* الإسلام يدعو للثقافة في كل النواحي ويحذر من التورط فى تقليد الآخرين
* لابد من رقابة الأزهر حتى لا تكون هذه الثقافة إباحية باسم العلم والدين
* لا يزال البعض يتخوف من التربية الجنسية ويعتبرها حراماً ومدعاة للتحرر والفجور.
* ماذا يقول الشرع ؟ وهل الدين يرفض تناول الأمور الجنسية مع الأبناء ؟ أم يرى أنها ضرورة ملحة ؟ وما الضوابط ؟ وكيف يكون المنهج والمعلم ؟ كل هذه التساؤلات طرحناها على الأستاذ الدكتور محمد عبد السميع جادsize=3> – عميد كلية الدعوة – جامعة الأزهر .
* ما رؤية الشرع لتدريس مادة الثقافة الجنسية للطلبة والطالبات فى المدارس ؟
size=3>- الإسلام منهج شامل متكامل يضم جميع نواحي الحياة ، وكل ما يتصل بالإنسان منذ نشأته إلى لقاء ربه إلى الآخرة وما فيها.
ومن بين متطلبات وجود الإنسان في الحياة التثقيف الذي لا بد أن يلم به : الثقافة الجنسية التي يحث عليها الإسلام ، كما يحث علي أي ثقافة بشرط أن تتم بقدر فهم الفتي والفتاة لهذه الأمور .
ففي الأزهر مثلاً يتم تعليم التلاميذ بعض الأمور الخاصة بالطهارة وأحكام الأسرة في إطار الشرع والدين ، وكان يكفي هذا للطالب في الماضي ، أما الآن وقد فرضت مغريات العصر نفسها علي كل بيت ، وأصبحنا نشهد ما يسمي بعصر انفجار المعلومات ، حيث كل شيء متاح في التلفزيون وعن طريق الدش والإنترنت أصبحت هناك ضرورة ملحة لدراسة مثل هذه المادة .
فالإسلام يدعو إلى ثقافة الإنسان في جميع النواحي ، ويحذر من التورط في تقاليد الآخرين مع الاحتفاظ بقاعدة الحياء ، فالحياء من الإيمان ومن لا حياء عنده لا خير فيه .
* في رأي سيادتكم هل تدرس الثقافة الجنسية كمادة منفصلة ، أم يتم إدراجها في مادة الإحياء أو التربية الإسلامية ؟
size=3>- في رأيي لا يتم تدريسها مادة منفصلة ، لأن ذلك سيلفت الانتباه ويتضمن لوناً من الإثارة في العنوان ذاته ، ويمكن تدريس الثقافة الجنسية في إطار الثقافة الجسمانية التي تتناول الثقافة الفكرية السمعية والبصرية ، حتى لا يتم التركيز على جزئية التمتع والإثارة وإشباع الرغبات وإهمال باقى أجهزة الجسم .
أو يتم تدريسها في إطار مادة الثقافة الإسلامية العامة ، ويمكن أن تقسم إلى جزء يدرس ضمن الدين ، وهو ما يتصل بفقه الطهارة والغسل والفقه ، وجزء يدخل فى مادة العلوم وهو ما يتصل بوظائف الأعضاء ، وفى الاقتصاد المنزلي تدرج ضمن النظافة العامة وبعض النواحي الصحية .
أما إذا تجاوزنا ذلك كان الأمر دعوة لتفتيح الأذهان ونشرًا لما لا يحمد عقباه .
لجنة علمية للدراسة
size=3>* وفى رأيكم هل يصلح المعلم الحالي لتدريس مثل هذه المادة ؟size=3>size=3>
– لا بد من تأهيل المعلم والمعلمة لأن دورهما مهم جدًا قد يكون أهم من المنهج نفسه ، فلابد أن يكون المعلم على خلق ودين ، ويتلقى دورات تدريبية تؤهله لتدريس هذه المادة سواء فى التربية الإسلامية أو علم الأحياء أو الاقتصاد المنزلي .
