الجيش اليمني يُحرز تقدما إستراتيجيا ويستعيد مواقع هامة من “الحوثيين” وسط البلاد وسقوط عشرات القتلى والجرحى ضمنهم طفلة وست سجينات و”التحالف” يواصل شن غارات مكثفة على محافظات مختلفة

صنعاء- دبي ـ الأناضول- أ ف ب ـ أعلن الجيش اليمني، الإثنين، استعادته السيطرة على مواقع مهمة في محافظة البيضاء، وسط البلاد، في عملية عسكرية ضد مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثيين).

وقال مصدر عسكري للأناضول، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن “ثلاثة ألوية عسكرية بالجيش، نفذت عملية عسكرية خاطفة في مناطق الملاجم، وناطع، وقانية، في محافظة البيضاء، بمشاركة مقاتلات التحالف العربي”.

وأضاف المصدر، أن العملية أسفرت عن تقدم الجيش في المناطق المذكورة، وسيطرته على مواقع مهمة منها “جبل لبان” الاستراتيجي.

وأشار أن الجيش نفذ كمائن ضد مسلحي “الحوثي” خلال العملية، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات منهم (لم يذكر إحصائية محددة)، واغتنام عدد من العربات العسكرية والمدرعات.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من “الحوثيين”، حول ما أورده المصدر العسكري.

وفي سياق متصل، قالت جماعة “الحوثي”، إن مقاتلات التحالف العربي، بقيادة السعودية، شنت 19 غارة جوية على 4 محافظات في اليمن.

ونقلت وكالة “سبأ” التابعة للجماعة، عن مصدر أمني (لم تسمه) قوله، إن “طيران التحالف شن 10 غارات جوية على مأرب (شرق)، وغارة في الجوف (شمال شرق)، وغارتين على حجة (شمال غرب)، كما نفذ 4 غارات بمحافظة البيضاء (وسط)”.

ولم يذكر المصدر، إن كان القصف قد أسفر عن وقوع خسائر بشرية أو مادية، فيما لم يصدر أي تعليق من “التحالف العربي” حول هذه الغارات.

ويتصاعد القتال في اليمن، في ظل دعوات متواصلة من الأمم المتحدة لأطراف الصراع في البلاد لوقف إطلاق النار من أجل حماية المدنيين من انتشار فيروس كورونا.

ورغم أن الحكومة اليمنية وجماعة “الحوثيين” رحبتا بالدعوة، إلا أن التصعيد بينهما مستمر خاصة بمحافظتي مأرب والجوف.

ولم يعلن اليمن سواء في مناطق الحكومة أو تلك الخاضعة لسيطرة “الحوثيين”، تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا، في ظل مخاوف من انتشاره في البلد الذي يشهد وضعا صحيا متدهورا، بسبب الحرب التي دخلت عامها السادس.

ومنذ عام 2015، يدعم التحالف العربي القوات الموالية للحكومة اليمنية، في مواجهة “الحوثيين” المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء، منذ 2014.

وقتلت ست سجينات يمنيات وطفلة كانت تزور والدتها اثر قصف استهدف سجن النساء في مدينة تعز اليمنية، في هجوم نسب إلى الحوثيين ، بحسب ما أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ومنظمات دولية الإثنين.

وذكرت وكالة سبأ للأنباء التابعة للحكومة اليمنية أن الحوثيين استهدفوا قسم النساء في السجن المركزي في تعز بقذائف.

وبحسب الحكومة فإن الهجوم أسفر عن مقتل ” ست من النزيلات – بينهن طفلة كانت في زيارة لوالدتها التي قتلت أيضا”.

وكتبت منظمة أطباء بلا حدود في تغريدة على تويتر “استلم مستشفى الثورة العام الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في مدينة تعز جثث لست نساء وطفلة كن قد قتلن في اعتداء على السجن المركزي في مدينة تعز ليلة الأمس”.

بينما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة عن أسفها للهجوم “الذي خلف قتلى وجرحى من النساء والأطفال. السجون والسجناء محميون بموجب القانون الدولي الإنساني ولا يجوز استهدافه (..) نحن في تواصل مع السلطات المختصة لتقييم الوضع الإنساني”.

وتخضع المدينة التي تحيط بها الجبال ويسكنها نحو 600 ألف شخص، لسيطرة القوات الحكومية، لكن الحوثيين يحاصرونها منذ سنوات، وقصفوها بشكل متكرر.

وتعد المدينة الواقعة في جنوب غرب اليمن، احدى أكثر المدن تأثرا بالحرب في البلد الفقير منذ بداية النزاع في 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية التي يساندها تحالف عسكري تقوده السعودية.

وقتل في البلد الفقير منذ بدء عمليات التحالف آلاف المدنيين، فيما انهار قطاعه الصحي، وسط معاناة من نقص حاد في الأدوية، ومن انتشار أمراض كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة المئات، في وقت يعيش ملايين السكان على حافة المجاعة.

ولم تُسجّل في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أي إصابة بعد بكوفيد-19 وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لكن هناك خشية كبرى من أن يتسبّب الوباء حال بلوغه أفقر دول شبه الجزيرة العربية بكارثة إنسانية.

Source: Raialyoum.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *