يعرف التهاب المهبل (بالإنجليزية: Vaginitis)، على أنه استجابة التهابية تحدث في منطقة المهبل لدى النساء، تتميز عادة بوجود حكة وتهيج في منطقة المهبل وقد يصاحبها وجود إفرازات مهبلية. إن معظم حالات التهاب المهبل تكون ناجمة عن حدوث العدوى حيث وجد أنه ما يقارب الـ 90% من حالات الإصابة بالتهاب المهبل تعزى إلى التهاب المهبل البكتيري (بالإنجليزية: Bacterial Vaginosis)، وداء المبيضات المهبلي (بالإنجليزية: Vaginal Candidiasis)، وداء المشعرات (بالإنجليزية: Trichomoniasis Vaginitis). في هذا المقال سنناقش الفرق بين هذه الأنواع الثلاثة، وكيفية التفريق بينها، وكيفية علاج كل منها.

ما الفرق بين أنواع التهابات المهبل المختلفة؟

إن التهاب المهبل البكتيري، وداء المبيضات المهبلي، وداء المشعرات هي أمراض معدية حيث أنها تنتج عن حدوث عدوى بالكائن الحي المسبب للمرض. وتختلف هذه الأنواع الثلاثة من حيث الكائن الحي الرئيسي المسبب المرض

  • التهاب المهبل البكتيري، يحدث نتيجة لفرط نمو البكتيريا في منطقة المهبل وأهمها الغاردنريلة المهبلية (بالإنجليزية: Gardnerella Vaginalis).
  • داء المبيضات المهبلي، هو عدوى فطرية تحدث غالباً بسبب المبيضة البيضاء (بالإنجليزية: Candida Albicans).
  • داء المشعرات، يحدث بشكل أساسي بسبب كائن طفيلي يعرف بالمشعرات المهبلية (بالإنجليزية: Trichonomas Vaginalis).

اقرأ أيضاً: مشاكل وقضايا نسائية

كيف نفرق بين الأنواع المختلفة لالتهاب المهبل؟

إن التشخيص الصحيح وتحديد النوع المحدد لالتهاب المهبل هو ضرورة من أجل الحصول على العلاج المناسب، حيث أن كل نوع من أنواع التهاب المهبل المختلفة له علاج خاص به. من الممكن الحصول على التشخيص الصحيح والتنبؤ بنوع الكائن الحي المسبب لالتهاب المهبل من خلال: 

الأعراض التي تعاني منها المرأة

لوحظ أن الأعراض التي ترافق حالات التهاب المهبل تختلف باختلاف النوع المحدد لالتهاب المهبل، والجدول الآتي يوضح الأعراض التي ترافق كل من الأنواع الثلاثة الرئيسية لالتهاب المهبل.

الأعراض
التهاب المهبل البكتيري داء المبيضات المهبلي داء المشعرات
الإفرازات هل يوجد؟ نعم نعم نعم
هل هي غزيرة؟ لا لا نعم
ما طبيعتها من حيث الكثافة، اللون، الرائحة؟ تكون حليبية متجانسة، قليلة الكثافة، لونها أبيض يميل إلى اللون الرمادي أو الأصفر (أبيض مصفر) كما أن لها رائحة مريبة وكريهة.  تكون سميكة الكثافة، بيضاء اللون تشبه الجبن القريش، ولا رائحة لها. تكون زبدية، ذات لون يتراوح ما بين الأصفر-الأخضر، ولها رائحة كرائحة العفن.
هل يوجد حكة؟ ربما تحدث نعم، حيث تعد أكثر الأعراض شيوعاً نعم، بين الحين والآخر
هل يوجد ألم؟ غير شائع نعم نعم
هل يوجد حرق؟ لا نعم نعم
هل يوجد تهيج؟ غير شائع نعم، ولكن في الحالات الشديدة نعم
عسر الجماع، أو الشعور بألم خلال الجماع لا نعم نعم
عسر التبول، أو الإحساس بحرق أو ألم عند التبول  لا نعم نعم
ملاحظات أخرى ما يقارب الـ 50% من الحالات لا ترافقها أية أعراض. غالباً ما تظهر الأعراض مباشرة قبل فترة الحيض. غالبًا ما تصل الأعراض إلى الذروة بعد فترة الحيض، كما أنه قد يحدث خروج الدم بعد عملية الجماع أو قد تعاني من انزعاج في منطقة أسفل البطن. كما أنه وفي بعض الأحيان قد لا تعاني المرأة من أية أعراض.