* وهل تفرض أهمية هذه المادة إجراءات معينة فى وضع مناهجها ؟size=3>
– بالطبع فالأمر يتطلب لجنة من علماء الأزهر ، ومن الفروع العلمية ذات الصلة بالموضوع ، ولابد أن يكونوا علماء ثقات فى مجال علم النفس والاجتماع والتاريخ والأحياء والهندسة الوراثية ، والطب والفقه والتفسير ، ويجب طرح هذا الأمر ليس على مستوى مصر فحسب ، ولكن على مستوى العالم العربي والإسلامي للمشاركة فى هذه اللجنة ، وهذا قد يستغرق سنوات ، ومهمة اللجنة : التشاور في النقاط التي يجب أن يتضمنها المنهج ، ويا حبذا لو تم ذلك في مجمع البحوث الإسلامية الذي يجتمع أعضاؤه كل عامين أو ثلاثة لأن القضية سلاح ذو حدين ، إذا أهمل سيحدث الجهل به آثاراً ضارة ، وإذا أبيح على الإطلاق سيحول المجتمع إلى مجتمع غربي أو أمريكي وهذا لا يناسب ديننا وآدابنا وتقاليدنا على الإطلاق .
خبرة المتخصصين ومخاوف الأمهاتsize=3>
* التثقيف الجنسي يجب أن يتم فى إطار الأسرة أما في المدرسة فأخشى أن يتحول لتهريج
* التربية الأسرية لا التربية الجنسية ، ولا لهذه المناهج قبل المرحلة الجامعية
* حتى المثقفين لديهم جهل أسري وجنسي واضح مما يزيد نسبة الأبناء الجانحين
* المبالغة في تحذير الفتاة قد تؤثر عكسياً وتهدم حياتها الزوجية
أطلت علينا الدعوة إلى تدريس مادة الثقافة الجنسية في مدارسنا برأسها وفرضت نفسها ، ووجدت فى وسائل الإعلام من يؤازرها ويأخذ بيدها لتقوى ، وترتفع وتأخذ طريقها إلى التطبيق ، وهنا يكون السؤال : على أي أساس تدرس هذه المادة ؟ وما هو محتواها ؟ وهل لها من ضرورة ؟ وفي أي سياق تحقق أهدافها ، خاصة ونحن فى مجتمع مسلم وبرغم ما يتعرض له من موجات التغريب ، والعولمة فلا يزال الحياء طابعه والعفة سمته .
أكدت حوارات المائدة المستديرة التي عقدتها “الأسرة” لمناقشة قضية تدريس الثقافة الجنسية رفض أولياء الأمور ، وأكد علم النفس أهمية مواجهة القضية ، وحذر علم الأخلاق من الانسياق وراء الرؤية الغربية للثقافة الجنسية ، وساندت الأمهات الدعوة لنشر الثقافة الصحيحة لتلافي المشكلات التى انتشرت فى المدارس ، وبين الطلبة والطالبات دعوة لفتح باب النقاش ، ونتمنى أن تكتبوا لنا خبرتكم ورأيكم حتى نصل لرؤية صحيحة تصل بنا لبر الأمان .
في إطار الأسرةsize=3>
* هل ندرس الثقافة الجنسية في مدارسنا أم لا؟
size=3>- السؤال كان مفتاح النقاش ، يرفض الدكتور أحمد عبد الرحمن – المفكر الإسلامي وأستاذ علم الأخلاق بالجامعة الإسلامية بكوالا لامبور سابقًا – تدريس مادة الثقافة الجنسية ، وقال لا أجد مبرراً علمياً أو تربوياً أو أخلاقياً يجعل من الضرورى تخصيص منهج دراسى بعنوان الثقافية الجنسية ، في الإسلام الثقافة الجنسية جزء من الثقافة الإسلامية الأسرية ، وهي ضرورة جدًا لشبابنا وفتياتنا ، لأن شبابنا على جهل فاضح بأسس تكوين الأسرة والعلاقات الأسرية وأسس العلاقة بين الذكر والأنثى والحقوق والواجبات ، وهذا ليس فقط لدى العامة من الناس بل لدى الصفوة المثقفة، وخريجي وخريجات الجامعة ، وينتج عن هذا الجهل نسبة كبيرة من الأطفال الجانحين .
