التوقعات تشير إلى نهاية العالم

في العام 1973م كشف مراسل ABC News عن تجربةٍ -صممها "جاي فوستر" العالم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا- تحاكي النظام الأرضي توقعت نهاية العالم في 2020م. كما أكَّد الفيزيائي "ستيفن هوكينغ" أنَّ توقعاته تشير إلى انفجار كوكب الأرض في العام 2029م، وغيرهم الكثير ممَّن توقعوا نهايةً قريبةً للعالم أجمع. والسؤال: كيف تتحكَّم توقعاتنا بنظرتنا إلى المستقبل؟

Share your love

كان لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي دورٌ كبيرٌ في تصدير هذه التوقعات ونشرها في العالم، الأمر الذي أدَّى إلى تفشِّي الذعر بين السكَّان خوفاً من أن تكون نهاية العالم وشيكة، لاسيما مع ظهور جائحة كورونا. ففي ظلِّ الأحداث المتوالية، ونظراً إلى سرعة تفشِّي الفيروس، وعدم وجود علاجٍ أو لقاحٍ ناجعٍ له؛ يتنبأ الجميع بقرب نهاية العالم، حتَّى في الأفلام والمسلسلات والكتب والروايات. إذ سبق وأن توقع الكاتب الأمريكي دان بروان انتشار فيروسٍ يسبب العقم لثلث سكان الكوكب في روايته “الجحيم”، وهيمنة العقل الإلكتروني على البشر في روايته “الأصل”، ومثل ذلك الكثير.

ولكنَّنا في نهاية الأمر نصدِّق بأنَّ الله سبحانه وتعالى وحده من يعلم الغيب، وبأنَّه أياً كان فحوى هذه التوقعات، فدورها الوحيد إصابتنا بالإحباط والذعر، وقد لا تقف أضرارها عند هذا الحد، بل تمتد لتصبح جزءاً من اتخاذنا القرارات فيما يتعلَّق بالعلاقات الشخصية والعمل، ممَّا يؤثِّر بصورةٍ كبيرة في الحياة الأسرية والمجتمع ككل، وفي طريقة تفكيرنا وتقويمنا الأمور من حولنا؛ كما وقد تربك تفكيرنا وتصرُّفاتنا، ما ينعكس على حياتنا اليومية، ويتسبَّب بافتعال الأزمات التي من الممكن أن تؤدِّي إلى كوارث، سواءً على المستوى الشخصي في الأسرة والعمل أم على المستوى العام.

وهنا لابدَّ أن نتساءل:

ما هو دور توقعات نهاية العالم في إصابتنا بالإحباط؟

  1. نشر الطاقة السلبية وتوسيع نطاقها.
  2. التأثير في الحالة النفسية وما يتبعها من عواقب، وخاصةً حالات الاكتئاب.
  3. الإصابة بالملل واللامبالاة.
  4. نشر دائرةٍ من الخوف والفزع، وزيادة حالات الرُهاب.
  5. التأثير السلبي في المشاعر الإنسانية.
  6. التأثير في الحالة الاقتصادية والاتجاه نحو الركود.

بعد أن عرفنا كلّ هذا، ألم يأن أوان إلغاء تلك التوقعات وأنّ نكون أكثر وعياً بها ومعرفةً بأثرها في حياتنا؟

إنَّ التوقع هو انتظار شيءٍ محدَّدٍ في زمنٍ محدَّد، وهذا هو أساس الإحباط؛ وإنَّ عدم انتظار “شيءٍ محدَّد” في “مستقبلٍ محدَّد” يؤدِّي إلى راحةٍ داخليةٍ كبيرة، ويقلِّل التوتر، ويمنع الشعور بالإحباط والنظرة السلبية إلى المستقبل والحياة، فيزيد من وعينا الذاتي في فهم معاني عواطفنا.

إياكم أن تصدِّروا لنا توقعاتكم التي تصيبنا بالإحباط:

تؤثِّر التوقعات السوداوية لنهاية العالم في نظرتنا إلى المستقبل، وتقضي على الآمال والطموحات، وعلى خططنا وأهدافنا المستقبلية. وبينما يتسارع انتشار هذه التوقعات، فإنَّها تقضي علينا كبشر، وتجعل نظرتنا إلى الغد سوداوية؛ ومن أجل النهوض ثانيةً من تحت الركام الذي خلَّفته هذه التنبؤات، والذي ساهمت جائحة كورونا في تعزيزه، علينا أن نرميها خلف ظهورنا، ونمضي إلى الأمام متسلِّحين بالإيجابية والتفاؤل.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!