‘);
}
التوحيد عند الفراعنة
تعتبر الثقافات السامية القديمة المتجذرة في الشرق من أوائل الحضارات التي تبنت فكرة التوحيد في وقت مبكر، كما يفترض الكثيرون اليوم أن أقدم دليل تاريخي على التوحيد يمكن العثور عليه بين الكتب المقدسة العبرية القديمة، وهي روايات لشعب عاش في الشرق خلال الألفيتين الثانية والأولى قبل الميلاد، لكن لم يكتف العبرانيون بتطوير معتقداتهم التوحيدية ببطء؛ فقد استغرق الأمر منهم عدة قرون، ولكن قبل فترة طويلة من وجود العبرانيين كمجموعة اجتماعية متماسكة، جرب المصريون القدماء عبادة الإله الواحد، وقد كان الدافع وراء هذا هو الفرعون الغامض الذي أطلق على نفسه اسم أخناتون.[١]
‘);
}
كان لدى المصريين القدماء ديانة خاصة وآلهة، كانوا يصلّون بشكل رئيسي لهذه الآلهة المحلية كلما احتاجوا إلى مساعدتهم، وقد كان بيس واحدًا من أكثر الآلهة التي قام المصريون بطلب العون منها، وهو قزم ذكر لديه ذيل أسد ومعدة منتفخة، كان الناس يعتقدون بأنه يحرس منازلهم بشكل أساسي عن طريق درء الثعابين، احتاجت النساء أيضًا إلى بيس عندما كنّ يلدن، كما تعتبر تاورت، آلهة أخرى، حيث صورت على أنها فرس نهر حامل تقف منتصبة على قدمي أسد وتحمل تمساحًا على ظهرها، كما اعتقد المصريون القدماء بأنها كانت تقوم بحماية النساء أثناء المخاض.[٢]
الفرعون أخناتون وفكرة التوحيد
الإله آتون
يعتقد بعض المؤرخين أن أعظم إنجازات أخناتون، وهو تقديم الإله آتون في جميع أنحاء أمته، كان يهدف إلى تعزيز القوة من حوله، وكما فعل العديد من الأنبياء من التقليد الإبراهيمي، قدم أخناتون فكرة تفوق إلهه على الشعب المصري من خلال العديد من الخطوات المصممة بعناية، بما في ذلك تغيير اسمه، الذي كان في الأصل أمنحوتب، ليعكس اسم آتون.[٣]
بدأت الخطوة الأولى من خطة أخناتون لإعادة تركيز الحياة الدينية في مصر بعد فترة وجيزة من صعوده إلى السلطة في عام 1349 قبل الميلاد، حيث أرسل عماله لإزالة جميع صور وأسماء الآلهة التي كانت تُعبَد سابقًا، كما أمر بإنشاء آثار جديدة، تصور نفسه وعائلته في محادثة مع آتون، وبحلول العام الخامس من حكمه، كرس أخناتون مدينة جديدة كاملة على طول نهر النيل لعبادة الإله آتون، حيث أقام عشرات المعابد باسمه، وملأها بصور المحاصيل المزدهرة لإلهام المصلين، وقد عرفت هذه الفترة بفترة العمارنة الفنية، واسمها يأتي من تل العمارنة، وهي العاصمة الجديدة التي أنشأها أخناتون، وقد سميت العاصمة “أختاتن” والتي تعني أفق آتون.[٣]
حكم أخناتون
حكم أخناتون مصر لمدة أربعة عشر عامًا فقط (حوالي 1352-1338 قبل الميلاد)، وهي فترة قصيرة نسبيًا وفقًا لمعايير ذلك اليوم، كما تُعرف المرحلة الفريدة والغريبة من التاريخ المصري الذي يمثله اليوم باسم فترة العمارنة، حيث تقع قرية العمارنة المصرية الحديثة بالقرب من الموقع الذي كان ذات يوم عاصمة لأخناتون، على الرغم من أن فترة العمارنة تمتد إلى ما بعد فترة حكمه، بما في ذلك العديد من خلفائه، وبحلول الوقت الذي تولت فيه السلسلة التالية من الفراعنة العرش، حورمحب (1323-1295 قبل الميلاد) ورامسيس، كان الموقع القريب من العمارنة قد هُجِّر ودُمر، إلى جانب ذكرى ديانة أخناتون لعامة المصريين القدماء، وقد كانت هذه المحاولة المتعمدة لإزالة كل إشارة في السجل المصري إلى فترة العمارنة ناجحة تقريبًا.[١]
المراجع
- ^أب“Akhenaten and Monotheism”, usu, Retrieved 1/4/2022. Edited.
- ↑“private religion and monotheism in ancient egypt”, thegreatcoursesdaily, Retrieved 1/4/2022. Edited.
- ^أب“akhenaten monotheism”, thecollector, Retrieved 1/4/2022. Edited.