اقرأ أيضاً: أمور يخبرك بها المهبل عن صحتك

الاختبارات التشخيصية

حيث قد يقوم الطبيب بأخذ عينة من الإفرازات المهبلية وذلك من أجل إجراء بعض الاختبارات عليها منها:

  • الفحص باستخدام المجهر، وذلك للكشف عن وجود الكائنات الحية وتحديد نوعها، كما يمكن ملاحظة وجود البكتيريا النافعة التي تدعى بالعصية اللبنية (بالإنجليزية: Lactobacillus) أو وجود الخلايا الظهارية (بالإنجليزية: Epithelial Cells) أو خلايا الدم البيضاء.
  • الزراعة، باستخدام عدة أنواع خاصة من الآغار التي تعد مناسبة لنمو الكائنات الحية المسببة للمرض.
  • تحديد درجة الحموضة لهذه الإفرازات المهبلية، حيث لوحظ أن درجة حموضة الإفرازات تختلف بناء على نوع الالتهاب فمثلاً في حالة الالتهاب البكتيري تكون تتراوح ما بين 5 – 6، وفي حالة الالتهاب الفطري فتكون أقل من 4.5، أما في حالة داء المشعرات فتكون تتراوح ما بين 5 – 7.
  • اختبار تضخيم الحمض النووي (بالإنجليزية: Nucleic acid amplification test) وذلك لتحديد الحمض النووي الخاص بالكائن الحي.

ما هو علاج التهاب المهبل؟

بعد التشخيص الصحيح لالتهاب المهبل يقوم الطبيب بوصف العلاج والذي وبشكل رئيسي يعتمد على نوع الالتهاب.

العلاجات الدوائية الأساسية

التهاب المهبل البكتيري

في حالة التهاب المهبل البكتيري، يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics) التي قد تأتي بعدة أشكال صيدلانية مثل الكريمات الموضعية أو حبوب عبر الفم. إن المضادات الحيوية التي تعتبر فعالة ضد الكائنات البكتيرية التي قد تسبب التهاب المهبل البكتيري تشمل:

  • الكليندامايسين (بالإنجليزية: Clindamycin).
  • الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole).
  • السيكنيدازول (بالإنجليزية: Secnidazole).
  • التينيدازول (بالإنجليزية: Tinidazole).
  • الإريثرومايسين (بالإنجليزية: Erythromycin).
  • السيفكسيم (بالإنجليزية: Cefixime).
  • الدوكسي سيكلين (بالإنجليزية: Doxycycline).
  • الأزيثروميسين (بالإنجليزية: Azithromycin).
  • السيفترياكسون (بالإنجليزية: Ceftriaxone)، والذي يتم اعطاؤه عبر العضل في الحالات الشديدة.

والجدير بالذكر أنه في حالة عدم تحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى عندها يجب أن يقوم الطبيب بوصف علاج تجريبي (بالإنجليزية: Empiric Therapy) يحتوي على مضاد حيوي واسع النطاق والذي يقوم بتغطية والعمل ضد جميع أنواع البكتيريا المسببة للمرض المحتملة. أيضاً يوصى عادة باستخدام مجموعة من المضادات الحيوية معاً لعلاج حالات التهاب المهبل البكتيرية الناجمة عن البكتيريا سالبة غرام العصوية. أما في حالة تحديد الكائن الحي المسبب للمرض وتحديد مدى المقاومة لديه، عندها يوصى باستخدام علاج واحد والذي أثبتت فعاليته ضد هذا الكائن الحي.

عادة لا يوصى بتقديم العلاج للشريك أو الزوج، وذلك لأنه إلى الآن لم يلاحظ تأثيره على نتيجة العلاج أو فرصة إصابة المرأة مرة أخرى. 

داء المبيضات المهبلي 

في حالة داء المبيضات المهبلي، يقوم الطبيب بوصف مضادات الفطريات، بأشكالها الصيدلانية المختلفة مثل الكريمات والمراهم الموضعية أو تحاميل مهبلية أو حبوب عبر الفم وذلك بناء على شدة الإصابة. إن مضادات الفطريات التي يمكن استخدامها في حالة داء المبيضات المهبلي تشمل:

  • البوتوكونازول (بالإنجليزية: Butoconazole).
  • الكلوتريمازول (بالإنجليزية: Clotrimazole).
  • الميكونازول (بالإنجليزية: Miconazole).
  • الفلوكانازول (بالإنجليزية: Fluconazole).
  • النيستاتين (بالإنجليزية: Nystatin).
  • التيركينازول (بالإنجليزية: Terconazole).
  • التيوكونازول (بالإنجليزية: Tioconazole).
  • الكيتوكونازول (بالإنجليزية: Ketoconazole).

قد تحتاج المرأة لأخذ جرعة واحدة من بعض الأدوية، وقد تستمر مدة العلاج إما ل 3 أو 7 أيام، أيضاً قد ينصح الطبيب بتكرار العلاج في الحالات الشديدة والمتكررة. عادة لا يوصى بتقديم العلاج للشريك أو الزوج بالتزامن مع علاج المرأة المصابة.

