التوحد.. اضطراب يزداد باضطراد

اصبح التوحد من الامراض الشائعة لدى الاطفال في وقتنا هذا. تعرف في هذا المقال على ما هو مرض التوحد والاسباب التي تزيد من فرصة الاصابة به.

Share your love

يسمى التوحد، حسب التصنيف الأمريكي للأمراض DSM-IV-TR، باسم “الاضطراب التوحدي” Autistic Disorder. وحسب التصنيف العالمي للأمراض ICD-10 يسمى “توحد الطفولة” Childhood Autism. وإضافة الى مصطلح “التوحد” باللغة العربية، نرى أن بعض العلماء العرب يستخدمون أيضاً مصطلح “انطواء على الذات”.

وينتمي التوحد الى مجموعة من الحالات النفسية التي تصيب الأطفال تحت سن الثالثة من العمر، وتؤدي الى قصور يشمل مجالات واسعة من التطور الاجتماعي والنفسي. وتعرف مجموعة هذه الحالات النفسية-العصبية باسم “الاضطرابات النمائية العامة” أو “الاضطرابات التطورية الشاملة” Pervasive Developmental Disorders. تنتمي اليها، إضافة الى التوحد، الاضطرابات الأربعة التالية: 

اضطراب رت Rett Disorder.

اضطراب أسبرجر Asperger Disorder

اضطراب الطفولة التفككي Childhood Disintegrative Disorder.

اضطراب تطوري شامل، غير محدد (توحد غير نموذجي) Pervasive Developmental Disorder, NOS (Atypical Autism).

الفهرس

وتشترك الاضطرابات الخمسة المذكورة سابقاً، بالميزات التالية:

قصور شديد وشامل في التفاعل الاجتماعي المتبادل، وفي مهارات التواصل، أو قد تتطور على نحو غير مناسب، أو لا تتطور مطلقاً ، شذوذ في تطور وفهم اللغة.
سلوكيات ونشاطات واهتمامات نمطية Stereotype محدودة ومتكررة (تكرار الأفعال أو الأقوال غير المعقولة، أو تكرار الحركات تلقائياً وعلى نمط واحد).

تظهر هذه الاضطرابات في مرحلة الطفولة المبكرة، قبل سن ثلاث سنوات من العمر (عدا التوحد غير النموذجي). وعادة يبدأ الأهل بالقلق على طفلهم عندما يصل سن 18 شهراً من عمره، وذلك لعدم تطور اللغة كما هو متوقع في هذا السن. ويلاحظ أيضاً أن لدى 25 في المئة من الحالات تتطور اللغة بشكل قليل، غير أنها ما تلبث وان تتلاشى.
تسبب هذه الاضطرابات خللاً وظيفياً دائماً (مدى الحياة).
لا تؤثر هذه الاضطرابات سلباً على معدل متوسط العمر.
اهتمام مفرط في نشاطات محدودة المجالات، ويقاوم الطفل التغيير، ولا يستجيب بشكل لائق للبيئة الاجتماعية المحيطة به.
يعاني العديد من الأطفال المصابين بهذه الإضطرابات من درجات متفاوتة من التخلف العقلي.

التوحد 

يعتبر التوحد من أكثر الإضطرابات النمائية المعروفة، التي قام الأطباء بدراستها حتى يومنا هذا.
ويعرف التوحد حسب ICD-10 بأنه اضطراب نمائي عام، يتميز بتطور غير طبيعي أو قاصر، يظهر قبل سن ثلاث سنوات من العمر، وخلل وظيفي في التفاعل الاجتماعي المتبادل وفي التواصل. وسلوكيات نمطية تكرارية محدودة. وهو أكثر شيوعاً عند الذكور منه عند الإناث بثلاث أو أربع مرات.
وأما حسب DSM-IV-TR فيعرف التوحد بأنه تطور غير طبيعي أو قصور ملحوظ في التفاعل الاجتماعي والتواصل، ومحدودية ملحوظة في النشاط والاهتمامات، ويجب أن تظهر على الأقل واحدة من الصفات المذكورة قبل سن 3 سنوات من العمر. وتختلف مظاهر وميزات التوحد اختلافاً كبيراً، وذلك حسب مستوى التطور والعمر الزمني للفرد.
أما جمعية التوحديين الأمريكية، فتعرف التوحد، بأنه عجز تطوري معقد، يظهر نموذجياً خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر في وظيفة الدماغ الطبيعية، وفي مجالات التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل. ويُظهر الأشخاص (الأطفال والبالغون) التوحديون صعوبة في التواصل الكلامي وغير الكلامي وفي التفاعل الاجتماعي وفي اللعب واللهو والنشاط، أثناء ساعات الفراغ. وينتمي التوحد الى مجموعة من خمسة اضطرابات نمائية عصبية، تتميز بقصور شديد وشامل في عدة مجالات تطورية. 

النسبة الانتشارية 

يحدث التوحد بمعدل 8 حالات من كل عشرة آلاف طفل (0,08 في المئة). في حين أشارت بعض الدراسات الى أن هذه النسبة قد تتراوح بين 2-29 حالة من كل عشرة آلاف طفل. ويبدأ التوحد بالظهور قبل سن ثلاث سنوات. وأود أن أشدد هنا (ويشاركني العديد من زملائي) على أنه في حال وجود صعوبة في تشخيص الحالات المعتدلة من التوحد، أن تعامل الحالة على أساس أنها توحد غير نموذجيAtypical Autism الى أن يصل الطفل سن الخامسة من عمره، وذلك لأننا لاحظنا عند العديد من الحالات، أنه عندما يصل الطفل سن الخامسة، إما أن تتلاشى سلوكياته غير الطبيعية، أو أنها تتطور لتصبح سهلة التشخيص على أنها توحدية. 
والتوحد أكثر شيوعاً عند الذكور منه عند الإناث بمعدل 4-5 مرات. غير أن الإناث التوحديات أكثرعرضة للمعاناة من التخلف العقلي الشديد، مقارنة مع الذكور التوحديين. والتوحد يحدث في كل دول العالم ولدى العائلات من مختلف الشرائح العرقية والاجتماعية. 
وأود أيضاً أن ألفت الانتباه، الى أن النسبة الانتشارية للتوحد آخذة بالارتفاع. ففي عام 1999 من القرن الماضي، عندما نشرت هذه المقالة في مجلة “بلسم”، التي تصدر عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كانت النسبة الانتشارية للمرض تتراوح بين 2-5 حالات من كل عشرة آلاف طفل، أي ما يعادل 0,02 الى 0,05 في المئة. وقد يكون سبب ارتفاع النسبة الانتشارية للتوحد عائداً إما إلى تحسن وسائل التشخيص والإبلاغ عنها، أو الى الزيادة الفعلية في الحالات.

أسباب المرض

حتى تاريخ كتابة هذا المقال، لم يتمكن العلماء من إيجاد سبب واحد يكون باستطاعتهم الاعتماد عليه في تعليل اضطراب التوحد.
ومن منطلق أنه من الصعب تطابق وتشابه صورة سريرية واحدة تماماً على طفلين توحديين، أستطيع أن أقول أن هنالك عدة أسباب وعوامل لإصابة الطفل بهذا الاضطراب. كذلك أود أن أشدد على أنه لا توجد أي علاقة للتوحد بالتنشئة والتربية والبيئة التي يعيش وينمو فيها الطفل، لذلك على الأبوين أن لا يشعرا بتقريع الذات والذنب والتقصير في تربية وتنشئة طفلهم، في حال تبين لهما أنه يعاني من التوحد.

العوامل الجينية:

أشارت الدراسات إلى زيادة في معدل إصابة أشقاء الطفل التوحدي بالتوحد بمقدار يتراوح بين 49-199 مرة. أضف الى ذلك أنه في حال عدم إصابة أشقاء الطفل التوحدي بالتوحد، فهم معرضون للإصابة باضطرابات أخرى لها علاقة بتواصل المهارات الاجتماعية. كذلك فقد أظهرت التحاليل الترابطية (الإسهامية) إلى أن مناطق معينة من الكروموسومات 7 و 2 و 4 و 15 و 19 من المرجح أنها تساهم في الأساس الجيني للتوحد. كذلك فإن نسبة ظهور التوحد لدى التوأمين المتشابهين (وحيدي اللاقحة) أكثر من التوأمين غير المتشابهين (ازدواجيي اللاقحة).
وأشارت الدراسات أيضاً الى أن الأطفال التوحديين عرضة للإصابة ببعض الأمراض الجينية. فمثلاً واحد في المئة من الأطفال التوحديين يعانون أيضاً من متلازمة الكروموسوم الهش X. Fragile Syndrome، في حين 2 بالمئة من الأطفال التوحديين عرضة للإصابة بمرض التصلب المعجر Tuberous Sclerosis.

العوامل البيولوجية:

تؤكد المعلومة العلمية، التي تُظهر أن نسبة عالية من الأطفال التوحديين تعاني من التخلف العقلي، ونسبة أكثر من المتوقع أن تعاني من الصرع Epilepsy، على الدور المهم للعامل البيولوجي في إصابة الطفل بالتوحد. وقد أشارت الدراسات العديدة الى أن نحو ثلثي الأطفال التوحديين (69 في المئة تقريباً) مصابون بالتخلف العقلي.

وأود أن أشدد هنا على أن التوحد ليس تخلفاً عقلياً. والتصنيف التالي يبين ذلك:

– ثلث الأطفال التوحديين يتراوح تخلفهم العقلي بين تخلف عقلي بسيط الى تخلف عقلي متوسط.

– ما يقارب نصفهم يعاني من تخلف عقلي يتراوح بين الشديد والعميق.

– أما القسم المتبقي، فلا يعاني من التخلف العقلي مطلقاً.

وأما بالنسبة للصرع، فقد أشارت الدراسات الى أن نحو 4 الى 32 في المئة من الأشخاص التوحديين يعانون (أو عانوا في فترة زمنية معينة من حياتهم) من الصرع “التوتري الارتجاجي” Tonic Clonicأو ما يعرف باسم “الصرع الكبير” Grand mal وقد أظهر تخطيط كهربائية الدماغ  EEG العديد من التسجيلات غير الطبيعية عند نحو 11 83 في المئة من مرضى التوحد.

في حين أظهر التصوير الطبقي للدماغ CT تضخم بطين الدماغ عند نحو 21 25 في المئة من مرضى التوحد. وأما التصوير بالرنين المغناطيسي MRI فقد أظهر قلة نمو Hypoplasia الفصيص المخيخي الدودي السادس والسابع، في حين أظهر تصوير رنيني آخر شذوذ قشري (تعدد صغر التلافيف Polymicrogyria).
كذلك فقد يصاحب التوحد حالات مرضية عصبية، وخاصة الحصبة الخلقية Congenital Rubella وبيلة الفنيل كيتون Phenylketonuria والتصلب المعجر.
وقد أشارت الدراسات العديدة الى أن نسبة لا بأس بها من الأطفال التوحديين يصابون بتشوهات خلقية بسيطة في الثلث الأول من الحمل. كذلك أشارت نفس الدراسات الى أن التاريخ المرضي لنسبة ليست بالقليلة من الأطفال التوحديين تظهر أنهم كانوا قد أصيبوا بمضاعفات أثناء فترة “حول الولادة” Perinatal (قبل الولادة بشهرين وبعدها بشهر تقريباً)، مقارنة مع باقي الأطفال.

العوامل المناعية:

أشارت العديد من الأبحاث والدراسات الى أن عدم التوافق المناعي Immunological Incompatibility قد يساهم في حدوث التوحد، حيث تبين أن كريات الدم البيضاء من النوع اللمفاوي Lymphocytes التي تخص الجنين قد تتفاعل مع الأجسام المضادة للأم، والذي بدوره يرفع إمكانية تلف أو خراب النسيج العصبي للجنين.