وينادي د. أحمد عبد الرحمن بمصطلح الثقافة الأسرية بدلاً من مصطلح الثقافة الجنسية والتربية الأسرية توحي بجو الأسرة ، وتهيئة الجنسين لهذه الحياة الأسرية بما فيها العلاقة الجنسية بين الزوجين . وأحكام الزواج وأحكام الخلوة وحدود العلاقة مع أهل الزوج وحقوق الأولاد ، وحقوق الجار وصلات الأرحام ، والعلاقات الاجتماعية والإنسانية في إطار الحدود والضوابط والآداب الإسلامية .
أما الدكتورة سناء أحمد – أستاذة علم النفس فتطالب أن يكون التثقيف الجنسي فى إطار الأسرة، ويبدأ دور الأسرة – وخاصة الأم – مع أطفالها منذ الصغر ، ففي التطور النفسي للطفل نجد أن الطفل في سن الرابعة لديه حب استطلاع لمعرفة نوعه هل هو ذكر أم أنثى ؟ وحتى ينشأ الطفل بصورة نفسية سليمة لا بد أن تساعده الأم فى معرفته لهويته الجنسية ، وخاصة إذا كان ذكرًا وسط بنات ، أو بنتاً وسط ذكور، فلا بد إذن من تنمية الشعور بالنوع المختلف .
وإذا لم نرب فى الطفل إحساسه بنوعه ونساعده على تكوين صداقات مع جنسه، وخاصة فى سن المدرسة يمكن أن تحدث عنده اضطرابات نفسية أو تتربى عنده عادات سيئة مثل : عادة اللواط.
وفى مرحلة المراهقة وما يعتري الشاب والفتاة من تغيرات نفسية وعضوية ، واهتمام كل جنس بالجنس الآخر والانجذاب نحوه – للأسرة دور مهم في تهيئة الفتى والفتاة لما سيعتريه من تغيرات ، ومحاولة توصيل المعلومات السليمة ، وإقامة جسور الحب والود بين الأسرة والمراهق حتى يلجأ المراهق للأسرة عند حدوث مشكلة أو للإجابة عن أية تساؤلات .
وترى د. سناء أن الأسرة يمكن أن تقوم بهذا الدور أما إذا درست مادة الثقافة الجنسية فى المدارس فإنه يخشى أن تنقلب المسألة إلى تهريج .
بدءاً من الجامعة
size=3>* فى أي مرحلة ندرس الثقافة الجنسية؟
size=3>size=3>- يكرر الدكتور أحمد عبد الرحمن أنه يرفض مصطلح الثقافة الجنسية ، وإذا اتفقنا على مفهوم التربية الأسرية ، فيمكن أن تبدأ فى المرحلة الإعدادية وتتدرج بحيث يكون التركيز فى هذه المرحلة على حقوق الوالدين والعلاقات بين أفراد الأسرة وواجبات الأم والأب نحو أبنائهما .
وفى المرحلة الثانوية يمكن أن يتطور المنهج ليشمل اقتصاديات الأسرة وميزانية الأسرة وبنودها ، وبالنسبة للبنات ويا حبذا لو تضمن المنهج الأحكام الشرعية المتعلقة بالحيض والطهارة وحرمة العورة ، وكذلك الحجاب والعفة ، والهدف يكون واضحًا ألا وهو أسرة واعية بحقوقها وواجباتها بالنسبة لكل أفرادها.
* وماذا عن المرحلة الجامعية؟
size=3>- فى المرحلة الجامعية يكون الشاب والفتاة على أعتاب الزواج ، ومن ثم ينبغى أن يتوافق المنهج مع متطلبات هذه المرحلة بحيث يتضمن واجبات البنت كزوجة وأم وحقوقها كذلك ، وأحكام الخطبة وحدودها وضوابطها ، وأحكام الزواج والرضاعة والعلاقة الزوجية ، وتدخل فيها الثقافة الجنسية . كما يمكن توعية الشاب والفتاة بأن المتعة الجنسية حلال ، ولكن فقط فى إطارها الشرعي المحدد بالزواج الشرعي .
