إن أطفالنا هم أغلى الأشخاص لقلوبنا و نتمنى ألا يصيبهم أي مرض أو ألم أو وجع طوال العمر , و لكن هذا لا يحدث و كل ما نستطيع فعله هو محاولة الوقاية من بعض الأمراض و خصوصا المعدية منها , و من تلك الأمراض المعدية الحصبة و التي يصاب بها الأطفال في السن الصغير , و تأتي لهم غالبا بإنتقال العدوى , فدعونا نتحدث بشئ من التفصيل عن هذا المرض المعدي و المزعج.
ما هي الحصبة؟
هو مرض فيروس انتقالي حاد ومعدي يصيب الأطفال ، ويسبب لهم بعض المضاعفات التي تكون خطيرة في بعض الأحيان , ويعتبر مرض الحصبة من أكثر الأمراض انتشارا في سن الطفولة بصفه خاصة ، ولكنه قد يصيب الكبار أيضاً , وفي عام 1963م و من خلال طفرة كبرى توصل فريق من علماء الفيروسات وعلى رأسهم الباحث الأمريكي/ جون فرانكلين اندروز إلى إنتاج لقاح مضاد للحصبة ، ومع بداية التسعينيات أدى هذا اللقاح إلى نُدرة مرض الحصبة في بعض الدول.
ما هي أعراض الحصبة؟
ترتفع درجة حرارة الطفل المصاب بالحصبة لمدة ثلاثة أيام يعاني فيها من زكام شديد وسعال جاف وإحمرار وحرقان بالعينين ، وعند نهاية اليوم الثالث تظهر بقع بيضاء داخل الفم تشبه ذرات الملح ، وفي اليومين الرابع والخامس يظهر طفح جلدي أحمر اللون يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه ، ثم الجذع ، وأخيرا يغطي سائر الجسد , يبدأ الطفح الجلدي بالتلاشي في اليوم السادس من بداية المرض ، ويتماثل الطفل للشفاء بعد مرور أسبوع.
ما هي طريقة العدوى؟
تعتبر الحصبة من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى و ينتقل من شخص لآخر عن طريق العطاس و السعال و التماس المباشر مع الشخص المريض , يكون الطفل معدياً قبل ظهور الطفح بخمسة أيام و لمدة خمسة أيام أخرى بعد ظهوره , يُمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة إلى أن يتماثل للشفاء أو لمدة أسبوع من ظهور الطفح الجلدي , أما فترة الحضانة فتمتد من عشرة إلى خمسة عشر يوماً.
ما هي مضاعفات الحصبة؟
يتماثل معظم الأطفال المصابين للشفاء بعد إصابتهم للحصبة و تتكون لديهم مناعة دائمة ضد الفيروس المسبب للمرض , إلا أن بعض الأطفال يعاني من مضاعفات الحصبة مثل “الإصابة بإلتهاب الأذن الوسطى أو إلتهاب القصبة الهوائية أو إلتهاب الرئتين , كما أن نسبة صغيرة جداً من الأطفال يصابون بإلتهاب الدماغ الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشكلات ذات عواقب وخيمة على الطفل المصاب” .
على مدى 13 عاماً بين عامي 1987 و 2000 كانت نسبة الوفيّات في الولايات المتّحدة الأميريكية 3 من أصل 1000 حالة أو 0.3 % (177 وفاة 67,032 حالة) , في الدول الغير نامية مع إنخفاض معدلات سوء التغذية وسوء الرعاية الصحية ارتفع معدّل الوفيات إلى 28% , في حالة المرضى الذين يعانون من نقص في المناعة ارتفع معدّل الوفيات إلى 30%.
ما هو علاج الحصبة؟
يُنصح الطفل المصاب بالحصبة بالراحة إلى أن تنخفض درجة حرارته و يتماثل للشفاء في غرفة هادئة خافتة الضوء حتى لا تؤذي عينيه المتعبتين بسبب الإلتهاب , تعالج الحرارة المرتفعة بكمادات الماء والباراسيتامول , لا يوجد هناك علاج معين شاف للحصبة و لا تنفع المضادات الحيوية في ذلك فهي مرض فيروسي , ويحتاج الطفل للمضادات الحيوية لعلاج المضاعفات البكتيرية مثل إلتهاب الأذن أو إلتهاب الرئتين , يعتبر اللقاح ضد الحصبة من اللقاحات الأساسية في جميع دول العالم , و يعطى للطفل في نهاية السنة الأولى من العمر.
إجراءات يجب القيام بها لمريض الحصبة :
1- يجب أن يلزم المصاب الفراش طوال مدة المرض وقد ينصح الطبيب يإعطاء إسبرين ونقط للأنف ودواء ضد السعال.
2- يقتصر الغذاء على السوائل وتخفيف وتقليل درجة الإضائه ويجدد هواء الغرفة من حين لآخر.
3- يستعمل غسيل (الكلامينا) وهو موجود في الصيدليات لتخفيف الحكه وكذلك محلول النشاء والماء وإذا اشتدت الحكة فإنه يمكن إزالتها باستخدام مركبات مضادات الهستامين (الحساسة).