الجذام مرض قديم جداً عرف بخطورته وتسببه بالعديد من الجائحات والضحايا على مر التاريخ. يصيب الجلد والأعصاب والعضلات والعظام مسبباً تشوهات، وقد يضطر الأطباء أحياناَ لبتر الأطراف، وكان يتم عزل المصابين به خوفاَ من نشر العدوى.

اكتشف العالم هانسن العامل المسبب لمرض الجذام وهو جرثومة تدعى المتفطرة الجذامية.

ولكن السؤال الأهم بالنسبة لنا اليوم هو :

هل مازال مرض الجذام موجوداً؟ وما هي مناطق العالم التي ينتشر بها ؟

نعم للأسف مازال موجوداً، وفي كل عام يتم تشخيص ما لا يقل عن 200 ألف حالة إصابة جديدة بالجذام حول العالم، ويقدر أنه حوالي مليونين إلى ثلاثة ملايين شخص حول العالم هم أشخاص عاجزون بسبب هذا المرض.

ينتشر هذا المرض بشكل رئيس في المناطق  التي تملك مستويات عالية من الفقر وضعف مستوى المعيشة و الخدمات الصحية.  ونذكر على وجه الخصوص بعض مناطق العالم  التي ينتشر بها الجذام بشكل كبير:

  • منطقة  أفريقيا الوسطى وخصوصاً في بلدان  الكونغو، موزامبيق،  تنزانيا .
  • منطقة شرق آسيا وخصوصاً في بلدان  الهند، الفليبين، إندونيسيا، نيبال .
  • منطقة  أمريكا الجنوبية وخصوصاً في البرازيل.   

أما بالنسبة للبلدان العربية فمرض الجذام يعد أقل انتشاراً، ولكنه يستوطن بعض المناطق في مصر واليمن. أما بالنسبة للبلدان العربية الأخرى فعدد الإصابات نادرة جداً ولكن هناك بعض الإصابات ظهرت لدى بعض العاملات في المنازل الوافدات من مناطق يستوطن  فيها المرض كشرق آسيا.     

ما احتمالية العدوى بمرض الجذام ؟ وما كيفية انتقالها من شخص لآخر؟

قد يكون من حسن الحظ أن العدوى بالمرض لا تحصل بسهولة،  وتحتاج إلى فترة تماس طويلة مع المصاب، إلا أن المشكلة تكمن في أن فترة حضانة المرض (وهي الفترة التي تسبق ظهور الأعراض ويعتبر الشخص خلالها حاملاً للمرض) طويلة جداً تمتد من ثلاث إلى خمس سنوات وقد تستغرق عشرين سنة؛ مما يعني أن الكثير من الأشخاص قد يصابون بالعدوى نتيجة تماسهم مع شخص حامل للمرض خلال هذه السنوات دون معرفة منه أو منهم أنه حامل للمرض.

يتم انتقال المرض عبر التعرض لفترة طويلة لرذاذ فم أو أنف المريض، أو عبر التعرض  المباشر  للقروح أو الجروح  المفتوحة أو المفرزات  المخاطية  للمريض.

 وهناك احتمال  ضئيل لانتقال العدوى بشكل غير مباشر عبر بعض أنواع الحشرات الناقلة للمرض.

 ما هي أعراض الإصابة بمرض الجذام ؟

كما ذكرنا في الفقرة السابقة قد يتأخر ظهور أعراض الإصابة بالجذام غالباً إلى ثلاث سنوات على الأقل ومن أهم تلك الأعراض :

بقع جلدية باهتة اللون  تشبه ما يظهر بمرض البهاق، تتميز بأنه قد يحدث خدر في مكان البقع.  

إصابة الأعصاب الطرفية وفقدان الإحساس بها.

ضمور في العضلات.

التواء وتشوه  في المفاصل والعظام.

– قد تحدث أيضاً آفات في العينين.     

ما هي طرق الوقاية من الجذام ؟

طرق الوقاية تشمل ما يلي :

التغذية السليمة والنظافة الجيدة هما أهم طرق الوقاية.

– التوعية الصحية لكافة شرائح المجتمع  بمرض الجذام و أعراضه و طرق الوقاية منه.  

– يجب تجنب الاحتكاك لفترات طويلة مع أشخاص مصابين أو محتمل أن يكونوا مصابين بمرض الجذام.

– عند السفر لمنطقة يستوطن فيها مرض الجذام يجب أخذ الاحتياطات اللازمة، ولا بأس من أخذ جرعات من أدوية وقائية ضد الجذام مثل “الريفامبيسين” قبل السفر إلى تلك المنطقة .     

إجراء الفحوصات اللازمة للعاملات والوافدين من بلدان ينتشر فيها المرض.

هل هناك علاج شافي إذا ما حدثت الإصابة بالجذام ؟

لحسن الحظ أصبح العلاج ممكناً هذه الأيام بفضل تواجد أدوية فعالة جداً مثل الدابسون والريفامبيسين والكلوفازيمين، وغالباً ما تستمر فترة العلاج عدة أشهر.

اقرأ أيضا: في اليوم العالمي للجذام ماذا تعرف عنه ؟

الأمراض الجلدية وعلاجها

إضطرابات نقص التصبغ ( البهق )