يحتاجها الآباء أكثر
أما الدكتورة سناء أحمد فتقول : إن التربية الجنسية يحتاجها الآباء والأمهات أكثر من التلاميذ، فكثير من الآباء والأمهات لا يعرفون ماذا يحتاج الأبناء من الثقافة الجنسية ، وكيف يوصلون لهم المعلومات الصحيحة ؟ من هذه الأمور : أن بعض الأمهات يفرطن فى التحذيرات والتنبيهات خاصة للبنات ، لا تتحدثي مع غرباء ، احذري أي رجل ، وتكثر من التخويف والترهيب من الجنس الآخر ، مما يخلق اضطرابات نفسية وخوفاً من الزواج أو الفشل وتخشى الزوجة اقتراب الزوج منها وتنفر وتخاف من العلاقة الجنسية . لذلك أدعو لعقد ندوات شهرية للتثقيف الجنسي للآباء والأمهات ، وكذلك يمكن عقد ندوات للطلبة والطالبات يفتح فيها باب المناقشة للإجابة العلمية على الأسئلة التى يطرحها التلاميذ ، ويدعى للندوة مختصون لحل مشكلات التلاميذ فى هذا المجال والرد على تساؤلاتهم .
لا خجل من الفطرة
size=3>* ماذا ندرس فى مادة الثقافة الجنسية؟
size=3>size=3>- يرى د. أحمد عبد الرحمن أننا لا بد ألا نخطو خطوات الغرب فى هذا المجال، ففي الغرب تدرس مادة الثقافة الجنسية علاقة البنت ، وكيف تعاشر البنت الولد دون حمل أو دون إصابة بالإيدز ؟ أو كيف تتخلص من الجنين أو الوليد ؟
أما فى الإسلام فالثقافة الجنسية جزء من الثقافة الإسلامية ، وهي ضرورة جدًا لشبابنا وفتياتنا .
ويمكن وضعها داخل منهج متكامل للتربية الأسرية بمقررات دراسية منضبطة على أيدي أساتذة فضلاء مختصين .
ولا خجل من الحديث عن العلاقة الجنسية بين الزوجين بكل احترام لأنها فطرة فى الإنسان ، وهي سبب لبقاء البشرية واستمرارها ، ونحن فى حاجة إلى تتبع مايقوله الإسلام عن هذه النواحي التى لا تنعزل عن حياة الأسرة ، ومن العلاقات الإنسانية بوجه عام مع تدريس مناهجها في سن يسمح للشباب بمعرفة الخطأ من الصواب.
ويدعو إلى استراتيجية تربوية تتآزر فيها كل وسائل الإعلام ومؤسسات التربية والأسرة حتى تصل المعلومات الصحيحة لأولادنا ونربي جيلاً صالحاً قادراً على بناء أسر صالحة وتربية أجيال جديدة .
* هل يمكن القول : إن غياب التربية الجنسية وراء معظم مشكلات الشباب اليوم ؟
سؤال وجهته إحدى الأمهات الحاضرات للدكتور أحمد عبد الرحمن فقال : إن التحلل الأخلاقي من قواعد العفة قد يكون السبب الرئيس لبعض مشكلات الشباب اليوم ، ولكن تقع المسؤولية على تقصير مؤسسات وقوى التربية فى المجتمع وفي مقدمتها الإعلام الذي أساء إلى دور الأسرة التربوي ، وبدد جهود المدرسة وانتصر فى نشر التحلل الأخلاقي وتمرد الشباب على قواعد العفة وقيم الحياء بدعوى المدنية ومواكبة الموضة والعولمة لمواجهة هذه الدعوة إلى نشر الفاحشة والعري ووأد قيم الحياء والعفة ، فلابد أن تتآزر وتتعاون مؤسسات التربية فى بث القيم الإيجابية وتثبيت القيم الأسرية في نفوس الشباب .
وعي الأم
وتضيف الدكتورة سناء أحمد : إن كثيراً من المشكلات سببها عدم وعي الأسرة فيجب غرس التربية الإيمانية منذ الصغر وربط العفة بطاعة الله وتربية أولادنا على أخلاق الستر وكراهة العري وهذه هي الفطرة . وذلك إلى جانب توعية الأبناء لحمايتهم من الاعتداء الجنسي لما يتركه من آثار سلبية تستمر معهم طوال عمرهم ، فنعلم الولد والبنت ألا يدخل حمام المدرسة إلا للضرورة القصوى ، وأن يغلق باب الحمام وراءه جيداً ولا يدخل معه أبداً زميلاً أو غيره ، وألا يخلع ملابسه أمام أحد ونعلم الطفل أن يرفض إذا طلب منه أحد أن يدخل معه الحمام حتى لا يعلمه أحد الشذوذ فيعرضه لعقدة تستمر معه ، وتسبب له مشكلات بعد الزواج .