العوامل حول الولادة:

أشارت دراسة حديثة الى أن التاريخ المرضي للأطفال التوحديين يشير الى أن نسبة اصابة أمهاتهم بالنزيف بعد الثلث الأول من الحمل، إضافة الى وجود عقي (غائط الجنين) في السائل الأمنيوني عالية مقارنة مع باقي الأطفال. كذلك فقد أشارت نفس الدراسة الى أن التاريخ المرضي للتوحديين يشير الى أن نسبة إصابتهم بفقر الدم Anemia ومتلازمة الضائقة التنفسيةRespiratory Distress Syndrome في الشهر الأول بعد الولادة عالية مقارنة مع باقي الأطفال، وأن الأطفال التوحديين يكونون أكثر وزناً لدى الولادة.

العوامل الدماغية:

أشارت عدة دراسات الى أن نسبة ارتفاع الناقل العصبي “السيروتونين” Serotonin في دم الأطفال التوحديين (الذين لا يعانون أيضاً من التخلف العقلي) مرتفعة بشكل ملحوظ.
كذلك فقد أشارت نفس الدراسة الى تضخم المادتين الرمادية (السنجابية) والبيضاء في المخ لدى الأطفال التوحديين في سن سنتين (غير أن المخيخ يبقى سليماً). كذلك فقد لوحظ عند الأطفال المذكورين سابقاً كبر محيط الرأس في سن 12 شهراً. وقد يعود ذلك الى تضخم كل من الفص الصدغي Temporal Lobe والقذالي Occipital Lobe والجداري Parietal Lobe، في حين لم يطرأ تغير على الفص الجبهي Frontal Lobe.

 

تشخيص المرض

ولكي يستطيع الطبيب تشخيص التوحد عند الطفل، تم صياغة معايير من قبل عدة مراجع، وسأكتفي هنا بإيراد ما ورد في DSM-IV-TR لتشابه جميع المعايير في المراجع المختلفة نوعاً ما: 

معايير تشخيص التوحد (DSM-IV-TR)

الفئة الأولى:

يجب أن تنطبق على الطفل ست فقرات أو أكثر، من البنود 1،2،3، شريطة تطابق فقرتين على الأقل من البند الأول، وفقرة واحدة من كل من البندين الثاني والثالث:

البند الأول:  قصور نوعي في التفاعلات الاجتماعية:

الفقرة الأولى: قصور ملحوظ في استخدام العديد من السلوكيات غير الكلامية في سبيل تحقيق التفاعل الاجتماعي، مثل الحملقة (نظرة محدقة)، وتعابير الوجه، ووضعية الجسم والإيماء.

الفقرة الثانية: فشل في تطوير علاقة مع مجايليه مناسبة لمستوى النمو.

الفقرة الثالثة: الافتقار الى السعي التلقائي لمشاركة الآخرين المتعة والاهتمام أو الإنجازات (مثلاً، لا يُري أو يجلب أو حتى يشير الى الشيء الذي يسترعي اهتمامه).

الفقرة الرابعة: الافتقار الى التبادل الاجتماعي والعاطفي.

البند الثاني: قصور نوعي في التواصل:

الفقرة الأولى: تأخير أو افتقار كامل في اللغة الملفوظة، ولا يكون مصحوباً بمحاولة لتعويض ذلك من خلال أساليب اتصال بديلة، مثل الإيماء أو تعابير الوجه.

الفقرة الثانية: قصور ملحوظ في ملكة الكلام وعلى المقدرة في المبادرة بالحديث أو الحفاظ على استمراريته مع الآخرين.

الفقرة الثالثة: النمطية والتكرارية في استخدام اللغة، أو استخدام لغة خاصة به.

الفقرة الرابعة: الافتقار الى اللعب المتنوع والتخيلي التلقائي، أو اللعب الاجتماعي المقلد (الزائف) المناسب مع مستوى التطور.

البند الثالث: أسلوب محدود، نمطي ومتكرر، من السلوكيات والاهتمامات والنشاطات.

الفقرة الأولى: الانشغال بالقيام بأسلوب أو أساليب من الاهتمامات النمطية المحدودة وغير الطبيعية من حيث الشدة أو التركيز.

الفقرة الثانية: التمسك بعناد واضح بروتين أو طقوس غير عملية.

الفقرة الثالثة: حركات نمطية تكرارية، مثل التلويح أو التصفيق أو لوي الأصابع أو القيام بحركات معقدة لجميع أجزاء الجسم.

الفقرة الرابعة: الانشغال واللهو المستمران بأجزاء وأقسام وقطع الأشياء.

الفئة الثانية: 

تأخر، أو تطور وظيفي غير طبيعي، على الأقل في مجال من المجالات التالية: التفاعل الاجتماعي، واللغة لغرض التواصل الاجتماعي، واللعب التخيلي أو الرمزي (شريطة أن تبدأ قبل سن الثالثة من العمر).

الفئة الثالثة:

الاضطراب لا يُعلل أو يُفسر على نحو أفضل باتجاه تشخيص “اضطراب رت” أو “اضطراب الطفولة التفككي”، (أي أن الصورة السريرية، لا تنطبق على الاضطرابين المذكورين).

الصورة السريرية

تظهر معظم حالات التوحد للأهل خلال السنة الثانية أو الثالثة من العمر، وذلك بسبب التأخر في تطور الطفل، وخاصة التأخير في تطور اللغة.

وأود أن ألفت الانتباه الى أن دراسة حديثة أظهرت أن متوسط العمر الذي يتم فيه تشخيص التوحد، هو 37 شهراً (وهذا لا يتم إلا من قبل الطبيب المختص).

غير أن الأطفال الذين يعانون من عوز اللغة يتم تشخيصهم بنحو سنة قبل الأطفال الآخرين، كذلك فإن التصنيفين الرئيسيين DSM-IV-TR و ICD-10 يشددان على وجوب ملاحظة النقص في التطور أو تأخره قبل سن الثالثة من عمر الطفل.

ويلاحظ على الطفل المصاب بالتوحد ميزات جسدية وآخر سلوكية.

الميزات الجسدية:

يصاب الأطفال التوحديون بنسبة عالية من التشوهات الخلقية البسيطة، مثل تشوهات في الأذن الخارجية وتشوهات أخرى، تعكس قصوراً في التطور النمائي العضوي في الجنين، وخاصة في أجزاء من الدماغ.

ويكون بمستطاع الأطفال التوحديين استعمال كلتا اليدين ببراعة متساوية في جميع الفترات العمرية.

كذلك فإن بصمات اليدين (والأصابع تحديداً) تظهر شذوذاً في الرسم الجلدي، مقارنة مع باقي الأطفال غير التوحديين.

الميزات السلوكية:

سأعتمد هنا نوعاً ما على المعايير التشخيصية للتوحد حسب DSM-IV-TR (والتي سبق ذكرها) مع شرحها بالتفصيل والتوسع بها:

 قصور نوعي في التفاعل الاجتماعي:

لا يظهر الطفل التوحدي التودد والملاطفة الاجتماعية المتبادلة والمتوقعة، والتي تدل على التعلق والتفاعل مع والديه أو أفراد عائلته. فمثلاً، يلاحظ على الطفل الرضيع انعدام أو غياب الابتسامة المتبادلة والمعهودة لدى الأطفال الرضع الطبيعيين، وخاصة لدى مداعبتهم. كذلك لا يستمتع في حال قيام الأهل بحمله أو ضمه اليهم، حتى أنه لا يقوم بمد أو رفع يديه مشيراً الى رغبته بأن يُحضن أو يُرفع بين أكتاف والدته. وعندما تحاول والدته ذلك فمن المحتمل أن يقاومها ويتلوى ويتضايق بشدة. كذلك فإنه قليل (أو لا يُحسن) التواصل مع أهله عن طريق النظرات بالأعين.
وعندما يصل سن سنتين أو ثلاث سنوات من العمر يلاحظ عليه الانعزال والوحدة ورغبته باللعب لوحده دون سماحه لأحد (كباراً أو صغاراً) مشاركته بنشاطه.

وفي حال إلحاق الأذى به (أي في حال جرحه أو ضربه من قبل الآخرين) أو في حال استفزازه، أو حتى إيذائه نفسياً وعاطفياً، لا يلجأ لأهله طالباً العون والسلوى والمواساة. ويلاحظ أيضاً صعوبة تمييزه لأهله أو أبويه عن باقي الناس، ولا يظهر أي قلق عندما يُترك مع شخص غريب. ومع ذلك فإنه ينزعج في حال إجراء أي تغيير في معاملته العادية.

وعندما يصل الطفل التوحدي سن الذهاب الى المدرسة (عادة ما بين سن 5 الى 7 سنوات من العمر)، فمن المحتمل أن تقل سلوكياته الانعزالية. غير أنه يعاني من نقص في مهارة كسب الرفاق، ولا يرغب حتى في اللعب معهم، وقد يلعب لوحده لكن ليس بعيداً عنهم. وتتسم سلوكياته الاجتماعية بعدم اللباقة وغير الملائمة.

وأما من الناحية المعرفية فإن الطفل التوحدي أكثر مهارة في الواجبات والفروض المدرسية التي تتطلب استخدام حاسة البصر (المهام الحيز بصرية)، مقارنة مع الفروض والواجبات التي تتطلب مهارات الكلام.

وفي سن البلوغ (اليفع) نلاحظ رغبة الشخص التوحدي في إقامة علاقة صداقة مع الآخرين من جيله، غير أن صعوبة التجاوب مع اهتمامات وأحاسيس وشعور الآخرين، تقف حجر عثرة في تحقيق أو نجاح الصداقة. وقد يصل الأمر الى أن ينبذ من قبل الآخرين بسبب سلوكياته الغريبة وغير اللبقة، مما يؤدي الى بقائه منعزلاً.

وبخصوص الشعور العاطفي والجنسي، فإن النساء والرجال التوحديين أناس عاديون مثلهم مثل الآخرين، لديهم الرغبة العاطفية والجنسية، غير أنه بسبب عوزهم للمهارات التواصلية، يفشل العديد منهم في كسب عطف ومحبة الطرف الآخر.

ويفتقر الشخص التوحدي الى التبادل الاجتماعي والعاطفي، ونعني بذلك عدم احساسه وتعاطفه مع مشاعر وعواطف الآخرين، سواء كانت مشاعر ود أو عداء، حزينة أو سارة، أي عدم اداركه لوجود مشاعر عند الآخرين من الناس، فيعاملهم وكأنهم قطع من الأثاث.

كذلك لا يشعر الشخص التوحدي مع الإنسان الذي يبدو عليه الضيق، ولا يدرك حاجة الآخرين الى الخصوصية، ولا يقوم يتغيير سلوكياته بناء على السياق والتغير المجتمعي أو البيئي.

قصور نوعي في التواصل:

يعتبر القصور في تطور اللغه وتأخرها وصعوبة استخدامها في التعبير والتواصل مع الآخرين اضافة الى شذوذها، من المعايير الأساسية في تشخيص التوحد.

ومن المهم ذكره ان صعوبات اللغة المذكورة سابقاً لدى الأطفال التوحديين ليست نتيجة امتناعهم عن التكلم او غياب الحافز لديهم في التكلم، بل هي نتيجة قصور تطوري.

وبخلاف الأطفال الطبيعيين، وحتى الأطفال المتخلفين عقلياً، فإن التوحديين يواجهون صعوبة في ربط الجمل المفيدة معاً (حتى لو كانوا يملكون ذخيرة كبيرة من المفردات). وحتى في حال تعلم الطفل التوحدي الحديث بطلاقة فإنه لا يهتم لرد فعل الشخص الموجه اليه الحديث.

