الحق الواجب للضيف من الاكرام كما ذكره الشريعة الإسلامية وكما هو متوارث من عادات العرب وشيمهم على مر الزمان، فيجب أن نعرف من هو الضيف الذي يجب إكرامه، وهل يجوز طرد الضيف وما يتعلق بآداب الضيف والمضيف، لذلك سنعرف من خلال موقع الموسوعة الحق الواجب للضيف من الاكرام.
الحق الواجب للضيف من الاكرام
إن ضيافة الضيف لضيفه من مكارم الأخلاق الإسلامية الأصيلة التي أشار إليه الله -سبحانه وتعالى- وأوصانا بها رسولنا -صلى الله عليه وسلم- فقد أوصانا رسولنا أن إكرام الضيف هو جزء من إيمان المؤمن بالله عز وجل وباليوم الآخر.
- من حقوق الضيف في الإسلام: فحق الضيف على المضيف هو استضافته لثلاث أيام:
- اليوم الأول: فيتكلف اليوم الأول المضيف بأن يقدم له ما اتسع له من بر وإلطاف.
- اليوم الثاني + اليوم الثالث: يقدم المضيف للضيف ما حضر عنده من طعام وشراب ولا يتكلف الضيافة في اليوم الثاني والثالث.
- فقال الرسول صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح:
“مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ. قَالَ: وما جَائِزَتُهُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَوْمٌ ولَيْلَةٌ، والضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أيَّامٍ، فَما كانَ ورَاءَ ذلكَ فَهو صَدَقَةٌ عليه، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ”.
ما حكم ضيافة الضيف بعد ثلاثة أيام؟
كما ذكرنا في الحديث السابق عن واجب ضيافة المضيف للضيف ثلاثة أيام، في حال انقضت ثلاثة أيام الضيافة يكون حق الضيف على المضيف قد انقطع ولا يلزم عليه ضيافته، فيعد الزائد عن الثلاثة أيام صدقة من المضيف.
من حق الضيف على مضيفه يوم وليلة
إن الليلة الأولى للضيف عند المضيف هي أكثر الليلٍ رهبة لوجوده في بيت لا يألفه وإقامته على نفقة غيره، فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم المضيف بتلك الليلة بالتحديد أن يحسن له ويكرمه خير إكرام ويحسن التقدير له، فقد قال عليه الصلاة والسلام:
“الضَّيفُ جائزتُهُ يومٌ وليلةٌ”
الراوي : –| المحدث : ابن حجر العسقلاني| المصدر : الإصابة
من هو الضيف الذي يجب إكرامه
يجب على المسلم إكرام الضيف واستوفاء حقوقه التي أوصى بها الرسول -عليه الصلاة والسلام- هو المضيف المغترب عن بلده لبلد آخر.
كيف تعزم الضيوف: الزائر القادم من بلد لبلد آخر يجب على مضيفه أن يكرمه، فإن لم يفعل فللمضيف حق في ماله، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم:
“إن نزلتُم بقَومٍ فأمَروا لكُم بما ينبَغي للضَّيفِ فاقبَلوا ، فإن لَم يفعَلوا فخُذوا منهُم حقَّ الضَّيفِ الَّذي ينبغي لَهُم”
الراوي : عقبة بن عامر| المحدث : الألباني| المصدر : صحيح الجامع
آية قرآنية عن إكرام الضيف
لم يكون إكرام الضيف من وصايا الرسول -صلوات الله وسلمه عليه- فقط بل جاء قول الله الحق في كتابه الكريم ليعطينا الوصايا والحكم والوعظ لإكرام الضيف والإحسان إليه فجاء في سورة الأحزاب قوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا” (53)
- تعددت مواضع ذكر إكرام الضيف وفضله في القرآن الكريم فجاء في سورة الذاريات قوله تعالى:
“هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ. إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ. فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ. فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ”
كيف تعزم الضيف
تختلف أساليب دعوة الضيوف باختلاف ثقافة المجتمع وطباعه فلكل مجتمع عاداته وتقليده التي يجب أن يتم مراعاتها عند دعوة الضيوف، فإن خرج عنها المضيف حتى بدون واعي قد يرى ذلك إهانة للضيف فمن آداب الضيافة العربية المتعارف عليها هي:
- كيفية الاستعداد للضيف: يجب على المضيف أن يعد البيت جيدًا قبل الضيافة والاستعداد الكامل له، وتوفير له كل المعطيات التي تجعل فترة زيارته فترة طيبة.
- استقبال الضيف: من الذوق في الزيارة أن يكون استقبال الضيف استقبال حار، يشعر الضيف بأهميته عند المضيف وأنه شخص مرحب به في ذلك المكان.
- صب المشروب: يقوم المضيف بصب الشاي أو القهوة -أو أيًا كان المشروب المقدم للضيف- بنفسه ولا يترك الضيف هو من يفعل ذلك، ثم يقدم للضيف أولًا، ويراعي الصب للأكبر سنًا ثم الأصغر سنًا.
آداب الاستماع للضيف
يجب على المضيف ترك الضيف يتحدث على راحته ولا يكثر من مقاطعته، ويكون الأولوية في الحديث للأكبر سنًا، بل في بعض الأعراف المجتمعية لا يصح للشباب الأصغر سنًا أن تتحدث في وجود من هما أكبر سنًا.
آداب الطعام مع الضيف
عند الجلوس على مائدة طعام مع الضيف لا يبدأ المضيف بمباشرة الطعام إلا بعد أن يتأكد من بدأ الضيف، وإن لم يفعل الضيف ذلك، يقوم المضيف بدعوته لذلك.
- القيام من المائدة قبل الضيف: لا يصح أن يقوم المضيف من على مائدة الطعام قبل أن ينتهي الضيف تمامًا من طعامه، فمن ذوقك الضيافة أن يكون المضيف هو أخر من يقوم من على المائدة.
فوائد اكرام الضيف
عند الحديث عن فوائد إكرام الضيف يجب أن نعرف أن الحق الواجب للضيف من الإكرام هو الحق الذي كفله له الدين الإسلامي بموصية الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- فالفائدة الأولى من |إكرام الضيف هو طاعة الله -عز وجل- واتباع تعليم نبينا، وكل ما يأتي بعد ذلك هو هامشي قمن فوائد إكرام الضيوف:
- ثواب وأجر الضيافة: كما ذكرنا فإن الضيافة في المقام الأول هي لتلبية وصايا ديننا الإسلامي ورسولنا، ذلك فإن للضيف ثواب عظيم إذا اتباع تعليم الرسول في إكرام الضيف، فذلك الحق الواجب للضيف من الإكرام.
- نزع الغل والكراهية: إن ضيافة الضيف الضيافة الحسنة هي خير علاج للكره والبعض بين البشر، فتنزع الكراهية بين المتعادين إذا دخل فيها ود ورحمة الإكرام في الضيافة.
- بناء الاحترام المتبادل بالضيافة: إن الحق الواجب للضيف من الإكرام هو توفير له كل الاحترام والتقدير، فإن حدث ذلك فعلًا يُزرع احترام متبادل بين الضيف والمضيف، فيكون الضيف أيضًا يكن الاحترام للشخص الذي راعاه وأحسن ضيافته.
اقرأ أيضًا: القدر الواجب في إكرام الضيف هو
المراجع:-
- الدرر السنية