الجيش السوري يواصل تقدمه في محافظة إدلب وعينه على “باب الهوى” وتركيا تهدد بضرب الجهاديين في سوريا وتستنجد بواشنطن والناتو لتقديم الدعم

Share your love

 

الفهرس

اسطنبول ـ دمشق ـ  (أ ف ب) – هددت تركيا الخميس بضرب الجهاديين في محافظة ادلب السورية اذا لم يحترموا وقف اطلاق النار في هذه المنطقة، وذلك غداة انتقادات حادة وجهتها موسكو الى انقرة.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي اكار كما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول الحكومية “سيتم استخدام القوة في ادلب ضد من لا يحترمون وقف اطلاق النار، بمن فيهم المتطرفون”.

وأضاف “سنرسل وحدات إضافية لارساء وقف إطلاق النار مجددا والتأكد من انه سيستمر”.

وأعلنت تركيا وروسيا مرارا التوصل الى وقف لاطلاق النار في المحافظة في إطار جهودهما لوضع حد للمعارك في ادلب، ولكن من دون جدوى.

ورغم اتفاق لخفض التصعيد بين انقرة وموسكو، يشن الجيش السوري منذ أشهر هجوما في ادلب باسناد من الطيران الروسي، علما بانها آخر معقل للفصائل المقاتلة والجهادية في سوريا.

وعلى وقع تصعيد عمليات القصف في ادلب، تبادلت تركيا التي تدعم فصائل مقاتلة وروسيا التي تقف بجانب الرئيس بشار الاسد انتقادات حادة.

وفي هذا السياق، اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان موسكو بالمشاركة في “المجزرة” بحق المدنيين منددا ب”وعود لم يتم الايفاء بها”.

وبعيد ذلك، اتهم المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تركيا بعدم بذل أي جهد ل”تحييد الارهابيين في ادلب” مؤكدا ان هذا الوضع “مرفوض”.

وحملت وزارة الدفاع الروسية في بيان تركيا مسؤولية “الأزمة في ادلب”، متهمة انقرة ب”عدم الوفاء بالتزاماتها لجهة الفصل بين مقاتلي المعارضة (السورية) المعتدلة” والمجموعات الجهادية.

وينبع قلق تركيا حيال الوضع في ادلب من قربها من الحدود التركية، وهي تخشى ان يؤدي هجوم قوات الجيش السوري الى تدفق مزيد من اللاجئين نحو اراضيها، وخصوصا انها تستضيف 3,7 ملايين سوري.

وفي حين تؤدي ازمة ادلب الى توتير العلاقة بين تركيا وروسيا، فان الولايات المتحدة ابدت دعما اكيدا للسلطات التركية.

واجرى الممثل الاميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري الاربعاء محادثات مع مسؤولين اتراك في انقرة.

وفي تصريحات نشرتها السفارة الاميركية في انقرة على موقع تويتر، اكد جيفري ان واشنطن “تتفق تماما مع تركيا” لجهة وجودها في سوريا “دفاعا عن مصالحها الحيوية في مواجهة تدفق اللاجئين وبهدف مكافحة الارهاب”.

واضاف “نفهم وندعم القلق التركي المشروع والذي يبرر وجود القوات التركية في سوريا وخصوصا في ادلب”، مهاجما “نظام الرئيس الاسد الذي يرتكب جرائم حرب”.

واكد ان على الحكومة السورية وحليفيها الروسي والايراني ان يدركوا انهم “لن يستطيعوا تحقيق انتصار عسكري” في سوريا.

وتابع “حين تلاحظ روسيا وايران والاسد انهم لا يستطيعون تحقيق مزيد من التقدم من دون خوض نزاع معنا او مع تركيا، سيدركون ان الوقت حان للعودة الى طاولة المفاوضات في جنيف بهدف حل هذا النزاع بالسبل الدبلوماسية”.

وواصل الجيش السوري تقدمه في ريف حلب الجنوبي الغربي، وأحكم قبضته على قرى جديدة باتجاه بلدة الأتارب الإستراتيجية في طريقه باتجاه معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.