وخلال السنة الأولى من حياة الطفل التوحدي تكون “تأتأته” ضئيله او غير طبيعية. ويصدر بعضهم اصواتاً بشكل تكراري مستمر (نمطي)، مثل، طقطقة، صراخ مفزع، وتلفظات لا معنى لها (هراء)، دون ان يكون لها هدف تواصلي.

وقد يردد ويعيد تكرار دائم لكلمات او مقطع من جملة يسمعها من اشخاص آخرين (قد تكون موجهة اليه او لا تكون موجهة له)، وتسمى هذه الظاهرة “صداء لفظي” Echolalia. وقد يصاحب ذلك ظاهرة تسمى “الضمير المعكوس”، فمثلاً قول الطفل التوحدي “انت تريد” بدلاً من قول “انا اريد” اي انه يستخدم الضمير “انت” بدلاً من “انا” والعكس صحيح، وهذه من المشاكل التي يجد المدرسون والأهل صعوبة في التغلب عليها. وعند نحو 51 في المئة من الأطفال التوحديين لا يتطور لديهم الكلام والحديث والجمل المفيدة وذات المعنى.

غير ان بعض الأطفال الأذكياء يظهرون افتتاناً خاصاً واستثنائياً بالأحرف والأرقام. واحياناً قد يبدعون ويتفوقون في مهام ومجالات معينة، او قد يملكون قدرات ومواهب خاصة وفريدة، فمثلاً، من المحتمل ان يتعلم الطفل التوحدي القراءة بطلاقة في سن ما قبل دخول المدرسة (الروضة)، بشكل مدهش، وتسمى هذه الظاهرة “فرط تعلم القراءة” Hyperlexia.

ويتراوح حاصل ذكاء (IQ) هؤلاء الأطفال من 90 الي 110 (طبيعي). وتكون مقدرة قراءة الكلمات عندهم فوق ما يتوقع من عمرهم. ومع ذلك فإن البعض منهم يعانون من صعوبة فهم ما يقرأون. وتتراوح نسبة الأطفال التوحديين الذين يمتازون بالقراءة من 5 الى 10 في المئة من مجموع الأطفال التوحديين. وكما ذكرت سابقاً فإن هؤلاء الأطفال يفتتنون بالأحرف والأرقام، لذلك نراهم ينجحون في تحليل اللغة المكتوبة، ونتيجة هذا يتقنون القراءة في عمر مبكر. ويلاحظ انه يكون باستطاعة بعض هؤلاء الأطفال تهجئة كلمة طويلة، مثل، برتقال، تلفزيون، قبل سن سنتين من العمر، وقراءة جملة مفيدة كاملة قبل ثلاث سنوات من عمرهم.

أسلوب محدود من السلوكيات والاهتمامات والنشاطات التكرارية (النمطية): تعرف النمطية بأنها تكرار الأعمال او الحركات تلقائياً، وعلى نمط معين، اي تكرار حركات غير معقولة، ودون معنى، وغير هادفة وبشكل منتظم، مثل: هز الرأس المتكرر، التلويح او التصفيق باليدين لمدة طويلة ودون توقف، وهز وارجحة الجسم بشكل متكرر.
ويصر الطفل التوحدي بطريقة غير طبيعية على اتباع نفس النمط من الحياة والنشاط ومقاومة التغيير، مثل: الإصرار على اتباع نفس الطريق الى المدرسة، وينزعج عند محاولة تغيير هذه الطريق والطلب منه ان يسلك طريقاً بديلة وقصيرة، توصله الى المدرسة بأسرع من الوقت المعتاد. ويرفض تناول الطعام اذا لم تعد المائدة بالأسلوب المعتاد يومياً، وينفعل وينزعج في حال تغير المكان المألوف للكرسي او للطاولة في الغرفة، او الإنتقال الى بيت جديد، او في حال تغير روتين تناول الطعام، فمثلاً عادة الإستحمام قبل تناول الطعام بعد ان كان قد تعود ان يفعل العكس.
وقد يثير التغيير المفاجئ في حياة الطفل نوبة من الفزع والخوف او نوبة “عصبية-مزاجية” Temper Tantrums والتي تتمثل بجيشان عاطفي وهيجان وغضب ويقوم برفس الأشخاص من حوله، ويرمي نفسه على الأرض، ويكبح (يحبس) نفسه حتى يصبح أزرق اللون.
كذلك فإن الطفل التوحدي يتعلق باشياء معينة وإستثنائية، اي انه يتعلق بأشياء غير اعتيادية، مثل: عند ذهابه للنوم يتعلق او يقوم بإحتضان علبة من الكرتون او صفيحة او وعاء معدني (في حين يحتضن الطفل السليم دمية او حيواناً اليفاً لدى خلوده للنوم). وعدا ذلك نلاحظ ان الطفل التوحدي ينشغل ويلهو باستمرار بأجزاء الأشياء (الدمى، الألعاب، السيارات..) وقد ينجذب لرائحتها او ملمس سطحها او الأصوات والضجيج الصادر عنها اثناء عملها او تشغيلها، او نتيجة اهتزازها وبشكل غريب (مثل اصدار الدمية لأصوات او كلام معين اثناء هزها او قلبها يميناً ويساراً). وأستطيع القول إن الطفل التوحدي يلعب ويلهو بالدمى والألعاب والأشياء بطريقة فريدة.
ويلاحظ في السنة الأولى من عمر الطفل التوحدي غياب اللعب الاستكشافي المتوقع في هذه السن، ولا يلعب الأطفال التوحديون ألعاباً تخيلية ولا يقومون بتمثيل ايمائي. وجميع نشاطات ولعب هؤلاء الأطفال يكون غالباً جاسئ (صارم)، تكراري، وعلى وتيرة واحدة وممل، وغالباً يقوم التوحديون بضرب ورمي الأشياء بعنف، ويظهرون تعلقاً شديداً بالجماد، مثل علبة شراب فارغة، سلك كهرباء.

ملاحظات مهمة

يعاني الأطفال التوحديون من امكانية الإصابة بالتهاب المسالك التنفسية العلوية وأمراض معدية بسيطة أكثر من النسبة المتوقعة في جيلهم. كذلك يعاني الأطفال التوحديون من الإمساك والإسهال والتجشؤ بكثرة. وتؤدي حرارة الجسم المرتفعة الى سهولة اصابة الطفل التوحدي بالتشنجات، مقارنة مع غيره من الأطفال مع أنه في كثير من الأحيان لا يبدو عليه الإعياء عندما ترتفع درجة حرارته.

وقد تختلف ردود فعل الأطفال التوحديين تجاه المنبهات والتأثيرات الخارجية (مثل الصوت والألم) فإما أن يستجيبوا الى هذه التأثيرات بشكل مفرط أو على النقيض، لا يستجيبوا أو يتأثروا بها مطلقاً. فمثلاً: لا يستجيب الطفل للكلام الموجه اليه ويظهر كأنه أصم، في حين يبدي اهتماماً وانجذاباً لصوت (تكتكة) ساعة اليد. وقد يكون للطفل التوحدي قوة تحمل الألم الشديد بشكل ملفت للانتباه، ولا يعطي ردة الفعل المألوفة لدى إصابته بالإيذاء الجسدي (لا يبكي ولا يطلب المساعدة والدعم). وكثير من الأطفال التوحديين يستمتعون بالموسيقى، وغالباً ما يدندنون نغماً معيناً.
وغالباً ما يلاحظ فرط الحركة والنشاط Hyperkinesis عند الأطفال التوحديين، غير أنهم نادراً ما يعانون من قلة الحركة Hypokinesis، وغالباً ما يكونوا عدوانيين، وقد يصابون بنوبات من العصبية Temper Tantrums لأقل إثارة. وغالباً ما يقوم الطفل التوحدي بإيذاء نفسه، مثل، ضرب رأسه بعنف، وقد يعض أو يخدش نفسه، اضافة الى نتف شعر رأسه. ويعاني الطفل التوحدي من مشاكل في التغذية والأكل، وقد يعاني من سلس البول الليلي (التبول اللاإرادي) والأرق.

وأرى لزاماً علي أن أذكر أن هنالك بعض المترجمين العرب الذين يستخدمون مصطلح “الفصم الذاتي” بدلاً من مصطلح “التوحد”، وهذا خطأ فادح، لأن التوحد ليس فصاماً Schizophrenia. والفصام نادر جداً تحت سن خمس سنوات من العمر. ويكون مصحوباً بضلالات Delusions وهلوسة Hallucinations وهذه لا توجد في المعايير التشخيصية عند الأطفال التوحديين.
وأود أيضاً أن أشدد على أن التوحد ليس تخلفاً عقلياً، غير أن أكثر من ثلثي الأطفال التوحديين (نحو 70 في المئة) يعانون منه. وفي هذه الحالة يجب أن تشخص الحالة على أساس أنها “توحد مصحوب بتخلف عقلي”، أي يجب إضافة تشخيص “التخلف العقلي” الى تشخيص “الاضطراب التوحدي”.
ومع ذلك نلاحظ أن التخلف العقلي لا يدخل في أي فئة أو بند من بنود المعايير التشخيصية، أي أنه، مع أن ثلثي أو حتى ثلاثة أرباع الأطفال التوحديين يعانون من التخلف العقلي، غير أنه غير مطلوب كشرط أساسي لتشخيص التوحد بحد ذاته.
وحاصل الذكاء (IQ) هو الذي يحدد وجود أو عدم وجود التخلف العقلي عند الطفل، كذلك هو الذي يصنف درجات التخلف العقلي في حال وجودها. ويتراوح حاصل الذكاء عند الطفل الطبيعي من 90 الى 110، في حين عند الطفل المتخلف عقلياً يجب أن يكون حاصل الذكاء تحت 70.

ويصنف التخلف العقلي بناء على حاصل الذكاء:

– تخلف عقلي بسيط: حاصل ذكاء من 50 – 69.

– تخلف عقلي متوسط: حاصل ذكاء من 35 49.

– تخلف عقلي شديد: حاصل ذكاء من 20 34.

– تخلف عقلي عميق: حاصل ذكاء أقل من 20.

وأما حاصل ذكاء الأطفال التوحديين فيمكن تقسيمه حسب الترتيب التالي:

– 30 في المئة من الأطفال التوحديين يبلغ حاصل ذكائهم 70 وما فوق (طبيعي).

– 30 في المئة يتراوح حاصل ذكائهم ما بين 50 69 (تخلف عقلي بسيط).

– 40 في المئة يبلغ حاصل ذكائهم تحت المعدل 50 (تخلف عقلي متوسط أو شديد أو عميق).

للمزيد عن حاصل الذكاء “ما هو اختبار الذكاء (IQ test)؟”

مجرى وعواقب و علاج التوحد

 

الهدف من العلاج هو جعل الأطفال التوحديين قادرين على الاندماج في المدارس الخاصة بهم، وتطوير علاقة هادفة مع مجايليهم (أقرانهم) وتعزيز إمكانية العيش باستقلالية في الكبر.

ويعتبر التدخل الفردي المكثف (سلوكي، تثقيفي ونفسي) العلاج الأكثر فعالية. وكلما بدأنا العلاج مبكراً كلما كانت النتيجة مرضية نوعاً ما.

كذلك فإن هدف العلاج التقليل من الأعراض السلوكية من جهة، والمساعدة في تطوير الوظائف النمائية المفقودة أو المتأخرة من جهة أخرى، مثل اللغة ومقدرة الطفل على العناية بنفسه وتدبير أموره.

وإضافة الى ذلك فإن توفير الدعم المعنوي لأهل الطفل، وتزويدهم بالمشورة التربوية شرط أساسي لنجاح العلاج، فعادة ما يساور الأهل القلق والشعور بالذنب.

ويتمثل العلاج التثقيقي بإرسال الطفل التوحدي الى مدارس متفرغة للتعليم الخاص (اضافة الى العلاج السلوكي). كذلك فإن توفير برنامج لتدريب الأهل على تطبيق العلاج السلوكي في البيت لخلق تناسق بين الأساليب المستعملة في المدرسة والأساليب المستعملة في البيت يساعد على التسريع في اكتساب الطفل المهارات اللغوية والإدراكية والاجتماعية.