وتطالب بمد جسور الثقة بين الأم والطفل بأن تحاول الأم أن تطمئن طفلها بأنها لن تعاقبه إذا صارحها بأى شيء مما يجعلها على علم بكل ما يحدث له ونصحه أولاً بأول، ولكن للأسف بعض الأمهات يفرطن فى التحذيرات مما يلفت نظر الطفل وقد يدفعه للتجربة والأخريات قد يهملن ولا ينصحن أولادهن مما يعرضهم للوقوع فى الخطأ .
وتزيد المشكلة مع الطفل أو الطفلة الخجولة بطبعها فقليلاً ما يصارحان الوالدين بما يحدث لهما فعلى الأم أن تفاتحهم هى لتعرف ما يجول بخاطرهم، وترد على تساؤلاتهم فى جو ود وحب.
وبعض الآباء والأمهات – نتيجة انتشار الحوادث – يخافون جداً على أولادهم ويشددون عليهم ، وهذه الشدة والصرامة قد تأتي بنتائج عكسية .
فخ الثقافة الجنسية
size=3>تغيرت الأسماء والمحتوى واحد!
د. نانسي عويس
ماالمقصود بالثقافة الجنسية؟
size=3> تقوم المدارس وبعض الجمعيات في أمريكا بإعداد برامج لتوعية الأطفال والمراهقين بالممارسات الجنسية وكيفية تجنب الآثار غير المرغوب فيها فى حالة الممارسات غير الشرعية – كالحمل ؟! وهي تقوم أساسًا على مبدأ حق الطفل في التعرف على جسده، وكيفية إشباع رغباته من جميع النواحي ، وهذا هو التعريف الرسمي لها من منبعها الأصلي فى الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن المواضيع التى تحتوي عليها هذه البرامج: المعاشرة بين الجنسين ، العادة السرية ، الإجهاض ، كيفية ممارسة الجنس دون خطر الحمل، مساعدة المراهق على تحديد اتجاهه الجنسي ، أى تحديد أي الجنسين يفضل أن يعاشر ، العادة السرية كوسيلة للإشباع الجنسي بعد البلوغ ، العلاقات الشاذة كبديل مُرضٍ للعلاقات العادية ، وهذه المواضيع مدرجة في برامج الثقافة الجنسية المطروحة للتدريس في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية .
أما من سن 15 – 18 فيضاف لهم المواضيع التالية : من حق النساء أن يقررن إجراء الإجهاض، من حق الناس احترام تعاليم دينهم وتقاليدهم ، ولكن هذا لا علاقة له بحقوق المرء الشخصية ، عدم وجود دليل على أن الصور الفاضحة تسبب أي إثارة جنسية ، خدمة التواصل مع الشريك الجنسي بشأن الاحتياطات اللازمة لكليهما ، تعليم المراهقين كيفية الحوار حول هذه العلاقات والحدود التى يجب التوقف عندها .
الآباء الأمريكيون يرفضون هذه الجمعيات ويسمونها “بالوحش” الذي يتخفى تحت مسميات علمية للتحكم فى السلوك الاجتماعي للناس عن طريق الأطفال، ويقول الآباء: إن الغرض المعلن لهذه الجمعيات هو تخفيف حالات الحمل عند المراهقات تحت شعار الإنسانية ، وتأخير الممارسة الجنسية لحمايتهن من الإجهاض ، أما الغرض الخفي فهو إعطاء الأطفال تعليماً جنسياً شاملاً طبيعياً وشاذاً ، ويقول الآباء : إن من حقهم تعليم أبنائهم أمور الحياة الزوجية من خلال تعاليم الإنجيل ، وليس بهذه السبل الفاضحة، وقد أدى ضغط الآباء إلى أن أصبحت هذه البرامج في المدارس مرهونة بمواقف الأبوين .