داء المشعرات

في حالة داء المشعرات، يقوم الطبيب بوصف مضادات الأوالي (بالإنجليزية: Antiprotozoal agents) والتي قد تشمل:

  • الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole).
  • التينيدازول (بالإنجليزية: Tinidazole).

كما أنه يوصى بتقديم العلاج نفسه للشريك أو الزوج وذلك بالتزامن مع علاج المرأة المصابة.

ويجب التنويه إلى أنه في حال كانت المرأة حامل، فيجب عليها أن تؤكد على طبيبها بشأن الحمل، وذلك لأن التهاب المهبل يمكن أن يؤثر على الجنين، أيضاً لأن بعض العلاجات الدوائية قد لا تكون مناسبة خلال فترة الحمل بشكل كامل أو خلال ثلث معين من فترة الحمل.

للمزيد: استخدام الأدوية خلال فترة الحمل

أيضاً هنالك عدد من الأدوية التي تفرز في حليب الأم والتي قد تؤثر على صحة الطفل الرضيع لذلك في حال تناول هذه الأدوية يجب التوقف عن الرضاعة الطبيعية بحيث تكون هنالك فترة زمنية تفصل ما بين آخر جرعة من الدواء والمباشرة بإرضاع الطفل الرضيع من جديد، والجدير بالذكر أن هذه الفترة الزمنية تختلف باختلاف الدواء فمثلاً عند استخدام الميترونيدازول يجب أن تكون 12 – 24 ساعة على الأقل أما التينيدازول فيجب أن تكون 3 أيام على الأقل.

كما أنه وفي حال كانت المرأة تتناول الكحول، يجب عليها الإمتناع عن تناوله طيلة فترة تناول دواء الميترونيدازول وعدم تناول الكحول لمدة يومين على الأقل بعد آخر جرعة تتناولها من الميترونيدازول.

العلاجات الداعمة والعلاجات الدوائية أخرى

أيضاً من العلاجات التي قد تساعد في حالة التهاب المهبل:

  • الكريمات أو المراهم الموضعية التي تحتوي على الكورتيزون، حيث قد يتم وصفها من أجل التقليل من التهيج والاحمرار والحكة.
  • الكريمات أو الغسولات التي تحتوي على حمض البوريك وزيت شجرة الشاي، أو المكملات الغذائية التي تحتوي على العصية اللبنية الحمضية أو الثوم، حيث وبالرغم من عدم دراسة هذه العلاجات إلى الآن وبشكل جيد إلا أنها أثبتت بعض من الفعالية في علاج التهاب المهبل.
  •  العلاجات الموضعية التي تحتوي على مادة الديكوالينيوم (بالإنجليزية: Dequalinium)، حيث أنها قد تستخدم في حالات التهاب المهبل الناتجة عن الإصابة بمزيج من الالتهاب البكتيري، الالتهاب الفطري، والالتهاب الطفلي، أو حالات التهاب المهبل التي لم يتم تحديد نوع الكائن الحي المسبب للمرض.
  • الغسولات التي تحتوي على النونوكسينول-9 (بالإنجليزية: Nonoxynol-9) والبوفيدون أيودين (بالإنجليزية: Povidone Iodine)، والتي قد تساعد في معالجة حالات داء المشعرات التي لم تستجيب للعلاج بالميترونيدازول أو التينيدازول.
  • الكريمات التي تساعد على تليين وترطيب منطقة المهبل.

اقرأ أيضاً: علاج الافرازات المهبلية بالطرق الطبيعية

تغيير نمط الحياة

أيضاً قد يقوم الطبيب بتقديم عدداً من النصائح لنشاطات يومية تساعد في علاج التهاب المهبل والحد من تفاقمه أو تكرر حدوثه، منها:

  • الاهتمام بنظافة المنطقة والنظافة الشخصية بشكل عام.
  • القيام بمسح المنطقة وذلك من الأمام (منطقة المهبل) إلى الخلف (منطقة الشرج).
  • استخدام الصابون أو الغسولات التي لا تحتوي على مواد مهيجة أوعطور من أجل غسل منطقة المهبل.
  • ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من القطن والفضفاضة.
  • تناول اللبن، وذلك لاحتوائه على بكتيريا نافعة تسمى بالعصية اللبنية (بالإنجليزية: Lactobacillus).
  • الحرص على إبقاء المنطقة جافة.
  • التقليل من تناول الكربوهيدرات البسيطة، والأطعمة المكررة، والكحول، حيث أنه قد يساعد على التقليل من حدوث التهاب المهبل المتكرر أو استمراره بالرغم من تلقي العلاج.

اقرأ أيضاً: نظافة الأعضاء التناسلية: افعل ولا تفعل