ولا يوجد شفاء تام من المرض، ولا ادوية خاصة بذلك، غير ان بعض الأدوية تساعد في السيطرة على الأعراض، فمثلاً، الأدوية المضادة للاكتئاب قد تساعد في التغلب على القلق، في حين تستعمل الأدوية المضادة للذهان احياناً للتغلب على المشاكل السلوكية.

والتوحد يبقى مع الطفل مدى الحياة، وله عواقب مرضية متسمة بالحذر والمجهول، غير أنه لا يؤثر سلباً في معدل متوسط العمر (أي أنه ليس مميتاً). 

والتفاؤل عال جداً بالنسبة للأطفال التوحديين ذوي حاصل ذكاء فوق 70 وهؤلاء الذين يكون بمقدورهم استعمال لغة التواصل في سن 5-7 سنوات من عمرهم.

اما في سن البلوغ، فقد اشارت نتائج الدراسات الأمريكية الحديثة الى ان ثلثي الأشخاص التوحديين لا يتحسنون ويدخلون في فئة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين)، ويعيشون معتمدين على اهلهم او المؤسسات الخاصة.

وأشارت نفس الدراسات الى ان 1-2 في المئة فقط من الأشخاص التوحديين يعيشون حياة طبيعية ومستقلة، وقادرون على كسب رزقهم. في حين يستطيع 5-20 شخصاً من الأشخاص التوحديين الوصول الى وضع طبيعي (غير انه يفضل ان يبقوا تحت المراقبة).

وعادة يتحسن وضع الطفل مستقبلاً (في سن البلوغ) اذا كان الأهل او المجتمع المحيط به داعمين ومتعاونين ومتفهمين لوضعه. ومع ذلك فقد يقوم البعض من الأشخاص التوحديين بإيذاء انفسهم او إيذاء غيرهم.

ويعاني نحو 4-32 في المئة من الأشخاص التوحديين البالغين من نوبات الصرع الكبرى Grand Mall، وهذا يؤثر سلباً في مستقبل حياتهم.

وبينت نتائج دراسة بريطانية صدرت حديثاً (بعد متابعة 68 طفلاً توحدياً حاصل ذكائهم فوق 50 لمدة تزيد عن 24 عاماً) ان 12 في المئة استطاعوا تحقيق مستوى عال من الإستقلالية ، في حين 10 في المئة كان لهم بعض الأصدقاء وكانوا قادرين على العمل، لكن كانوا بحاجة لبعض الدعم للعيش اليومي، أما 19 في المئة فاستطاعوا تحقيق بعض الاستقلالية، غير انهم كانوا يعيشون في بيت الأهل وكانوا بحاجة لدعم ومراقبة شبه كاملتين، كذلك فإن 46 في المئة كانوا بحاجة لمأوى خاص، إضافة الى دعم كامل. أما الـ 12 في المئة المتبقية فكانوا بحاجة لرعاية طبية في المستشفيات.

اقرأ أيضاً: 

مشكلات وحلول لأهالي مصابي التوحد

مرض التوحد قد يرتبط بأمراض أخرى

تربية الاطفال المصابين بالتوحد

المراجع

 مجلة بلسم لشهر كانون الثاني (يناير) 2011، العدد رقم 427

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة
عندي شحنات كهربائية موجبة في الدماغ اي اضطراب بؤري تسبب لي اضطرابات اشبه بالصرع المؤقت
مهم عمل رنين مغناطيسي للدماغ وتخطيط مع متابعة طبيب أمراض عصبية

see-answer-https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/arrow-799.html

كيف اعالج ال٥ سنوات من اضطرابات التوحد وطريقة الكلام
يجب متابعة الطفل مع اخصائي التوحد و النطق،، وأخذ ادوية منشطة للنطق و الاستيعاب..مثل speak+D(omega 3+vitamin E+D), حقن cerebrolysin

see-answer-https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/arrow-799.html

كيف انظم النوم واتخلص من اضطرابات النوم
عدم استخام الادوية المنومة والمهدئة
عدم ناخر وجبة العشاء
استخدام كوب من الحليب قبل النوم مباشرة
عدم التفكير فيما يقلقك قبل النوم
الاستلقاء في ضؤ هادىء واستخدام كتب او مجلة تقرأء فيها وانت مضطجع

see-answer-https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/arrow-799.html

كيف ممكن احل مشكلة الارق واضطرابات النوم
يجب تجنب الزعل و العصبية الزائدة و الجهد الزائد و السهر.. تجنب شرب المنبهات مساء مثل القهوة و الشاي و الغازات..ممكن أخذ دواء اميتريبتلين25مجم (elatrol ) في فلسطين. ممكن أخذ دواء ديازيبام 5مجم أو لورازيبام 1-2.5مجم عند النوم… و لا أنصح بالتعود على الأدوية. . فقط مؤقتة لحين انتظام النوم

see-answer-https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/arrow-799.html

هل الاضطراب في منطقة المزاج بالدماغ له تاثيرعلي الانسان
بالتاكيد فاضطراب المزاج يكون ناتجا عن نقص هرمون السعادة بالمخ وهو مايطلق عليه مادة السيروتونين ممايتسبب فى اصابة الانسان بامراض اضطراب الحالة المزاجية او الوجدانية مثل الاكتئاب والهوس او الاضطراب الوجدانى ثنائى القطب

see-answer-https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/arrow-799.html

صداع شديد و مزمن في الجبهه واعلى الراس وفي الرقبه من الاسفل ويزداد ليلا ويخف بعد الاستيقاض ويزداد الصداع عند التوتر ويصاحبه بعض الاوقات غثيان
الصداع المزمن يستدعي عمل صورة رنين مغناطيسي للدماغ , الاسباب كثيرة منها ارتفاع ضغط الدم , الاجهاد والتوتر وقلة النوم , صداع ناتج عن تناول بعض الادوية , اثر تناول الكحول , صداع تحسسي , ينصح مراجعة طبيب اعصاب

see-answer-https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/arrow-799.html

اعاني من صداع وثقل براس ويزداد الالم وقت السجود
قد تكونين مصابه بالتهاب في الجيوب الانفية ، راجعي طبيب انف و اذن و حنجرة

see-answer-https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/arrow-799.html

اعاني من صداع غريب وثقل براس وبالاخص الجهه اليمنى وكذالك الم بالعين يزداد الالم وقت ركوعي وسجودي بالصلاه ويزداد شعور الثقل افيدوني ماعلاج حالتي
ماتعانى منه هى نوبات حادة من القصور بالدورة الدموية المخية نتيجة انخفاض ضغط الدم مسببة الصداع على شكل نبضات قوية بالصدغ الايمن والم بالعين ننصحك بقياس ضغط الدم والتواصل معنا على الاستشارات الخاصة بموقع الطبى لافاددتنا بالنتائج ولوصف العلاج المناسب مع متابعة حالتك حتى الشفاء التام انشاءالله

see-answer-https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/arrow-799.html

اهم طرق تشخيص التهاب الاعصاب في الفخذ والعجز واضطراب الحركه
من اهم طرق التشخيص هى عمل اشعة رنين مغناطيسى على الفقرات العجزية القطنية مع رسم عصب بالكمبيوتر على اعصاب الطرفين السفليين وذلك بعد الفحص الاكلينيكى الدقيق للاعصاب بمعرفة الزميل استشارى المخ والاعصاب فى بلدك

see-answer-https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/arrow-799.html

ماهو العلاج اللازم للمتلازمة التوحدية المعاقة عصبيا اطفال مولودون بها
يعتبر هذا الاضطراب من أكثر الإعاقات التي تتأثر بشدة التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الغير والتوحد،وأن معظم المصابين يستجيبون بشكل جيد للبرامج القائمة على البُنى الثابتة والمُتوقعة (مثل الأعمال اليومية المتكررة والتي تعود عليها الطفل)، والتعليم المصمم بناء على الاحتياجات الفردية لكل طفل، وبرامج العلاج السلوكي، والبرامج التي تشمل علاج اللغة، وتنمية المهارات الاجتماعية، والتغلب على أية مشكلات حسية، على أن تدار هذه البرامج من قبل أخصائيين مدربين بشكل جيد، وبطريقة متناسقة، وشاملة، كما يجب أن تكون الخدمة مرنة تتغير بتغير حالة الطفل، وأن تعتمد على تشجيع الطفل وتحفيزه، كما يجب تقييمها بشكل منتظم من أجل محاولة الانتقال بها من البيت إلى المدرسة إلى المجتمع. كما لا يجب إغفال دور الوالدين وضرورة تدريبهما للمساعدة في البرنامج، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهما
كذلك في بعض الحالات يتم استخدام الأدوية النفسية التي تعالج أو تحسن أعراض التوحد ويهدف أستخدم هذه الأدوية إلى تنظيم وتعديل المنظومة الكيميائية العصبية التي يعتقد أنها المسئولة عن اضطراب التوحد فالبعض يقصد أن هناك ضلالا في النقل العصبي المسمى بالسيرونوتين لدى المصابين بهذا الإضطراب وهذه الأدوية تساعد من تقليل الخلل

see-answer-https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/arrow-799.html

عرض كافة الأسئلة
فيديوهات طبية

فيديوهات طبية عن امراض القلب والشرايين

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

طاقم الطبيطاقم الطبي

15 مارس 2021

كيف تتصرف في حال أصيب شخص ما بقربك بالاخ…
https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d983d98ad98120d8aad8aad8b5d8b1d98120d981d98a20d8add8a7d98420d8a3d8b5d98ad8a820d8b4d8aed8b520d985d8a720d8a8d982d8b1d8a8d98320d8a8d8a7d984d8a7d8aed8aad984d8a7d8acd8a7d8aad89f-13.htmlplay
  • like
    1510 مشاهدة
طاقم الطبيطاقم الطبي

2 يناير 2020

https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d8a7d8b9d8b1d8a7d8b620d8a7d984d8aad987d8a7d8a820d8a7d984d8b3d8add8a7d98ad8a720-20d981d98ad8afd98ad988-12.html
https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d8a7d8b9d8b1d8a7d8b620d8a7d984d8aad987d8a7d8a820d8a7d984d8b3d8add8a7d98ad8a720-20d981d98ad8afd98ad988-12.htmlplay
  • like
    1302 مشاهدة
طاقم الطبيالدكتورة الصيدلانية ملاك محمد طيفور

1 يونيو 2014

https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d983d98ad98120d8aad986d8b4d8b720d8aed984d8a7d98ad8a720d8a7d984d8afd985d8a7d8ba-13.html
https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d983d98ad98120d8aad986d8b4d8b720d8aed984d8a7d98ad8a720d8a7d984d8afd985d8a7d8ba-13.htmlplay
  • like
    38556 مشاهدة

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

icon
غير مفيد

icon
مفيد

ما الذي ترغب منا بتحسينه في المحتوى الطبي

لا شكراً

إرسال

تحدث مع طبيب بسرية تامة و ناقش حالتك الصحية

اشرح حالتك للطبيب الان

اشرح حالتك للطبيب الان

اشرح حالتك للطبيب الان

ramadan kareem

نصائح مفيدة، ومقالات هامة، ووصفات لذيذة، وإجابات مجانية حول كل ما يتعلق بالشهر الكريم

نصائح رمضانية

تقل المناعة مع قلة النوم، والإجهاد، والسمنة، وعدم ممارسة الرياضة، والإفراط في استخدام المضادات الحيوية، وانعدام النظافة والتعقيم، والمبالغة في تناول السكريات، والدهون، وبسبب قلة شرب الماء والتدخين.