ويرتفع الآن فى أمريكا شعار “قل لا للجنس” ولكنه حقيقة لا يعني الإحجام عن الجنس قبل الزواج ، ولكن تقليل نسبة حالات الحمل عند المراهقة بتأخير الممارسة مع أي شخص حتى تلتقي الفتاة بالشخص المناسب ، وذلك لتجنب الإصابة بالأمراض الجنسية أو حدوث الحمل المبكر .
وتحاول الولايات المتحدة إدخال هذا البرنامج فى مناهجها الدراسية لتشجيع الشباب على تأخير العلاقات الجنسية الكاملة حتى الزواج إن أمكن ، ومن العناوين المقترح إدخالها في المنهج : “قبل الجنس” استخدام العازل ، حل يقلل أو يمنع الأمراض الجنسية ، لم يفضل الشخص العلاقات الطبيعية على العلاقات الشاذة ؟ ما الوضع القانونى للشواذ ؟ حق الآباء في الاطلاع على المناهج المقترحة ، وهذا المشروع من المتوقع أن ينفق عليه 50 مليون دولار لإقناع الشباب بالإحجام عن العلاقات الجنسية حتى الزواج ، وقد خصص له بالفعل 400 مليون دولار كميزانية كلية لتنفيذه بكافة مراحله .
أما عن حمل المراهقات فى أمريكا فتقترح هذه البرامج الحلول التالية :
– إعطاء الحبوب للبنات في عيادات المدارس ، تقديم نصائح تتعلق بالصحة الإنجابية، تغيير القانون حتى لا تضطر الفتاة للحصول على موافقة الأبوين للتغييب عن المدرسة في حالة ذهابها لمراكز الرعاية الخاصة بالصحة الإنجابية ، إعطاء وسائل منع الحمل في سرية تامة .
وقد رد الآباء في أمريكا ببث رسالة على شبكة الإنترنت تسجل اعتراضهم على “الوحش” المسمى “بالإنسانية” فهم يقولون: إن هذه البرامج تسحب السلطة من الآباء في توجيه أولادهم ، ويصرون على الإبقاء على هذا الحق لهم وحدهم ويرفضون الوقوف موقف المتفرج !!
وقد أدرجت هيئة الأمم المتحدة برنامج “الثقافة الجنسية” فى برامج الصحة الإنجابية والمطلوب تدريسها في مدارسنا لطلابنا المسلمين والمسيحيين على حد سواء ، ومهما كان من تغيير الأسماء “ثقافة أسرية” أو “ثقافة زوجية” فالمضمون واحد وهو ما عرضناه من مصدره الأساس وهو برامج الأمم المتحدة الرسمية والتي تنفذه عن طريق المدارس والجمعيات ، فهل آن لنا أن ننتبه إلى الهدف الحقيقي وراء هذه البرامج حتى لو تم تعديل بعض محتواها لمناسبة مجتمعاتنا المحافظة ؟.
ضوابط فى تهذيب الطفل جنسياًsize=3>
– تعويد الطفل غض بصره وحفظ عورته ، وليعلم أن الله يراه فيتعلم بذلك مراقبة الله (عز وجل) ويفعل كما فعل الطفل عبد الله التستري الذي كان يردد “الله شاهدي ، الله ناظرى، الله معي”.
– تعويد الطفل منذ الصغر على أدب الاستئذان في الدخول ، وهذا الأدب يخص الأطفال دون سن البلوغ والخدم .
– لا تخرج البنت بمفردها وقت الظهيرة والمساء.
– تعويد الأطفال على عدم مشاهدة اللقطات البذيئة على شاشة التليفزيون ، وتنمية الرقابة الذاتية لديهم .
– تعويد الطفل على عدم خلع ملابسه أمام إخوته.
– غرس خلق الحياء فى نفس الطفل وخاصة البنت ، يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : “الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من شعب الإيمان”.
– توعية الأطفال وخاصة الأخوة بعدم ضرب البنات لأن جسم البنت رقيق لا يتحمل عنف الصبيان ، وحتى لا يلمسوا أماكن حساسة أثناء الضرب مما يؤدي إلى بعض المشكلات .
