الحكمة من اخفاء ليلة القدر

"ما هي الحكمة من اخفاء ليلة القدر ؟" يتردد هذا السؤال على أذهاننا خاصةً مع قدوم شهر رمضان الكريم، إذ أن ليلة القدر ليلة مُباركة يغفر فيها الذنوب والآثام

Share your love

mosoah

الحكمة من اخفاء ليلة القدر

“ما هي الحكمة من اخفاء ليلة القدر ؟” يتردد هذا السؤال على أذهاننا خاصةً مع قدوم شهر رمضان الكريم، إذ أن ليلة القدر ليلة مُباركة يغفر فيها الذنوب والآثام التي ارتكبها العباد، فيها تنزل الملائكة لتغمر الأرض سلامًا وهدوءًا ورضوان من الرحمن، فقد قال الله تعالى عن ليلة القدر في سورة الفجر في الآية الخامسة” سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ”، إذ تفصل الملائكة بين الأرض والشمس كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه”صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع” وهي أحد أبرز علامات ليلة القدر، فما هي الحكمة من اخفاء ميعاد ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر عبادة، هذا ما  تُجيب عنه موسوعة في هذا المقال، فتابعونا.

الحكمة من اخفاء ليلة القدر

هناك العديد من الأقدار التي تُكتب في ليلة القدر، كما ينزل الله تعالى رحماته ويغفر ذنوب عبادة في هذه الليلة المباركة، فما هي الحكمة من اخفاء ليلة القدر هذا ما نُسلط عليه الضوء فيما يلي:

  • دائمًا وأبدًا يُجيب الله تعالى على العبد اللحوح الدؤوب في البحث عن الليالي المُعظمة التي تتجل فيها مغفرة الله ورضوانه على العباد، ليجتهد العبد في قيام الليل مُصليًا شاكرًا داعيًا، فقد أخفى الله تعالى ليلة القدر، على الرغم من قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم” الْتمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ – يعْنِي: ليلَةَ  القدْرِ –  فإنْ ضَعُفَ أحدُكم أوْ عَجَزَ، فلا يُغْلَبَنَّ علَى السَّبْعِ البواقِي”، كما ترك الله عبادة يتضرعون بأحب الأسماء إليه وهي أسماء الله الحُسنى وقد أخفى اسم له يُجيب به الدعاء، لتأتي أسماء الله تسعة تسعين اسم، وذلك لكي يجد العبد الصالح في الدعاء بأسماء الله باحثًا عن الحق، وكذلك أخفى ليلة القدر لكي يجتهد العباد في قيام ليالي رمضان خاشعين تائبين صائمين للمولى عز وجلّ، سُبحانه.
  • قال الله تعالى في سورة القدر الآية الثالثة ” لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”، لذا فقد أخفى الله تعالى اليوم تحديدًا الذي توافق ليلته ليلة القدر لإن عبادتها تساوي ألف شهر، وهي التي تُجير كل من دعا للمولى في ليلة القدر المباركة، والتطهر من الذنوب والآثام أعظمها، فإذا تاب العبد توبة نصوحة إلى الله تعالى كتب له المغفرة وألبسه رداء العفو وكتب له خير الأقدار وأنزل عليه الرحمات.
  • يهدف اخفاء المولى لليلة القدر إلى مواظبة العباد على القيام بالعبادات التي تُقربهم منه في دُنياهم، فقد أخفى قبوله التوبة، وأخفى تحديد الصلاة الوسطى التي جاءت في القرآن الكريم، وأخفى ليلة القدر على الرغم من قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ” أُريت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها”، كما أخفى اسم من أسماءه.

قصة اخفاء ليلة القدر

رأى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في منامة ليلة القدر، ولكنهه لم يتذكرها حين استيقظ ليُقدر الله اخفاء ليلة القدر عن عبادة، ويجتهدون في العبادة والتضرع إلى المولى عز وجلّ، فإليكم تفاصيل قصة ليلة القدر:

  • وردت قصة أن النبي عليه الصلاة والسلام كان نائمًا فأيقظه أهله فلم يتذكر موعد ليلة القدر، حيث جاء  في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “أُريت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها”.
  • جاءت قصة تقول بأن الرسول عليه الصلاة والسلام أدرك ليلة القدر في منامه، ولكنه حين استيقظ على شِجار اثنان، لم يتذكر، كما أخرج البخاري من حديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال: “خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة”.

يُحب الله تعالى اجتهاد عبادة في العبادات والدعاء المستمر الذي لا ينقطع وطلب المغفرة والرحمات، ليستجيب الله لابتهالات عبادة ويرحمهم، فما أجمل أن نُدرك ليلة القدر ويكتب الله المغفرة وخير الأقدار فيُفرج الكروبات ويُبدد الآثام ويُغير الأحوال إلى الأفضل ويجعلنا كما يُحب ويرضى على الوجه الذي يرتضيه، ويرحمنا في الدنيا والأخرة، فسُبحانه أخفى ليلة القدر لحكمة يعلمها، ففي أمره كله حكمة، لا إله إلا الله.

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!