الحصبة الألمانية هي مرض مُعدي يسببه فيروس الحصبة الألمانية ولا يسبب للطفل إزعاجا أكثر من إزعاج الزكام، ومن أهم أعراضه إرتفاع درجة الحرارة، لذلك يجب على كل أسرة أن تعرف الأعراض المميزة لهذا المرض جيدا.
ما هي الحصبة الألمانية؟
تستمر فترة حضانة الفيروس بعد أن يدخل الجسم من 14 إلى 21 يوماً وعادة يكون 18 يوما ثم تبدأ أعراض المرض في الظهور مثل إرتفاع درجة حرارة الجسم خلال يومين الأولين وقد تنتفخ الغدد الواقعة خلف الأذنين وحول العنق ويظهر الطفح في اليوم الأول أو الثاني ويتكون من بقع مسطحة حمراء قانية في منطقة الوجه، ثم ينتشر بسرعة إلى كافة أنحاء الجسم وتزول كل الأعراض في اليوم الرابع والخامس.
ويكون المصاب معديا في الفترة من أسبوع قبل ظهور الطفح إلى مدة أربع أيام بعد ظهوره، ويكتسب الشخص مناعة دائمة بعد شفائه من المرض، وتعد الحصبة الألمانية أقل إنتشاراً من مرض الحصبة، وهي لا تسبب أي وباء، ولكنها تحمل خطر الإصابة بإلتهاب الدماغ في حالات نادرة جداً، أما التأثير الأكثر حدوثاً عند البالغين الذين يصابون بالحصبة الألمانية فهو إنتفاخ المفاصل وتصلبها.
ولا يحتاج مرضى الحصبة الألمانية إلى علاج خاص، ولكن هذا المرض قد يؤثر على الجنين وهو في رحم والدته (كأن يولد الطفل مشوها / مصابا بمرض القلب / فقدان للنظر أو السمع / متأخرا في نموه العقلي والجسدي أو غير ذلك)، ولذلك يجب أن تتجنب المرأة الحامل الإتصال بشخص مصاب بالحصبة الألمانية لتجنب العدوى.
أسلوب العدوى والإنتشار:
تنتقل الحصبة الألماني عن طريق العدوى بواسطة الرذاذ (أي إستنشاق هواء يحتوي على فيروسات المرض) من الشخص المصاب إلي الشخص السليم وذلك عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي مثل العطس أو مخاط الأنف، وفي حالة الجنين تنتقل إليه العدوى عن طريق المشيمة من أمه المصابة.
الأعراض:
1- إرتفاع خفيف في درجة الحرارة، لا يزيد بأي حال من الأحوال عن 38.4 م◦.
2- تضخم وضعف في العقدة الليمفاوية في قاعدة الجمجمة وخلف الأذن، ويبدأ تضخم الغدد الليمفاوية قبل الطفح الجلدي بيومٍ واحدٍ وهو من العلامات المميزة لهذا المرض.
3- بقع حمراء بسيطة تظهر علي الوجه، الجسم ثم الأذرع والساق.
4- ألم في المفاصل.
5- لا يستمر إرتفاع الحرارة ولا الطفح الجلدي أكثر من ثلاثة أيام، حيث ينتشر الطفح من الوجه إلى باقي الجسم ويختفي بسرعة خلال تلك الفترة، لذلك يسمى هذا المرض أحيانًا “حصبة الأيام الثلاثة”، أما تضخم الغدد فقد يستمر لمدة من 7 – 10 أيام.
إصابة الجنين بالحصبة الألمانية:
1- عند إصابة الجنين بالحصبة الألمانية ينتشر الفيروس في الدم، وبالتالي يتم إنتقال العدوى إلى الجنين وقد وجد أن نسبة حدوث ذلك تتراوح بين:
- 47% إذا حدثت العدوى خلال الأسابيع الأربعة الأولى من الحمل.
- 22% خلال الفترة من 5 – 8 أسابيع.