ونقلت صحيفة “الوطن” عن مصدر ميداني، أن وحدات الجيش العاملة ما بين الحدود الإدارية لمحافظتي حلب وإدلب، حررت أمس قريتي عرادة والشيخ علي بين الطريق الدولية دمشق – حلب غربا وطريق إدلب- حلب القديم، من قبضة تنظيم “جبهة النصرة” وحلفائه، وذلك بعد اشتباكات ضارية بمؤازرة المدفعية والطيران.

وأوضح المصدر أنه بعد سيطرة الجيش السوري على طريق دمشق-حلب الدولية وبعد توسيع مسافة الأمان غرب الطريق، من المتوقع أن تتجه قوات الجيش للسيطرة على الطريق الثاني الموازي بالأهمية العسكرية وهو الطريق القديم إدلب- حلب أو ما يسمى “الطريق 60″، والممتد من مدينة حلب شمالا، نزولا إلى خان العسل إلى الشيخ علي ثم كفرحلب مزناز ثم معرة النعسان تفتناز طعوم بنش قلب مدينة إدلب.

وأوضح المصدر، أنه إضافة إلى ذلك، فإن الطريق الآخر المهم أيضا هو طريق حلب- اللاذقية والمعروف بـM4، والذي تتطلب مسافات الأمان على جوانبه السيطرة على أغلب قرى محافظة إدلب الجنوبية، لتصبح مدينة إدلب محاصرة تماما، وعند ذلك يتقرر وضعها بالكامل حسب المعطيات، سواء تتم استعادتها بعملية عسكرية أو باتفاق.

من جهته، أشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إلى وصول تعزيزات عسكرية لقوات الجيش في ريفي إدلب وحلب، حيث وصلت آليات عسكرية ودبابات إلى مشارف حي الراشدين وحلب الجديدة وشرق طريق “M5” الدولي، كما وصلت تعزيزات مماثلة إلى منطقة ريف إدلب الجنوبي.

وتحدث “المرصد” عن “هدوء حذر” يسود في الساعات الأخيرة منطقة “خفض التصعيد”، بعد فشل هجوم الجماعات المسلحة لاستعادة مناطق خسرتها في ريف حلب الغربي.

هذا دعا وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، كلا من الولايات المتحدة وحلف الناتو، إلى تعزيز دعمهما لتركيا في ظل تصعيد التوتر في منطقة إدلب شمال غرب سوريا.

وأفادت وزارة الدفاع التركية بأن أكار عقد، على هامش اجتماع الناتو في بروكسل، لقاءات مع عدد من نظرائه بينهم الأمريكي، مارك إسبر، وذلك قبل بدء المناقشات العامة التي من المتوقع أن تتطرق إلى موضوع إدلب.

وقالت الدفاع التركية، إن أكار أعرب لإسبر “عن ارتياحه لتصريحات المسؤولين الأمريكيين حول آخر التطورات في إدلب”، وشدد في هذا السياق على “أهمية تقديم الولايات المتحدة والناتو مساهمة ملموسة” في تسوية هذه القضية.

وتدخل معظم أراضي محافظة إدلب السورية إضافة إلى أجزاء من محافظات حمص واللاذقية وحلب، ضمن منطقة خفض التصعيد التي أقيمت في إطار عملية “أستانا” التفاوضية بين روسيا وتركيا وإيران.

وأدى تقدم الجيش السوري في إدلب، آخر معقل للمسلحين في البلاد بقيادة تنظيم “هيئة تحرير الشام” (“جبهة النصرة” سابقا)، إلى تصاعد كبير للتوتر مع تركيا، التي تتهم السلطات السورية بقيادة الرئيس، بشار الأسد، بشن هجمات مستمرة على المدنيين والعسكريين الأتراك في المنطقة، التي تحتضن قوات تركية واسعة تنتشر في 12 نقطة مراقبة ومواقع أخرى.

Source: Raialyoum.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!