عزز مناعتك في رمضان عن طريق تناول الأطعمة الصحية، مثل الخضراوات والفواكه، وشرب 8-10 أكواب من الماء. ينصح أيضاً بتجنب الإكثار من الكافيين، والسكريات، وملح الطعام.

الصحة النفسية كما الصحة الجسدية مهمة بنفس القدر لذلك حاول أن تتجنب التوتر وتركز على الجوانب الإيجابية خلال رمضان لتكون فترة رمضان مرحلة لتنقية الجسم وتصفية الذهن. حاول التعامل مع القلق بطريقة صحية وخاصة في ظل الكثير من الأخبار المقلقة.

يمكنك الاستمرار بممارسة الرياضة خلال رمضان، ويفضل أن يكون ذلك إما قبل الإفطار بوقت قصير أو بعد الإفطار بساعتين إلى ثلاث ساعات. ويساعد ممارسة التمارين قبل الإفطار في حرق الدهون وتجنب الإصابة بالجفاف بسبب التعرق المفرط والمجهود البدني.

يمكنك عزيزتي المرضع أن تقومي بشفط الحليب بين وقت الإفطار والسحور، حيث يقوم الثدي بصنع الحليب بشكل أكبر خلال أكثر الأوقات طلباً عليه أثناء اليوم، ويساعدك هذا على تنظيم شفط وتخزين الحليب لرضيعك، دون الشعور بالتعب أو انخفاض إدرار الحليب.

الصيام خلال كورونا يعزز مناعة الجسم، ويعطي فرصة صحية ليستعيد الجهاز المناعي قوته وتماسكه حيث تفيد فترة الامتناع عن الاكل والشرب خلايا الجسم في التخلص من التالف منها وتجديد حيويتها، لذلك من المهم إدراك فوائد الصيام على الجسم في ظل كورونا.

راجع الطبيب المتابع لحالتك قبل بداية شهر رمضان المبارك لتنظيم جرعات الأدوية المعتاد على تناولها وتوزيعها خلال ساعات الإفطار. ويجب سؤال الطبيب عن كل ما يخص وضعك الصحي والصداع وما الإجراءات التي يمكن اتباعها فور شعورك بالصداع. 

احرص عزيزي الصائم على تناول الوجبات المحتوية على الأغذية الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم مثل التمر، والكرز، والخس خلال ساعات الإفطار، وذلك لما لهذه الأغذية دور في تهدئة الأعصاب وتقليل تأثير النيكوتين في الجسم خلال ساعات الصيام.

احصل على قدر كاف من الماء ووزعها على فترات متباعدة  في الفترة بين الإفطار والسحور وليس على دفعة واحدة، لتجنب حدوث الجفاف وما يتبعه من تأثيرات عصبية في فترة الصيام، كما ينصح بتناول الفواكه والخضراوات لاحتوائها على نسبة جيدة من الماء.

امتنع عن التدخين، وابدأ هذا قبل دخول الصيام في رمضان لكي لا تشعر بأعراض الانسحاب التي تسبب الارتباك والعصبية فترة الصوم، وتجنب التدخين السلبي والجلوس مع المدخنين، وإذا شعرت بالحاجة إلى التدخين ينصح بممارسة تمارين التنفس بعمق عدة مرات. 

 ابدأ بتقليل شرب المشروبات المنبهة مثل الشاي والقهوة قبل رمضان وتجنب المشروبات المنبهة قبل النوم مباشرة واستبدلها بالمشروبات المهدئة التي تقلل من التعب والإجهاد وتخفف التوتر وتهدئ الأعصاب مثل البابونج واليانسون والشاي الأخضر.

راجعي طبيبك عزيزتي الأم الحامل إذا لاحظت عدم اكتساب الوزن الكافي أو فقدان الوزن، أو إذا كان هناك تغير ملحوظ في حركة الجنين، مثل قلة الحركة أو الركل عن المعتاد، أو إذا أصبت بآلام تشبه الانقباضات حيث أنها قد تكون علامة على الولادة المبكرة.

إذا شعرت بضعف شديد مع الحمل أثناء فترة الصيام، أو أصبت بالدوار، أو الإغماء، أو التشويش، أو التعب، حتى بعد أخذ قسط من الراحة، فلا تترددي بالإفطار وشرب الماء الذي يحتوي على الملح والسكر، أو محلول معالجة الجفاف عن طريق الفم، وراجعي الطبيب.

تأكدي سيدتي الحامل من استمرار تناول مكملاتك الغذائية (حمض الفوليك وفيتامين د)، وتناول نظام غذائي صحي متوازن خلال شهر رمضان، وكذلك احرصي على تناول وجبة السحور ولا تفوتيها، وتناولي الأطعمة الغنية بالطاقة للحغاظ على نشاطك خلال فترة الصيام.

اهتمي وأنت حامل بأن تشمل وجبة إفطارك على جميع العناصر الغذائية لتتأكدي من حصولك أنت وجنينك على الاحتياجات الغذائية في شهر رمضان. وحاولي تناول أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض كالخبز الكامل، والشوفان، وحبوب النخالة، والمكسرات غير المملحة.

تجنبي عزيزتي الأم الحامل تناول الأطعمة السكرية التي ترفع نسبة السكر في الدم بسرعة، واستبدليها بالحبوب الكاملة، والأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات، والبقوليات، والفواكه المجففة، بالإضافة إلى تناول البروتين في اللحوم، والبيض، والمكسرات.

إذا كنت معتادة سيدتي الحامل على تناول المشروبات المحتوية على الكافيين فحاولي التقليل منها قبل الصيام؛ لتجنب الصداع الناتج عن انسحاب الكافيين. ولا تتناولي أكثر من 200 ملغ من الكافيين يومياً أثناء الحمل؛ لأن الكافيين مدر للبول وقد يسبب الجفاف.

حافظي عزيزتي الحامل على هدوئك وتجنبي الانفعالات، والتغييرات في روتينك، وعدم الانتظام في تناول وجباتك فكلها عوامل تسبب الإجهاد والتوتر، ومن ثم زيادة إفراز هرمون الكورتيزون الذي قد يؤثر على صحتك وصحة الجنين؛ فاحرصي على الاسترخاء وعدم الانفعال.

إذا كنت حاملاً فاستشيري طبيبك قبل البدء بالصيام في شهر رمضان؛ لتقييم حالتك الصحية إذا ما كانت تسمح بالصيام. قد يتطلب الأمر إجراء بعض الفحوصات قبل وخلال شهر رمضان للمتابعة، مثل قياس ضغط الدم وفحص السكر للتأكد من عدم إصابتك بسكري الحمل.

لا تنسي عزيزتي الأم إضافة المزيد من الألوان إلى وجبات طفلك في إفطار رمضان؛ لاحتوائها على مجموعة من الفيتامينات والمعادن، وأيضاً الأطعمة البيضاء مثل البصل، والفطر، والقرنبيط، تحتوي على الأليسين والكيرسيتين وهي مواد تحمي الجسم من الالتهابات.

أحجز موعد مع طبيبك الان
https://health.mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d8a7d984d8afd983d8aad988d8b120d8a8d8afd8b120d8b9d8a8d98ad8afd8a7d8aa207c20d8afd985d8a7d8ba20d988d8a7d8b9d8b5d8a7d8a8-13.html
الدكتور بدر عبيدات

دماغ واعصاب

https://health.mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d8af-1-273.html
د. محمود حميدة

دماغ واعصاب

https://health.mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d8a7d984d8afd983d8aad988d8b120d8b9d8a8d8afd98a20d8b1d98ad8a7d984d8a7d8aa207c20d8afd985d8a7d8ba20d988d8a7d8b9d8b5d8a7d8a8-13.html
الدكتور عبدي ريالات

دماغ واعصاب

https://health.mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d8a7d984d8afd983d8aad988d8b120d986d8b5d8b1d98a20d8aed988d8b1d98a207c20d8afd985d8a7d8ba20d988d8a7d8b9d8b5d8a7d8a8-13.html
الدكتور نصري خوري

دماغ واعصاب

استعرض المزيد من الأطباء

5000 طبيب يستقبلون حجوزات عن طريق الطبي.

ابحث عن طبيب واحجز موعد في العيادة أو عبر مكالمة فيديو بكل سهولة

الأخبار الأكثر تفاعلاً

اخبار كورونا

6,195خبر ومقال طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

طاقم الطبي

نصائح من أطباء الجلدية للتقليل من حب الشباب

البشرة والجمال

طاقم الطبي

الزعتر علاج واعد لحب الشباب

البشرة والجمال

طاقم الطبي

طرق طبيعية لزيادة إنتاج هرمون النمو

هرمونات

طاقم الطبي

كيف تختار واقي الشمس بشكل صحيح؟

البشرة والجمال

طاقم الطبي

علاج حب الشباب بالفيروسات

البشرة والجمال

عرض كل الاخبار الطبية

يسمى التوحد، حسب التصنيف الأمريكي للأمراض DSM-IV-TR، باسم “الاضطراب التوحدي” Autistic Disorder. وحسب التصنيف العالمي للأمراض ICD-10 يسمى “توحد الطفولة” Childhood Autism. وإضافة الى مصطلح “التوحد” باللغة العربية، نرى أن بعض العلماء العرب يستخدمون أيضاً مصطلح “انطواء على الذات”.

وينتمي التوحد الى مجموعة من الحالات النفسية التي تصيب الأطفال تحت سن الثالثة من العمر، وتؤدي الى قصور يشمل مجالات واسعة من التطور الاجتماعي والنفسي. وتعرف مجموعة هذه الحالات النفسية-العصبية باسم “الاضطرابات النمائية العامة” أو “الاضطرابات التطورية الشاملة” Pervasive Developmental Disorders. تنتمي اليها، إضافة الى التوحد، الاضطرابات الأربعة التالية: 

اضطراب رت Rett Disorder.

اضطراب أسبرجر Asperger Disorder

اضطراب الطفولة التفككي Childhood Disintegrative Disorder.

اضطراب تطوري شامل، غير محدد (توحد غير نموذجي) Pervasive Developmental Disorder, NOS (Atypical Autism).

وتشترك الاضطرابات الخمسة المذكورة سابقاً، بالميزات التالية:

قصور شديد وشامل في التفاعل الاجتماعي المتبادل، وفي مهارات التواصل، أو قد تتطور على نحو غير مناسب، أو لا تتطور مطلقاً ، شذوذ في تطور وفهم اللغة.
سلوكيات ونشاطات واهتمامات نمطية Stereotype محدودة ومتكررة (تكرار الأفعال أو الأقوال غير المعقولة، أو تكرار الحركات تلقائياً وعلى نمط واحد).

تظهر هذه الاضطرابات في مرحلة الطفولة المبكرة، قبل سن ثلاث سنوات من العمر (عدا التوحد غير النموذجي). وعادة يبدأ الأهل بالقلق على طفلهم عندما يصل سن 18 شهراً من عمره، وذلك لعدم تطور اللغة كما هو متوقع في هذا السن. ويلاحظ أيضاً أن لدى 25 في المئة من الحالات تتطور اللغة بشكل قليل، غير أنها ما تلبث وان تتلاشى.
تسبب هذه الاضطرابات خللاً وظيفياً دائماً (مدى الحياة).
لا تؤثر هذه الاضطرابات سلباً على معدل متوسط العمر.
اهتمام مفرط في نشاطات محدودة المجالات، ويقاوم الطفل التغيير، ولا يستجيب بشكل لائق للبيئة الاجتماعية المحيطة به.
يعاني العديد من الأطفال المصابين بهذه الإضطرابات من درجات متفاوتة من التخلف العقلي.