– تعليم الطفل الاستنجاء ، وآداب الغسل والطهارة والوضوء للصلاة ، فهذه كلها تعتبر مدخلاً للتربية الجنسية .
– عدم ترك البنت وسط مجموعة من الصبية الأقارب فترة طويلة دون مراقبة من الأم .
– فتح الباب أثناء وجود مدرس خصوصي للبنت .
– شرح بعض آيات من سورة النور للأطفال بعد سن العاشرة ، فقد كان السلف الصالح (رضوان الله عليهم) يقدمون لأطفالهم سورة النور كوقاية لهم ، ويهتمون بتحفيظها لهم فى بداية سن المراهقة ، وقبيل البلوغ وخاصة البنات .
الشارع المسلم وتدريس الثقافة الجنسيةsize=3>
* تأييد مطلق ، معارضة ، موافقة متحفظة والخلط بين العلم والإثارة مرفوض
* تأهيل معلمي المادة والفصل بين الجنسين فى تدريسها ضرورة
فيما مضى كان مجرد جلوس الأولاد مع الكبار أو تدخلهم فى الحديث عيباً وتجاوزًا لحدود الأدب ، أما اليوم فقد اختلف الأمر كثيراً ، وأصبح الأبناء يناقشون آباءهم في قضايا تحرج الآباء ، وتوقعهم فى مأزق الإجابة على تساؤلاتهم التى لا تنتهى ، ويكون الآباء بين نارين ، إما أن يجيبوا على أسئلة أبنائهم ، وهذا أمر شاق يحتاج إلى تخير الألفاظ ، والأسلوب اللائق الذي لا يخدش الحياء ويفي بالإجابة ، أو يتجاهلوا هذه الأسئلة ويسكتوا عنها ، وهذا أيضاً خطأ وخطر معاً ، لأن الابن قد يبحث عن إجابة من مصادر غير أمينة .
وأخيراً خرجت علينا دعوة تدعو إلى تدريس الثقافة الجنسية في المدارس الإعدادية والثانوية ، فهل يجد فيها الآباء مخرجاً من الحرج الذي تسببه أسئلة أبنائهم ، أم أنها تفجر مشكلة أكبر تهدد أخلاق أبنائهم ومستقبلهم ؟
تنوعت آراء الأمهات والقائمين على العملية التعليمية ما بين مؤيد ومعارض ، ومتحفظ تجاه تدريس مادة الثقافة الجنسية فى مدارسنا الإعدادية والثانوية ، وهذه آراؤهم
تأهيل المعلمsize=3>
أيدت كل من : عزيزة سيد إبراهيم – ربة بيت ، وحنان محمد – مدرسة ، وأمل بخيت خلاف – مدرسة ، وإيمان عبد الرحمن – ربة بيت ، وعزة عبد الجواد ، ومحمود أبو زيد – رئيس قطاع بالتعليم الابتدائي ، وعاطف عاشور – مدرس تاريخ ، فكرة تدريس مادة الثقافة الجنسية في المدارس للوفاء بحاجة الأبناء والبنات فى هذه المرحلة للتعرف على طبيعة التغيرات التى تطرأ عليهم ، والحصول على المعلومات الخاصة بهذا الموضوع من مصادرها العلمية الموثوقة بدلاً من البحث عنها في فخاخ الكتب الصفراء وأصدقاء السوء ووسائل الإعلام ، واعتبروا أن تدريس هذه المادة فرصة لغرس قيم الحياء والعفة بين الشباب ، وتقوية الوازع الديني لديهم ووضع الحدود والضوابط في التعامل بين الجنسين سواء في المدرسة أو الجامعة أو العمل .
واشترطوا لنجاح هذه التجربة ضرورة تأهيل المعلم الذي يقوم بتدريس هذه المادة حتى تظل في إطارها العلمي المقبول ، ولا تخرج إلى حيز التهريج والإثارة.
ومن المهم أن تقوم المدرسات بتدريس المادة للبنات ، ويختص المدرسون بتدريسها للأولاد حفظًا للحياء ، ومراعاة للحدود والضوابط الأخلاقية .
