشخيص الانتانات البولية لهذه الفئة العمرية.

الاستقصاءات الشعاعية: 

أثناء الخمج الحاد يجب اجراء تصوير بالصدى (الأيكو) لاستبعاد الاستقصاء الكلوي والخراجات الكلوية أو ما حول الكلية.

ويجب أن يُجرى لكافة الأطفال تصوير مثانة وإحليل أثناء التبويل بعد ثلاثة أسابيع تقريباً من معالجة الانتان الحاد. وبعض الأطباء يحصرون هذه الدراسة عند كل الذكور وعند الاناث في عمر أقل من خمس سنوات، المصابين بالانتان للمرة الأولى. أما الاناث في عمر أكبر فتجرى الدراسة عند الانتان الثاني، والهدف من هذه الدراسة استبعاد القلس المثاني الحالبي الموجود عند حوالي 25% من كل الأطفال تحت عمر عشر سنوات ولديهم انتانات بولية.

العلاج:

يجب معالجة التهاب المثانة الحاد فوراً لتجنب انتقاله الى الكلية أو الحويضة. وإذا كانت الأعراض شديدة تؤخذ عينة بول مثانة للزرع، وتبدأ بالمعالجة فوراً. أما إذا كانت الأعراض خفيفة والتشخيص مشكوكاً فيه فيمكن تأخير المعالجة حتى صدور نتيجة الزرع البولي، ويمكن أن يعاد الزرع إذا كانت النتائج غير مؤكدة.

ويجب أخذ زرع بولي بعد أسبوع من انتهاء المعالجة للتأكد من أن البول ما زال عقيماً، وبسبب ميل الانتان البولي للنكس حتى في حال غياب التشوهات التشريحية المؤهبة، لذا يجب اجراء زروعات بولية بفاصل ثلاثة شهور لمدة سنة الى سنتين، حتى في حال عدم وجود أعراض بولية.