التوحد 

يعتبر التوحد من أكثر الإضطرابات النمائية المعروفة، التي قام الأطباء بدراستها حتى يومنا هذا.
ويعرف التوحد حسب ICD-10 بأنه اضطراب نمائي عام، يتميز بتطور غير طبيعي أو قاصر، يظهر قبل سن ثلاث سنوات من العمر، وخلل وظيفي في التفاعل الاجتماعي المتبادل وفي التواصل. وسلوكيات نمطية تكرارية محدودة. وهو أكثر شيوعاً عند الذكور منه عند الإناث بثلاث أو أربع مرات.
وأما حسب DSM-IV-TR فيعرف التوحد بأنه تطور غير طبيعي أو قصور ملحوظ في التفاعل الاجتماعي والتواصل، ومحدودية ملحوظة في النشاط والاهتمامات، ويجب أن تظهر على الأقل واحدة من الصفات المذكورة قبل سن 3 سنوات من العمر. وتختلف مظاهر وميزات التوحد اختلافاً كبيراً، وذلك حسب مستوى التطور والعمر الزمني للفرد.
أما جمعية التوحديين الأمريكية، فتعرف التوحد، بأنه عجز تطوري معقد، يظهر نموذجياً خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر في وظيفة الدماغ الطبيعية، وفي مجالات التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل. ويُظهر الأشخاص (الأطفال والبالغون) التوحديون صعوبة في التواصل الكلامي وغير الكلامي وفي التفاعل الاجتماعي وفي اللعب واللهو والنشاط، أثناء ساعات الفراغ. وينتمي التوحد الى مجموعة من خمسة اضطرابات نمائية عصبية، تتميز بقصور شديد وشامل في عدة مجالات تطورية. 

النسبة الانتشارية 

يحدث التوحد بمعدل 8 حالات من كل عشرة آلاف طفل (0,08 في المئة). في حين أشارت بعض الدراسات الى أن هذه النسبة قد تتراوح بين 2-29 حالة من كل عشرة آلاف طفل. ويبدأ التوحد بالظهور قبل سن ثلاث سنوات. وأود أن أشدد هنا (ويشاركني العديد من زملائي) على أنه في حال وجود صعوبة في تشخيص الحالات المعتدلة من التوحد، أن تعامل الحالة على أساس أنها توحد غير نموذجيAtypical Autism الى أن يصل الطفل سن الخامسة من عمره، وذلك لأننا لاحظنا عند العديد من الحالات، أنه عندما يصل الطفل سن الخامسة، إما أن تتلاشى سلوكياته غير الطبيعية، أو أنها تتطور لتصبح سهلة التشخيص على أنها توحدية. 
والتوحد أكثر شيوعاً عند الذكور منه عند الإناث بمعدل 4-5 مرات. غير أن الإناث التوحديات أكثرعرضة للمعاناة من التخلف العقلي الشديد، مقارنة مع الذكور التوحديين. والتوحد يحدث في كل دول العالم ولدى العائلات من مختلف الشرائح العرقية والاجتماعية. 
وأود أيضاً أن ألفت الانتباه، الى أن النسبة الانتشارية للتوحد آخذة بالارتفاع. ففي عام 1999 من القرن الماضي، عندما نشرت هذه المقالة في مجلة “بلسم”، التي تصدر عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كانت النسبة الانتشارية للمرض تتراوح بين 2-5 حالات من كل عشرة آلاف طفل، أي ما يعادل 0,02 الى 0,05 في المئة. وقد يكون سبب ارتفاع النسبة الانتشارية للتوحد عائداً إما إلى تحسن وسائل التشخيص والإبلاغ عنها، أو الى الزيادة الفعلية في الحالات.

أسباب المرض

حتى تاريخ كتابة هذا المقال، لم يتمكن العلماء من إيجاد سبب واحد يكون باستطاعتهم الاعتماد عليه في تعليل اضطراب التوحد.
ومن منطلق أنه من الصعب تطابق وتشابه صورة سريرية واحدة تماماً على طفلين توحديين، أستطيع أن أقول أن هنالك عدة أسباب وعوامل لإصابة الطفل بهذا الاضطراب. كذلك أود أن أشدد على أنه لا توجد أي علاقة للتوحد بالتنشئة والتربية والبيئة التي يعيش وينمو فيها الطفل، لذلك على الأبوين أن لا يشعرا بتقريع الذات والذنب والتقصير في تربية وتنشئة طفلهم، في حال تبين لهما أنه يعاني من التوحد.

العوامل الجينية:

أشارت الدراسات إلى زيادة في معدل إصابة أشقاء الطفل التوحدي بالتوحد بمقدار يتراوح بين 49-199 مرة. أضف الى ذلك أنه في حال عدم إصابة أشقاء الطفل التوحدي بالتوحد، فهم معرضون للإصابة باضطرابات أخرى لها علاقة بتواصل المهارات الاجتماعية. كذلك فقد أظهرت التحاليل الترابطية (الإسهامية) إلى أن مناطق معينة من الكروموسومات 7 و 2 و 4 و 15 و 19 من المرجح أنها تساهم في الأساس الجيني للتوحد. كذلك فإن نسبة ظهور التوحد لدى التوأمين المتشابهين (وحيدي اللاقحة) أكثر من التوأمين غير المتشابهين (ازدواجيي اللاقحة).
وأشارت الدراسات أيضاً الى أن الأطفال التوحديين عرضة للإصابة ببعض الأمراض الجينية. فمثلاً واحد في المئة من الأطفال التوحديين يعانون أيضاً من متلازمة الكروموسوم الهش X. Fragile Syndrome، في حين 2 بالمئة من الأطفال التوحديين عرضة للإصابة بمرض التصلب المعجر Tuberous Sclerosis.

العوامل البيولوجية:

تؤكد المعلومة العلمية، التي تُظهر أن نسبة عالية من الأطفال التوحديين تعاني من التخلف العقلي، ونسبة أكثر من المتوقع أن تعاني من الصرع Epilepsy، على الدور المهم للعامل البيولوجي في إصابة الطفل بالتوحد. وقد أشارت الدراسات العديدة الى أن نحو ثلثي الأطفال التوحديين (69 في المئة تقريباً) مصابون بالتخلف العقلي.

وأود أن أشدد هنا على أن التوحد ليس تخلفاً عقلياً. والتصنيف التالي يبين ذلك:

– ثلث الأطفال التوحديين يتراوح تخلفهم العقلي بين تخلف عقلي بسيط الى تخلف عقلي متوسط.

– ما يقارب نصفهم يعاني من تخلف عقلي يتراوح بين الشديد والعميق.

– أما القسم المتبقي، فلا يعاني من التخلف العقلي مطلقاً.

وأما بالنسبة للصرع، فقد أشارت الدراسات الى أن نحو 4 الى 32 في المئة من الأشخاص التوحديين يعانون (أو عانوا في فترة زمنية معينة من حياتهم) من الصرع “التوتري الارتجاجي” Tonic Clonicأو ما يعرف باسم “الصرع الكبير” Grand mal وقد أظهر تخطيط كهربائية الدماغ  EEG العديد من التسجيلات غير الطبيعية عند نحو 11 83 في المئة من مرضى التوحد.

في حين أظهر التصوير الطبقي للدماغ CT تضخم بطين الدماغ عند نحو 21 25 في المئة من مرضى التوحد. وأما التصوير بالرنين المغناطيسي MRI فقد أظهر قلة نمو Hypoplasia الفصيص المخيخي الدودي السادس والسابع، في حين أظهر تصوير رنيني آخر شذوذ قشري (تعدد صغر التلافيف Polymicrogyria).
كذلك فقد يصاحب التوحد حالات مرضية عصبية، وخاصة الحصبة الخلقية Congenital Rubella وبيلة الفنيل كيتون Phenylketonuria والتصلب المعجر.
وقد أشارت الدراسات العديدة الى أن نسبة لا بأس بها من الأطفال التوحديين يصابون بتشوهات خلقية بسيطة في الثلث الأول من الحمل. كذلك أشارت نفس الدراسات الى أن التاريخ المرضي لنسبة ليست بالقليلة من الأطفال التوحديين تظهر أنهم كانوا قد أصيبوا بمضاعفات أثناء فترة “حول الولادة” Perinatal (قبل الولادة بشهرين وبعدها بشهر تقريباً)، مقارنة مع باقي الأطفال.

العوامل المناعية:

أشارت العديد من الأبحاث والدراسات الى أن عدم التوافق المناعي Immunological Incompatibility قد يساهم في حدوث التوحد، حيث تبين أن كريات الدم البيضاء من النوع اللمفاوي Lymphocytes التي تخص الجنين قد تتفاعل مع الأجسام المضادة للأم، والذي بدوره يرفع إمكانية تلف أو خراب النسيج العصبي للجنين.

العوامل حول الولادة:

أشارت دراسة حديثة الى أن التاريخ المرضي للأطفال التوحديين يشير الى أن نسبة اصابة أمهاتهم بالنزيف بعد الثلث الأول من الحمل، إضافة الى وجود عقي (غائط الجنين) في السائل الأمنيوني عالية مقارنة مع باقي الأطفال. كذلك فقد أشارت نفس الدراسة الى أن التاريخ المرضي للتوحديين يشير الى أن نسبة إصابتهم بفقر الدم Anemia ومتلازمة الضائقة التنفسيةRespiratory Distress Syndrome في الشهر الأول بعد الولادة عالية مقارنة مع باقي الأطفال، وأن الأطفال التوحديين يكونون أكثر وزناً لدى الولادة.

العوامل الدماغية:

أشارت عدة دراسات الى أن نسبة ارتفاع الناقل العصبي “السيروتونين” Serotonin في دم الأطفال التوحديين (الذين لا يعانون أيضاً من التخلف العقلي) مرتفعة بشكل ملحوظ.
كذلك فقد أشارت نفس الدراسة الى تضخم المادتين الرمادية (السنجابية) والبيضاء في المخ لدى الأطفال التوحديين في سن سنتين (غير أن المخيخ يبقى سليماً). كذلك فقد لوحظ عند الأطفال المذكورين سابقاً كبر محيط الرأس في سن 12 شهراً. وقد يعود ذلك الى تضخم كل من الفص الصدغي Temporal Lobe والقذالي Occipital Lobe والجداري Parietal Lobe، في حين لم يطرأ تغير على الفص الجبهي Frontal Lobe.

 

تشخيص المرض

ولكي يستطيع الطبيب تشخيص التوحد عند الطفل، تم صياغة معايير من قبل عدة مراجع، وسأكتفي هنا بإيراد ما ورد في DSM-IV-TR لتشابه جميع المعايير في المراجع المختلفة نوعاً ما: 

معايير تشخيص التوحد (DSM-IV-TR)

الفئة الأولى:

يجب أن تنطبق على الطفل ست فقرات أو أكثر، من البنود 1،2،3، شريطة تطابق فقرتين على الأقل من البند الأول، وفقرة واحدة من كل من البندين الثاني والثالث:

البند الأول:  قصور نوعي في التفاعلات الاجتماعية:

الفقرة الأولى: قصور ملحوظ في استخدام العديد من السلوكيات غير الكلامية في سبيل تحقيق التفاعل الاجتماعي، مثل الحملقة (نظرة محدقة)، وتعابير الوجه، ووضعية الجسم والإيماء.

الفقرة الثانية: فشل في تطوير علاقة مع مجايليه مناسبة لمستوى النمو.

الفقرة الثالثة: الافتقار الى السعي التلقائي لمشاركة الآخرين المتعة والاهتمام أو الإنجازات (مثلاً، لا يُري أو يجلب أو حتى يشير الى الشيء الذي يسترعي اهتمامه).

الفقرة الرابعة: الافتقار الى التبادل الاجتماعي والعاطفي.

البند الثاني: قصور نوعي في التواصل:

الفقرة الأولى: تأخير أو افتقار كامل في اللغة الملفوظة، ولا يكون مصحوباً بمحاولة لتعويض ذلك من خلال أساليب اتصال بديلة، مثل الإيماء أو تعابير الوجه.