جهل لا يضر
size=3> ورفض آخرون هذه الفكرة بشدة لأسباب كثيرة ومنهم : صفاء سيد – ربة بيت ، لمياء سيد – طالبة، رضا إبراهيم – مدرس لغة عربية ثانوية ، نور الهدى محمد – مدرسة اقتصاد ثانوي ، وفاء حنفي – مدرسة علوم ، وسعدية سعد – مدرسة جغرافيا ، وماجدة بكر – مدرسة اول ثانوي ، وأجمعوا على أن تدريس هذه المادة في هذه المرحلة الحرجة سيفتح عقول الأولاد والبنات ويدفعهم إلى التفكير في موضوعات أكبر من سنهم ، وخاصة مع تأثير الإعلام والأغاني الهابطة التى تحقق لهم الإثارة بالفعل .
كما أن الطلاب في هذه المرحلة تبدأ مشاعرهم فى التفتح ويزداد الإحساس بالجنس الآخر ، وقد يتطور الأمر إلى علاقات عاطفية تفرضها مرحلة المراهقة قد يحول الحياء أو الخوف دون ظهورها سواء بين الطلبة والطالبات ، أو بينهم وبين مدرسيهم .
ويكون تدريس هذه المادة تشجيعاً لهم على التمادي فى هذه العلاقات وتطورها إلى ماهو أخطر ، ولذلك فإنه من الأحوط الابتعاد عن علم الجهل به لا يضر فى هذه المرحلة.
وبين التأييد والرفض تحفظ فريق ثالث وأبدي تخوفه من إطلاق هذه المادة وانفتاحها بلا ضوابط مما قد ينال من عفة أبنائنا وحيائهم ، واشترط لوضع هذه المادة موضع التطبيق عدة ضوابط .
ومن هؤلاء : إيمان شوقي – طالبة فقد اشترطت أن تقوم مدرسة بتدريسها للبنات ومدرس للأولاد .
وأكدت هدى علي أحمد – مأمورة ضرائب – ضرورة تأهيل المعلم الذي يتولى هذه المسؤولية مع توفير الرقابة الشرعية على مضمون المنهج حتى لا يخرج عن سياج الحياء والعفة فيضر أكثر مما ينفع .
واقترحت أمل شوقي – مدرسة علوم – الاكتفاء بما هو موجود بالفعل فى مادة الأحياء فى مجال تشريح وظائف الأعضاء ، ففي هذه المرحلة يكفي أن يعرف الطلاب أن التكاثر يحتاج إلى ذكر وأنثى ، أما كيفية حدوثه فلا تهمهم في هذه السن، بل إنها قد تفتح أمامهم أبواب التساؤل في موضوعات حساسة لا يستوعبها سنهم ولا احتياجاتهم .
أما فتحية علي – مدرسة – فقد ركزت على أن البلوغ فى بلادنا أصبح مبكرًا عن ذي قبل بفعل حرارة الجو والمؤثرات الخارجية ، وفي مقدمتها الإعلام ، وهذا يضعنا في مأزق تدريس المادة لتوعية الأبناء بما يطرأ عليهم من تغيرات وما يرتبط بها من تطورات في علاقتهم بالجنس الآخر ، أو تركهم نهبًا لمصادرهم الخاصة التى لا تخلو من مخاطر .
واقترحت أن يكون المدخل إلى هذه المادة هو الفقه والتوعية بقواعد النظافة والطهارة ، والمحافظة على الجهاز التناسلي الذي يقوم بمهمة عظيمة في بقاء النوع وتعاقب الأجيال وعمارة الأرض ، في إطار الزواج الشرعي والتحذير من الممارسات الخاطئة التي قد يقوم بها الأولاد والبنات عن جهل ، أو على سبيل التجربة وهو ما قد يضرهم أو يسبب لهم بعض الأمراض الفتاكة مثل الإيدز .
وتحفظت فاطمة عبد الغني – ربة بيت – على كيفية تدريس هذه المادة – رغم أهميتها – في المدارس المختلطة ، واقترحت الفصل بين الجنسين في هذه المادة لإتاحة الفرصة لطرح التساؤلات المتعلقة بالموضوع والإجابة عنها في إطار العلم والحياء .