‘);
}

مفهوم الصحة النفسية

الصحة النفسيّة هي مَسألةٌ نِسبيّةٌ حالها حال الصحّة الجسديّة؛ فالأمراضُ الجسديّة تَظهر نتيجة زيادة الاختلال الحاصل بين وظائف الجسم المُختلفة، وكذلك الأمراض النفسية فهي ليس لها حَدٌ مُعيّنٌ يفصل بينها وبين الصحة النفسية وإنّما الحد الذي يُظهر المرض هو زيادة الاختلال الحاصل.

بِقدرِ تكيّف الفرد مع البيئة المُحيطة به تكون الصحّة النفسية لديه، وعلى هذا الأساس فإنّ الفرد الذي يَستطيعُ أن يتوافَقَ داخليّاً مع نفسه ويُحسن تكيّفه مع بيئته يَتمتّع بصحةٍ نفسيةٍ جيدةٍ؛ وذلك لأنّ المَرض النفسي عند الفرد ما هو إلّا صراعات نفسيّة داخليّة تَجعله غير متوافق مع نفسه ومع المُجتمع الذي يعيش فيه، فيظهر الاضطرابُ واضِحاً في حَياته الانفعاليّة، ويَبدو عليه الخوفُ الشديد، والشُّعور بالاضطِهاد من الآخرين.

إن مَن يتمتّع بالصحّة النفسية يَظهر عليه النّضج الانفعالي، والمَقدرة على ضبط انفعالاته، ويُعبّر عن رغباتهِ وميولهِ ومشاعرهِ بأسلوبٍ مُتّزنٍ يَخلو من الاندفاع والتهور، فما هو الضغط النفسي الذي يُصيب الفرد؟ وما هي الأمراض النفسيّة؟ وما أعراضها؟ وكيف يرتبط المرض الجسدي بالمرض النفسي؟ وما العلاقة بينهما؟[١]