الفقرة الثانية: قصور ملحوظ في ملكة الكلام وعلى المقدرة في المبادرة بالحديث أو الحفاظ على استمراريته مع الآخرين.

الفقرة الثالثة: النمطية والتكرارية في استخدام اللغة، أو استخدام لغة خاصة به.

الفقرة الرابعة: الافتقار الى اللعب المتنوع والتخيلي التلقائي، أو اللعب الاجتماعي المقلد (الزائف) المناسب مع مستوى التطور.

البند الثالث: أسلوب محدود، نمطي ومتكرر، من السلوكيات والاهتمامات والنشاطات.

الفقرة الأولى: الانشغال بالقيام بأسلوب أو أساليب من الاهتمامات النمطية المحدودة وغير الطبيعية من حيث الشدة أو التركيز.

الفقرة الثانية: التمسك بعناد واضح بروتين أو طقوس غير عملية.

الفقرة الثالثة: حركات نمطية تكرارية، مثل التلويح أو التصفيق أو لوي الأصابع أو القيام بحركات معقدة لجميع أجزاء الجسم.

الفقرة الرابعة: الانشغال واللهو المستمران بأجزاء وأقسام وقطع الأشياء.

الفئة الثانية: 

تأخر، أو تطور وظيفي غير طبيعي، على الأقل في مجال من المجالات التالية: التفاعل الاجتماعي، واللغة لغرض التواصل الاجتماعي، واللعب التخيلي أو الرمزي (شريطة أن تبدأ قبل سن الثالثة من العمر).

الفئة الثالثة:

الاضطراب لا يُعلل أو يُفسر على نحو أفضل باتجاه تشخيص “اضطراب رت” أو “اضطراب الطفولة التفككي”، (أي أن الصورة السريرية، لا تنطبق على الاضطرابين المذكورين).

الصورة السريرية

تظهر معظم حالات التوحد للأهل خلال السنة الثانية أو الثالثة من العمر، وذلك بسبب التأخر في تطور الطفل، وخاصة التأخير في تطور اللغة.

وأود أن ألفت الانتباه الى أن دراسة حديثة أظهرت أن متوسط العمر الذي يتم فيه تشخيص التوحد، هو 37 شهراً (وهذا لا يتم إلا من قبل الطبيب المختص).

غير أن الأطفال الذين يعانون من عوز اللغة يتم تشخيصهم بنحو سنة قبل الأطفال الآخرين، كذلك فإن التصنيفين الرئيسيين DSM-IV-TR و ICD-10 يشددان على وجوب ملاحظة النقص في التطور أو تأخره قبل سن الثالثة من عمر الطفل.

ويلاحظ على الطفل المصاب بالتوحد ميزات جسدية وآخر سلوكية.

الميزات الجسدية:

يصاب الأطفال التوحديون بنسبة عالية من التشوهات الخلقية البسيطة، مثل تشوهات في الأذن الخارجية وتشوهات أخرى، تعكس قصوراً في التطور النمائي العضوي في الجنين، وخاصة في أجزاء من الدماغ.

ويكون بمستطاع الأطفال التوحديين استعمال كلتا اليدين ببراعة متساوية في جميع الفترات العمرية.

كذلك فإن بصمات اليدين (والأصابع تحديداً) تظهر شذوذاً في الرسم الجلدي، مقارنة مع باقي الأطفال غير التوحديين.

الميزات السلوكية:

سأعتمد هنا نوعاً ما على المعايير التشخيصية للتوحد حسب DSM-IV-TR (والتي سبق ذكرها) مع شرحها بالتفصيل والتوسع بها:

 قصور نوعي في التفاعل الاجتماعي:

لا يظهر الطفل التوحدي التودد والملاطفة الاجتماعية المتبادلة والمتوقعة، والتي تدل على التعلق والتفاعل مع والديه أو أفراد عائلته. فمثلاً، يلاحظ على الطفل الرضيع انعدام أو غياب الابتسامة المتبادلة والمعهودة لدى الأطفال الرضع الطبيعيين، وخاصة لدى مداعبتهم. كذلك لا يستمتع في حال قيام الأهل بحمله أو ضمه اليهم، حتى أنه لا يقوم بمد أو رفع يديه مشيراً الى رغبته بأن يُحضن أو يُرفع بين أكتاف والدته. وعندما تحاول والدته ذلك فمن المحتمل أن يقاومها ويتلوى ويتضايق بشدة. كذلك فإنه قليل (أو لا يُحسن) التواصل مع أهله عن طريق النظرات بالأعين.
وعندما يصل سن سنتين أو ثلاث سنوات من العمر يلاحظ عليه الانعزال والوحدة ورغبته باللعب لوحده دون سماحه لأحد (كباراً أو صغاراً) مشاركته بنشاطه.

وفي حال إلحاق الأذى به (أي في حال جرحه أو ضربه من قبل الآخرين) أو في حال استفزازه، أو حتى إيذائه نفسياً وعاطفياً، لا يلجأ لأهله طالباً العون والسلوى والمواساة. ويلاحظ أيضاً صعوبة تمييزه لأهله أو أبويه عن باقي الناس، ولا يظهر أي قلق عندما يُترك مع شخص غريب. ومع ذلك فإنه ينزعج في حال إجراء أي تغيير في معاملته العادية.

وعندما يصل الطفل التوحدي سن الذهاب الى المدرسة (عادة ما بين سن 5 الى 7 سنوات من العمر)، فمن المحتمل أن تقل سلوكياته الانعزالية. غير أنه يعاني من نقص في مهارة كسب الرفاق، ولا يرغب حتى في اللعب معهم، وقد يلعب لوحده لكن ليس بعيداً عنهم. وتتسم سلوكياته الاجتماعية بعدم اللباقة وغير الملائمة.

وأما من الناحية المعرفية فإن الطفل التوحدي أكثر مهارة في الواجبات والفروض المدرسية التي تتطلب استخدام حاسة البصر (المهام الحيز بصرية)، مقارنة مع الفروض والواجبات التي تتطلب مهارات الكلام.

وفي سن البلوغ (اليفع) نلاحظ رغبة الشخص التوحدي في إقامة علاقة صداقة مع الآخرين من جيله، غير أن صعوبة التجاوب مع اهتمامات وأحاسيس وشعور الآخرين، تقف حجر عثرة في تحقيق أو نجاح الصداقة. وقد يصل الأمر الى أن ينبذ من قبل الآخرين بسبب سلوكياته الغريبة وغير اللبقة، مما يؤدي الى بقائه منعزلاً.

وبخصوص الشعور العاطفي والجنسي، فإن النساء والرجال التوحديين أناس عاديون مثلهم مثل الآخرين، لديهم الرغبة العاطفية والجنسية، غير أنه بسبب عوزهم للمهارات التواصلية، يفشل العديد منهم في كسب عطف ومحبة الطرف الآخر.

ويفتقر الشخص التوحدي الى التبادل الاجتماعي والعاطفي، ونعني بذلك عدم احساسه وتعاطفه مع مشاعر وعواطف الآخرين، سواء كانت مشاعر ود أو عداء، حزينة أو سارة، أي عدم اداركه لوجود مشاعر عند الآخرين من الناس، فيعاملهم وكأنهم قطع من الأثاث.

كذلك لا يشعر الشخص التوحدي مع الإنسان الذي يبدو عليه الضيق، ولا يدرك حاجة الآخرين الى الخصوصية، ولا يقوم يتغيير سلوكياته بناء على السياق والتغير المجتمعي أو البيئي.

قصور نوعي في التواصل:

يعتبر القصور في تطور اللغه وتأخرها وصعوبة استخدامها في التعبير والتواصل مع الآخرين اضافة الى شذوذها، من المعايير الأساسية في تشخيص التوحد.

ومن المهم ذكره ان صعوبات اللغة المذكورة سابقاً لدى الأطفال التوحديين ليست نتيجة امتناعهم عن التكلم او غياب الحافز لديهم في التكلم، بل هي نتيجة قصور تطوري.

وبخلاف الأطفال الطبيعيين، وحتى الأطفال المتخلفين عقلياً، فإن التوحديين يواجهون صعوبة في ربط الجمل المفيدة معاً (حتى لو كانوا يملكون ذخيرة كبيرة من المفردات). وحتى في حال تعلم الطفل التوحدي الحديث بطلاقة فإنه لا يهتم لرد فعل الشخص الموجه اليه الحديث.

وخلال السنة الأولى من حياة الطفل التوحدي تكون “تأتأته” ضئيله او غير طبيعية. ويصدر بعضهم اصواتاً بشكل تكراري مستمر (نمطي)، مثل، طقطقة، صراخ مفزع، وتلفظات لا معنى لها (هراء)، دون ان يكون لها هدف تواصلي.

وقد يردد ويعيد تكرار دائم لكلمات او مقطع من جملة يسمعها من اشخاص آخرين (قد تكون موجهة اليه او لا تكون موجهة له)، وتسمى هذه الظاهرة “صداء لفظي” Echolalia. وقد يصاحب ذلك ظاهرة تسمى “الضمير المعكوس”، فمثلاً قول الطفل التوحدي “انت تريد” بدلاً من قول “انا اريد” اي انه يستخدم الضمير “انت” بدلاً من “انا” والعكس صحيح، وهذه من المشاكل التي يجد المدرسون والأهل صعوبة في التغلب عليها. وعند نحو 51 في المئة من الأطفال التوحديين لا يتطور لديهم الكلام والحديث والجمل المفيدة وذات المعنى.

غير ان بعض الأطفال الأذكياء يظهرون افتتاناً خاصاً واستثنائياً بالأحرف والأرقام. واحياناً قد يبدعون ويتفوقون في مهام ومجالات معينة، او قد يملكون قدرات ومواهب خاصة وفريدة، فمثلاً، من المحتمل ان يتعلم الطفل التوحدي القراءة بطلاقة في سن ما قبل دخول المدرسة (الروضة)، بشكل مدهش، وتسمى هذه الظاهرة “فرط تعلم القراءة” Hyperlexia.

ويتراوح حاصل ذكاء (IQ) هؤلاء الأطفال من 90 الي 110 (طبيعي). وتكون مقدرة قراءة الكلمات عندهم فوق ما يتوقع من عمرهم. ومع ذلك فإن البعض منهم يعانون من صعوبة فهم ما يقرأون. وتتراوح نسبة الأطفال التوحديين الذين يمتازون بالقراءة من 5 الى 10 في المئة من مجموع الأطفال التوحديين. وكما ذكرت سابقاً فإن هؤلاء الأطفال يفتتنون بالأحرف والأرقام، لذلك نراهم ينجحون في تحليل اللغة المكتوبة، ونتيجة هذا يتقنون القراءة في عمر مبكر. ويلاحظ انه يكون باستطاعة بعض هؤلاء الأطفال تهجئة كلمة طويلة، مثل، برتقال، تلفزيون، قبل سن سنتين من العمر، وقراءة جملة مفيدة كاملة قبل ثلاث سنوات من عمرهم.

أسلوب محدود من السلوكيات والاهتمامات والنشاطات التكرارية (النمطية): تعرف النمطية بأنها تكرار الأعمال او الحركات تلقائياً، وعلى نمط معين، اي تكرار حركات غير معقولة، ودون معنى، وغير هادفة وبشكل منتظم، مثل: هز الرأس المتكرر، التلويح او التصفيق باليدين لمدة طويلة ودون توقف، وهز وارجحة الجسم بشكل متكرر.
ويصر الطفل التوحدي بطريقة غير طبيعية على اتباع نفس النمط من الحياة والنشاط ومقاومة التغيير، مثل: الإصرار على اتباع نفس الطريق الى المدرسة، وينزعج عند محاولة تغيير هذه الطريق والطلب منه ان يسلك طريقاً بديلة وقصيرة، توصله الى المدرسة بأسرع من الوقت المعتاد. ويرفض تناول الطعام اذا لم تعد المائدة بالأسلوب المعتاد يومياً، وينفعل وينزعج في حال تغير المكان المألوف للكرسي او للطاولة في الغرفة، او الإنتقال الى بيت جديد، او في حال تغير روتين تناول الطعام، فمثلاً عادة الإستحمام قبل تناول الطعام بعد ان كان قد تعود ان يفعل العكس.
وقد يثير التغيير المفاجئ في حياة الطفل نوبة من الفزع والخوف او نوبة “عصبية-مزاجية” Temper Tantrums والتي تتمثل بجيشان عاطفي وهيجان وغضب ويقوم برفس الأشخاص من حوله، ويرمي نفسه على الأرض، ويكبح (يحبس) نفسه حتى يصبح أزرق اللون.
كذلك فإن الطفل التوحدي يتعلق باشياء معينة وإستثنائية، اي انه يتعلق بأشياء غير اعتيادية، مثل: عند ذهابه للنوم يتعلق او يقوم بإحتضان علبة من الكرتون او صفيحة او وعاء معدني (في حين يحتضن الطفل السليم دمية او حيواناً اليفاً لدى خلوده للنوم). وعدا ذلك نلاحظ ان الطفل التوحدي ينشغل ويلهو باستمرار بأجزاء الأشياء (الدمى، الألعاب، السيارات..) وقد ينجذب لرائحتها او ملمس سطحها او الأصوات والضجيج الصادر عنها اثناء عملها او تشغيلها، او نتيجة اهتزازها وبشكل غريب (مثل اصدار الدمية لأصوات او كلام معين اثناء هزها او قلبها يميناً ويساراً). وأستطيع القول إن الطفل التوحدي يلعب ويلهو بالدمى والألعاب والأشياء بطريقة فريدة.
ويلاحظ في السنة الأولى من عمر الطفل التوحدي غياب اللعب الاستكشافي المتوقع في هذه السن، ولا يلعب الأطفال التوحديون ألعاباً تخيلية ولا يقومون بتمثيل ايمائي. وجميع نشاطات ولعب هؤلاء الأطفال يكون غالباً جاسئ (صارم)، تكراري، وعلى وتيرة واحدة وممل، وغالباً يقوم التوحديون بضرب ورمي الأشياء بعنف، ويظهرون تعلقاً شديداً بالجماد، مثل علبة شراب فارغة، سلك كهرباء.

ملاحظات مهمة

يعاني الأطفال التوحديون من امكانية الإصابة بالتهاب المسالك التنفسية العلوية وأمراض معدية بسيطة أكثر من النسبة المتوقعة في جيلهم. كذلك يعاني الأطفال التوحديون من الإمساك والإسهال والتجشؤ بكثرة. وتؤدي حرارة الجسم المرتفعة الى سهولة اصابة الطفل التوحدي بالتشنجات، مقارنة مع غيره من الأطفال مع أنه في كثير من الأحيان لا يبدو عليه الإعياء عندما ترتفع درجة حرارته.

وقد تختلف ردود فعل الأطفال التوحديين تجاه المنبهات والتأثيرات الخارجية (مثل الصوت والألم) فإما أن يستجيبوا الى هذه التأثيرات بشكل مفرط أو على النقيض، لا يستجيبوا أو يتأثروا بها مطلقاً. فمثلاً: لا يستجيب الطفل للكلام الموجه اليه ويظهر كأنه أصم، في حين يبدي اهتماماً وانجذاباً لصوت (تكتكة) ساعة اليد. وقد يكون للطفل التوحدي قوة تحمل الألم الشديد بشكل ملفت للانتباه، ولا يعطي ردة الفعل المألوفة لدى إصابته بالإيذاء الجسدي (لا يبكي ولا يطلب المساعدة والدعم). وكثير من الأطفال التوحديين يستمتعون بالموسيقى، وغالباً ما يدندنون نغماً معيناً.
وغالباً ما يلاحظ فرط الحركة والنشاط Hyperkinesis عند الأطفال التوحديين، غير أنهم نادراً ما يعانون من قلة الحركة Hypokinesis، وغالباً ما يكونوا عدوانيين، وقد يصابون بنوبات من العصبية Temper Tantrums لأقل إثارة. وغالباً ما يقوم الطفل التوحدي بإيذاء نفسه، مثل، ضرب رأسه بعنف، وقد يعض أو يخدش نفسه، اضافة الى نتف شعر رأسه. ويعاني الطفل التوحدي من مشاكل في التغذية والأكل، وقد يعاني من سلس البول الليلي (التبول اللاإرادي) والأرق.

وأرى لزاماً علي أن أذكر أن هنالك بعض المترجمين العرب الذين يستخدمون مصطلح “الفصم الذاتي” بدلاً من مصطلح “التوحد”، وهذا خطأ فادح، لأن التوحد ليس فصاماً Schizophrenia. والفصام نادر جداً تحت سن خمس سنوات من العمر. ويكون مصحوباً بضلالات Delusions وهلوسة Hallucinations وهذه لا توجد في المعايير التشخيصية عند الأطفال التوحديين.
وأود أيضاً أن أشدد على أن التوحد ليس تخلفاً عقلياً، غير أن أكثر من ثلثي الأطفال التوحديين (نحو 70 في المئة) يعانون منه. وفي هذه الحالة يجب أن تشخص الحالة على أساس أنها “توحد مصحوب بتخلف عقلي”، أي يجب إضافة تشخيص “التخلف العقلي” الى تشخيص “الاضطراب التوحدي”.
ومع ذلك نلاحظ أن التخلف العقلي لا يدخل في أي فئة أو بند من بنود المعايير التشخيصية، أي أنه، مع أن ثلثي أو حتى ثلاثة أرباع الأطفال التوحديين يعانون من التخلف العقلي، غير أنه غير مطلوب كشرط أساسي لتشخيص التوحد بحد ذاته.
وحاصل الذكاء (IQ) هو الذي يحدد وجود أو عدم وجود التخلف العقلي عند الطفل، كذلك هو الذي يصنف درجات التخلف العقلي في حال وجودها. ويتراوح حاصل الذكاء عند الطفل الطبيعي من 90 الى 110، في حين عند الطفل المتخلف عقلياً يجب أن يكون حاصل الذكاء تحت 70.

ويصنف التخلف العقلي بناء على حاصل الذكاء:

– تخلف عقلي بسيط: حاصل ذكاء من 50 – 69.

– تخلف عقلي متوسط: حاصل ذكاء من 35 49.

– تخلف عقلي شديد: حاصل ذكاء من 20 34.

– تخلف عقلي عميق: حاصل ذكاء أقل من 20.

وأما حاصل ذكاء الأطفال التوحديين فيمكن تقسيمه حسب الترتيب التالي:

– 30 في المئة من الأطفال التوحديين يبلغ حاصل ذكائهم 70 وما فوق (طبيعي).

– 30 في المئة يتراوح حاصل ذكائهم ما بين 50 69 (تخلف عقلي بسيط).

– 40 في المئة يبلغ حاصل ذكائهم تحت المعدل 50 (تخلف عقلي متوسط أو شديد أو عميق).

للمزيد عن حاصل الذكاء “ما هو اختبار الذكاء (IQ test)؟”

مجرى وعواقب و علاج التوحد

 

الهدف من العلاج هو جعل الأطفال التوحديين قادرين على الاندماج في المدارس الخاصة بهم، وتطوير علاقة هادفة مع مجايليهم (أقرانهم) وتعزيز إمكانية العيش باستقلالية في الكبر.

ويعتبر التدخل الفردي المكثف (سلوكي، تثقيفي ونفسي) العلاج الأكثر فعالية. وكلما بدأنا العلاج مبكراً كلما كانت النتيجة مرضية نوعاً ما.

كذلك فإن هدف العلاج التقليل من الأعراض السلوكية من جهة، والمساعدة في تطوير الوظائف النمائية المفقودة أو المتأخرة من جهة أخرى، مثل اللغة ومقدرة الطفل على العناية بنفسه وتدبير أموره.

وإضافة الى ذلك فإن توفير الدعم المعنوي لأهل الطفل، وتزويدهم بالمشورة التربوية شرط أساسي لنجاح العلاج، فعادة ما يساور الأهل القلق والشعور بالذنب.

ويتمثل العلاج التثقيقي بإرسال الطفل التوحدي الى مدارس متفرغة للتعليم الخاص (اضافة الى العلاج السلوكي). كذلك فإن توفير برنامج لتدريب الأهل على تطبيق العلاج السلوكي في البيت لخلق تناسق بين الأساليب المستعملة في المدرسة والأساليب المستعملة في البيت يساعد على التسريع في اكتساب الطفل المهارات اللغوية والإدراكية والاجتماعية.

ولا يوجد شفاء تام من المرض، ولا ادوية خاصة بذلك، غير ان بعض الأدوية تساعد في السيطرة على الأعراض، فمثلاً، الأدوية المضادة للاكتئاب قد تساعد في التغلب على القلق، في حين تستعمل الأدوية المضادة للذهان احياناً للتغلب على المشاكل السلوكية.

والتوحد يبقى مع الطفل مدى الحياة، وله عواقب مرضية متسمة بالحذر والمجهول، غير أنه لا يؤثر سلباً في معدل متوسط العمر (أي أنه ليس مميتاً). 

والتفاؤل عال جداً بالنسبة للأطفال التوحديين ذوي حاصل ذكاء فوق 70 وهؤلاء الذين يكون بمقدورهم استعمال لغة التواصل في سن 5-7 سنوات من عمرهم.

اما في سن البلوغ، فقد اشارت نتائج الدراسات الأمريكية الحديثة الى ان ثلثي الأشخاص التوحديين لا يتحسنون ويدخلون في فئة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين)، ويعيشون معتمدين على اهلهم او المؤسسات الخاصة.

وأشارت نفس الدراسات الى ان 1-2 في المئة فقط من الأشخاص التوحديين يعيشون حياة طبيعية ومستقلة، وقادرون على كسب رزقهم. في حين يستطيع 5-20 شخصاً من الأشخاص التوحديين الوصول الى وضع طبيعي (غير انه يفضل ان يبقوا تحت المراقبة).

وعادة يتحسن وضع الطفل مستقبلاً (في سن البلوغ) اذا كان الأهل او المجتمع المحيط به داعمين ومتعاونين ومتفهمين لوضعه. ومع ذلك فقد يقوم البعض من الأشخاص التوحديين بإيذاء انفسهم او إيذاء غيرهم.

ويعاني نحو 4-32 في المئة من الأشخاص التوحديين البالغين من نوبات الصرع الكبرى Grand Mall، وهذا يؤثر سلباً في مستقبل حياتهم.

وبينت نتائج دراسة بريطانية صدرت حديثاً (بعد متابعة 68 طفلاً توحدياً حاصل ذكائهم فوق 50 لمدة تزيد عن 24 عاماً) ان 12 في المئة استطاعوا تحقيق مستوى عال من الإستقلالية ، في حين 10 في المئة كان لهم بعض الأصدقاء وكانوا قادرين على العمل، لكن كانوا بحاجة لبعض الدعم للعيش اليومي، أما 19 في المئة فاستطاعوا تحقيق بعض الاستقلالية، غير انهم كانوا يعيشون في بيت الأهل وكانوا بحاجة لدعم ومراقبة شبه كاملتين، كذلك فإن 46 في المئة كانوا بحاجة لمأوى خاص، إضافة الى دعم كامل. أما الـ 12 في المئة المتبقية فكانوا بحاجة لرعاية طبية في المستشفيات.

اقرأ أيضاً: 

مشكلات وحلول لأهالي مصابي التوحد

مرض التوحد قد يرتبط بأمراض أخرى

تربية الاطفال المصابين بالتوحد

Source: Altibbi.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!