التوحد عند الكبار أو البالغين هو اضطراب وعجز معقد في تطور الأعصاب منذ مراحل الطفولة المبكرة قبل عمر العامين، ويتميز بوجودصعوبات في التواصل الاجتماعيمع اتباع نمطي متكرر للاهتمامات والسلوكيات وهاجس دائم حول تفاصيل الروتين اليومي.

يفتقد مريض التوحد إلى تفسير الرسائل العفوية للتواصل مثل: الاتصال بالعيون، ولغة الجسد، وتعبيرات الوجه. تهتم معظم الأبحاث بتشخيص التوحد عند الأطفال، ولكن التوحد لا يقتصر على مرحلة الطفولة، بل إنه تحدٍّ ملازم للمريض مدى الحياة وله تأثيرات ضارة على حياة الانسان البالغ في حال عدم تشخصيه والتعامل معه.

تمتلئ حياة مرضى التوحد عند الكبار بالعديد من مواطن القوة، والضعف، والمهارات المتميزة، والتحديات.

للمزيد: الزيوت العطرية لمرضى التوحد

أعراض التوحد عند الكبار

بالرغم من أن التوحد هو حالة مصاحبة للمريض طوال حياته، إلا أن التشخيص المبكر يمكن أن يحدث اختلافات جذرية.

لا يتشابه مرضى التوحد في الأعراض، فنجد أن أعراض التوحد واسعة المدى ومختلفة تبعاً لنشاط الفرد في المجتمع وتحديات الحياة اليومية التي تواجهه، نذكر تالياً أشهر أعراض التوحد عند الكبار:

  • صعوبة فهم وجهات نظر الآخرين وأفكارهم، ومشاعرهم.
  • عدم القدرة على تفسير تعابير الوجه، ولغة الجسد، وطرق التلميح المتعارف عليها بين البشر.
  • الاصطدام أثناء المشي مع صعوبة في تنظيم الحركة وإمكانية التعثر.
  • الفشل في تكوين جمل إنشائية قوية مثل: الجمل السببية والاستنتاجية، والتنبؤ، وحل المشكلات.
  • ابتكار كلمات وألفاظ جديدة لوصف الأشياء.
  • الميل إلى التكرار والسلوك النمطي والجداول.
  • التقيد بالروتين اليومي والأسبوعي والإحساس بالفزع إذا طرأ عليه أي تغيير، فهو شخص لا يحب المفاجآت.
  • إظهار مهارة في أحد المجالات الأكاديمية مثل: الرياضيات، وتحليل البيانات، ولكنه يفشل في كل مجال آخر.
  • الهوس بأمر واحد محدد جداً مثل: فيلم ما، أو سلسلة كتب، أو هواية، أو فترة تاريخية، أو فريق رياضي.
  • ترتيب الأغراض بشكل ثابت على المكتب أو الطاولة.
  • حب العمل الانفرادي، وتجنب التواصل المباشر بالعيون، واللجوء إلى النظر إلى الحائط أو السقف.
  • التحدث بصورة شبه آليه والميل إلى إحداث ضوضاء غير مبررة في أماكن يفترض فيها الهدوء مثل الاجتماعات والمكتبات.
  • الحساسية الشديدة تجاه مثيرات الحواس مثل: الألم، والضوضاء، والرائحة النفاذة.
  • المبالغة بردود الأفعال بما لا يتناسب مع الحدث.
  • المشاركة في عدد محدود جداً من الأنشطة والمهارات.

اقرأ أيضاً : علاج التوحد السلوكي والطبي

أكثر الفئات عرضة للإصابة بمرض التوحد عند الكبار

يجب على الأسرة والأصدقاء المحيطين بمريض التوحد من البالغين ملاحظة الأعراض ومقارنتها بعوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة وهي:

  • تشخيص الحالة بالتوحد في الطفولة أو فترة المراهقة.
  • ملاحظة وجود اختلاف في شخصية الفرد والميل إلى العزلة الاجتماعية.
  • إصابة أحد الأطفال أو الأقارب بالتوحد مع وجود تشابه في الأعراض.

يفضل عند ظهور أحد عوامل الخطر أو بعض الأعراض السابق ذكرها سرعة التوجه إلى أخصائي نفسي للمساعدة.

علاج التوحد عند الكبار

  • من الممكن في البداية استشارة الطبيب العام والذي سوف ينصح بزيارة أخصائي نفسي له خبرة في معالجة التوحد عند الكبار أو طبيب أعصاب مختص.
  • قد يتضمن بروتوكول العلاج بعض الأسئلة عن الطفولة وأيام الدراسة، وبعض الإختبارات النفسية، وجلسات تخاطب لتعزيز المهارات الاجتماعية، وإعادة التأهيل اللغوي، والانضمام إلى مجموعات علاجية للدعم.
  • يتضمن العلاج أيضاً بعض الأدوية للتعامل مع أعراض القلق، والإحباط، والمشاكل السلوكية.
  • من الممكن أن يرغب الطبيب في التحدث مع أحد الوالدين في حال إمكانية ذلك.
  • يشعر المريض بالراحة بعد تشخيص حالته بالتوحد عند الكبار، لكونها تفسر غرابة التصرفات والانعزال عن المجتمع.
  • ينجح بعض مرضى التوحد في إقامة علاقات طويلة الأمد يمكن وصفها بالناجحة رغم كونها مليئة بالتحديات اليومية.