- 7% خلال الفترة من 9 – 12 أسبوعًا.
- 6% خلال الفترة من 13 – 16 أسبوعًا.
- أما الفترات التالية يصبح الجنين في الأغلب في مأمن من خطر الإصابة بالحصبة الألمانية.
2- أما عن درجة الإصابة فإنها تختلف بإختلاف الأجنة وبإختلاف توقيت الإصابة أثناء الحمل ولا يمكن التنبؤ بنتائجها في كل حالة على حدة إلا أن ناتج الإصابة قد يكون أحد هذه الإحتمالات:
- نجاة الجنين.
- موت الجنين.
- تشوه الجنين:
وهذه التشوهات تكون مثل:
العمــى: تحدث إذا كانت العدوى خلال الأسابيع الستة الأولى من الحمل.
الصــم: تحدث إذا كانت العدوى خلال الأسبوع التاسع من الحمل.
تشوهات القلب: تحدث إذا كانت العدوى في الفترة من (5 – 10) أسابيع من الحمل.
تشوهات الأسنان: تحدث إذا كانت العدوى في الفترة من (6 – 9) أسابيع من الحمل.
التخلف العقلي: تحدث إذا كانت العدوى في بداية الثلث الثاني من الحمل.
*ووفقا للموسوعة الحرة فإن بعض التشوهات السابقة قد لا تُكتشف بعد الولادة مباشرة مثل تشوهات الأسنان والتخلف العقلي والصمم التي قد يتأخر إكتشافها حتى عمر من 2 – 4 سنوات.
الوقاية:
تكون الوقاية بأخذ المصل الخاص بالحصبة الألمانية ويوجد هذا المصل منفردًا (مصل ضد الحصبة الألمانية فقط) أو متحدًا مع مصل الحصبة المعتادة وإلتهاب الغدة النكافية وهذا الطعم يُسمَّى ثلاثي الحصبة، وفي الحقيقة فإن هذا المصل المشترك في غاية الأهمية لعملية الإنجاب، وذلك للوقاية من الحصبة الألمانية بمخاطرها التي عرفناها وكذلك الوقاية من الحصبة المعتادة التي قد تؤدي إصابة المرأة بها أثناء الحمل إلى موت الجنين وكذلك الوقاية من إلتهابات الغدة النكافية التي قد يكون من مضاعفات الإصابة بها ضعف الإنجاب عند الذكور إذا حدث إلتهاب بالخصيتين حيث يؤدي إلى حدوث عقم مؤقت بنسبة 13% من الحالات المصابة، لكن العقم المطلق إحتمالية نادرة. ويجب أن يعطى المصل كالتالي:
- جرعة عند سن 12 – 15 شهرًا.
- جرعة عند سن (4 – 6 سنوات) أو (11 – 12 سنة).
- بعد البلوغ: يعطي للسيدات غير الحوامل مع مراعاة تأجيل الحمل لمدة سبعة أشهر بعد التطعيم كإجراء وقائي لحماية الجنين.
العلاج:
طريقة علاج الحصبة الألماني لا تقلل من فترة الإصابة بالمرض أما بالنسبة للجنين، فلا يوجد علاج للحد من مضاعفات الحصبة فعلاج الجنين المصاب بالمرض في رحم الأم يعتمد علي مدى حالة الجنين بعد التعرض للمرض، إذا حدثت إصابة فعلية بالحصبة الألماني عند الطفل أو الشخص البالغ فيجب إتباع الآتي:
- الراحة التامة في الفراش (حسب إرشادات الطبيب).
- التأكد من إجراء فحوص طبية علي الأشخاص الذين يتعاملون مع الطفل بشكل يومي (حسب إرشادات الطبيب).
- يصف الطبيب بعض العقاقير لخفض الحرارة أو تخفيف ألم المفاصل.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح والمعلومات الطبية وللمزيد تابعونا في قسم الصحة، كما نتمنى أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وتجاربكم مع إلتهاب القولون وطرق علاجه.